العاشق
يمر كأن لا يمر
ويقطف من جرحه وردة كل يوم ويقذفها لهواء ، إذا
ما تداعى رأيت الطريق منقطة بدم لا يرد الكلام
وليس له أية يستدل بها رجل آخر من قبيلته
وان ابتدأ الصيف يصفر في شجر يتكرر يمشي وحيدا
يتمتم حتى كأن تستطيع ترى معه أحدا آخر
وكأن تستطيع تتابع ظلين يقتسمان المسافة ، والوقت
لكنه وحده
الناحت
حين تحركت المنحوتة قالت للناحت :
ما أحلاني لما أخطر في طرقات الناس العاديين
وأنثني مثل إلهة عشق
تتسلى بقلوب رعاياها
تتجول في خائنة الأعين أو في خفقان قلوب البشريين
الجوالة خطت الخطوات الأولى
والناحت يتبعها ويلملم ما يتساقط في مشيتها من
كرز أو دفلى ويحاول أن يرجعه لمناطقه الأولى في
منحنيات المنحوتة
لكن الجوالة تستبق الخطو كأن تفترض مواعيد
والناحت يبدو وكأن يتكسر فيه الخطو
ويأت أفواج وفرادى يلتفون حواليها
حتى تتسع الهوة بين المنحوتة والناحت
والناحت يتباعد يتباعد
حتى يصبح كالنقطة في آخر مرمى العين
وحتى لا نبصر إلا آثار الخطوات المقتولة فوق الجسر
الكاتب
الكاتب يكتب فور المكتب
يكتب رجلا _ مثلا _ في وحدته يشرب قهوته ويفكر
في شيء ما
_ امرأة مثلا أو وطن _
ويظل يحدق في سقف الحجرة حتى يفجأه الموت
ويمد الخط بطول الصفحة
يقلب ورقته
ويتمتم :
ما أحلى التبغة بعد كتابة هذا المقطع
الكاتب في وحدته يشعل تبغته ويفكر في شيء ما
_ امرأة مثلا أو وطن _
ويظل يحدق في سقف الحجرة حتى يفجأه الموت
السماح عبدالله (شاعرة من مصر)