تلال وسفوح، وعند العمق البعيد تظهر سلسلة جبال، جبال، بينما تتكدس على خشبة المسرح اجساد رجال بثياب عسكرية مهلهلة ممزقة، يتراكم عليها الرمل الغبار والدهون، سيبدو جليا للمشاهد ان معركة طاحنة قد انتهت منذ وقت قصير، هناك بقايا دخان وبقايا قصف، لكن الحال يبقى هكذا على خشبة المسرح حتى يتحرك اول جسد من ذاك الركام البشري الذي يثير الشفقة، وربما الاحساس بالرعب معا، ومن يدري، ربما يثير الضحك ايضا.
يجب ان نعلم – مسبقا – ان الحوار بين ابطال هذه المسرحية لا حماسة فيه ولا خطابة كما قد يتوهم القاريء باعتبارهم جنودا في حرب؛ بل ينطقون الكلمات بشكل اقرب الى اللامبالاة وربما التهكم احيانا.
الوقت: قبل شروق الشمس، ثم، عند الشروق الاول.
المكان: ساحة حرب.
الشخوص:
برغم ان الملامح تبدو متشابهة في مكان كهذا، لكننا سوف نشير الى:
1- مهدي ياسر – مقاتل فيلسوف
2- المقاتل رقم 1 – محمود
3- المقاتل رقم 2
4- المقاتل رقم 3
5- رياض بلغاريا
6- حمدي.
مع عدد من البنات والرجال في ملهى ما.
المقاتل رقم1:
– قلت لكم دائما، الذي ينام مبكرا سوف يستيقظ مبكرا.. لكنكم لا تسمعون النصائح، فها انتم تغطون بالنوم كما العوانس.
المقاتل رقم2: (وهو يتثاءب بقوة ويحرك يديه مثل غوريلا، ثم ينكش شعر رأسه بقسوة)
– هل انتهت الحرب؟!
يتحرك في مكانه حرة دائرية كما الاطفال:
-اخبروني، هل انتهت الحرب؟
المقاتل رقم 1 (وهو ينظر الى الافق البعيد)
-هناك حروب تنتهي في خمسة ايام وحروب تنتهي في خمسة اعوام.
ينهض المقاتل الثالث من بين الركام البشري، ينفض ثيابه بكسل، يمشي متعرجا ينظر الى السماء مرة والى رفاقه مرة.
-وهناك حروب لا تنتهي ابدا (يسأل بشيء من الحماس) هل استيقظ الفيلسوف؟ هل مات الفيلسوف؟ اخبروني بالله عليكم ماذا حل به؟ لا اريد ان اسمع خبرا سيئا … يكفي ان يكون (مهدي) بخير.
هناك (يد) ترتفع من بين بقية الاجساد التي كانت ملتصقة ببعضها، يد واحدة تفتح اصابعها ثم تكتفي بسبابة تشير الى فوق وصوت يقول:
– انه بخير.. مهدي ياسر مازال حيا.. ذلك يعني أنني لم أمت بعد. المقاتل رقم 3(يصرخ):
– انهض يا مهدي، انهض أيها الجميل.. كنت أعرف أن أمثالك أقوى من الموت..
يتحرك (مهدي ياسر) بشيء من الصعوبة، هناك جثة تنام على زنده الأيسر وجثة ثانية فوق قدميه، ما أن يتحرك حتى ترتطم الجثث على خشبة المسرح، ينظر مهدي الى الجثة الأولى. مهدي ياسر (بهمس مؤلم):
– رياض ؟ رياض بلغاريا؟ (ثم ينظر الى الجثة الثانية) حمدي؟ يا لهذا الحمدي العجيب الذي لا يشبع من النوم أبدا.
المقاتل رقم 1:
– الحمد لله، الأحياء أكثر من الموتى، هذا شيء جميل، أن يكون الأحياء أكثر من الموتى (وهو يشير الى نفسه أولا، ثم الى بقية الشخوص) واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، أربعة، أربعة،… خمسة. مهدي ياسر (ببرود):
– خمسة ؟ الأحياء خمسة ؟! من هو الخامس يا محمود؟
المقاتل رقم 1:
– رياض بلغاريا.. انه رياض، ذكرياتي معه ترفض أن يموت، أنا لن أبكيه ولن أرثيه، فقط، لا أريد، وسوف أرفض أن أصدق أن رياض يمكنه أن يخدعني ويموت.
أصوات موسيقى صاخبة، ورقص مع بعض الفتيات وأضواء من ذلك النوع الذي يتكسر ويختلط فيه الأحمر بالأزرق بالأصفر والذي لا يستقر فيه النظر على نقطة بعينها.. ديكور المسرح يتغير تماما، رياض ومحمود في مكان يوحي للمشاهد انه حانة في مدينة (صوفيا) عاصمة بلغاريا.. رياض يمسك كأسا ويرفعنها عاليا.
رياض (وهو على جانب من السكر والترنح الخفيف):
– في صحة الحياة.. في صحة أشجار الكرز التي تفوح منها روائح البسكويت والنساء الجميلات (يصرخ كما الهنود الحمر وهو يضع أصابعه على فمه) انهض يا محمود،انهض أيها الكسول، انهض أيها السيد المهذب..
محمود (وهو يبتسم في الحانة نفسها، يرفع كأسه تحية لصديقه رياض):
– في صحتك أيها الجميل الرابض في عرين القلب.. الا ترى أنك قد سكرت قليلا يا صديقي الأثير؟ لقد حان الوقت… رياض (يقاطعه ضاحكا وهو يلتفت صوب البنات وهن يرقصن على ايقاع صاخب):
– حان الوقت ؟ حان لمن ؟ وحان على من ؟ أي وقت هذا الذي (حان) الآن ؟ رياض (وهو يرقص على طريقة الزار المصري، يلتف حول نقطة ما كمن يدور حول صخرة، ثم تطوحه الخمرة قرب حائط عريض، وبينما يحاول محمود اسعاف الموقف لئلا يسقط رياض أرضا):
– هل تدري يا محمود، أن أصدقائي هناك في البصرة، في البصرة هناك، ماذا يطلقون علي من أسماء ؟
محمود (وهو يداري مشاعر صاحبه):
– ماذا يقولون عنك يا رياض ؟
رياض (وما زالت الخمرة تغلبا على أمره):
– لقد جئت هذه المدينة ثلاث مرات يا محمود، وأحببتها ثلاث مرات يا محمود، وهذه هي المرة الرابعة، يعني الحب الرابع يا محمود.. لهذا، لهذا يسمونني (رياض بلغاريا) تخيل.. رياض بلغاريا، أنا العجين الدسم في موقد أمي.. أنا لحاء الشجر المغمس في جرة من الشمع.. (ينتبه رياض الى نفسه فجأة).. يا الهي، ماذا دهاني؟ هل تراني سكرت يا محمود، يا حبيبي محمود، هل تراني سكرت ؟ أخبرني أرجوك، وحياة البصرة عليك أخبرني، هل أنا.. يا الهي، الأرض تدور بي، الأرض تدور يا محمود.
(ويسقط رياض على أرض الحانة)..
***
هنا، يعود المنظر السابق، تلال وسفوح وسلسلة جبال عند العمق البعيد من خشبة المسرح و (محمود) بثيابه العسكرية المغبرة، يقف في مكانه السابق.
محمود (وقد أخذ حالته الأولى):
– أجل، أنا لا أبكيه ولا أرثيه،لقد أحببته حقا، كان أول انسان يأخذني لرؤية العالم..
مهدي ياسر (وهو يقترب من محمود):
– هذه (الكومة) الجميلة من الذكريات دعها على (رف) الذاكرة..استرح الآن يا محمود، في الحرب، أية حرب، ومهما كان حجم الربح الذي سيصبح من نصيبنا ذات يوم، لابد من خسارة ما.. لابد أن نخسر.. الحرب، أية حرب في الكرة الأرضية، هي خسارة أولا قبل أن تكون ربحا.. كلمة (حرب) نفسها، الا ترى كم هي غريبة ومغرية أيضا؟ ثلاثة حروف.. ثلاثة حروف فقط، حا،، راء، باء، حرب، ويمكنها أن تكون بحر – مثلا – وهي كما ترى الحروف نفسها التي نكتبها في (ربح) مع أنها الخسارة الكبرى..
محمود (وهو يبتسم بخفة):
– حرب.. بحر.. ربح.. وحبر.. و.. و.. وما برح أيضا، انتظر، وهناك (رحب).. وكلها كلمات لها أكثر من معنى.. مهدي ياسر:
– تخيل ذلك يا محمود، تخيل ماذا تفعل فينا كلمة عربية واحدة ؟!
المقاتل رقم 2:
– عندما يكثر الفلاسفة في بلد ما تبدأ الحروب. مهدي ياسر (يبتسم ويضع أصابعه الخمسة على فمه لئلا تظهر أسنانه):
– أجل، تبدأ الحروب مندما يزداد الفلاسفة.. أول واجب في الحرب هو ذبح الماضي وشنق الذكاء وتحطيم العلوم..
المقاتل رقم 3:
– لهذا السبب أتساءل: متى يحين دورك يا مهدي؟ خائف عليك والله يا صديقي
مهدي ياسر (باستغراب وتواضع):
– هل تراك تصدق أنني فيلسوف الى هذا الحد حتى أستحق رصاصة منهم ؟ أنا مثلكم ولا اختلف عن أي واحد منكم.
المقاتل رقم 1:
– صديقنا حمدي، هذا الذي مات أكثر من مرة، كان يقول: إن الفلسفة تأتي من الألم، ورياض بلغاريا يقول: أن كثرة الأخطاء تصنع الفلاسفة.. ترى من صدق منهم ؟
مهدي ياسر ( وهو يستلم دور الواعظ على حين غفلة):
– كلاهما على حق، الفيلسوف انسان لا يريد أن يكون أسوأ الناس ولا يريد أن يكون أحسنهم، انه يكتفي بما يفكر فيه، انه على أفضل معنى: انسان يفهم أن الخسارة قدر وأن المكان الذي نعيش فيه حالة أخرى من حالات القدر.
المقاتل رقم 2:
– اخبروني أيها الفلاسفة العظام، هل انتهت الحرب ؟
مهدي ياسر ( وهو ينظر الى الافق البعيد):
– الحرب لا تنتهي الا اذا انتهت أسباب اندلاعها.
المقاتل رقم 2:
– وهل انتهت أسباب اندلاعها؟
المقاتل رقم 3( يدخل في الحوار وهو جالس كما البلهاء):
– ما من حرب في الكون، مهما كانت سيئة،الا وفيها شيء من الخير.. حلو !
مهدي ياسر (يبتسم):
– انه ينطق بالصواب، هذا الكلام هو الفلسفة بعينها..
المقاتل محمود (يصرخ على حين غفلة):
– رياض، عيني عليك أيها المدلل في قلبي، أريد أن أتعلم على غيابك منذ اليوم (ثم يسكت برهة،وهو ينظر الى رفاقه في السلاح، واذا به يبتسم ويستمر في الكلام لم اذن، نعم، اذا انتهت الحرب، سأذهب معه ثانية الى هناك، الى بلغاريا، انه يحب تلك المدينة الناعمة الصغيرة (ينظر ثانية الى رفاقا وهو يوشك أن يبكي) انه يحب صوفيا، وأنا أيضا سوف أحبها من أجل عينيه. مهدي ياسر (يقترب من محمود دون أن يلتصق به):
– عندما تنتهي الحرب.. ستنتهي معها الأمنيات.. في الحرب نفكر في مشاريع كثيرة وأمنيات كثيرة، نريد أن نحققها بعد الحرب، وما إن تنتهي المعارك وندفن موتانا حتى ننسى كل شيء.. المقاتل رقم 3:
– أنا لا أريد نسيان ما جرى.. الذي جاء الحرب منذ يومها الأول حتى الآن لا يمكنه أن ينسى أبدا.. أنا هنا منذ خمسة أعوام وخمسة شهور.. أنا هنا منذ أول شظية فكيف يمكن أن..
مهدي ياسر (ينطقها بيقين غامض وهو يقاطعه):
– وبرغم ذلك سوف تنسى.. الحياة أكبر وأطول مما نرى.
المقاتل رقم 2 (بسخرية هادئة):
– دعوها تنتهي أولا يا جماعة،أنا شخصيا ما عدت أصدق أن الرصاص سيكف عن القتل ذات يوم.. دعوها تنتهي،لا أريدها أن تسمع أمنياتكم وكلامكم الأحمق هذا..
(صوت انفجارات يأتي من بعيد، ثم يصبح أقرب، ثم أكثر قربا)..
المقاتل محمود (يضحك بما يشبه الهستيريا):
– تنتهي ؟؟ هذه الحرب من نوع آخر ولن تنتهي إطلاقا. انا مؤمن أن ما نحن فيه ليس حربا.. انها أي شيء سوى أن تكون حربا.. (ثم يحرك أصبعه السبابة كما المسدس، دي.. دي.دي. آي (ويمسك رأسه كمن أصيب بطلق ناري)..
مهدي ياسر (ينظر صوب المكان الذي تأتي منه أصوات الانفجارات):
– لا توجد حرب بلا نهاية.. الحياة نفسها ستنتهي ذات لحظة وتصبح الكرة الأرضية دونما بشر.. المهم…
المقاتل رقم 3(يقاطعه):
– المهم يا سيدي الفيلسوف أن تنتهي قبل أن يذوي شبابي.. أنا لم أتزوج بعد.. وهذا يعني كما تعلمون بأنني لم أذق حلاوة الحب بعد.. أنا.. أنا.. يا الهي، هذا غير معقول، يبدو أنني تزوجت الحرب !!
(يضحك بشيء من الطرافة، ثم يستمر في الكلام):
– أجل، أنا تزوجت الحرب ( ثم ينتبه) اخبروني بسرعة: هل الحرب ذكر أم أنثى؟
المقاتل رقم 2(يكلم نفسه بصوت مسموع):
– عندما يكثر الفلاسفة تبدأ الحروب.
محمود (بحركة عسكرية مألوفة):
– استعد (ويفعلها وحده) استرح (ويفعلها وحده أيضا، ويتكرر هذا الفعل أكثر من مرة قبل أن يسقط على ركبتيه كمن يبكي) كم مرة نستعد للحرب، كم مرة استرحنا منها؟ والى متى يا ربي؟ الى متى نستعد ومتى نستريح فعلا؟ أنا أدري أن هذه الحرب لا تريد أن تنتهي…
مهدي ياسر ( بهدوء جميل):
– ما من حرب على الكرة الأرضية مهما كانت سيئة الا وفيها شيء من الفائدة..
المقاتل رقم 3(بفرح غامر):
– أنا الذي قلت هذا.. ذلك يعني يا جماعة: أنني فيلسوف أيضا. يضحكون كما المومياوات، ضحك كاذب ملفق، كل واحد منهم يتحرك صوب زاوية من المسرح، ليس من شيء يربط أفعالهم أو حركاتهم، لا شيء معقولا تماما أو مفهوما تماما، بل سنراهم – في هذا الجزء من المشهد العام – ينطقون كلاما ليس لأحد بعينه، وربما في وقت واحد أو بين لحظة ولحظة.. وما سيأتي من حوار ليس بالضرورة أن يكون متسلسلا – كما هو مكتوب في أدناه – وانما هي حالة من الهذيان الحزين، هذيان جماعي يعطي احساسا بالخسارة والهلع وشظايا النفوس التي طال زمان الحرب عليها..
محمود:
– اذا ما انتهت الحرب.. من سيأخذني الى بلغاريا اذا كان رياض قد سبقني اليها؟
المقاتل رقم 2 (بحركة تشبه الصلاة، يتلو مقطعا من قصيدة للشاعر نزار قباني):
أنعي لكم يا أصدقائي اللغة القديمة.
والكتب القديمة..
أنعي لكم
كلامنا المثقوب كالأحذية القديمة
ومفردات العهر والهجاء والشتيمة
أنعي لكم، أنعي لكم..
نهاية الفكر الذي قاد الى الهزيمة.
المقاتل رقم 3(وهو يشير الى ملابسه العسكرية):
– الدنيا كلها تعرفني من ثيابي، وتعرف ثيابي مني..
محمود:
– قلت له يا رياض، قلت له يا حمدي، عليكما أن تتناوبا اجازة الحرب، لكنهما ضحكا مني، قلت لهما: واحد يبقى وواحد يأتي.. لكنهما ضحكا مني، ثم (ماتا) من الضحك أمامي.. (يشير الى جثة رياض وحمدي) نعم، ماتا من الضحك والرصاص معا..
مهدي ياسر (بغضب عارم لا يناسبه):
– يكفي، هذا يكفي، أنتم تنتحبون كما الأرامل.. ماذا دهاكم ؟ الحروب تصنع الرجال الأقوياء..
محمود (يقاطعه ببلاهة كاذبة):
– والرجال الأقوياء يصنعون الحروب.. (ضحك، وهسيس كلمات بلا معنى، ثم انفجار ضحكة هنا وتصفيق هناك)
المقاتل رقم 2:
– أتمنى أن أصنع حربا على قياسي..
محمود (بينه وبين نفسه):
– حرب على قياس بنطلونه..
المقاتل رقم 2(يستمر ولا ينتبه الى كلام محمود):
– حربا أحدد وقتها وعدد المحاربين فيها، لا أريدها أن تطول أكثر من شهر واحد، شهر واحد يكفي جدا.. شرط أن أنتصر فيها فورا، انتصر بلا شهداء، حرب جميلة بكلام جميل.. محمود (بخفة وطرافة):
– اذا كانت الحروب هكذا، كيف نحدد المنصور فيها؟ وكيف نكتشف المهزوم ؟
المقاتل رقم 3(يكرر الكلام نفسه):
– أجل، حرب جميلة بكلام جميل.. أو حرب جميلة في كرة القدم..
مثلا!
أحدهم يصرخ:
مثلا.
– المقاتل رقم 3
– أو حرب جميلة في الملاكمة أو السباحة
– أحدهم يصرخ:
– مثلا.
– المقاتل رقم 3:
– أو حرب جميلة في… في… في (يحاول أن يتذكر دون جدوى)..
في القصائد العمودية وعلى المنابر العمودية وأمام جمهور عمودي يكرر (أحسنت، أعد)
أحدهم يصرخ:
– أحسنت، أعد.. بارك الله فيك.. مثلا.
محمود (بهدوء مضحك):
– وهكذا تنتهي الحروب..
مهدي ياسر (وهو يمشي كما النائم المغناطيسي):
– بل، هكذا، تبدأ الحروب !
الجميع ينظرون الى مهدي ياسر بكثير من الدهشة، بينما المقاتل رقم 3 مازال يكلم نفسه بصوت مسموع:
المقاتل رقم 3:
– هكذا تنتهي الحروب..
(يعود المقاتل رقم 3 الى مكانة الأول في المشهد الأول من المسرحية، حيث اجتمع الركام البشري في البداية)..
محمود (بالهدوء السابق نفسه):
– من يدري كيف تبدأ الحروب وكيف تنتهي؟ من يدري لماذا تندلع الحروب ولماذا تنتهي؟
( يعود محمود الى مكانه الأول من المشهد الأول كما فعل المقاتل رقم 3)..
المقاتل رقم 2:
– عندما تنتهي الحرب، أتزوج.. عندما أتزوج،ستنتهي الحرب حتما.
(يعود المقاتل رقم 2الى مكانه الأول من المشهد الأول فوق الركام البشري)
مهدي ياسر (وهو يمشي مثل رجل مسحور الى مكانه الأول من المشهد الأول):
– وما الفائدة ؟ كلها كلمات.. كلمات دون معنى (ثم ينظر الى المشاهدين) الحرب وحدها ليست كلمات..
(يرمي نفسه على الركام البشري كما كان الحال في بداية المسرحية، وهنا نسمع صوت المقاتل رقم 1 (محمود) يتكرر ثانية)..
محمود:
– قلت لكم دائما، الذي ينام مبكرا، سوف يستيقظ مبكرا.. لكنكم أبدا، أبدا لا تسمعون النصائح.
عبدالستار ناصر (كاتب من العراق)