مريم هذه
لم تلد إلهاً
ولم تصعد إلى السماء
روحها رغيف خبزٍ
اقتسمته وأعطتني نصفاً
فصرت أبدياً .
…..
أراها دائماً تتهيأ لحفلٍ صاخبٍ
وتحكي عن دهشة فساتينها من المحبة .
…..
كنا ذات مساءٍ وفقدنا الليل
فمدت يديها
وللوقت
صار ظلاماً.
…..
مريم هذه تخاصم النهار
وتمنحني يديها ليلاً كاملاً
في شفتيها تُولد الدهشة
فتبكي الأسنانُ البيضاء
وتقول لي :
سأبتكر ابتسامةً
واسميها أنت .
……..
فأنا شريكة الشتاء في هذا الصمت
وصخبُ الصيفِ من أعمالي
وقد منحتك نصيبي
من هذا الجنون .
…….
أستعير مريم من الشتاء والصيف
أقُيم فيها
لأنه لا بيت لي .
ليتها كانت مكاناً
وأنا هناك أقيم .
………
قالت :
حين يضيع البيت وتختفي المدينةُ
ثم تخلع الطبيعة ملابسها
ويصير عريّاً
تعال إليّ حتى ترث ملكوت محبتي .
……….
مريم هذه كأس ذهبٍ بيد الرب
من خمرها شربت الدنيا
ولذلك فقد العالم رشده
جرجــس شكـــري
شاعر من مصر .