l ظلمات
ظلام يتكدّس
فوق ظلام
وخلف الظلام
تمرق عربة سوداء
محمّلة بجثامين ظلام
يختفي المشهد
وسط عتمة جارفة
وظلام بعيدة
بلا أطراف
أغلق نافذة قطار الليل
يهتزّ كوب
فيندلق ظلامٌ
على الطاولة
أمسحه بمنديل
حتى لا يتبلّل دمي
بحبره
يغيب كلّ شيء
أفتح عينيّ على سعتهما
فأرى سيل ظلام
يتلوه ظلام
يسقط
من الأعلى
على شكل صخور مظلمة
يواصل الليل هديره
وسط الليل
ومن بعيد
يبزغ
فجرٌ بلا ملامح
أفتح عيني أكثر
فتلوح
شاهدة
في آخر النفق
l انجلاء
قالها الملك الضليل
– ألا أيها الليل الطويل….
لكأنك لا ترى
ولا تسمع
ولا تنجلي
أبداااا
l أوقات
«للموت وقت
وللحب وقت»
كما أفصح «ريمارك»
وهو يتمشى على ساحل «ليلة لشبونة»
لكنّها باغتتني
إذ نطقت وسط غابة الموت
ومتاهات الألم :
– أحبّك
فهل أصدقها
وأغضب «ريمارك»؟
أم أصدّق «ريمارك»
وأجرح قلبها المتورم؟
أم أصدّق الموت
وأغضب الحب؟
l انتظار
انتظريني
في الجانب الآخر
من الجنة
وسط الحدائق والرياحين
حيث لا دقات ساعات
ولامواعيد مؤجّلة
ولاسعال
ولا ذكريات موجعة
انتظريني
هناك هناك
في الجانب الآخر
حيث الهواء العليل
ومعسول الأحلام
والأنهار الجارية
هناك هناك
سأنتظرك
فلا تتأخري
المشاوير كثيرة
والمتبقي لنا من الحب قليل
l حمائم
طيورك لم تعد هنا
فلا حب
ولا ريحان
ولا كفيك اللتين تفرشينهما
تحت زغب المناقير
حين تبثّ شجونها الصباحيّة
وهي تداعب سقف روحك
في الحديقة الخلفيّة
لكنها…
منذ جفاف هبوبك
فظلّت وحيدة
تزرع الهديل
في زوايا النسيان
فالحمائم لا تجيد المساومة
على راحتيك
وتأبى التقاط الحبّ
من الأرصفة
وشيئا فشيئا
لم تعد هنا
وهنا عاد هناك
لذاك
ذابت
مثل كلمات العشّاق
في محيطات الغياب
——————-
عبدالرزاق الربيعي