نورالدين الهاشمي
كاتب سوري
(صالون واسع جيد الأثاث. إلى اليمين مدخل يؤدي إلى المطبخ وبقية المنزل.. وإلى اليسار باب يؤدي إلى خارج المنزل. في الصدر نافذة تطلُّ على حديقة.. كما نرى مكتبة صغيرة فيها بعض الكتب وعلى أحد الرفوف صورة لشاب جميل. قرب المكتبة جهاز بيانو.. كما نرى خزانة مغلقة.. وهناك حامل حديدي في الزاوية اليسارية عُلّق عليه قفص فيه كناري.
نرى في الغرفة رجلًا في الخمسينات من العمر يرتدي روب دي شامبر ويجلس على كرسيّ هزّاز وقربه عكاز. إلى جانبه طاولة صغيرة عليها هاتف عادي وراديو صغير. ونلاحظ أن هناك آثار حروق قديمة في وجهه ويده. إنه يقرأ في كتاب ويستمع من المذياع الصغير إلى موسيقى هادئة.
يرن الهاتف.. يضع الكتاب بهدوء على الطاولة.. يخفف من صوت الموسيقا.. يتناول الهاتف وكأنه يعرف من يتصل).
ص فتاة | بابا.. أين أنت؟ |
الرجل | أنا في البيت.. أين سأكون.. |
ص فتاة | لقد اتصلتُ بك أكثر من مرة. |
الرجل | كنتُ في الشرفة.. أسقي النباتات. |
ص الفتاة | افتح التلفاز.. أرجوك. |
الرجل | التلفزيون عاطل.. خربان. |
ص الفتاة | ما الذي أصابه؟ |
الرجل | (ساخرًا) أعتقد أنّ سكتة كهربائية قد صعقته.. |
ص الفتاة | لماذا لم تصلحه؟ |
الرجل | وما الفائدة؟.. الأخبار نفسُها كل يوم.. موتٌ وقتل ودمار.. وانتصارات تاريخية.. ومعلّقون سخفاء بشّرونا بالنصر العظيم أكثر من مرة. |
ص الفتاة | بابا.. أرجوك افتح الراديو.. يقولون بأن أسيرًا خطيرًا قد هرب ليلة البارحة من معسكر الأسرى. |
الرجل | وأين كان الحرّاس؟ |
ص الفتاة | يقولون بأنه قد قتل أحد الحراس وهرب.. اسمع الراديو.. أرجوك.. |
الرجل | سوف أفتحه.. مع السلامة. |
(يرفع صوت الراديو.. . يقلب في المحطات ليصل إلى محطة أخبار..) | |
ص المذيع | (بلهجة جادة) وقد تمكّن هذا السجينُ من الفرار منتصف الليلة الماضية من معسكر الأسرى الشمالي بعد أن هاجم غدرًا أحد الحراس وانتزع سلاحه.. وتقوم قوات الأمن والحرس الوطني بالبحث عنه في كل مكان..
يرجى من المواطنين الكرام إعلامنا عن أيّ مشاهدة لهذا الأسير الخطير. كما نحذر من مدّ يد العون أو المساعدة.. أو إيوائه تحت طائلة العقوبة الشديدة. (مارشات عسكرية.. يعود إلى موسيقاه الهادئة.. ويتابع القراءة.. يرن الهاتف وتكون الفتاة من جديد). |
ص الفتاة | بابا.. هل سمعتَ الخبر؟ |
الرجل | سمعته. |
ص الفتاة | أرجوك.. أغلق النوافذ جيدًا ولا تفتح الباب لأحد. |
الرجل | سأفعل ذلك.. لديّ الآن طبخة على النار. |
ص الفتاة | سوف أطلب من زوجي عصام أن يأخذ لك الطعام غدا. |
الرجل | لا أريد أيّ شيء.. مع السلامة.. |
(يترك الكتاب ويغلق الراديو.. ينهض بصعوبة.. يعتمد على العكاز في مسيره باتجاه الداخل ويغيب.. نسمع صوت تبادل إطلاق نار في البعيد.. يقترب صوت إطلاق النار أكثر وأكثر.. صمت.. يقتحم البيت من النافذة شابٌّ غير حليق ووجهه ملطخ بالسواد والوحل.. يرتدي ثياب جنديٍّ وقد تمزقت ثيابه في أكثر من مكان كما ظهر عليها بقع طين وزيت.. إنه يشهر مسدسا.. .يُسقط كرسيا أثناء دخوله.
يعود الرجل من المطبخ وهو يحمل ملعقة خشب.. يُفاجأ بوجود الشاب). |
|
الرجل | من أنت؟! |
الشاب | (وهو خائف ويلهث) من يحمل السلاحَ الآن.. هو الذي يحقّ له أن يسأل فقط. |
الرجل | أنت تقتحم بيتي.. |
الشاب | هل نسيتَ أننا في حرب.. ولا حرمة لشيء في الحروب.
(بلهجة آمرة) اجلس.. اجلس (يجلس الرجل في كرسيه.. يقوم الشاب بنزع الملعقة من يده كما ينتزع شريط الهاتف.. يقوم بإغلاق النافذة ووضع الستارة عليها) من يسكن معك هنا؟ |
الرجل | لا أحد.. |
الشاب | لا أصدقك.. أنت تخدعني |
الرجل | انظر بنفسك. |
(يلقي نظرة بسرعة هنا وهناك وهو يشهر مسدسه ثم يعود) | |
الرجل | أنت الأسير الهارب من المعسكر الشمالي؟.. أخبارك في كل مكان.. |
الشاب | ومستعدٌّ للموت حتى أنال حريتي. |
الرجل | لماذا اخترتَ بيتي..؟ |
الشاب | لأنه أقرب بيت استطعتُ التسلّل إليه بعد دخولي المدينة. |
الرجل | سوف يبحثون عنك هنا. |
الشاب | ومهمتك أن تضلّلهم وتبعدهم عني. |
الرجل | ولماذا أفعل ذلك؟.. أنت عدوّي. |
الشاب | وأنتَ عدوي.. ولكنْ ليس لك من وسيلة أخرى.. حياتُك الآن بين يدي. |
الرجل | وحياتُك بين يديّ.. صرخة واحدة ويجتمع عليك العساكر من كل مكان.. |
الشاب | ورصاصة واحدة من هذا المسدس تجعلك تصمت إلى الأبد قبل أن تفتح فمك بحرف واحد. |
(نسمع صوت خبط على الباب.. وصوت ضابط يأمرصارخًا.. افتحوا الباب.. افتحوا الباب.. يرتبك الشاب) | |
الرجل | لقد جاؤوا.. |
الشاب | (بفزع) لا تفتح الباب لأحد. |
الرجل | بل يجب أن أفتح.. .سيشكّون بي إذا لم أفتح.. وقد يحطّمون الباب. |
الشاب | وأنا؟! |
الرجل | انتظر.. سوف أحاول صرفهم.. |
الشاب | إياك أن تخدعني.. سأقتلك ثم أقتل نفسي قبل أن يصلوا إليّ.
(يمضي الرجل نحو الخارج وهو يعتمد على عكازه.. يتسلل الشاب خلفه شاهرا مسدسه.. نسمع حوارا بين الضابط والرجل) |
ص الضابط | من يوجد في البيت؟ |
ص الرجل | أنا فقط.. |
ص الضابط | وأين أسرتك؟ |
ص الرجل | ابنتي متزوجة وهي تسكن في الحيّ الجديد.. وابني مفقودٌ في الحرب منذ ثلاث سنوات.. |
ص الضابط | وزوجتك؟ |
الرجل | إنها متوفاة. |
ص الضابط | هل شاهدتَ أو لمحت شخصا غريبًا؟ |
ص الرجل | (لحظة صمت.. يتهيأ الشاب لإطلاق النار).. لا.. أبدًا.. |
ص الضابط | هل يمكننا تفتيش البيت؟ |
ص الرجل | (بعد تردد) تفضلوا.. ولكنْ لا أحد في البيت كما قلتُ لكم. |
ص الضابط | الأوامر تقتضي تفتيش كلّ بيت. |
( يبدو الذعر على الشاب ويحاول البحث عن مكان ما للاختباء.. نسمع صوت إطلاق نار بعيد.. كما نسمع صوت جندي يكلّم الضابط) | |
ص الجندي | سيدي يقولون إنهم قد رأوا الأسير الهارب يدخل في غابة الصنوبر.. وعلينا التحرك بسرعة إلى هناك. |
ص الضابط | انتبه يا عم.. الأسير خطير ومسلح.. أبلغْنا إذا رأيتَ أيّ شيء. |
(نسمع صوت الجنود وهم يغادرون. يعود صاحب البيت) | |
الرجل | حظك جيد أيها الشاب. |
الشاب | وحظك جيد أيضا.. |
الرجل | (يضحك بمرارة) أصبحتْ حياتنا الآن مسألة حظوظ ومصادفات إذن.. .يا لَها من مهزلة! |
الشاب | هل تعتقد أن حياتنا مهزلة؟ |
الرجل | وهل تكون الآن غيرَ ذلك؟ |
الشاب | لماذا في رأيك؟ |
الرجل | (بألم) وهل يكون هناك سببٌ سوى هذه الحرب. |
الشاب | الحرب ضرورية أحيانا. |
الرجل | لماذا؟ |
الشاب | (بشكل خطابي) لأنها الوسيلة الوحيدة لتحقيق الأهداف العظيمة.. |
الرجل | أهذا هو رأيك؟.. .أم لقّنوك إياه. |
الشاب | بل هذا رأيي. |
الرجل | وماذا أفادتك هذه الحربُ؟ انظر.. ها أنت الآن أسير مُطارَد مثلَ كلب مسعور. |
الشاب | لقد قمتُ بواجبي تجاه وطني على الأقل. (لحظة صمت.. يتأمله الرجل) |
الرجل | ماذا كنت تعمل قبل أن تشتعل الحرب؟ |
الشاب | كنت مساعد مهندس.. أشرف على الأبنية التي تُبنى في بلدتي.. لكنّ طائراتكم المعتدية قد هدّمت معظم هذه البيوت. |
الرجل | وطائراتكم الباسلة لم تقصّر في حصتها من الدمار أيضا. |
الشاب | للحرب ثمنُها. |
الرجل | صحيح.. ولكنّ السؤال الجوهري هو منْ يدفع هذا الثمن..؟ (لحظة صمت)
هل ساقوك إلى الحرب رغما عنك؟ |
الشاب | لم يكن لي خيار.. أتريدهم أن ينعتوني بالجبان أوالخائن..؟ |
الرجل | (ساخرا) معك حق.. ولكنْ ماذا كانت مهمّتك عندما أسروك؟ |
الشاب | أأنت تحقق معي..؟ |
الرجل | لا.. أنت حرٌّ في أن تجيب أو لا.. لكني واثق أنك قد بُحتَ بهذه المعلومة لمن حقق معك. |
الشاب | لم يكن تحقيقا بل كان حفلة تعذيب وحشي.. إنهم وحوش..
لقد قيّدوني ولم يسمحوا لي بالنوم مدة أسبوع كامل ثم حبسوني في برميل حديدي ضيق وضعوه في وسط ساحة المعسكر وقتَ الظهيرة.. شعرت بأن لحمي يُشوى من الحر.. ثم أخرجوني ودفنوا ثلاثة أرباع جسدي في حفرة وتركوا الذباب والنمل يلسع وجهي وعنقي. |
الرجل | (ساخرا) وهل تظن أن أسرانا عندكم قد أنزلوهم في فندق خمسة نجوم.. |
الشاب | هل تصدق بأنّ من أشرف على حفل تعذيبي كان يعمل أستاذا للتاريخ..؟ يا لَه من وحش!
يا إلهي! من أين جاء كل هذا الحقد؟! |
الرجل | وهل تريدُ للحرب أن تحوّل الناس إلى حمائم وفراشات..؟ (لحظة صمت) |
الشاب | لكنه مدرس تاريخ.. |
الرجل | لم يعد كذلك.. الحربُ تمضغ أجسادنا وأرواحنا.. وتشكلنا كما تريد.. (لحظة صمت) |
لم تقل لي ما هي مهمتك حين أسروك؟ | |
الشاب | كنت أقوم مع مجموعة من رفاقي بتلغيم الجسرعلى الوادي الكبير. |
الرجل | أنت مساعد مهندس وتقوم بتلغيم الجسور..! |
الشاب | إنها الأوامر. (بفخر).. لقد نجحنا.. وسوف نعرقل إمداد قواتكم في المنطقة الوسطى ونمنع عنها الطعام والماء السلاح. |
الرجل | كم شخصا كنتم وقت المهمة؟ |
الشاب | عشرة.. وأنا قائدهم. |
الرجل | وكم شخصا بقي منكم..؟ |
الشاب | (بحزن) لا أحد سواي.. لقد وقعنا في كمين أثناء عودتنا. |
الرجل | (ساخرا بمرارة) يا لَه من نصر عظيم! أحسنت.. |
الشاب | كان جنودي يعلمون أنهم يقومون بمهمة خطيرة.. وقد وافقوا عليها. |
الرجل | (يصرخ) وهل وافقت أمهاتُهم وآباؤهم على هذه المهمة؟ |
الشاب | أنا واثق أنهم سيفخرون بما فعله أبناؤهم.. وسوف ينالون أوسمة رفيعة. |
الرجل | أنت واهم.. لا شيء في الدنيا كلّها يعوّض الآباءَ عن فقْد بنيهم. |
الشاب | لكننا نجحنا واستطعنا تفجير هذا الجسر الهام. |
الرجل | أنا لا أرى أيّ فخر بتفجير الجسور. |
الشاب | لماذا؟ |
الرجل | للجسور جمالها وسحرها الخاص.. ما أصعب أن ترى جسرا منهارًا.. إنه يعني القطيعة والعزلة. |
الشاب | هل تحب الجسور؟ |
الرجل | أحب الجسور وأكره الأودية. (يتذكر)..
لقد كنتُ ألتقي مع زوجتي فوق جسر على نهر صغير.. هي من البلدة الشرقية وأنا من الغربية والنهر بيننا.. ما أجمل أن تجلس فوق الجسرمع منْ تحب وماء النهر يتدفق بغزارة وصفاء وسلام من تحتك. |
الشاب | أنت تكره الحرب. |
الرجل | نعم.. انظر ماذا فعلت بي.. (يشير إلى ساقه وحروق يده ووجهه) |
الشاب | هل اشتركت في الحرب السابقة..؟ |
الرجل | لم أشترك بها. |
الشاب | كيف أصبت إذن؟ |
الرجل | كنت تاجر موادّ غذائية أقوم بتوريد الموادّ التموينية للجيش من معلبات وخضار وخبز.. وقد تعرّضت السيارة الشاحنة التي كنت أقودها للقصف.. احترقتِ السيارةُ والبضاعة والسائق الذي كان قربي.. وأنا قد قد نجوت. ولكني أصبت ببعض الحروق كما ترى.. وفقدت نصف ساقي.. |
الشاب | أرأيت؟ لقد أردتَ الاستفادة والربح أنت أيضًا من الحرب. |
الرجل | الحرب تخدع الجميع.. وحين نفطن للخديعة الكبرى يكون الأوان قد فات. |
(يرى الشاب إبريق ماء يصب كأسا بهدوء ويشرب وهو مستمتع ثم يجلس)
أتصدق أنهم سقوني بولي أكثر من مرة وهم يعذبونني. |
|
(يصب الرجل بعض الماء في كأس.. ويتهيأ للذهاب نحو قفص الكناري ) | |
الشاب | إلى أين؟! |
الرجل | يجب أن أضع الماء للكناري. |
الشاب | أنا سوف أضع له.
(يقوم الشاب بوضع الماء للكناري) لديّ ببغاء ثرثار في البيت.. اسمه ريشو.. لا بد أنه يفتقدني الآن ويناديني طوال النهار. لن يصمتَ إلا إذا غطوا القفص برداء أسود.. .أنا من كان يعتني به.. (يضحك) لقد تعلم أن يغني مقطعا من أوبرا كارمن. |
الرجل | كم ستبقى هنا؟ |
الشاب | حتى الليل. |
(نسمع صوت صفارة طنجرة ضغط قادمة من المطبخ.. يتحفز الشاب خائفا.) | |
الشاب | ما هذا؟ |
الرجل | إنها صفارة طنجرة الطعام.. أتسمح لي بِإطفاء نار الموقد؟
(يتردد الشاب).. ستنفجر إذا لم أطفئ النار. |
الشاب | سوف أذهب معك. |
(يغيبان قليلا ثم يعودان ). رائحة الطعام شهية.. ماذا كنت تطبخ؟ | |
الرجل | أكلة يسمونها طباخ روحو.. لحم وباذنجان وبندورة وكوسا. |
الشاب | أعرفها.. ونحن نسميها كذلك.. أعتقد أننا من علمكم إياها |
الرجل | وربما كنا نحن من علمكم إياها |
الشاب | بل نحن.. |
الرجل | لا بأس إن تنافسنا في مثل هذه الأمور.. |
الشاب | ولكنْ من أطلق عليها مثل هذه التسمية.. (يضحك) من يطبخ روحه..؟! |
الرجل | وما الغرابة في ذلك؟ ألا يطبخ القادة أرواح جنودهم قبل الحرب لتكون طعاما شهيا للموت؟ (فترة صمت ) |
الشاب | هذه الأكلة تطبخها أمي كثيرًا.. منْ علمك إياها؟ |
الرجل | زوجتي. |
الشاب | متى توفيت؟ |
الرجل | منذ ستة أشهر. |
الشاب | كيف ماتت؟ |
الرجل | حزنا على ابنها هشام الذي فُقد في الحرب. |
الشاب | ماذا كان يعمل؟ |
الرجل | مدرسا للغة العربية؟.. كان يطمح كي يكون كاتبا. |
الشاب | هل هذه المكتبة له؟ |
الرجل | نعم. |
الشاب | ماذا تقرأ؟ |
(الرجل لا يرد. يمسك الشاب بالكتاب ويقرأ العنوان) لمن تُقرع الأجراس؟.. أرنيست همنغواي. سمعتُ بأنها رواية جميلة. | |
الرجل | ألم تقرأها؟ |
الشاب | لا.. (يفتح الكتاب ويقرأ دون تعيين) علينا ألا نؤمنَ أبدًا بقانون القتل.. وإلا تحطّمت المبادئ وتلاشت المعاني الإنسانية.
كلام جميل.. هؤلاء الكتاب يحلمون كثيرًا. |
الرجل | وماذا يمنع الإنسان من أن يحلم..؟ ألا تحلم أنت بنجاتك وعودتك إلى بلدك. |
الشاب | صحيح. هذا حلمي الصغير.. ولكنْ حلمي الكبير الآن هو انتصار بلدي عليكم. |
الرجل | وأحلامُك التي كانت قبل الحرب؟ |
الشاب | (بحزن) لقد ابتعدتْ كثيرًا.. (يسأل) وأنت؟ |
الرجل | أنا لم يعد لي من حلم سوى رؤية ابني.. وأن أعيش بقية أيامي بسلام. |
الشاب | والحرب؟ |
الرجل | لم تعد تعنيني في شيء.. |
الشاب | لماذا؟ |
الرجل | هذا العالم يندفع كالأعمى إلى هاوية سحيقة.. ولا أريد أن أكون مشاركا في هذا السقوط.. |
الشاب | هل ستكتفي بالفرجة..؟ |
الرجل | لقد انتهى دوري. رُميتُ كما ترى في سلة المهملات. |
الشاب | ماذا تقصد؟! |
الرجل | أيها الشابُ.. الحربُ لعبة شِطرنج كبيرة يقوم بها لاعبون كبار وما نحن سوى أحجارِها.. وحين ينتهي دورنا نُرمى في صندوق الفناء والنسيان واحدا وراء الآخر.. وحين تنتهي الحرب يصافحون بعضهم مبتسمين.. |
الشاب | (لحظة صمت.. يلمح الشاب البيانو.. يمرر يده فوقه بحنان) من كان يعزف على هذا البيانو؟ |
الرجل | ابنتي ديمة |
الشاب | والآن؟ |
الرجل | لا أحد.. .إنها تعزف فقط إذا جاءت لزيارتنا. |
الشاب | ألا تعزف في بيتها؟ |
الرجل | ليس لديها بيانو هناك؟ |
الشاب | ولماذا لا تشتري؟ |
الرجل | زوجها لا يحبّ الموسيقا. |
(يفتح الشاب غطاء المفاتيح ويتلمّسها بشوق.. ويضغط بعض المفاتيح..)
أتعرف العزف؟ |
|
الشاب | قليلا.. والدتي كانت معلمة موسيقا.. .علّمتني بعض الألحان.
هل تسمح لي بالعزف؟ |
الرجل | تفضل؟ |
الشاب | (يجلس الشاب يضع المسدس فوق البيانو.. يمرّن أصابعه قليلًا) لم أعزف منذ بدأتْ الحرب.
(يبدأ العزف شيئا فشيئا لحن سوناتا ضوء القمر لبيتهوفين.. ينتهي.) |
الرجل | (بدهشة) سوناتا ضوء القمر.. إنه اللحن الذي كان يطلبه ابني هشام من أخته كي تعزفه له. |
الشاب | (يتذكر) ووالداي أيضًا كانا يطلبانه مني لأعزفه أمام الضيوف.. |
الرجل | (لحظة صمت.. يبتسم بمرارة) يا لها من سخرية!.. أصابعك التي عزفت هذا اللحن الجميل هي نفسها التي قامت بوضع أصابع الديناميت وتفجير الجسر. |
الشاب | إنها الأوامر.. نحن لم نعد نملك أجسادنا وقت الحرب. |
الرجل | صحيح.. لكنْ.. هناك بقية شعلة في الروح أيها الشاب.. لا تجعلهم يطفئونها.. |
(يرن جرس الباب.. يتحفز الشاب ويمسك بمسدسه..) | |
الشاب | منْ هذا؟ |
الرجل | لا تخف.. أعتقد أنه حارس البناء.. |
الشاب | وماذا يريد؟ |
الرجل | اليوم هو أول الشهر يجب أن أعطيه نصيبي من أجرته.
(يخرج محفظته والشاب يراقبه بحذر شاهرا مسدسه يخرج الرجل مبلغا من المال ويتجه نحو الباب والشاب يتبعه بحذر.. يخرج من الجهة اليسارية.. والشاب يراقبه.. نسمع صوت الرجل وهو يكلم العامل..) |
ص العامل | مساء الخير عمي أبو هشام.. |
الرجل | مساء الخير يا سالم.. تفضل.. |
ص العامل | شكرا.. تفضل هذه الباقة. |
الرجل | يا سلام إنها حلوة. |
ص العامل | قطفتها خصيصا من أجلك.. |
الرجل | شكرا.. |
ص العامل | لقد أكثرتُ لك من أزهار الزنبق الذي كانت تحبه خالتي أم هشام رحمها الله..
هل تريد شيئا؟ |
الرجل | لا.. شكرا. |
ص العامل | انتبه يا عم أبو هشام.. تقول الحكومة بأنّ مجرما خطيرًا قد هرب من معسكر الأسرى. |
الرجل | أعرف.. أعرف.. .مع السلامة. |
(يدخل الرجل وهو يحمل باقة زهر جميلة). | |
هل يمكنك أن تجلب المزهرية من المطبخ.. لو سمحت.
(يتردد الشاب) لا تخف.. ليس بين يدي سوى باقة زهر. (يغادر الشاب..) املأها ببعض الماء.. (يتأمل الرجل الباقة بحبّ.. يعود الشاب وهو يحمل مزهرية جميلة وقد وضع فيها بعض الماء.. يبدأ الرجل بوضع الباقة وتنسيقها في المزهرية) |
|
الشاب | هل تحب الأزهار؟ |
الرجل | وهل هناك إنسان لا يحب الأزهار؟ |
الشاب | لكننا في وقت حرب.. |
الرجل | أيها الشاب.. اللحنُ الذي عزفتَه.. وهذه الأزهار.. وهذا الكتاب الذي بين يدي.. وصوتُ هذا الكناري هي الأفراح الصغيرة التي تحميني وتساعدني على احتمال فيضان هذا الموت والشر.
(يتحرك الرجل باتجاه الخزانة.. يوقفه الشاب) |
الشاب | إلى أين؟ |
الرجل | إلى الخزانة.. أريد أن أحضر مقصًا لتشذيب أغصان هذه الأزهار. |
الشاب | ربما كنت تخبئ سلاحا فيها.. من يدري.
(يتجه الشاب نحو الخزانة.. يفتحها.. ويبدأ البحث.. يفتح الجرار الأول.. .يجد غليون تبغ جميل.) أنت تستخدم هذا الغليون في التدخين؟ |
الرجل | (بغضب) اترك الغليون. |
(يقوم الشاب بتقليد مدخني الغليون) اتركه من فضلك وأعده إلى مكانه. | |
الشاب | لمن هذا الغليون؟ |
الرجل | إنه لصديقي فؤاد.. لقد نسيه هنا في آخر مرة زارني فيها. |
الشاب | وأين صديقك فؤاد هذا؟ |
الرجل | لقد قُتل بقصف طائراتكم في مزرعته. |
الشاب | ربما كان فيها قاعدة عسكرية. |
الرجل | أية قاعدة عسكرية.. إنها مزرعة لأشجار الكرمة واللوز والرمان وبعض الخضار. |
الشاب | وما الذي أخذه خلال الحرب إلى هناك؟ |
الرجل | لقد توهّم أن المزرعة هناك أكثر أمانًا من المدينة.. .(بألم) لم يجدوا أيّ أثر لجثته. |
الشاب | ولم يبق سوى هذا الغليون فقط (يضحك). |
الرجل | وهل سألت نفسك ماذا تبقى من أجساد رفاقك بعد وقوعكم في الكمين. |
الشاب | (لا يرد) |
الرجل | أعد الغليون إلى مكانه وأعطني المقص. |
(يتابع الشاب بحثه في الخزانة.. يعثر على مصنف يتأمل غلافه.. يصرخ الرجل) اتركه من يدك.. | |
الشاب لا يأبه يفتح المصنف ويقلب في الأوراق وصور الأشعة.. يفاجأ بما تحتويه) | |
الشاب | أنت مريض بالسرطان..!! |
الرجل | وهل هذا يغير من الأمر شيئا؟
طبعا.. أنا الآن لا أخاف من مسدسك.. (يضحك بمرارة) |
الشاب | لماذا؟ |
الرجل | ما الفرق عندي إن متّ هذه اللحظة أو بعد ستة أشهر كما يقول الأطباء |
الشاب | لكنّ الحياة جميلة حتى آخر لحظة من أعمارنا. |
الرجل | وهل قلتَ هذا لنفسك عندما كنت تقوم بتفجير الجسر وتلقي بنفسك ورفاقك بين أنياب الموت. |
الشاب | لستَ بأفضل مني.. لقد أردتَ أنت أيضا أن تربح وتستفيد من الحرب. |
الرجل | لكني دفعت ثمنا باهظا.. لا أستحقه.. انظر.. (يشير إلى ساقه وحروق يده ووجهه) |
الشاب | لو أنك لم تدفع هذا الثمن لكنت الآن من المدافعين عن الحرب واستمرارها. |
(نسمع صوت صافرات الإنذار تعلن عن قدوم غارة.. يبدو الفرح على الشاب)
لقد جاءت طائراتنا.. (يفطن) أليس لديك من ملجأ..؟ |
|
الرجل | ولماذا تخاف منها؟.. إنها طائراتكم كما تقول بفخر.. (يضحك) |
الشاب | (بفزع.. يكرر) أليس لديك من ملجأ؟ |
الرجل | بلى.. إنه في أسفل البناء.. هيا اذهب إلى هناك. |
الشاب | سوف يعرفونني. |
الرجل | هذه مشكلتك. |
الشاب | ألن تذهب أنت إلى الملجأ..؟ |
الرجل | أنا لا فرق عندي في مسألة الموت كما قلتُ لك. وأعرف أيضا أنك لن تسمح لي بالذهاب. |
( أصوات قصف.. بعيد.. ويقترب يبدو الخوف على الشاب..) | |
الشاب | (يحدث نفسه) لم أهرب من سجن الأسرى لأموت بقصف طائراتنا. |
الرجل | أعتقد أن القنبلة العمياء إذا سقطت الآن فوق هذا البيت فلن تفرق بيننا.. أرأيت؟.. هذه هي العدالة في الحرب. (يضحك بمرارة)
وربما لن يتعرفوا إلى جثتك ونُدفن سوية مع غيرنا في قبر جماعي واحد.. إذا تبقى شيء منا. |
الشاب | (يصرخ) اسكت أرجوك.. |
الرجل | (يحدث نفسه بصوت مرتفع) تُرى من سيموت الآن؟ (صوت صفير القنابل الساقطة ثم صوت انفجارات. تسقط خلال ذلك صورة الشاب هشام ابن صاحب البيت التي كانت في المكتبة وبعض الأغراض)
لمن تصفر هذه القنابل الآن وتعوي جائعة..؟ (يمسك رواية لمن تقرع الأجراس ويقرأ بصوت مرتفع.. أصوات صفير القنابل كخلفية للقراءة). ما مات إنسانٌ إلا وأنقصني موتُه شيئا.. فأنا مُدمَجٌ ضمنَ الإنسانية جمعاء.. ولذلك لا تسألْ أبدًا لمن تُقرعُ الأجراسُ معلنةً موتَ إنسانٍ ما.. إنها تقرع يا صديقي لي ولك أنتَ.. أيضا.. (ينتهي من القراءة) |
(تهدأ الغارة وتتراجع حدة القصف.. ثم تصمت. يبدأ الآن صوت سيارات الإسعاف من بعيد وهي تجوب الشوارع.. وسيبقى صوتها طوال المشهد) | |
الشاب | لقد نجونا.. |
الرجل | يبدو أن الموتَ مشغول بغيرنا الآن.. أرأيت..؟ صارتْ مسألة الموت مسألة حظ ومصادفة لا أكثر. |
الشاب | (يبدأ الرجل والشاب بإعادة بعض الأغراض إلى مواضعها.. يمسك الشاب صورة هشام ابن صاحب البيت ويتمعن فيها. تبدو الدهشة عليه) أهذا هو ابنك المفقود..؟ |
الرجل | نعم.. |
الشاب | أعتقد أنني قد رأيتُه.. |
الرجل | (بلهفة) أين؟ |
الشاب | في أحد معسكرات الاعتقال لدينا. |
الرجل | كيف؟ أين؟! |
الشاب | أخذوني مع مجموعة من الجنود لبناء جدران معسكر اعتقال قرب منطقة المستنقعات.. وقد سخّروا عددا من أسرى المعسكر هناك كعمال لمساعدتنا. |
الرجل | هل أنت واثق من ذلك؟ |
الشاب | نعم لقد عمل معنا أكثر من عشرة أيام. |
الرجل | هل تكلمتَ معه؟ |
الشاب | لم يسمح لهم الحراس بالكلام معنا أبدا. |
(فترة صمت) | |
الرجل | إذا ساعدتُك على النجاة فهل توصل له رسالة؟ |
الشاب | (يفكر قليلا) نعم.. سأحاول. |
الرجل | عِدني بأنك ستوصلها إليه. |
الشاب | (بصدق) أعدُك. |
(يغادر الرجل باتجاه داخل البيت) | |
الشاب | إلى أين؟! |
الرجل | انتظر قليلا.. لا تخف.. |
(يغيب الرجل برهة داخل البيت ثم يعود ومعه ثياب) خذ وارتدِ هذه الثياب.. إنها لابني هشام.. احلق ذقنك أولا.. الحمّام من هنا.. سأبحث لك عن هويته القديمة. | |
(يغادر الشاب باتجاه الداخل.. يبدأ الرجل بالبحث في الخزانة وغيرها.. يجد الهوية.. كما يبحث عن ورقة وقلم.. يعود الشاب وقد حلق ذقنه وارتدى الثياب الجديدة.. نرى أنه يشبه هشام ابن صاحب البيت كثيرًا يتأمله الرجل.) | |
الرجل | اجلس واكتب.. |
الشاب | أنا..!! |
الرجل | نعم أنت.. رأسي يؤلمني قليلًا.
(يجلس الشاب.. يملي عليه الرجل الرسالة) ولدي الغالي هشام أريد أن أطمئنك بأن الحرب سوف تنتهي كما انتهت كلُّ الحروب. الحربُ يا بني لعنةُ البشرية وطاعونُها.. إنّ حرمان إنسان ما من حياته لهو أفظعُ الجرائم التي يُقدم عليها الإنسانُ تجاه الإنسان. جراح الحرب يا بني سوف تندمل مع مرّ الأيام والسنين. فالبشر لا يستطيعون أن يحزنوا إلى الأبد والنسيان والتسامح نعمة وشفاء لهم. أريد أن أطمئنك يا ولدي بأن مكتبتك ما زالتْ سالمة.. وقد كانت عونا لي في هذه الحرب، فقد عشت مع أجمل الأدباء والشعراء والفلاسفة الذين كانوا واحتي وحصني في هذا الجنون. كما أريد أن أطمئنك بأن الكناري اليتيم الذي ربيتَه وأطعمته وسقيته بيدك ما زال يغرد.. وكأن الحرب لا تعنيه بشيء. حارسُ البناء ما زال يجلب لي باقة ورد كل أسبوع. أمك وأختك يسلمان عليك.. وتنتظرك أختك لتعزف لك سوناتا ضوء القمر. |
الشاب | (يقاطعه) لكنّ أمّه قد توفيت. |
الرجل | (يوبخه) وما الفائدة من نقل مثل هذا الخبر المحزن لأسير؟
اذهب إلى المكتبة وانظر إلى الرفّ العلوي سترى دفترا عليه رسم لغروب الشمس أريدك أن تجلب لي إياه من فضلك. (يتجه الشاب نحو الخزانة ويفتح الخزانة ويجلب دفتر مذكرات جميل ويعطيه للرجل فيطلب منه متابعة الكتابة..) |
الرجل | (وهو يمسك بالدفتر).. اكتب من فضلك.
دفتر ذكرياتك يا بني محفوظ عندي، لقد وجدتْه أمُّك، وقد سمحتُ لنفسي بقراءة بعضها فسامحني. سوف أذكّركُ ببعض ما كتبتَ. حين أعلنوا الحرب.. كنتُ أصحح موضوع تعبير لطلابي عن الأمنية التي يحلمون بتحقيقها عندما يكبرون.. حين أعلنوا الحرب.. كانت أمي تدخلُ من الشرفة وهي تحمل الغسيل النظيف يزيّنه القميص الذي اشترته لي صديقتي رشا في عيد ميلادي. حين أعلنوا الحرب عاد أبي من مزرعة صديقه وهو يحمل سلة فيها عنبًا ولوزًا وتينًا.. حين أعلنوا الحرب قال بائع الحليب لجارتنا.. ربما لن أستطيع القدوم إليكم بعد أيام.. عليك أن تفطمي رضيعَك. حين أعلنوا الحرب لمحتُ جاري يعود من الفرن القريب وهو يعدّ بقلق أرغفة الخبز. حين أعلنوا الحرب غارتْ كلّ الابتسامات من وجوه الناس.. حتى من فم مهرج السيرك في التلفاز. |
(يتوقف.) هل كتبت كل شيء.. | |
الشاب | نعم.. بم تريد أن تختم الرسالة..؟ |
الرجل | اكتب. اطمئن يا ولدي.. سوف تنتهي الحرب وسيكون هناك صلح وسلام وتبادل أسرى.
التوقيع.. والدك المشتاق أحضر لي ظرفا لو سمحت.. من المكتبة. (يحضر له ظرفا ويقوم بوضع الرسالة في الظرف) |
الرجل | (صوت سيارات الإسعاف وغيرها بعد القصف) خذ هذه الهوية واستخدمها عند اللزوم.. إنها لابني هشام
اذهب بسرعة.. الجميع مشغول الآن. |
(يصافح الشاب الرجل بصدق) | |
الشاب | لقد تركتُ المسدس وثيابي في الحمام. |
الرجل | اطمئن.. سوف أتخلص منها في حاوية قمامة بعيدة.
(يغادر الشاب.. فترة صمت.. يقوم الرجل بالذهاب إلى المطبخ.. يعود وهو يحمل صحن طعام.. يرن الهاتف.. وتكون ابنته على الخط) |
ص الفتاة | مرحبا بابا.. طمئني.. هل أنتَ بخير؟ |
الرجل | الحمد لله.. .أنا بخير. |
ص الفتاة | أبي.. لقد أخبرني زوجي بأن الصليب الأحمر قد أحضر منذ يومين جثث جنود مفقودين إلى المشفى.
هل اتصلوا بك؟ |
الرجل | (لا يرد) |
ص الفتاة | سيذهب معك زوجي عصام إلى المشرحة إذا أردت. |
الرجل | لا داعي لذلك يا بنتي.. لقد ذهبت. |
ص الفتاة | (بهلع) وهل كان أخي هشام بينهم؟ |
الرجل | (بعد صمت بسيط) لا يا بنتي.. |
(يغلق الهاتف.. ويمسك بصورة ابنه.. يتأملها قليلا.. ثم يمسك بمذكرات ابنه يجلس ويتابع القراءة) | |
ص
الشاب هشام |
حين أعلنوا الحرب.. اشترى الأثرياء خزائنَ مال جديدة. حين أعلنوا الحرب. علمتُ أنّ أمي ستبكي كثيرًا.. وسوف يغرق أبي في صمتٍ طويل. حين أعلنوا الحرب.. قالت صديقتي رشا.. لا أستطيع انتظارك طويلا.. سامحني.. أنا أحبّ الأطفال.
|
(النهاية) |