هذا ما حدث:
طلبت مقام السر فقال:
"لاعلم لك بالسرإلا ما علمتك
وتريد أن أنعم عليك بمقامه
ولكنة فاتك
لا فوات قصور العزم
بل فوات السبب من نفسه
فمسموم هو لمن دخل المقامات
ولكن حادثه فقد يعينك "
توجهمت مساء
الى مقام جامع المياه
وقلت له حدثنى عن السر بحق
صاحب الامر
فقال: "افعل ولكن لا تحاجني في
شيء حتى أبديه
لا تفعل حتى تسأل
وتذكر ما علمت بأنني مسموم عن
دخل المقام
واستمع فاني مطلعك على السر
ولكنني أعلمك صفاته حتى تلم
به"
(حديث المياه)
أ- الصوت
"اسمعك صوتي
صوت السر هو
على فطرته
وهو الـصوت يوم خلق منه كل شيء
حي "
فأسمعني الصوت على فطهـرته
أسمعه صافيا رقراقا عذبا مشجيا
وطغى الصوت على ما عداه من جنسه وعلا رأسي مطر
وأحاطت بي شلالاته
ولامست قدمي بحاره وبحيراته عيونه وينابيعه وأنهاره ما يعرف منه، وما لا يعرف
فأغمض عيني أستمع
وأدخلني الصوت عوالم لم أطأها
صب في نفسى وراودها
امتلك لبي وألبس جسمي الخدر
فاعترتني رهبة الحرام
وخفت ان يسكرني صوته
فصرخت:
ما تـظن تفعل بي
فتوقف الصوت
"ألم أقل لك لا تحاجني في شيء حتى أبديه" فندمت
وطلبت العفو
وعاهدت ألا أعود
ب- الهيئة
اتبعنا جهة حتى بلغنا الفراغ
وقال: اني مريك الهيئة
فان اجتزت
وصلت للسر"
فخرج الماء كله من حيث لا أعلم
وانتصب حتى سد الفراغ بهيئته
فأخذتني الرجفة
وجف حلقي
فاجأتني غصة
فتناولت شيئا منه مما قارب يدي
و شربت….
فساقطت الهيئة عن أولها
وأحدثت دويا
اصطكت منه ضلوعي
"هذا فراق بيني وبينك
ألم احذرك لا تفعل حتى تسأل
فهي فارقتني وفارقت روحك "
فتذكرت انه مسموم لمن دخل المقام
فقلت أين الملجأ
"لا ملجأ من الله الا اليه
ولكن لك أن تطلبنى فيما استطيع
فلا أردك"
فقلت لى أدخلني فيك حيث لا قرار
الى أن يحين الاجل
ودخلت فيه
وآخر عهده بنفسي
أنني عدت الى الهذيان
سوق عكاظ مقفر
عندما تغيب الشمس تبزغ النجوم
لا شعر فى أن تكتب ولم يطأ قلمك مقامات السر،
ثم مت
مسموما
نازلا بلا قرأر.
ابراهيم الحجري(شاعر من سلطنة عمان)