الجميع يلتقي في «الدار البيضاء» طاحونة المخلوقات البشرية، مدينة الانسحاق والزيف:
«عسير جداً أن يجد له الإنسان ثقباً ينفذ منه إلى مجتمع الدار البيضاء»(1).
«فالدار البيضاء مدينة يمكنها أن تعطيك الفرصة لكي تعيش.
عليك فقط أن تتنازل عن بعض الأشياء لا داعي لشرحها، ولماذا لا نقولها، يمكن للمرأة أن تتمادى قليلاً، أقصد حتى زوجتك أو أختك أو ابنتك، ويمكنك أنت أيضاً أن تكشف عن أعضائك، فهناك الشواذ الذين يرغبون في فعل ذلك، وعليك أيضاً أن تكذب قليلاً أو كثيراً وأن تنافق قليلاً أو كثيراً وأن تفعل هذا أو ذاك، باختصار، إن لكسيتاما لنفسك أو للآخرين، وهذه هي الدار البيضاء(2).
«وهنا في الدار البيضاء يحبون المال والفسق وكل واحد عينه في زوجة صاحبه»(3).
الدار البيضاء مصنع لإنتاج القمع والمسخ والرذيلة، بالوعة كل الأشياء الجميلة… نقطة الالتقاء والتواصل مع المتروبول، مدينة السرعة والتهافت على جمع المال والاغتصاب، بوتيرة شبيهة إلى حد كبير بوتائر المدن الرأسمالية الغربية(4)، يتحول فيها الإنسان إلى مسمار صغير تديره آلة ضخمة لُبُّها الاستهلاك أو تراكمُ رأس المال، وإذا ما حاول الفرد الخروج على منطق هذه الآلة أو معاكستها فستسحقه بلا رحمة، فتتكون حشود من البروليتارية الرثة، ومن المثقفين الواقفين على الهامش، أو المواجهين هذه الآلة من خلال تنظيماتهم النقابية أو السياسية، أو من خلال كتاباتهم الإبداعية التي تدين هذا الزيف وهذا الموت.
الدار البيضاء في بيضة الديك وفي تجربة الرواية المغربية بشكل عام(5)، مكان إشكال يظهر كمجال للرواية وللخطاب الإبداعي، بصعود البرجوازية الصغيرة ذات الأصول الريفية التي زحفت إلى هذه المدينة مأخوذة بغواية المدن الكبيرة، «فرص العمل»، و«فرص التعليم»… لقد أخذت الدار البيضاء صفة الفضاء الذي يقوم له وضده وداخله ومنه، الحديث الروائي مع ظهور «الجيل» الثاني من الروائيين المغاربة، بكل ما يحويه هذا الجيل من اختلافات من التصور الفلسفي والاجتماعي والإبداعي للحياة في المغرب عامة وفي الدار البيضاء خاصة، لقد كان الجيل الأول بنزعته التقليدية (غلاب، عبد المجيد بن جلون، عزيز الحبابي) يقيم فضاءاته الروائية من المدن المنسجمة مع بنية فكرهم (فاس، مراكش)، أما الجيل الثاني فهو جيل المثاقفة والحيرة والمواجهة المعقدة، فإن مدناً مثل «فاس، ومراكش» تبدو أكثر انطواءاً على أشيائها، وأقل اندماجاً و«حوارية» مع «الآخر» الذي ينخر الذات وبأساليب تكنولوجية حديثة، وبرأسمال مرعب ضخم، ولذا فهي لا تحقق جواباً على أسئلتهم.
ليس من اليسير تفكيك تعقيدات مدينة كمدينة الدار البيضاء، ولكن زفزاف في «بيضة الديك» يحاول أن يكتشف هذه المدينة من خلال مجموعة من الشخوص بتتبع سلوكاتهم الاجتماعية والسيكولوجية التي هي نتاج عن هذه المدينة المتاهة.
المثقف والسلطة:
تتحدد هذه العلاقة في محورين متناقضين، محور الانسجام مع رؤية السلطة، وآخر تناقضي معها، يبحث الجميع في الرواية عن بريق السلطة لأن السلطة هي سلطات متعددة، وكل واحد يفهم السلطة منطلقاً من انتمائه الطبقي ورؤيته السياسية، وصفاء وعيه أو ضبابيته أو استلابه. ولكن تظل معضلة السلطة والموقف منها الهم الرئيس في الرواية الذي تتفجر منه وعلى ضفافه مشكلات معقدة أخرى.
تطالب الشرائح الاجتماعية الفقيرة بالسلطة لا للممارسة القمع والاضطهاد والاستلاب، إنما للدفاع عن حقها في العيش(6). وفي المجتمع المغاربي حيث سيادة السلطات المركزية البورجوازية التقليدية (المغرب الأقصى)، والبورجوازية الليبرالية (تونس) والبورجوازية العسكرية (الجزائر).
إلا أن هذه المركزية في حيازة القرار الاقتصادي والسياسي، تفرز بورجوازيات طفيلية، تستفيد من مركزية الأولى بدعوى العروشية والأسرية والدم، أو بدعوى الزمالة والصداقة في فترة الكفاح المسلح أو قبلها أو بعدها… أو تحت غطاءات أخرى. ولكن لا تلبث هذه البورجوازيات التي تشكل الهامش أن تتحول إلى المساهمة في صياغة القرار المركزي اقتصادياً وسياسياً وعقائدياً، ويزداد تدخلها كلما تشابكت وتعقدت العلاقة بين (الهامش) و(المركز)، المبنية على مصالح تقتضي في مرات كثيرة (حالة الجزائر) إخفاء أو تمويه الأطراف التي تقف وراءها.
لكي تحافظ الشرائح الاجتماعية الفقيرة على وجودها الاجتماعي والأخلاقي والنفسي والجسدي من الذوبان، عليها أن تَبْعَث بأبنائها إلى مؤسسات «العِلمِ»، لأن «العِلْمَ» هو الطريق الذي عَبْرَهُ يمكنها خلق علاقة مع السلطة المركزية التي بإمكانها منحها سلطة صغيرة تدافع بواسطتها عن الحق في الوجود.
تكشف لنا النداءات التي ترسلها (الأسرة) «لرحال» في شكل وصايا، هذا البعد، أي الدعوة إلى الاندماج في جهاز المؤسسات الأيديولوجية للدولة وذلك لتحيط (الأهل) (الأسرة) بسياج من الاحترام، فرحال مثقف ينتمي إلى وسط لا يحوز أية سلطة، لا سلطة رأس المال، ولا السلطة العسكرية، ولا السياسية، لذا فنداء (الأسرة) الموجه إلى «رحال» نداء يعكس زيف الوعي الاجتماعي للشرائح الاجتماعية الفقيرة، والفراغ السياسي الذي تعيشه، معرضة بذلك لاستلاب أيديولوجي تمارسه ضدها الأجهزة الأيديولوجية للسلطة المركزية، إنها تريد مواجهة القمع بالاندماج في أجهزة القمع.
«وكان والدي يقول:
– يجب أن تدرس. أنت الكبير، عليك أن تحصل على وظيفة مع المخزن لكي تساعدني.
«أما الوالدة:
– أبوك ما عادت له همة، وخضرواته المتعفنة يلقي بنصفها في المزبلة، عليك أن تصبح شرطياً لترفع رأس أمك عالياً في الحي. أخوتك دائماً مظلومون من طرف الأطفال، هم في حاجة إلى من يدافع عنهم»(7).
في مدينة، كالدار البيضاء، التي اختارها الكاتب ليعرض هذه العلاقة «السلطة/ المثقف»، تقيم بورجوازيات «الهامش»، من حيث موقعها في المحيط، علاقة بالشرائح الوسطى والفقيرة من جهة والبورجوازية المركزية من جهة أخرى، فهي «مستنقع » اجتماعي.
في «بيضة الديك» تمثل «الحاجة» هذه الوضعية الاجتماعية في جوهرها فهي يهودية الأصل، ولعل الكاتب وهو يختار هذا «الانتماء» تحديداً كان يريد أن يبين جزءاً من طبيعة البورجوازية اليهودية في المغرب، التي تقف على المحيط، ولكنها تملك قرار الدخل في المركز، وهو ما أكدته بوضوح الممارسات السياسية للسلطة المركزية في موقفها من القضية الفلسطينية وفي فتح الباب أمام الكيان الصهيوني، فكل التحولات السياسية في «الحوار» العربي الصهيوني الذي بدأه أنور السادات كانت وراءه السلطة المركزية المغربية بتنسيق مع البورجوازية المغربية اليهودية المتحكمة بقوة في آلية الاقتصاد المغربي(8).
«تبرجزت» الحاجة فخلقت أتباعاً، وخلقت من وضعيتها الطبقية والوظيفية (السمسرة في النساء) (تجارة الرقيق الأبيض)، علاقات معقدة مع أعيان المدينة، لأنهم لا يتنفسون إلا في وسط موبوء كهذا الذي تشرف عليه «الحاجة».
«قال وكيل جلالة الملك، الذي كان أحد الرواد:
– اسمعي أيتها اليهودية الجيفة، إمّا بي أو بك!
– لكن ماذا تريد يا سيدي؟ كل ما توده موجود، هل تريد فتيات؟ هل تريد أن تشرب؟ ماذا تشرب؟ لن تدفع شيئاً، البار بارك»(9).
«وقال الكميسير:
– يا ابنة الكلبة، حتى أنت أصبحت ثرية، إنكم تثرون على ظهورنا كل ما نجمعه نحن بعرق جبيننا تخطفونه أنتم بالحيلة.
– ولكن يا سيدي إنك تشرب مجاناً في أغلب الأحيان»(2)
«لا شك أن إحدى الشخصيات البارزة تكون الآن في بيت الحاجة. ومع ذلك فأنا شخصياً لا أثق برجال السلطة، إنهم يمكرون مثل، الثعالب»(2).
«ألا تعرف يا ولد الحرام إني أعرف المقدم والخليف والعامل والكوميسير؟»(2).
«الكوميسير يقبل أقدامي والقائد يحميني وعمر يؤنسني»(10).
«وانتسبت الحاجة إلى جهاز الأمن القمعي… أنا نفسي أعمل معهم ثم أخرجت الحاجة بطاقة لم أميزها من بعيد، كانت تخفيها في أحد الجوارير عند زاوية السرير»(11).
إن دور «البالوعة» الذي تلعبه الحاجة، هو الذي جعلها تلتقي «برحال» حين استأجر منها غرفة على سطح عمارة من عماراتها(12).
ومن خلال هذه العلاقة سنلاحظ موقف مثقف متجذر في الوعي الطبقي ومملوء بالحس الإنساني يرفض التنازل عن مواقعه ومواقفه على الرغم من ظاهره الذي يوهم بـ«الهروبية» و«الضياع».
فالبورجوازية «المحيطية» تستغل الظروف المادية المزرية التي تعيشها الأنتلجانسيا، كي تغرقها في أوساخها بدعوة إنقاذها، والعطف عليها ولعل أكثر الفئات الاجتماعية تعرضاً لمثل هذه المناورة هم شريحة المثقفين لأن البورجوازية تستغل فيهم تلك الخاصية التي تميز حياتهم الاجتماعية. وتركيبتهم النفسية، وهي: التذبذب(13).
تحاول الحاجّة أن تجر «رحال» إلى التعاون مع الجهاز المؤسساتي القمعي (الأمن)، وإقناعه بأن تلك السبيل، السبيل إلى حياة الرفاهية والثراء والمجد، وهي في ذلك تعرض تجربتها كنموذج مجسد لحيازة المال والسلطة.
«لقد كان معي كوميسير أمس، تحدثت له عنك، وعدني أن يشغلك في البوليس.
– إني لا أحب تلك المهنة.
وهل هناك شخص لا يريد أن يكون من رجال المخزن.
– أنا…»(14).
ففي مجتمع طبقي تبعي، تظل فرص العمل مرتبطة بموازين القوى، حيث تبعد الكفاءات الكهنية والطاقات الفردية الخلاقة لتحل محلها اعتبارات سياسية وطبقية أيديولوجية كالولاء للسلطة المركزية.
إن «رحال» محاصر «بندائين»، أسري (الأب والأم) واجتماعي (الحاجة)، يلتقي النداءان في خلاصة واحدة، هي الدعوة إلى الاندماج في آلية السلطة المركزية والدفاع عنها، ينطلق النداء الأول من وضعية استلابية، فرضتها الظروف السيئة للحياة اليومية لأسرة رحال. أما النداء الثاني فيحمل «هدفاً» توريطياً، يتستر بغطاء الإشفاق على الوضعية الاجتماعية التي يعشها «رحال».
يرفض رحال الاستجابة للندائين، فيقاوم المشاعر الأسرية، بكل ما تحمله هذه الأخيرة من قوة تأثير، في مجتمع قائم أساساً على أخلاق أسرية هي جوهر التنشئة الاجتماعية، عبرها يتم تلقيح تاريخ كامل من الوجدان والأخلاق والسلوكات(15)، كما يرفض نداء «الحاجة» بكل ما يحمله من حسن «الإنقاذ» و«الخلاص».
«هذا نوع من الحياة إذن، ولكني لا أريد أن أشتغل إلا في صيدلية أو شركة، أو أي عمل حر، ولا أدري لماذا تذكرت أخوتي وأمي وأبي، هل أصبح من أجلهم مخبراً، لا أستطيع، يمكنني أن أفعل أي شيء إلا ممارسة تلك المهنة»(16).
إنه موقف يؤكد صلابة الذات، أمام تفسخ المدينة والأفراد، وأمام الإغراءات، إنه المثقف الذي لم يفقد ذاكرة الطهارة والطبقية، على الرغم من المحيط المعادي للثقافة والمثقف وللقيم الإنسانية عامة، والذي يعش حالة انهيار اجتماعي ونفسي وأخلاقي.
تبدو تجربة رحال شبيهة بتجربة الكاتب، وهنا نعود مرة أخرى لنؤكد أن الروائي كلما أراد تصوير بطل مثقف، كانت في – أغلب الأحيان – صورته هي الأقرب إليه، هي المنعكسة في مرآة الكتابة، و«رحال» ليس غريباً عنا في كثير من سلوكاته وأخلاقه، وتصوراته، فهو شأنه شأن «محمد» في رواية «المرأة والوردة» فكلاهما يختزن إحساساً بالجريمة تجاه الأب.
«محمد» متهم بقتل الأب في الرواية الأولى(17) ورحال في «بيضة الديك» يتمنى قتل الأب(18)، وهو في «بيضة الديك» لا يحب الأغنياء، وسليمان في رواية «الأفعى والبحر»(19) له الموقف نفسه والمشاعر نفسها، ورحال في «بيضة الديك» يعيش مع «فتاة» تشتغل بملهى ليلي «غنوة/جيجي» وهي ذات عواطف إنسانية جياشة، و«حميد» في «محاولة عيش» يعيش مع فتاة شبيهة اسماً وممارسة، ومشاعر(20)، بهذه الموجودة في «بيضة الديك» وهذا كله يؤكد مقولة الأستاذ أحمد اليابوري، التي ترى أن أبطال محمد زفزاف يختفون في رواية ليظهروا في أخرى، وهي مستمرة في الحياة والتجارب طالما أن المصدر الذي هو الكاتب نفسه، مستمر في الحياة بشقائها وحدتها.
موقف العامة من الكاتب/المثقف
لا يعتمد الروائي في «بيضة الديك» سيرته الذاتية وحدها، في صياغة صورة للمثقف/البروليتاري، بل إنه يستحضر حياة كاتب مغربي آخر إنه «محمد شكري»(21) الذي يتحول من حالة مفردة إلى حالة روائية نموذجية، كل ذلك من أجل تلوين صورة التحديث التي يُمَارسها المثقف المغربي في مجتمع استهلاكي، كل شيء فيه «الإنسان» و«الأشياء» بضائع خاضعة لسلطة السوق.
تتداخل صورة محمد شكري مع شخصية كاتب آخر فتبدوان – إضافة إلى صورة رحال – صورة واحدة متكاملة، تعكس الأصول الطبقية لمجموعة من المثقفين المغاربة، وفي الوقت نفسه، ترسم موقف العامة، وموقف السلطة من الكاتب. فالعامة، أي الناس العاديين، البسطاء، يتملكّهم إحساسٌ بالفخر حين يشعرون بوجود كاتب كبير ينتمي إلى بلادهم وعلى الرغم مما يحويه هذا الموقف من عفوية وبساطة إلا أنه يبين صدق وصفاء المشاعر الوطنية.
«تقول جيجي:
– يا حليلي! حتى نحن أصبح عندنا مفكرون، وسنصبح مثل الدول الأخرى، وسيصبح المغرب معروفاً في العالم كله، هذا شيء رائع، سوف نتحضر كذلك، ولن يقحب نساؤنا من أجل كسرة خبز»(22).
وإن موقف التحدي الذي تمارسه جيجي ضد قرار الحاجة بطرد الكاتب من الغرفة التي تؤجرها لرحال، حين جاءهم في زيارة، تكشف الداخل النظيف للعامّةِ على الرغم من التزييف والمسخ الذي تتعرض له يومياً.
«قُلْتُ للحاجة:
– إنه رجل محترم، كاتب كبير وأحسن بكثير من الذين يرتادون بيتك، أنت لا تعرفين معنى أن يكون الإنسان كاتباً.
– ومن يكون في ملك الله؟»(23).
فإذا كانت العامة تريد احتضان الكاتب، وتزهو بشهرته وتعتبرها مكسباً للوطن، فإن السلطة التي تخاف من سلطة الكاتب الشعبية، تحاول دائماً أن تصبغ عليه صفات اللامسؤولية، حتى تفتت حضوره «النبوي» بين الناس. لأن هذا الحضور يمثل سلطة تزاحم سلطتها ويكشف في الوقت نفسه عن زيفها.
«لقد حدثني عنه المقدم، فهو يعرفه جيداً… إنه مجرد سكير وكافر وملحد»(24).
إن السلطة المركزية بترسانة أجهزتها الأيديولوجية، تقوم في حربها ضد الكاتب، على ما يمس مشاعر الناس، وخاصة المشاعر الدينية منها والأخلاقية.
لقد فطن زفزاف لمغبة تحويل صورة المثقف إلى «نبي» معصوم من الخطأ، لأن «النظافة» المطلقة موقف مثالي، فكسر مثاليته حين أسقطه في لحظة جنسية مع جيجي صديقة رحال، والسقوط هنا دليل على «إنسانية» و«واقعية» الكاتب.
– يبدو أنك لست على ما يرام.
– لقد قلت لك لماذا قبل لحظة.
– لا تعقد نفسك، يبدو أنكم أنتم الكتاب تجعلون من الحبة قبة.
– الأمر ليس كذلك ولكني لم أتعود على أمر مثل هذا»(25).
فبإسقاط الهالة «الطوباوية» عن شخصية الكاتب، أعاد زفزاف الأشياء إلى مواقعها، فجيجي بدأت ترى فيه إنساناً كسائر الناس، لا يفرقه عنهم سوى تلك المشاعر الإنسانية وخصوصية الكاتب، وبدأ الكاتب يرى نفسه مجبراً على امتحان الحياة بخطئها وصحيحها حتى يكون منحوتاً من واقعه.
الهوامش:
1 – بيضة الديك، ص 34.
2 – بيضة الديك، ص60.
3 – بيضة الديك، ص36.
4 – الزاوي، أمين: وجه المثقف كما رسمه، زفزاف من خلال رواية بيضة الديك مجلة أضواء الجزائر، عدد 12، السنة 1985.
5 – يظهر هذا في تجارب كل من: عبد الله العروي، وأحمد المديني، وياسين بهوش، والميلودي شغموم، وآخرين.
6 – بولنتزاس، نيكوس: الأيديولوجيا والسلطة، نموذج الدولة الفاشية، ترجمة نهلة شهال، دار ابن خلدون، ط1، 1979.
7 – بيضة الديك، ص8.
8 – لا نريد هنا توضيح هذا الأمر أكثر، فهناك مراجع سياسية تفصل وبشكل دقيق في هذه المسألة.
9 – بيضة الديك، الصفحات 23، مكررة، 14، 10.
10 – المرجع اسابق، ص24.
11 – بيضة الديك، ص15.
12 – بيضة الديك، ص23.
13 – نكتشف كيف أن الغرب الرأسمالي حاول ابتلاع مجموعة من المثقفين المغاربة من أجل خدمة مصالحه في رواية «اليتيم» لعبد الله العروي وغيرها…
14 – بيضة الديك، ص15.
15 – الراضي عبد الواحد، عملية التنشئة الاجتماعية للطفل المغربي: ترجمة أعنون عبد الحميد، مجلة الثقافة الجديدة (المغربية)، السنة الثانية العدد 8 خريف 1977، ص64، 72.
16 – بيضة الديك، ص15.
17 – رواية «المرأة والوردة»، حديث عن المثقف والغرب.
18 – بيضة الديك، ص41.
19 – هناك هروبية المثقف في التأمل.
20 – 21 – رواية «الخبز الحافي» لمحمد شكري.
22 – بيضة الديك، ص61.
23 – بيضة الديك، ص66.
24 – المرجع السابق، ص66.
25 – بيضة الديك، ص74.
————————
أمين الزاوي