إله الأسى:
وجدوه منتحرا في خرابه المغفل
أدمى ظهره بشوك خطايانا
وبكى من أجلنا كثيرا
حتى مسحت السماء بيدها خده
لكنه
لم ينل غفراننا أبدا
متكاسلا
يرفس بابي المقفل بإهمال
ثم يطعن النوم في صدره
كانت العزلة رعشة في الركن
عندما سجن بفمي صرخة دائمة
تريد لو تخرج يوما لتصفع الجدران
……………….
……………….
في يوم مخمور
وقف الشاطئ مترنحا
خرقة دامية
علقت بوجهه كجريمة
كان البحر قد كره اللعبة تماما
فأرسل روحه في سفينة
إلى الجحيم
ولأنهم ورثة مزعجون
لا يصدقون أن الميراث كله خرقة
بكوا بدموع ثلجية
كيف ينتهي كل هذا الضجيج
دون كنز نهائي
يطهر الرحلة من الدم?!
في جنازة متخمة بالنعوش
جاءوا معطرين بالخيبة
توسلوا للشجن
كي يعصر عينيه لتمطر
لكنه غافلهم
وثقب بالوناته الملونة
فانفجروا ضاحكين
– عبث..
هكذا قالت الأحلام
ثم أسندت رأسها على كتفي
ونامت
كانت الأرض مشروخة بحزنها
تعبر فوق الجسر هاربة
وكانت الرحمة تغرف الصباح
في حذائها
وتقفز منفوشة الشعر
نحو السماء
للأسف
كل السلالم التي توصل إليها
قطعت فجأة
ولم يكن هناك
غير بقايا ضجة فوق البحر
وخرقة دامية تلوث وجهه
بعويلها اليومي
لم نكن نهتم
(1)
كانت تصنع غواية مبهجة
تنيمنا على ركبتها برفق
وتغني
حتى يعبر الحراس
حاملين الليل فوق رؤوسهم.
كنا طيبين
فلم نكن نهتم بنتف الظلام
التي غبرت وجوهنا والهواء
كنا طيبين
لأننا وقتها
مسحنا عيوننا بخفة
وانتظرنا
…………….
…………….
(2)
العاهرة العجوز تهذي بموت لا يزورها
ظهرها مقوس كفرع مثقل بالضحايا
كلماتها التي كانت
محشورة في مخدات الأنبياء
سرق اللصوص أعضاءها
فصارت تتسكع في الشوارع
بلا أحلام تطعمها للحمقى
بلا اضحوكة عن عدالة
تخبئها في جيبها
بلا نسل مسحور بالنور
وبلا جيش من النمل
لن يخسر شيئا
ربما
لأن الجيوش
أكل السوس أقدامها
منذ زمن بعيد
فارس خضر شاعر من مصر