نحنُ البالوناتِ،
معلقونَ إلى الأسقفِ والعوارضِ،
مشنوقونَ دائمًا بخيوطِ سعادتِكُم،
منتفخونَ جميعًا بهواءٍ أسودَ ساخنٍ،
من زفيرِ صدُورِكُم المُحترقةِ.
عند انعكاسِ الأضواءِ فوقَ أسْطُحِنَا الملسَاءِ،
تبدو لنا ملامحُ كائناتٍ بأنوفٍ
وذقونٍ
وجباهٍ مشقوقةٍ..
نحنُ دائمًا قابلونَ للخيالِ،
والوصفِ..
الصغارُ يحبُّونَنا طبعًا.
والكبارُ يجرّبونَ أحيانًا عَزْمَ طفولَتهِم فينَا.
نحنُ البالوناتِ..
أعمارُنَا قصيرةٌ فعلاً،
لكننا حينَ نتركُ الحياةَ؛
لا نترُكُهَا إلا بِدَوِيٍّ يخطِفُ
القلُوبَ والأبْصَارَ،
دَوِيّ مُفاجئ
تعقُبُهُ الحَسْرةُ..
من منكُم لم يبكِ مرّةً
مِن أجلنِا،
أو لم يستعملْ أشلاءَنا
المنثورَةَ،
ليُعِيدَ البهجةَ المفقُودةَ
بانفِثَائِنا؟
نحنُ البالوناتِ
متميزونَ بينَ إخوتِنا
الأَهِلَّةِ
ونجومِ الكرنفَالاتِ،
والكوريشاتِ المنفوشةِ
المُزَركشَة..
بدُونِنَا ينقصُ الحفلَ
شيءٌ.
عدُوّتُنا الرطوبةُ؛
فهي تبدِّدُ زَهْوَنَا
وتُبْهِتُ ألوانُنا،
وتحرمَ كثيرينَ بيننَا
من مُتعةِ
الفَرقعَة.
نحنُ البالوناتِ
نفرحُ،
حينَ تطلقُنَا الأيادِي
للهواءِ
فنعلُو
ونعلُو
فُرَادَى
وزُرافاتٍ
تُشَيِّعُنَا العيونُ المُحِبَّةُ
نحوَ مصائرَ
لا نعرفُهَا،
لكننا نفرحُ.
ربما لأننا
سنكونُ هناكَ
أخيرًا
وحدَنَا.
حســـن خضـــر
شاعر من مصر