دمشق
المرآة التي نسيتها في خيوط قميص معلق على سطوح
الجيران ، هوت في منور الطابق السفلي لمدينة اسمها
دمشق .
أبسمل بنهار منهك ، ذي قرون مقوسة ،
أقذفه
لأسمع ركبيه الملتصقتين ترتطمان في غيابة جب
ظهيرة
تتقنع بجهات جسده المالح .
مثل أول اللغة
وأخر العذوبة .
كم أحطتك بالأساطير وسائر العرافات
وهن يغزلن اسمك بالدوي
والاشارات والنذور؟
اسمك مثل من يحرث الهاوية بسقوط حر.
اسك جناح صقر يجرح التماعة الجد المرتطم
بالحافة.
اسمك عورة ذهابي اليك .
اسمك يشبه قميص نيفين وهي تربي ظنوني على ركبتيها.
اسمك قربى مرآة زرقاء.
… وعلى الكرسي كأن ظلك يجهش
مثل جيش مهزوم
: ماذا لو وجهك بين يدي؟
هل يكفى فنجان قهوة لأدعو الصباح الى بيتي
ايتها المرأة التي سقطت في كتابي وكنت أنتظر منك
أن يدعوني مافيك الى الماء..
ربما تعاويذ في مهبك …!؟
ربما ثرثرتي المائلة عليك ..!؟
ربما…
القاهرة
كأنها هي، هي …
شمس
عمودية
لإ تغرب
أبدا.
شكل يد مفتوحة ،
أو ريق غزالة لم تفتح بقرنيها باب الهواء.
صوتها دورة كاملة في حادثة الحب ،
قدر الذاهبين الى الطوفان .
(في الطريق الى خان الخليلي عين الاله "رع " تذرف
النار على جبين الاله "أوزيريس" وهناك تفتح "ايزيس"
كتاب التعاويذ وتقرأ على حجر قرب النيل السماء الماء
وما تيسر من الطيور ، ثم تترك لجسده علامة الأبدية ).
جسدها نداء له جذور في الأحجار
يخبيء الصرخات في كيس الظل .
كما لو أنها بين الأرض والسماء: توقظ ربات
الخطايا وهن يسبحن في غيبوبة الرمل .
سرير انطونيو وكليوباترا مائل
مثل كلمات متروكة على رف مقدس .
هياكل محترقة بنار الحسد
… تبقى طرفة العين ، ويبقى كتاب "الوليمة "
الذي نسيته على طاولة المقهى كي يستحم بالوجوه
العائمة والمنتظرة .
وجوه مولودة تحت شمس الضحك ،
وجوه كانها أجنحة .
هناك …
رباعية محمد عفيفي مطر، وتجليات الغيطاني
مكتوبة على سعف النخل .
ووحيدا
يبلل أبو الهول المكان بهدوئه الأزرق
حزنه الأثري خاتم في اصبع أيلول .
كانها هي هي … شمس
عمودية
لا تغرب
أبدا
***
أكرم قطريب (شاعر من سوريا)