كان قلب الفتى يلمع مثل حجر كريم . . .
يضيء كلما مارست النار فيه غوايتها. . .
وقشرته من بقايا الحالكين . .
لينفلق الطريق الى نهار أمه . .
يضع بين يديها كيسا من الابتسامات . .
وينحني لتقبيل ركبتيها المغرورقتين بالتعب . .
يتوضأ بماء ركضها. .
ويصلي باتجاه الغيم . .
انطفأ قلب الفتى في قلب الغيم . .
حين حطت عليه حمامة مائلة الى لون الليل . .
لها عينان متورمتان بالانتظار. .
نثرته في زوايا المدينة الشاهقة الحرقة . .
ليفرش قميص انطفاءاته . .
ويجول في أنفاسه غراب مفخخ بالتمائم . .
هكذا صار قلب الفتى مثل فحم غريب . .
لكنه حين أجهشت عيناه بالحبر. .
تشقق قلب الفتى عن نهار كسير. .
مضمد بقمر أبيض . .
جبل ربي
الجبل الكثير . . .
أوله تراب . .
وأخره كلام . .
وما بينهما عينان مفر ورقتان بالماء والحنين
يزهر حزنه من وجع الطين ومطر اللغة . .
ناتيه ليلا
هاربين من المستوي بالخوف والاحتياج . .
ملوحين بحلمنا المضيء
في اتجاه غيمة مثقلة بالموت . .
تهيئ لانسكابنا دما في فراغات القلوب . .
-2-
الجبل القليل . .
يتسلق أمي. .
يرفرف شرشفها الكاتم للحزن . .
ويرص عليه أبي نساءه وسنابله . .
ترتب حجرات عثراته . .
وحين يغيب . .
يمشي ما خبأته من ظله المتكسر. .
يبتسم بما خزنته من رنين ضحكة قديمة . .
يبكي بعينيها اللتين أودع فيهما حزنه . .
وينبض بقلبه الذي غادره يوما الى شرفتها.
-3-
الجبل القريب من الجنة . .
تتناثر أصابعنا الملوحة له . .
ونرقب بعيون لاهبة لذة الارتقاء. .
لنسقط عند السفح مطفأين . .
هدى ابلان (شاعرة من اليمن)