أرجوك يا أخي
وحبيبي احتفظ بروحك
لم يعد لدي مال يصلح لشراء روحك
كما أنني حتى الآن
لم أستطع استعمال أجزاء جسمك
التي بعتها لى رغما عني
جربت أن أستبدل أصابعي الخشنة
بأصابعك الرقيقة
لكنني لم أنجح أن أشعر بأصابع حبيبتي
وهي تلمسنى لمساتها الحبيبة التي تخدرني
وجربت أن أنظر الى الحياة
من خلال عينيك الملونتين
لكنني لم أستطع أن أرى الأشياء التي أحب
رؤيتها
بل إنني في بعض الأحيان
كنت أرى أماكن وأناسا غير موجودين
وقلبك..
آه من قلبك
كم عذبني أن أجرب استعمال قلبك
بدلا من قلبي المليء بالألياف
كانت سخونة قلبك حارقة ولاسعة
ولم تناسب الرجل الثلجي
الذي يتاجر قلبي منذ ولادتي
استبدلت ذكرياتي المليئة بالدموع
بالمهرجانات المضيقة التي اشتريتها منك؛
في تلك الليلة التي شربنا فيها كثيرا
لكن احتفالاتك كانت أيضا مليئة بالمر وأبكتني
عندما آستعرضتها حادثة حادثة
ومشهدا مشهدا.
وجربت استعمال وجهك الأنثوي
الجميل
لكنني عندما مرت به في الشارع
لم يعرفني أحد
ولم يقل لي أحد من أحبائي،
إنني مرت أمتلك وجها أنثويا جميلا.
حتى النساء اللواتى كنت تحبهن
حاولت أن أجبر نفس على مجرد
الحديث اليهن
لكني لم أكن أفهم مطلقا بأية لغة
يتكلمن
كما أنني لم أستطع أن أحب طريقتهن في
تصفيف الشر
أو اختيار ألوان الماكياج والفساتين.
اسمعني جيدا يا أخي وحبيبي
لقد رفعت جميع جواهر أعضاء
جسمك
بين صفحات دفتر مذكراتي فوق أعلى
رف في المكتبة
وعندما تحتاج أن تعود للحياة
ستجد نفسك محفوظة في انتظارك
لأنني أحبك
ولا احب
أن يضيع شيء من جسمك
الذي أحبه أيضا
اسمعني يا أخي وحبيبي
أنا لا أستطيع أبدا شراء روحك
لأنني ببساطة شديدة
قد بعت نفي بكاملها
لقد حدث هذا منذ أربع سنوات
عندما مرت امرأة غامضة
ورأتني أستعد للانتحار كعادتي
فساومتني على أن تشتريني
في مقابل أن تختار لي بنفسها ميتة
طيبة
وفي الواقع أنني ربما ارتحت
لفكرة أن يكون هناك شخص
مسؤول عن موتي
فبعتها نفسي
والمشكلة التي تواجهني الآن
أنك لا تفهم أنني لم أعد موجودا
والكارثة أيضا
أنني لا أعرف ماذا منعت بالثمن
الذي أعطته لي المرأة
والمؤلم في النهاية
أنني لا أعرف أين أنا الآن؟
وماذا صنعت بي تلك المرأة الغامضة
بعد أن بعتها نفسي
عندما كنت – كعادتي –
أستعد للانتحار…؟
ميلاد زكريا يوسف (شاعر من مصر)