كبوة الموت
كان الموت يجأر
طيلة البارحة
كما ليث في حظيرة
لكنه غادر على مضض
في الهزيع الأخير
مخلفا على السرير
جسدا ناحلا
تتناهشه الكوابيس
ومخالب السأم.
وحين انقشعت
غيمة المخدر
كانت ثمة باقة نضرة
كوجه من جاء بها
ترقد بجانبي..
……
……
……
أتدرين?!
كنت استمد منها
عافيتي
بعد عناء
خلته دهرا من الأوجاع.
معجزة..
كل الأسلاك
التي أدخلوها عنوة
تحت الجلد
لم تفت في عضد الألم
فجحافل العذاب
ترعى بشراهة
كقطعان متوحشة
لكن طفلتي
التي طبعت قبلتها
ومضت
عرفت كيف تهب
البلسم.
المستحيل..
في غرفة العناية
الفائقة
تسولت الهواء
من الطبيب
لأن رئتي خاويتان,
ولما أشاح بوجهه
انحدرت دمعتان
فغام العالم
من حولي.
فتائل الجسد
مسختني الصحراء
ذات ليلة
فاندفعت لاهثا
أثقب الأرض
حتى انبجس عرقها,
وحين عبأت أوردتي
اشتعلت فتائل الجسد.
المرآة..
فاح عطرك
في الآفاق
ولما هرولت في
إثرك
أسلمني السراب
إلى حتفي..
أنت مرآتي
فما الذي يضيرني
إن وقفت أمامك
عريانا .
نزوة ..
من نزواتي
أن أستحيل صعلوكا
على أرصفة الخيال
وأن أهب الأبدية
خلاصة تشردي
لأن الكون وطني.
مبارك العامري
شهعر من سلطنة عمان