مقتن :
انكفأت على يدي
كنت العق عيني واتق .. اتق كثيرا
اللون في عيني يختلف تماما عن لون الارض حول والتي ملأتها بصاقا بلون الصلصة
بدا فمي وكأنه مخلطة ألوان
الماء الغليظ كان ساخنا.. ارتفع الى ركبتي وأنا صامت .. الق عيني واتق
انتهي.
حاشية :
أصغيت الى نقيق اصبعي تحت الخشبة الخلفية للطارقة وانا استرجل في الحمل بينما ينعق احدهم كبومة اصابها زكام (وحدوا المولى )
وبقدر ما كنت أحس بصراخ الالم في اصبعي كنت اتوثب للنعش .. وحدوووه
تبدو المشاهد كبعضها.. سراب المقبرة .. خليط البشر .. روائح الطين .. أذان الظهر بصوت الشايب راشد..
الوجوه المالحة ..الدحيني بعيونه الضاربة في الافق واذنه المقروطة وصوته الذي يشبه نقيق الضفادع لحظة الجماع..
والجميع هنا ينعق بما يسمع وبما لا يسمع
اقتربنا قليلا ثعبان المقبرة يلتصق بعيني من بعيد.. يكلأني احدهم بقدمه ، ومن الخلف يصرخ آخر.. آه رأسي اجمع يدي خلف ظهري.. تحرقني المسافة وانا امشي كقصاصة يسحبها الهواء من مختلف الاتجاهات فأبدو كما لو انني على وشك الاغماء..
يا الله ما الذي يحدث بي الآن :؟:؟!
كانت هذ0هي المرة الأولى التي اشتم فيها عطر الموتى
السبلة
(هناك هل العيون وهل الفتح وولاد راعي مكاس )
كان الدحيني يقولها وهو ملتصق بالباب لكل من يدخل السبلة لكز بعينه المتملقون على الشاروخي وصرخ
– ولاد الفروط .. شي شاد عليكم تو.. وحدوا ربكم وهو يصرخ صافحته يد شحمية احس بطراوتها في سرته .. شد بطنه فنزلت الطراوة الى الاسفل
(.. هناك هل العيون وهل الفتح وولاد راعي مكاس )
رفع رأسه مرة اخرى: تواحيو له الفلج الخنوث …. …. … وجلس
تحتفظ بك كل العيون الآن ، وعلى حما الجرح الذي يغزرك يسومك الجمع بارطال التقزز الهمس الذي ينمل اذنيك يأتيك كالمطارق .. خردة النظرات التي يرسلها الصغار مع رؤوسهم المائلة واسنانهم المنفرجة تنكت صدرك بوخزات تشبه "القرصات " التي كانت تراكمها زوجة اخيك على بيستي صدرك ..
حميدة تحب الصبية
تغسل نصف المكان بعينيك الباحثتين عن نفسهما في كومة الاعضاء التي تنحسك .. رأسك يعاين السقف في انحناءة ثابتة ، والحصى يتقاذف عليك شيئا فشيئا..
(حسن الله عزاكم )
ببت العزا
(واي .. يا عواش .. وايبي)
ترمي ثريا بصرخاتها كما لو ان بينها وبين جدران المنزل عداوة قديمة ..
تسقط كل الآذان بفرقعاتها ونواحها .. سوداء.. غليظة … عاقر.. طويلة كعمود كهرباء.. حينما تضحك بأسنانها الثلاثة تصب كما لو انها احد اشباح (جبل مدر)
– وابوييي وابيي وابويي
– من يدفعك الي الآن ؟
– واي او عايشه وااي
– بس.. بس .. باس.. بس .. بس ..
تمنيت لو كنت قادرا على افراغ اي شيء على رأسها الذي يشبه بطيخة فاسدة رفعت قدمي الى الأعلى ودون ان ادري نزلت على رأس نملة كانت تجر كسرة خبز قديمة .. حاولت ان اندفع الى باب الحوش الذي لم يفلق منذ ليلة امس لكني غبت في زحمة الصرخات ، ولم تعد عيناي تقيان سوى سحابة ملونة من بناطيل الحريم بأقدامهن المتراصة .
– او عامر ولدي قوم …
– اوووس …. .. …. … معليه عمتي
كانت عمتي خليلة آخر الفرقعات الموجودة في المنزل او هكذا خيلت لي عيناي على الاقل فور يقظتي
الساعة التاسعة .. منتصف الليل في القرية حيث تلتحف الذنوب وتنام كل الاشياء ولا يتبقى سوى القطط توزع مواءها على المنازل .
شعرت برعشة باردة وانا احاول الدخول الى الغرفة القصية .. كان هذه اكثر غرف المنزل حداثة على الرغم من انها تشبه غرف (الحجرة )***
….. وفي طريقي:
– (الصبر يا ام عايشه الصبر)
– (باغية اجلس بس .. يالله ياخلفان )
– (ما سمعنا برجال شده عده يطيح وسط الحريم )
كنت ارتعش من البرد وكنت جائعا.. وبي رغبة عارمة لدخول دورة المياه .. ورغبة أخرى لركل زوجة خلفان ..
وكنت ارغب ان اصلي او ان اموت
وضعت يدي بين فخذي والصقت ظهري الى الجدار وانا اتسحب باتجاه الغرفة .
الطرق بدا لي كما لو ان خيانة ما الحقت باصابعي وهي تمسح الباب بهسهسات طرية
كنت اطرق الباب مع علمي بانه ليس أحد في الغرفة سوى كومة من الفراغ والروائح المتساقطة من خرم في السقف
كل شيء هنا يذكرني بالطين كما لو انني كنت انتظر ولادتي من جديد.
هوامش:
*حلم الليلة الفائتة
** مجمع للجن والسحرة، باشكالهم العجيبة(حسب العامة)
*** قلعة تحصينية
***
علي الصوافي (قاص من سلطنة عمان)