الغربة زوبعة لا أدري متى تنفجر
كأني أموج بين اضلاعها وسوء العالم
كل شي ء أيل للانطفاء، ثمة حريق يتشكل في
مطبات الصدفة
لكن المصابيح تنتظر أن تسلم الضوء للظمة
والثلج للذوبان
والأبدية للقلق ،
كل ممر يوحي الينا بالفضة ، والوقت الذي
يطرقنا،
ولكن ليس من أحد، وما كان علي انتظار أحد،
منفى البحر يهزمني، وخرافة الشعارات تظلل
قلبي
فتحجرني في حناجر ليست لي : في مقابر تكبر
بنهار الصداقات القديمة المتاهات يباس ومنتهى،
قلت : صاحبي
بللني بهذا البلد
لا تطفئني بفرح مجهول ، فالحزن وطن الكلمات
أعطني النسيان ، لأرجمك بالذكريات
لم أتغير أنا، هي دمعتي التي تحجرت حينما آلت
الأشياء
التي صرخت وعارضت ، ثارت وانتحت ، خانت
شكل الحجر
كل شي ء أيل للحجر، عصي هذا العشق على
الجنون ،
على قمر العشاق الخائن ، والأزهار المأخوذة
بشفافية أفق يتمدد
كسماء من كونكريت ، وضحكات سود، ويد
رطبة من حرارة ما يفضي الحنين اليك ، كل شيء
اليك ، كل شي ء جارف حتى العشب
تعال على حفرة قلبي وهوى رمادا، لأن الأرض
غير متألقة ، مخترقة بالنهار، بالحماقة العمياء
التي ولدت في صحن ترقبي
قصائد لا تناسب حجم الهزائم ، ووهم الحرية
هذه الفجرية
أسلمت للريح ساقيها حين تسلل الى معبدها سواي،
أنت للسلوان والعتاب مرمر
أنت الخديعة والصخب
أخذك السجن وسميناه الدولة
أخذك الموت وسميناه الحزن المقيم ،
وتكبر طاغية في صباحات لا تصدأ
وسماوات بلا خوذ
وما تبقى من الحداد
ومن عطش يشربني حد الفرات الأخير
حين أعتمر السواد نخيلا يتأرجح بين الخناجر
والدفاتر والسجون ،
كل شي ء أيل للسقوط : العمر لم والقبر/ والفجر
التاريخ والمستقبل ،
القلب المثقوب بحشرجة الأطفال
حتى الأطفال هناك سقطوا في الجوع والكآبة
كل شي ء أيل للكابة الطويلة
للوحدة الواحدة ،
كل شي ء انطفأ كأنه لم يكن كومة بطولات
ومرثاة أن تدب الحياة في صداقات خاسرة
وعري شفاعات تدس في جسدي الندم
لا شي ء جديدا عندي الآن
لأن الحروب التي ضيعتني احتوتني
لأن الحروب التي أكلتني
ضيعتني
ضيعتني.
أمل الجبوري( شاعرة عراقية)