حين أشرعتُ نافذةَ قلبي
كانت تلال أمواج تلاحقني
راياتُها تزنر فوق قلبي
كأنها بيارق ألم في الروح .
جئت متدثراً بدفق
من ألم الحب
كعاشقٍ يتجه نحو حتفه .
لكن غيوم الصمت
تمنحني موسيقى الدهشة
الساكنة في قلبي
كسكون جبل أشهب عند الفجر .
لم أكن سوى لغة
بين حالة الحب وألم الغياب .
جئت مغتسلاً بمياه الألم
حاملاً رغيف أمي
وياسمين عشق طفولتي
وحكايات الأجداد .
لم يكن ألمي
سوى نافذة عشق
من ذرى الروح .
كانت الريح تعبر بي
دروب اليتم والألم
كانت الشمس تشرق
في قلبي
كما في قلوب العاشقين .
يا ألماً يبرق من العدم
من قلب راجف كطير ذبيح
من عباب الأفكار الهائمة
من ألم الروح والجذر البعيد
من حقب التيه البعيدة
من ألم الزنازن ودموع الثكالى
من ألم الفقد وعذابات الحب .
أيها الناي النائح في قلبي
كنواح روح ملاك عابر
كان قلبي وتر نشيج
كعاشق ملفع بصخرة الصدع
أو كشريد راجف في وحشة الليل
حملته الطيور
فوق ذرى الجبال العالية .
وحيداً أجلس على تلال الصمت
لم يبق لي غير همس الرياح
والأرواح الراحلة نحو المجهول
وأصوات الطيور البعيدة
في الفضاء .
لاشيء غير بقايا عظام
تركتها الذئاب
وأغصان عارية جافة
لاشيء غير نحيب الدروب
المغطاة بالرمال الراحلة
وأرواح المحبين
الهائمة على وجه الرمال
وصوت نداء الحنين القادم
من أطراف الأودية الجافة .
أيها النسر المحلق
في فضاءات الترحال والألم
في صحبة المطلق
وسماوات الأحلام
بالروح الوثَّابة للمجد
بخيال العزلة والتأمل .
كنت أقتفي نشيج الليل
ربما كان نشيج راحلين قبلي
أو نشيج غيوم تعبر في قلبي
كانت غيوم قلبي تجر ماتبقى
من أطراف الكلام .
كان عليَّ أن أمضي
صامتاً خلفها
لعلها تصل بي إلى
نبع الضوء
لعلها تمنحني
جرار نبيذها الوردي
وتغتسل روحي بكأسها معتقاً
من مياه الألم .
هاشم الشامسي