قبل أن يطوي القرن العشرون أوراقه ، تستكمل مسيرة نزوى: المجلة /المشروع الثقافي ، بإصدار كتاب نزوى. وتأتي أهمية هذا الاصدار الجديد لكونه خطوة في طريق النشر الثقافي بالسلطنة ، والذي كان قبل صدور هذا الكتاب مجرد محاولات فردية ، فلم تكرس دار نشر خاصة أو عامة لمثل هذه المحاولات الجادة ، ربما استسهالا للنشر خارج عمان عبر دور النشر المتحققة في مصر ولبنان وغيرهما.
لكن مؤسسة عمان للصحافة والأنباء والنشر والاعلان تطرح هذا المشروع الجديد لتدشن توجها فعالا يؤمن بأهمية الاصدار الثقافي – بداية – مثلما يؤكد قدرة المؤسسة على توصيل رسالتها الحضارية خارج الحدود، ولاشك أن نجاح مجلة نزوى وصداها كانا أهم الدوافع وراء هذا الاصدار الجديد.
حوار الأمكنة والوجوه ، العدد الأول من هذه السلسلة هو جماع نصوص ومقالات نقدية للشاعر سيف الرحبي ، نشر معظمها افتتاحيات خلال الأعداد العشرين لمجلة نزوى، عدا بعض المساهمات الأخرى التي ترفد نهرا نقديا يساهم في تأصيل تناول الواقع الثقافي والأدبي في السلطنة والعالم. هكذا تتنوع موضوعات الكتاب بين تناول المكان وأبعاده ، والابداع واتجاهاته والشخوص ومشاهدهم.
ويرى قاريء الكتاب في خاتمته إشارة لبعض عناوين الأعداد القادمة: ترجمة الاستعارة: دراسة للباحث عبدالله الحراصي، مغامرات عماني في أدغال افريقيا وهي ترجمة السيرة الذاتية لحميد الموجبي قام بها عن السواحيلية مستعينا بالمصدر الانجليزي الباحث محمد المحروقي. أما الشاعر طالب المعمري فيقدم في السلسلة ديوانه الثاني: مقاطع بيضاء للصمت ، ويقدم أشرف أبواليزيد دراسة عن الحركة التشكيلية في عمان (عنوان أولي )، ولتكن تلك الاصدارات نبتة تساهم في غرس مساحات ممكنة لتفعيل دور المجلة /المؤسسة / السلطنة الحضاري في المنطقة.