دفن رأسه
بين الأمس واليوم
جر بصيصا من عنق اللوم
كان رأى ثعلبا
ثم سد فراغ الوقت
بخنجره
خر من رأسه الماء
لم يبق في صدره
إلا عشبة النوم ؟!
مبيض من رأسه
حتى الجزر الراسية
في موانيء أشعاره
يتوحد في ساعة الصفر
لم يتحرش بالعاصفة
إلا كى يعطى نصابا شعريا
للريح المبرمة
بين أعقابه
وسماء الكويت التي
تنصب قلبه المحدود
كمينا لنبض الشوارع
قال لها: نيف وعذاب
لتفريخ الأشجار
على أيدي نساخ المرافي ء
أو بؤس !
نزعة ثم أخرى
النشيد يتواتر في
يوم يأسي
النساء قريبا من "بوبيان "
يسرن حزينات
في أيديهن الجباك ممزقة
بين أضراس الحرب البحرية
والديدان
أبيض أحلاما سودا
أتسارع في مهلكي
وأبطىء عينى للشامتين
فرارا
من الدرك
أرمي الروح طعما
للذئب الملكي
أستدل على روحي
بألأبيض
والأسود
المحبك
هذيان الموج : خصال السفائن !
هلوسة البحر : دود سريع في رأسه
رأسه الكون
في
لوثة السمك
عطب شعري في الطرقات
مهادنة للقباب
تظلل عشب النوايا
خراف الذبح / الميادين
نافرة
بالسكاكين
حول رقاب الخطى
الأرجل المتهاونة
المتساهلة
تتسيد تبذيرا
في سواد النعمان :
"يا جنرال الصحراء
في يوم بؤسك
توجني حارسا
للنكبة
لا أحمى ظهر التيه من
فراديس مريم
عيناها مستا البئر
صار حنينا لي
وأنا الأبيض المسكين
فراديس مريم مثل عواء في الريح
تخنقني
مريم البدوية تجري نقيضا للسنوات
تذوب على نخلة
ملء جفنيها برثن للمنفى
وأزمنة الحرب . .
مريم عيناها تتمة للفخاخ التي نصبتها الفراشات لي للجراجير ،
تسبح في دمع أمي الأحمر:
يا جنرال البلاد
التماسيح في الصحراء
وبحر الصحراء يطوق أشجار مريم
عيناها واحة للمنافي
للمنى في
واحة عينا مريم !
يجلس النعمان على دكة
للحروف الصفراء
يأمر بالبحر. . .
يؤتي به عازبا
فوق سر ش أسرار ألدولة
موثوقا بالململ والحكمة
فيمد لآنية الطير
حربا من الشمع الأخضر
ويدا . للشراب
تدخل الألوان عليه إناثا
إناثا
يختار من الأموات ثلاثا
والجبال أثاثا
ليسن على الأحقاد
شريعة حربوراني !
أستشير بياضي في قتل
يدلهم بياضي حتى النخاع
يشل فضائي ..
الجراجير ضاربة في
أناشيد الأطفال الفولاذيين
أطفال البترول : أغاني الشر،
تسيل على بيت الطين ،روث البقر
والخرائب منعطف روحي
قواقع برية
للذين نجوا بفخامتهم من شباك السمك
يمكن أن تفسد أبهة الغيم
فوق النزل الأخرى
والطناطل سوداء تأتي مع
لسع الفئران البيتية . . .
من ميازيب الفقر
تأتي الطناطل
مسقوفة بجريد النخل
ومذعورة من تكاثر أشلائنا
فنبايعها : إنسانا علينا ؟!
السكيك جراب الحزن
وأين نمد سقوفا من الصوف .. ؟
دار السينما
شمعة للخيال المسجى على برمة
للشرب…. .
الكلاب هوت فوقنا هكذا:
يا كلاب الفرسان السوداء
انهشي موسم السرايات
يغلق باب البحر علينا
يتركنا نهبا للقوارب
بين أفاعي الماء. . .
وثكنات الاندحار
صفار يسقط من قرقور السمك ،
يستقر بأعيننا المكشوفة
للمارة . . . .
شمعة حيكت ضدنا
من "كريب "،
تنير حنينا وحشيا،
لا يسترنا من موت على الأبواب
مكشوفون للمارة.. .
نمشى حاملين ندى الأعتاب
يا للآشجار الرمادية
الساعاتي يعلقها حوزا منا
ويعلي من طيشنا حتى نبلغ الأسباب
الى مستوى حدسه
في أعالي الوقت يدور بساعته
في الدروب ،
سائقا
أو قاتا
لساعته الفارغة . . .
نصعد في معصمه "الرانقول " . . .
لننزل في مصنع الثلج :
يا مريم الذوبان بكاس من الغدر
أم بلد وعر،
الثلج يقول لمريم أحراش
يتوارثها شره الغابة
الماء فوق سنامي يا مريم الزرقاء
البحر ملصق جداري في عينيك
يطول الثلج لكي ينهبوا من خزامى
عينيك أثاث طفولاتهم
ينهون مهمتهم في جرجرة الهدب عن
سدة الأشجار. .
سلاما . .
يقولون للثلج الذاشب فوقا أحلامنا
لا الجرائر تردعنا
والسرائر مشوية بالرمث
ومغوية بالحرث
ومريم تغلق بوابات المدينة في وجهنا،
مخزنا للأسود تمسي المدينة
والأسوار معلاة
حتى عينيها. ..
صغارا كنا .. . البهلول يدخل إبزيم وحشته
في الدكاكين ،
ثم يصب رضابا من حزنه
نلعق البحر مثل ذئاب
ثم نقض مضاجع فئرإنه
البهلول مصحة احلام متنقلة
والأسوار تجتثنا
ترمي ما تبقى من حزننا للكلاب
وراء الأبواب . . .
فارعة الريح ، تدخل صحراء
تدخل الصحراء الى المدينة بالقهوة والنوار
والشوك البدوي . ..
لم نكن " انجليزيين " لكي
ندخل أفواجا معها .. .
يمشي نائما قلبي ، يمشي مائلا
حارقا جثث الأفكار
مضاء بالأسود، والمقاهي المدخنة كالسمك
والمقابر/ يمشى موتورا/ علبة أسود في عداد المرضى، في شيلة البحر قآرعة كبرى، الأزرق وحشا يأتي الأزرق يأتي من الشرق مصحوبا بعباءة ماهود/ يا لمريم .. ..
فوق مجامرها الحندقوق / معاشب تعوي الزنابير منها/
دخانا دخانا / تطن على ساعدي ،
سمرأء
شديدة كف ، تطل على أثر وحشة
ليس منه : خروج إلينا
ليت لنا ثغرة
فنسير سيرا,
ليت لنا سر في الظلام
النوارس تخفق في أيدينا بيضاء. .
مثل، النورة . . .
أحلامنا كالهوادج
فوق ظهور الناس
الهواء الأبيض يرمقنا شذرا
كنا ننوء مطرا
قرب الباب . .. .
كنا . .. . .
أحمد الدوسري(شاعر وأكاديمي من الكويت )