تأسست الحمراء قي عصر الامام سلطان بن سيف اليعربي في القرن الحادي عشر الهجرى وهي تقع على السفح الجنوبي الغربي من الجبل الاخضر، وقد أولى أهلها العلم اهتماما كبيرا فقاموا بشراء الكتب وجعلوها وقفا لمصلحة أهل العلم وتسابق الأثرياء الى حبس الأموال لشراء الكتب ومن أبرز من من كانت لهم اليد الطولي والدور المشهود في ذلك العصر المبكر المشايخ سالم بن خميس ومحمد بن يوسف وولده خلف العبريين ، فقد اوقفوا نصف أثر ماء يوازي وفقا للحسابات الحالية ربع ساعة من مياه الفلج كانت تؤجر ويؤخذ ريعها لدعم مكتبة وقف الحمراء التي كانت واحدة من المكتبات الشهيرة في عمان.
حول هذه المكتبة يقول ناصرين محمد بن عامر العبري أمين وقف المكتبة وعضو مجلس الادارة : ان فكرة انشاء مكتبة وقف الحمراء لم تأت من فراغ ، وانما كانت موجودة من عهد قديم. وكان انشاء هذه المكتبة امتدادا للمكاتب السابقة وتجديدها. فقد كان يوجد ببلدتي الحمراء والمسفاة اربع مكتبات.
1- مكتبة بيت البيتين ببلدة المسفاة.
2- مكتبة بيت الفوق في الحمراء.
3- مكتبة بيت القديم بالحمراء.
4- مكتبة بيت الفاجة في الحمراء
ويرجع الفضل في :لك الى مشايخ العلم ورجال الفضل الذين نشأوا في هاتين البلدتين. إلا ان هذه المكتبات معظمها ذهب ادراج الرياح بسبب اهمال من تولوا حفظها ، فمنها أكلته يد البلاء، ومنها امتدت عليه يد الاختلاس فتبخرت هذه المكتبات ، ولكن الذي ساعد علىاحيائها واخراجها الى الوجود هو الوقفية التي وفق الله لها شيخنا العلامة المرضي الفرضي سالم بن خميس بن عمر والشيخ العالم الرضي محمد بن يوسف بن طالب وولده الشيخ العالم الرضي خلف بن محمد بن طالب. فقد اوقفوا لها نصف اثر ماء من فلج العراقي لتنفق عليه في اصلاح الكتب التي اوقفت. تضم المكتبة حاليا خمسة آلاف وثلاثمائة وستين كتابا وثلاثين مخطوطة قديمة وسبع جرائد قديمة ايضا ، كما تضم ثمانمائة شريط سمعي وثلاثمائة شريط بصري وثلاثين مجلة وخمسمائة نسخة من المجلات ، كما تتلقى المكتبة نسخة مجانية من الصحف والمجلات المحلية.
ويتراوح عدد الزائرين للمكتبة حوالي مئة فرد يوميا وهناك ألف شخص هم في قائمة استعارة الكتب والاشرطة يمثلون مختلف فئات وشرائح المجتمع من الطلاب والمثقفين.
سيف بن زاهر العبري (كاتب من سلطنة عمان)