ترجمة رسلان عامر(2)
لقد وصل الاعتراف بالفلسفة التحليلية في بيئة الإنترنت الناطقة بالروسية بالفعل إلى الحد الذي بات يتم فيه صنع الميمات3 بانتظام حول هذا الموضوع، وقد تعلم الجمهور الفكري الواسع المزيد عن ذلك بشكل عام، لكن عمق هذه المعرفة هو دوما موضع تساؤل، فإلى أي مدى نتصور حتى من هو الفيلسوف التحليلي4 وماذا يفعل؟ وللإجابة عن هذا السؤال، نشأت الفكرة لإجراء هذه المناقشة، ونحن نريد إظهار صورة لفيلسوف تحليلي حقيقي يشارك في دراسة القضايا الفلسفية ذات الصلة، وما الشوفينية العصبية، ولماذا تحتاج الفلسفة الأخلاقية إلى السينما وما الذي يعطي الفلسفة حضورها؟ وحول هذا ستدور المناقشة مع الفيلسوف التحليلي سيرجي ليفين.
في الآونة الأخيرة، عاشت الفلسفة التحليلية موجة من الشعبية في الأوساط الرقمية المصغرة، وحقائق ظاهرة معروفة ومميزة في ثقافة الإنترنت، وباتت المواجهة بين الفلاسفة القاريين5 والتحليليين موضوعًا شائع التداول في الميمات، وتحول فيتغنشتاين إلى «نيتشه ثانٍ»، وأصبح عَلـَم الفلسفة الذي يجب أن يعرفه المبتدئون، وهذا يشكل مشكلة الآن، فقد أصبحت الفلسفة التحليلية فكرة شائعة مثل إنسان نيتشه الفائق، لكن الميمات تسقط، لنواجه حقيقة تختزل فيها تصوراتنا عن الفلسفة التحليلية، في الواقع، إلى بعض من الحقائق المحبطة.
هذا هو ما جعلنا نقرر معرفة من هم الفلاسفة التحليليون الحديثون في الواقع، ولهذا، قمنا بدعوة سيرجي ليفين، الفيلسوف التحليلي، والأستاذ المشارك في كلية الاقتصاد العليا في سانت بطرسبرغ، وهو يدرّس الفلسفة والمنطق، ويشارك في دراسة الفلسفة الأخلاقية، وحرية الإرادة وقضية الهوية من خلال أساليب الفلسفة التحليلية.
* قبل أن ننتقل إلى الموضوع الجاد، فلنتحدث قليلا عن بعض الأمور الأساسية. في مقابلات باللغة الروسية مع الفلاسفة الحديثين وأولئك الذين تخرجوا من الكليات ذات الصلة، صادفت الخط الدلالي التالي: إنهم يعتقدون أنهم ينتمون إلى نوع من المعرفة الباطنية (esoteric) الأساسية، ولا يترددون في نصح الجميع بقراءة هيجل، لكنهم يفضلون كسب المال عن طريق الحرف التطبيقية أو العمل البروليتاري..
فما هذا؟ هل هو تبرير مبتذل لاختيار سيئ للتعليم؟ أم هو مرحلة ضرورية في حياة الفيلسوف الشاب؟
– وصفتَ نمطا شائعا من فكر وسلوك مجموعة معينة من الأشخاص، وهذا جزئيا هو نتيجة التعليم الفلسفي في مرحلة ما بعد الاتحاد السوفييتي، فمن ناحية، تغرس أقسام الفلسفة في الطلاب إحساسا وهميا بالمعرفة السرية، ومن ناحية أخرى، لا يتم إعطاء الطلاب المهارات اللازمة لمهنة أكاديمية ناجحة، وبعد التخرج من الجامعة، يكون الخريج والفيلسوف الشاب على استعداد لمشاركة شعور السرية مع الآخرين، ولذلك ينصح الآخرين بقراءة هيجل، ولكنه في الوقت نفسه يكون غير قادر على الانخراط بشكل منتج في العمل البحثي، ولذلك فهو لا يحاول بناء مهنة أكاديمية.
وأود أن أشير إلى أنني تركت الصعوبات الموضوعية في دفع الأجور والتوظيف في الجامعات خارج نطاق المناقشة، وهذا ليس تفسيرا شاملا لجميع الإشكالات الخاصة المحتملة، ويقال أن فيتغنشتاين نفسه كان يخطط للسفر إلى الاتحاد السوفييتي للعمل في مصنع.
* ما رأيك في أن الفلسفة التحليلية قد وصلت في المجتمع الناطق باللغة الروسية إلى مستوى الظواهر الثقافية، حتى أن الناس يصنعون ميمات حولها بشكل منتظم؟
– هذا جيد، لأن هذا يزيد من شهرتها، ومن أجل أن يهتم الإنسان بشيء ما، فيجب عليه أن يعرف عنه، ومن الصعب معرفة الفلسفة التحليلية إذا اقتربت من قسم «الفلسفة» في مكتبة ثقافية أو مكتبة لبيع الكتب، فغالبا ما تكون هناك مجموعة مجنونة من الكتب المدرسية ومزيج عشوائي من الكلاسيكيات، وما بعد الحداثة، والفلسفة الروسية وهلم جرا، وحتى لو كان هناك بالصدفة «أطروحة فلسفية-منطقية»، فلن أوصي أي شخص بالبدء منها للتعرف على الفلسفة التحليلية.
* أليس هناك بعض الإساءة في هذا؟ صحيح أن الأمر قد لا يذهب أبعد من النكات وبعض الأمور العابرة، ولكن لا يزال هؤلاء الناس يساهمون في إفساد سمعة الفلسفة التحليلية، ويبدو أن شيئا مشابها قد تسبب في تشويه سمعة فلسفة نيتشه.
– عدد قليل من الناس فقط سيذهبون في دراستهم للنصوص التي تتجاوز الميمات، ولكن بدون الميمات ما كانوا ليذهبوا إلى أي مكان؛ أما سمعة نيتشه فقد شوهها هو نفسه وأخته والنازيون، ومع ذلك، فهو اليوم في وقت واحد فيلسوف مشهور ومحترم أكاديميا، ومن ناحية، الكثيرون يقرؤونه، ومن ناحية أخرى، يدرسه المحترفون بنشاط ويعلقون عليه.
* أود أن استوضح، ما حقيقة هذا الصراع الأسطوري بين الفلاسفة التحليليين والفلاسفة القاريين الآن؟ وهل حقًا إذا التقوا في نفس المكان، سيبدؤون على الفور في إثبات من «هو تشاد ومن هو فيرجن»(6)؟
– في الجامعات الروسية، لا يزال جيل الميمات لا يعمل بعد بل يتعلم فقط، وبالتالي لا يوجد تقريبا أي صراع، لكن هناك مجموعات مختلفة، فهناك القليل من الفلاسفة التحليليين، والفلاسفة القاريون الأكبر سنًا لا يشعرون بأنهم فلاسفةٌ قاريون، ولا يزال فلاسفتنا يعتقدون أن الفلسفة التحليلية هي أحد أنواع الفلسفة جنبا إلى جنب مع الظواهرية والماركسية والواقعية التأملية وما إلى ذلك.
* برأيك، من يستحق الإدامة في ثقافة الإنترنت إلى جانب فيتغنشتاين؟
– ديفيد لويس هو واحد من أكثر الفلاسفة الراديكاليين الذين يتم الاستشهاد بهم في القرن العشرين، وإذا رأى قارئ ما اسمه لأول مرة أو كان لا يعرف شيئا عنه، فهذا مدعاة للشك في حدود معرفته الفلسفية.
* لماذا تهتم بالفلسفة التحليلية بالذات؟ هناك رأي بأن العديدين خاب أملهم بها في بداية الألفية الجديدة.
– لأنني فهمت أنها الفلسفة الحقيقية في الوقت الحاضر ومن بين معارفي لم يكن هناك أي شخص كان يعمل في مجال الفلسفة التحليلية ثم انتقل إلى المعسكر القاري، ولكني أعرف حالات عكسية، ولكي تصاب بخيبة أمل في الفلسفة التحليلية، فيجب عليك أن تفهمها إلى حد ما على الأقل، والعديد منا لم يفهمها أبدا، وبالتالي لا يمكنهم الإصابة بالإحباط منها.
في بداية الألفية الجديدة، كان هناك حوالي عشرة أشخاص في روسيا يفهمون الفلسفة التحليلية، والآن أصبح عددهم أكثر، وهناك عشرات الأشخاص، وإذا نظرنا إلى الخارج، فسنرى كيف أن التحليليين يحتلون الجامعات تدريجيا في أوروبا، وحتى في ألمانيا، هناك المزيد من المجلات والفرق البحثية التي يمكن تصنيفها في هذا التقليد.
في عام 2013، جاء إلينا في مؤتمرنا في بطرسبورغ الفيلسوف التحليلي الألماني المشهور توماس ميتزينغر المختص في مجال الوعي، وعندما انتقد الأمريكي جون سيورلا الحاضر في نفس المؤتمر، فقد كان واضحا أن هذا النقاش كان داخل إطار نموذج فكري واحد، وليس نقدا من الخارج.
البروفيسور ميتزينغر يترأس قسم فلسفة نظرية حيث يعمل المشاركون والطلاب الذين يتابعون دراساتهم العليا بنفس الطريقة، بقدر ما يمكنني الحكم، وحتى في الدول السابقة في المعسكر السوفييتي، تظهر مراكز للفلسفة التحليلية؛ وفي العام الماضي، حضرت مؤتمرا حول نظريات العامل (agent)-السبب وحرية الإرادة في زغرب، وكان هذا مؤتمرا تحليليا دوليا صرفا، حيث أن المتحدثين من كرواتيا كانوا يختلفون عن المتحدثين من الولايات المتحدة وكندا وأستراليا فقط في النطق ودرجة عشق التدخين، وليس في ما يتعلق بمحتوى مناقشاتهم.
* ما هو الشيء الذي يجعل الفلسفة التحليلية حقيقية، وكيف نميز الفلسفة الحقيقية؟
– تضع الفلسفة الحقيقية الأسئلة الفلسفية وتجيب عليها بحجية، وفي عملية الإجابة، لا تنسى ماذا كان السؤال الأساسي.
أما الفلسفة الزائفة فهي متنوعة لدرجة أخشى فيها أنها تثير السخرية، وما يزعجني أكثر هو «التفلسف على الأسماء» (Philosophy from surnames) وهذا ما وصفه زملائي ييفغيني لوغينوف وأندريه ميرتسالوف بأنه «انزلاق إبداعي حر على سطح المراجع، وهو، في النهاية، لا يفيد في شيء»؛ وهذا ما يتم عندما يتحدثون، عبر الكنايات والحكايا والضرب بالفرشاة العريضة(7) عن فقدان الذاتية، وعن الديالكتيك، والخطاب، والإيديولوجيا، والرغبة، والسلطة، والأزمة، والآخر، ويغضبون من الوضعية والطبيعانية (Naturalism)، ويوبخون التنوير؛ وفي نفس الوقت، يدعون لتذكّر هوسرل، وفوكو، وبورديو، والمحبب عندي جيجيك (Zhizhek) وأنا في هذه المقابلة، أذكر أيضا الكثير من الأسماء، وقد يعتقد شخص ما أن أمامه إسكافي حافٍ، لكني آمل أنك إذا قرأت حتى النهاية فستلاحظ فرقا.
إن المؤشر الرئيس للفلسفة غير الحقيقية هو في عدم القدرة على إعادة صياغة ما تم الاستماع إليه بكلمات أخرى، فالكلمات تكون فيها متشابكة بشكل جميل حتى إذا استبدلت بمرادفات أو حتى برموز من نمط (p→q)، يختفي كل الجمال ومعه الإحساس بالمغزى، وعند التعامل مع تقرير أو مقال في الفلسفة، يجب أن تبحث هل يمكن اكتشاف أي استنتاج (أي ما يريد المؤلف قوله)، وهل هناك أدلة يستخدمها المؤلف لإثبات استنتاجه، وأخيرًا، هل يتبع الاستنتاج خطوات الأدلة؟
وعليك ألا تخلط بين موافقتك على استنتاجات الكاتب وبين فهمك لكيفية تأسيس الكاتب لاستنتاجاته، والحالة الأفضل هي عندما يبدو لك أن الاستنتاج ينبع من المقدمات الأولية، وفي نفس الوقت ترى الظروف التي ستكون فيها المحاكمة خاطئة، ومن المفارقة أنه حتى لو رأيت خطأً في المحاكمات، فإن هذا بحد ذاته لا يعني أن الفلسفة المطروحة هي فلسفة زائفة (Pseudophilosophy)، لكن الأسوأ من ذلك، هو عندما يتعذر فهم ما إذا كان الكاتب مخطئا في محاكماته، لأنه من المستحيل عندها إعادة بناء حجته.
وعليك أيضا أن تتساءل: هل أمامك حجة برهانية؟ أم فكرة مجازية؟ أم مجموعة من الصيغ؟ أم إرشادات عمل؟ أم وصف للحقائق؟
ولتوضيح الأمر أقول إنه لا يوجد في إجابتي الآنفة حول الفلسفة الحقيقية والفلسفة غير الحقيقية أي حجة.
* هل هناك أية خصوصية في نشاط الفيلسوف التحليلي لا يلاحظها الأشخاص الذين ينظرون إليه من المنظور الخارجي؟
– بالنسبة لبعض الأشخاص، ترتبط الفلسفة بإمكانية الحديث عن أي شيء يريدونه، أما الفلسفة التحليلية، فهي تناقض هذا الاتجاه وتزن بدقة ما تقوله ولا تؤكد على ما هو زائد.
* هل شعرت بوجود أية تشوهات احترافية في سياق ممارستك للفلسفة التحليلية؟
– هذا سعي للكلام بطريقة يصعب فيها دحضك؛ وعلى سبيل المثال، فإنني بشكل عفوي أدخل عبارات مثل «في معظم الحالات»، «عموما»، «بعضا من»، وهذا يسمح باستبعاد الأمثلة المعاكسة الفردية، ولكنه يؤثر سلبا على الجمال الأسلوبي للنص ويبطئ الحديث.
لكن بفضل طريقة الأمثلة المعاكسة وغيرها من العمليات المنطقية، يمكن العثور على أخطاء تقريبا في أي «حكمة» اعتيادية، وهذا أمر مثير ولكنه يبدو غريبا إذا لم يتم ضبط النفس؛ وعندما يقول أحد ما بطريقة ذكية: «لا يمكن تصديق أحد»، فأولا، هذا تأكيد ذو تناقض ذاتي، حيث إنه يدعو إلى عدم تصديق أحد، وبنفس الوقت إلى تصديق هذا التأكيد ذاته، وثانيا، هذا التأكيد من الناحية التقنية، هو غير قابل للتطبيق، وذلك لأننا مضطرون لتصديق الآخرين في حياتنا الاجتماعية، كما هو الحال عندما نتفق على موعد الاجتماع مثلا، وعلى الأرجح، يريد من يدلي بهذا التأكيدِ التأكيدَ على ضرورة تقييم جميع التأكيدات المهمة بشكل نقدي، ولكن بهذه الصياغة يفقد هذا الفكر بريق الحكمة العميقة ويبدو تافها.
* لديك عدد من الأعمال المتعلقة بفلسفة الأخلاق، ونود أن نسأل عن خصوصية النظرة التحليلية للأخلاق.
– في الأخلاق، كما هو الحال في المجالات الأخرى، ليس لدى الفلاسفة التحليليين رؤية واحدة للمشاكل، ويمكن للتحليليين تبني وجهات نظر متعاكسة بشكل مباشر، لكن مع ذلك، لديهم توافق في الآراء بشأن النهج العام لحل مثل هذه المشاكل، وبالنسبة لأولئك الذين يرغبون في الخوض في التفاصيل، يمكنني أن أوصي بالمقال المميز لليونيد ماكسيموف «حول الأسلوب التحليلي في الأخلاق»؟.
أما تاريخيا، فأول دراسة مونوغرافية(8) في اللغة الإنجليزية حول الفلسفة التحليلية بالمعنى التاريخي الضيق كانت مكرسة ليس للمنطق أو الرياضيات أو فلسفة اللغة، وإنما للأخلاق (انظر جورج مور «المبادئ الأخلاقية»)، والمقصود بالمعنى التاريخي الضيق لمفهوم الفلسفة التحليلية هو حركة الفكر الفلسفي التي تبدأ من فريغه ومور وراسل وفيتغنشتاين وكارناب وغيرهم، وعندما أتكلم عن الفلسفة التحليلية دون تحديد محدد، فذلك يعني أية فلسفة لديها براهينها اليوم.
* بكلمات أخرى، أليس هناك شيء مبالغ فيه في الربط بين الأخلاق والفلسفة التحليلية؟
– أول مرة سمعت فكرة أن أرسطو وكانط هما فيلسوفان تحليليان كانت في مؤتمر في أكسفورد، وقتها، بدت لي هذه الفكرة غير معقولة بتاتا، ولكني الآن أعتقد ذلك أيضا.
وأنا أتفق مع فاديم فاسيلييف الذي يؤكد أن الفلسفة التحليلية هي استمرار للفلسفة الكلاسيكية، فلم ينفصل التحليليون عن الفلسفة، بل العكس هو الصحيح، وقد صنع الفلاسفة القاريون تدريجيًا خليطا غريبا من الخطابة والأدب والصحافة، على غرار هيغل، أما أولئك الذين لم تجرفهم الفلسفة القارية، فقد أصبحوا مع الوقت فلاسفة تحليليين، على الرغم من أنهم كانوا مجرد فلاسفة يواصلون حل المشكلات الفلسفية القديمة.
وعند فهم الفلسفة التحليلية على نطاق واسع مثل هذا، يمكن حينها تسمية معظم الأعمال في الأخلاق بأنها تحليلية.
* هل يمكن للنظرة التحليلية للأخلاق أن تساعد شخصا محددا؟ وهل ساعدتك شخصيا؟
– يميل الناس إلى التقليل من قوة المعايير الأخلاقية، على الرغم من أن هذه المعايير غالبًا ما تهزم القوانين والسلطة والعنف والمال، فالأخلاق أو الفلسفة الأخلاقية لها أهمية أولوية عند أي شخص، لأنه من المستحيل الابتعاد في حياة عاقلة عن أسئلة مثل: ما هو الجيد وما هو السيئ؟ وماذا علي أن أفعل ولماذا؟
فأولًا، تؤثر الإجابات السائدة عن هذه الأسئلة من الخارج على كل إنسان من خلال القوانين والمعايير الأخلاقية التي يتم قبولها من قبل الآخرين والدولة، وحتى إذا لم تكن تنوي تغيير المعايير الأخلاقية في العالم بأسره، فمن المؤكد أنه ستحدث مواقف في الحياة تتطلب منك مناقشة مدى قبول سلوكيات معينة، وربما ترغب في إقناع من تحاوره برأيك في مسألة ما، وستكون المناقشة أكثر إثمارًا إذا كنت قادرًا على تبرير وجهة نظرك بشكل منطقي.
وثانيًا، السؤال حول ما هي الأفعال الصحيحة وما هي الأفعال الخاطئة مهم بالنسبة لنا أنفسنا، فأنت لن تريد أن تكون خيارات حياتك عشوائية، أو أن يكون من السهل التلاعب بمعاييرك الأخلاقية.
وبالنسبة لي يبدو لي أنني قد شكلت مناعة ضد هذا النوع من التلاعب، فعلى سبيل المثال، عندما أسمع إعلانات عن تدريبات «النمو الشخصي»، و«القيادة»، و«تعزيز النجاح»، و«كيفية الزواج من مليونير»، و«جذب الجنس الآخر»، أدرك أن الكثير منها يروج لفكرة بدائية مفادها أن التخلص من القيود الأخلاقية يسمح بتحقيق الأهداف.
في منطقة «الراحة المألوفة» السيئة الصيت، التي يتم الحث بنشاط على الخروج منها، لا توجد الراحة النفسية فقط بل والمسموح به أخلاقيًا أيضا، والخداع المزدوج يتمثل في عدم الإشارة إلى حقيقة أن هذا الخروج هو أمر سيئ وأنه لا يعمل، فالغالبية العظمى من المجرمين هم تعساء وفاشلون في الحياة.
تخيل أن لديك الفرصة لسرقة المال من طفل، يمكن القيام بذلك بسهولة، ولن يمسكوك، وستحسن ظرفك المادي، فلماذا لا تفعل ذلك؟ هل ستشعر بالانزعاج؟! ما تحث عليه تلك التدريبات هو من نفس السلسلة، ولكنه ليس واضحا بنفس القدر.
* على موقع «مدرسة الاقتصاد العليا» في موسكو، مذكور أنك تقوم بتدريس مقرر «فلسفة الأخلاق في السينما: النظريات الأخلاقية ودراسات الحالة». لماذا تم اختيار فلسفة الأخلاق في السينما؟ وما هي القضايا التي وجدت أنها الأكثر إثارة للاهتمام بالنسبة لك؟
– سأقوم بتدريس هذا المقرر لأول مرة هذا العام(9)، وهو يعتمد على الكتاب الدراسي «نظرية الأخلاق في الأفلام: مقدمة للأخلاقيات» لـ د. إ. كوفالسكي الصادر عام 2012، وخلال الدروس سنقوم بتحليل فيلم ما مع نظرية أخلاقية ذات صلة، فمن خلال الأفلام يمكن توضيح مواقف مختلفة لنظريات أخلاقية وتحليل الحلول التي تقدمها، وحسب الخطة المعدة، سنبدأ بتحليل فيلم «العيب» (2001)، ونظرية الإرادة الثيولوجية، ووفقًا لهذه النظرية، يحدَّد الخير وفقا لإرادة الله بشكل حصري.
ووفقًا لملاحظاتي، فإن السؤال الأخلاقي الأكثر شيوعا في السينما هو سؤال ما هو الأفضل: النتائج الجيدة (وفقا للعواقبية) (Consequentialism) أم الالتزام ببعض المبادئ غير المشروطة (وفقا للقيَمية) (Deontology)(10)، وفي السينما السوفيتية، تم الكشف عن هذه القضية في الخلاف الشهير بين جيغلوف وشارابوف في فيلم «مكان اللقاء لا يمكن تغييره».
أحد أهم الأفلام بالنسبة لي هو فيلم «فندق رواندا»، وهو يحكي عن الإبادة الجماعية في إفريقيا في التسعينيات؛ وبأفلام مثله، يمكنك اختبار مدى استعداد الناس للإيمان بالنسبية الأخلاقية، المتمثلة بالفكرة الشائعة بأن الأخلاق شيء نسبي، وليس هناك خير وشر؛ لكن من بالغ الصعوبة العثور على شخص يوافق بجدية على أن الإبادة الجماعية للتوتسي هي خصوصية ثقافية عند الهوتو، وأنه لا يحق للناس في الخارج إدانتها، وإذا وافق المرء على أن ما يحدث على الشاشة هو شرير بغض النظر عن تفضيلاته الخاصة فإن النسبية الأخلاقية خاطئة؛ كما أنه من المفيد أيضا مناقشة سبب اعتبار الحرب في يوغوسلافيا، التي راح ضحيتها آلاف الضحايا في عام 1994، أكثر أهمية بالنسبة للأوروبيين من الأحداث في رواندا، التي قتل فيها حوالي مليون شخص في نفس العام.
* في المثال الذي قدمته من خلال فيلم «فندق رواندا»، في الواقع، تتم مناقشة الحقائق التاريخية، والفيلم هو وسيلة لجذب الجمهور.
– لقد التقطتَ بالضبط لماذا يلجأون إلى السينما في الفلسفة الحديثة خارج نطاق علم الجمال، ذلك لأنها مادة توضيحية ملائمة لقضايا مختلفة، وبالطبع تتم ملاحظة السمات الفنية للفيلم لكنها تعتبر ثانوية، وبالتأكيد بدلا من الأفلام، يمكنك أن تأخذ القضايا إلى الأدب أو ألعاب الكمبيوتر، لكن السينما تبقى هي الأفضل بسبب إمكانية الوصول والوقت الأقل المطلوب للتعريف.
* عادةً ما يرتبط مجال الإعلام والفن باتجاهات فلسفية غير تحليلية تماما. ما الذي أثار اهتمامك في تراث الفلاسفة القاريين؟
– يعجبني كيف كان صديقي، الفيلسوف والناقد السينمائي ألكساندر بافلوف، يتحدث عن السينما، وقد صرت مهتما بتجربة شيء ما في هذا الاتجاه، وقد تحقق هذا الاهتمام من خلال البحث عن قضايا في السينما، وليس من خلال نظرية السينما.
لكن التحليليين ما يزالون غير مرتبطين بموضوعات مماثلة، على الرغم من أنهم بدأوا في الانخراط فيها، وكما كنتُ قد قلت، في الفلسفة التحليلية، يمكنك العثور على نصوص حول أي موضوع فلسفي من الميتافيزيقا إلى إيجاد معنى الحياة؛ وهناك أيضا علم جمال تحليلي، لكنني لا أتعامل مع هذا الموضوع بسبب كثرة الموضوعات، فمن المستحيل التعامل مع الفلسفة التحليلية بأكملها على الفور، إلا إذا كنت مؤرخًا للفلسفة، وبدلًا من ذلك، يركز الفلاسفة في عملهم على العديد من الموضوعات المختارة، على سبيل المثال، نظرية المعرفة، الميتافيزيقا، فلسفة الوعي، …إلخ، وفي هذا الصدد، يشبه الفلاسفة ممثلي المهن الأخرى، فكل طبيب لديه تخصص ما، والأبطال الرياضيون لا يكونون أبطالا في جميع الألعاب الرياضية في نفس الوقت.
* هل هناك أي نوع من السينما التي تتخللها روح الفلسفة التحليلية؟ وإذا لم يكن كذلك ، فماذا يمكن للسينما أن تكون؟
– هناك من الفكاهة في النصوص التحليلية أكثر بكثير وسطيا مما لدى المؤلفين القاريين منها، وهذا سبب آخر يجعلني أحب الفلسفة التحليلية، فالتحليليون يحبون بشكل خاص أن يكونوا ساخرين، ولذلك يجب أن يكون الفيلم الذي ينقل روح الفلسفة التحليلية كوميديا فكرية.
وأول ما يتبادر إلى ذهني هو أفلام ومسلسلات مونتي بايثون(11)، وبشكل خاص, أتذكر مشهدا من «حياة براين» حيث يطرح المناضلون من أجل الحرية ضد الرومان سؤالا بلاغيا: ماذا أعطاهم الرومان؟ ثم يبدؤون في توضيح أنه بالإضافة إلى الاضطهاد، أعطاهم الرومان القنوات المائية، ثم يتم إضافة المسرح والطرق الجيدة والنظام العام وغيرها من الفوائد إلى هذه القائمة. هذا المشهد، مثل العديد من المشاهد الأخرى من مونتي بايثون، ينقل طريقة الفلاسفة التحليليين الذين يدققون باستمرار بياناتهم وتعريفاتهم، حتى عندما يقلل هذا التدقيق من قوة الإقناع الخطابي لحججهم ويبدو كوميديًا.
* أنت تكتب أيضا عن الشوفينية العصبية (Neurochauvinism) ومشكلة التطابق بين الوعي والدماغ، فهل أنت مهتم بهذا الموضوع؟ وهل تتوقع أي اختراقات من قبل التكنولوجيا في هذا المجال في المستقبل القريب؟
– الشوفينية العصبية هي استنتاج غير صحيح من النظرية الصحيحة القائلة بأن وعينا متطابق مع بعض العمليات في الدماغ، وقد كان من الواضح منذ فترة طويلة أن الأفكار تتموضع في الدماغ البشري، ولكن لا يترتب على ذلك أن الأفكار يجب أن تكون موجودة فقط في الدماغ، وفكرة أن الوعي يتطلب بنية عصبية مطابقة تسمى «الشوفينية العصبية».
ويمكننا القول أن طفرة كبيرة في علم الأعصاب قد حدثت بالفعل، لكن معظمنا ببساطة لا يعرف أو لا يدرك معناها، وعلى سبيل المثال، تشير بعض التجارب إلى أن عصبونًا (neuron) معينا قد يكون مسؤولا عن ذكريات موضوع ما، على سبيل المثال، دارث فيدر(12)، ومن خلال تنشيط هذه الخلية العصبية، يمكنك فهم ما يفكر فيه الشخص؛ وإذا ما عدنا إلى الشوفينية العصبية، فمن الخطأ الاعتقاد أنه بدون امتلاك هذه العصبونات، سيكون من المستحيل التفكير في بطل «حرب النجوم».
* في هذه الحالة، كيف سيبدو «عدم امتلاك» عصبون معين، وعلى ماذا سيؤثر ذلك؟ وهل سيكون من الممكن التفكير في دارث فيدر بدون أية عصبونات على الإطلاق؟
– على ماذا يؤثر امتلاك العصبونات في كل حالة على حدة هو سؤال تجريبي، والإجابة عنه تعتمد على الخصائص الفردية لكل كيان عضوي، والنظرية القائلة بأنه يمكن التفكير في دارث فيدر بدون أية عصبونات على الإطلاق تسمى»الوظيفية» (Functionalism)؛ وهذه النظرية تعرّف الوعي ليس من خلال ما يتكون منه، ولكن من خلال ما يفعله، وقد اقترح هيلاري باتنيم، أحد آباء هذه النظرية، أنه يمكن للوعي أن يتحقق في جميع الوسائط التي يمكنها أن توفر نفس وظائف الدماغ.
لنأخذ الساعات، التي يمكنها أن تكون إلكترونية وميكانيكية وشمسية، ولا يهمنا مما هي مصنوعة، ولكن ما يهمنا هو أن يكون من الممكن تحديد الوقت بواسطتها؛ وهناك عدد لا حصر له من هذه المقارنات؛ وفيما يتعلق بالوعي، هذا يعني أنه يمكننا فرز الوظائف التي يؤديها، ثم ننسب الوعي إلى تلك الأشياء التي تؤدي هذه الوظائف، وهذه الوظائف يمكن أن تكون أمورا مثل الإدراك والتفاعل مع المحفزات الخارجية وتمثيل الأشياء التي ليست في مجال الإدراك، والقدرة على التعاون مع الآخرين، وحل المشكلات الرياضية، وهلم جرّا، وفي المحصلة سيكون هناك مجموعة من الوظائف، وأولئك القادرون على تنفيذها، وسيكون الوظيفيون (Functionalists) مستعدين للاعتراف بهؤلاء ككائنات واعية، حتى لو لم يكن لديهم أية عصبونات.
* يبدو أنك قد اخترت مثالا غير مسيء للغاية، لأن وصف هذه المشكلة بشكل عام يذكرني بمواقف بعض التيارات السياسية الحديثة وغيرها، حيث يتم إرجاع بعض الآراء إلى الخصائص الفيزيولوجية لأصحابها، وفي الواقع، هذا عادة ما يبدو غير لائق مع ما فيه من الإشارات إلى معدل الذكاء أو مجرد التكرار للعبارة السحرية «علم وظائف الأعضاء»، وأعتقد أنه لن يكون من المستغرب أن نرى الموقف القائل بأن المعارضين الأيديولوجيين لديهم «عصبونات خاطئة».
– نعم، وإنه لمن المحتم أن تظهر مثل هذه التوجهات، وبدوري تسليني تلك التفسيرات الشائعة للعلم عندما يتم إخبار الناس أن العلماء اكتشفوا أن أدمغتنا تجعلنا نؤمن بشيء ما أو تمنعنا من الإيمان بشيء ما. إن مثل هذه الصيغ مناسبة لجذب الانتباه، ولكنها غالبا ما تشكل ازدواجية ضمنية، تتمثل بفرضية أن هناك «أنت» منفصل ودماغ منفصل يعيقك أو يساعدك؛ وهنا بالضبط هو المكان الذي تظهر فيه إحدى مهام الفلسفة الحديثة، والتي يعرّفها دانيال دينيت على أنها إزالة الصراع الظاهر بين النظرة الاعتيادية والنظرة العلمية للعالم، وللقيام بذلك، يمكن أن نـُري أنه لدينا لغتا وصف تختلفان وتتطوران، وكل واحدة منهما يمكن أن تكون مناسبة ومفيدة في ظل ظروف معينة.
وهناك مهمة أخرى أيضا، وهي اكتشاف الأخطاء المنطقية في المحاكمات الفكرية المهمة اجتماعيا؛ وإذا ما عدنا إلى فكرة أن بعض المجموعات لديها بشكل وسطي معدل ذكاء أو أي مؤشر آخر أعلى أو أدنى من المجموعات الأخرى بسبب فيزيولوجيتها أو شيء من هذا القبيل، فسنجد فعليا في عمل جون ستيوارت ميل «حول خضوع المرأة» إشارة إلى أن مثل هذه البيانات لا تسمح بالتنبؤ بخصائص الأفراد، وبالتالي لا يمكن أن تكون بمثابة أساس لتقييد حقوقهم وحرياتهم، وهذا المذكور أخيرا، هو ما تسعى إليه النظريات السياسية التي أشرتَ إليها.
عدا عن ذلك، دعني أعطيك مثالا مبسطًا وعبثيا عن عمد: حتى بين سكان المناطق المختلفة في نفس المدينة، قد يختلف المتوسط الحسابي أو القيم المتوسطة لبعض المؤشرات، لكن من السخف بناء نظرية للتفوق العنصري على هذا الأساس أو إيجاد سبب للاستياء، وفكرة ميل بسيطة إلى حد ما، لكنها تحل جزءا مهما من النقاش السياسي الحديث حول المساواة والحقوق المتساوية.
* كيف يحدث أن تعثر البشرية مرارا وتكرارا على أنواع جديدة من الشوفينية النظرية؟ أفلا يمكن أن تكون هناك حاجة أخلاقية لهذا؟
– أعتقد أن البشر منظمون بطريقة تجعل الجميع يظنون أنهم مميزون، وأن العالم يدور حولهم؛ وكما أشار ديفيد هيوم، فإن الألم الحاد في إصبعنا الأصغر يلفت انتباهنا أكثر من موت الآلاف من الناس في قارة أخرى؛ ونحن نميل إلى تطوير نظريات مفادها أن جنسنا البشري فقط أو الكائنات المماثلة هي القادرة على التفكير والشعور.
ومن الناحية الأخلاقية، قد يساعد هذا في تبرير سبب إعادة تخصيص الموارد المحدودة لصالح أصحابها الخاصين، إلا أن التطور الأخلاقي ربما يكمن في حقيقة أن دائرة أولئك الذين نعترف لهم بالحق في العدالة آخذة في الاتساع، في البداية، تكون العائلة ثم يأتي الأصدقاء وبعد ذلك مواطنو البلد، وهكذا حتى تشمل العدالة أية مخلوقات يمكن أن تشعر بالألم أو التفكير.
الهوامش
– سيرغي ليفين هو فيلسوف تحليلي روسي وأستاذ مساعد للفلسفة في “الجامعة الوطنية للأبحاث” (المدرسة العليا للاقتصاد) الروسية؛ أما ألكسي كارداش فهو كاتب وإعلامي روسي، له مشاركات في عدة مواقع ومنصات الإلكترونية مثل “syg.ma” و”Concepture Club” و”Insolarance”، وغيرها..
– تجدر الإشارة إلى أن جميع الحواشي التوضيحية المرفقة بهذه الترجمة هي من وضع المترجم.
– “الميمات” (Memes) هي عناصر ثقافية (مثل الصور أو النصوص أو مقاطع الفيديو) التي يتم تداولها عبر الإنترنت بين المستخدمين وتنتشر بشكل سريع، ويمكن أن يصف الـ”ميم” أي شيء من النكات والفكاهات البسيطة السريعة الانتشار، إلى الرموز الثقافية الأكثر تعقيدًا التي تعكس المعتقدات والقيم الثقافية لمجموعة معينة من الناس.
– “الفيلسوف التحليلي” (Analytical philosopher) هو مصطلح يشير إلى الفيلسوف الذي يستخدم المنهج التحليلي في الفلسفة، ويهدف إلى تحليل المفاهيم والأساليب الفلسفية بشكل دقيق وصارم. ويعتبر هذا المنهج شائعا في العالم الناطق بالإنجليزية، خاصةً في بريطانيا والولايات المتحدة، ويتميز بالتركيز على اللغة والمفاهيم الدقيقة والأدلة المنطقية، ويتضمن هذا التوجه فلاسفة كبار مثل بيرتراند راسل ولودفيغ فتغنشتاين وجورج إدوارد مور وألفريد أيير وغيرهم، ويعد هذا التوجه الفلسفي واحدًا من التوجهات الرئيسة في الفلسفة المعاصرة.
-“الفلاسفة القاريون” (Continental philosophers) هو مصطلح يشير إلى المجموعة الفلسفية التي تأتي من القارة الأوروبية، خاصةً فرنسا وألمانيا وإيطاليا، والتي تختلف عن المدرسة الفلسفية الأمريكية بأسلوبها ومواضيعها ومناهجها، وتشمل هذه المجموعة من الفلاسفة عددًا من الأسماء المشهورة، مثل جان-بول سارتر ومارتن هايدغر وميشيل فوكو وغيرهم.
– “Chad” و”Virgin” هي عبارة شائعة في ثقافة الإنترنت، حيث يستخدمها المستخدمون لوصف أنواع معينة من السلوكيات أو الأشخاص، فيشير “Chad” إلى شخص يُعتبر جذابا وناجحا في الحياة الاجتماعية والعاطفية، بينما يشير “Virgin” إلى شخص لا يملك خبرة كافية في العلاقات الاجتماعية والعاطفية.
– عبارة “الضرب بالفرشاة العريضة” أو “الرسم بالفرشاة العريضة” في اللغة الروسية تستخدم للإشارة إلى الطريقة السطحية وغير الدقيقة للتحدث عن أفكار تخصصية معقدة.
– العمل المونوغرافي يعني أي بحث أو كتاب يتناول موضوعا واحدا بشكل معمق.
– المقال الأصلي منشور باللغة الروسية في 16/02/2019.
– Consequentialism: هي نظرية أخلاقية تركز على النتائج والعواقب، ووفقا لهذه النظرية، فإن الأمور تُقَيَّم بناءً على النتائج المنتظرة منها، والتي يمكن أن تتمثل في السعادة أو الأمن أو الراحة أو أي أثر إيجابي آخر، فيما تعتمد الدينتولوجيا (Deontology) على المبادئ والثوابت الأساسية غير القابلة للتفاوض كمعيار للأمور الأخلاقية، بصرف النظر عن وجود أي نتائج واضحة أو فعالة للعمل.
– مونتي بايثون (Monty Python) هي فرقة كوميدية بريطانية شهيرة تأسست في عام 1969، وتألفت من جون كليز، تيري جيليام، مايكل بالين، إريك إيدلستون، تيري جونز وجراهام تشابمان، وقد اشتهرت هذه الفرقة ببرامجها وأفلامها، التي كانت مشهورة بالسخرية والطرافة الفكاهية والذكاء الفكري، وقد وصلت شهرة الفرقة إلى أرجاء واسعة في العالم، وأثرت في الثقافة الشعبية والترفيهية بشكل كبير.
– دارث فايدر (Darth Vader) هو أحد الأبطال الرئيسين في سلسلة أفلام الخيال العلمي الشهيرة “حرب النجوم” (Star Wars).