شجرةٌ وعليها عشرةُ عصافير
لكنّها ليست خيارا مُغريا
تَستخفّ به أمثالٌ طائشة
إذا عرفتَ أنّ الحربَ تزدري
كلّ القوانين .. وتستخِفّ بنفسها
فالوميضُ الذي يُشبه لونَ شفقٍ يحتضر
كتلةُ الضوءِ تلك التي تحدثُ بغتة
لتُطيّرَ .. رؤوسًا .. وأطرافًا .. من دون أجنحة
لن تسمحَ لكَ .. أن تحكّ رأسكَ مرّة أخرى
فضلا عن .. تفضيلِ «قليلِ يدك» ..
على «كثيرِ الشجرة»!!
ذلك الصوتُ البرتقالي
لن يمنحَ غَفلتَكَ شوطا إضافيا
لاستنقاصِ شجرةٍ مُسالمةٍ
وعصافيرَ تغرّد دوما من دون مقابل
وإمعانا في السخرية
لن يُبقيَ وميضُ الانفجار ..
على الشجرةِ عصفورا واحدا
فإن نجوتَ بما تسميه «حظّا»
ويسميه آخرون «كارثة» لأنه
لم يكن في صفّهم
فقط إن نجوت فقلْ مثلا:
«عصفورٌ على الشجرة ..
خيرٌ مِن عشرة تلوّحُ بها الحرب»
فقد يتسامرُ قومٌ بعدَك
بالحديثِ عن رذيلةِ تفضيلِ
عصفورٍ على عشرة
لأن العَصفورَ ذليلُ يَدين ..
خالد العبسي *