كان الشاعر والاعلامي صالح العامري(2) – ولا يزال – أحد المؤثرين في المشهد الثقافي العُماني في السنوات الخمس والعشرين الأخيرة، ليس فقط بكتاباته الشعرية والنثرية التي ظل يثري بها الصفحات الثقافية المحلية، ولكن أيضا ببرامجه الاذاعية الثقافية المميزة التي حرص فيها على تسليط الضوء على كثير من المبدعين والمثقفين العُمانيين بنفس حرصه على تربية الذائقة الأدبية للمستمع وتعريفه بثقافات العالم وكتابات مبدعيه المتنوعة، وعلى الأخص تلك الكتابات الجديدة، غير خاضع لسلطة النمط، ولا لسطوة الأسماء الشهيرة اللامعة. ومن هنا ظل العامري ينقب في بطون الكتب قديمها وحديثها عما يروي ظمأه هو أولاً كمتعطش للمعرفة، وللأدب الرفيع، ثم مقدماً لنا اياها بصوته المميز الذي لا يكتفي بدخول الأذن، بل أيضا يعشش في شغاف القلوب بنبرته المميزة التي لا يشبهها صوت. وإذا كان هذا وحده كافيا لاختياري العامري أنموذجاً للإعلام الثقافي في عُمان، فان هذا السبب يعضده سبب آخر ميزه عن جميع المشتغلين في الاعلام الثقافي وهو الاستمرارية، فمنذ أول برنامج إذاعي قدمه للإذاعة العمانية سنة 1989وحتى لحظة كتابة هذه السطور مازال صالح متدفق العطاء، بل إن عطاءه في السنوات الأخيرة تضاعف وأصبحت برامجه الاذاعية من العلامات المميزة لإذاعة سلطنة عُمان، كما صارت ضمن البرامج الاذاعية الأكثر متابعة على اليوتيوب .
غير أنني وقبل الايغال في هذه الرحلة الاعلامية الطويلة لصالح العامري أجد أنه من المناسب تقديم لمحة قصيرة عن الاعلام الثقافي في تلفزيون وإذاعة سلطنة عُمان تعطي القارئ الكريم صورة عن المناخ العام الذي عمل فيه العامري، وعن المرحلة التي عاشها وتأثر بها، وأثر فيها.
الاعلام الثقافي في تلفزيون سلطنة عُمان :
منذ افتتاح التلفزيون العماني رسميا عام 1974 الى اليوم والبرامج الثقافية تشهد فترات مد وجزر وانتعاش وخفوت، وإن كانت خلال السنوات الأخيرة قد رجعت القهقرى للدرجة التي دفعت إحدى الصحف المحلية لعنونة أحد استطلاعاتها بــ«البرامج الثقافية بالتلفزيون.. أطروحات مكررة تفتقر الى الابداع»(3). هذا التراجع لم يكن بسبب إلغاء قسم البرامج الثقافية في الهيكل الاداري الجديد لهيئة الاذاعة والتلفزيون فحسب، ولكن أيضا بسبب عدم وجود مذيعين متخصصين في الاعلام الثقافي، مثلما كان سابقا، واكتفاء التلفزيون بتغطية بعض الفعاليات الثقافية في برنامج المنوعات اليومي «هنا عُمان» الذي تحول بعد ذلك الى عنوان آخر هو»من عُمان»، وهو برنامج ليس ثقافيا متخصصا، ويتعرض ضيوفه الثقافيون لكثير من الغبن بسبب تخوف مخرجه الذي هو أيضا معد البرنامج من أن التعمق في محاورة هؤلاء الضيوف قد يفقده مشاهديه(4). وإذا كانت قناة «عمان مباشر» تنقل بعض الأحداث الثقافية المحلية الهامة على الهواء مباشرة (كحفل تسليم جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، ومهرجان الشعر العُماني ) الا أن هذا النقل المباشر لا يمكن عَدُّه اعلاما ثقافيا بالمعنى الدقيق للكلمة ما لم يكن مترافقا باستديو تحليلي يقوم عليه مذيعو ثقافة متخصصون، وهو ما لم يحصل حتى الآن. بيْدَ أن هذا النكوص الثقافي المتأخر للتلفزيون لا يمنعنا من رؤية نصف ممتلئ من الكأس توزع على مدى نحو ثلاثين عاما، ليست بدايتُه بالتأكيد حوار المذيع عبدالعزيز السعدون في الثمانينيات مع الشاعر أدونيس الزائر للسلطنة وقتذاك، ولا نهايته حوار خالد الزدجالي مع الفنانة ماجدة الرومي نهاية 2011. فما بين هذين التاريخين وقبلهما وبعدهما بث التلفزيون برامج ثقافية متعددة بعضها مازال باقيا في ذاكرة متابعي التلفزيون العماني حتى اليوم، منها مثلا برنامج «زيارة الى مكتبة» الذي كان يقدمه المذيع ناصر اليحمدي وتجول فيه في مكتبات العديد من المثقفين العمانيين، وبرنامج «أوراق ثقافية» الذي قدمه في النصف الثاني من تسعينيات القرن المنصرم الكاتب والاعلامي محمد اليحيائي، واستضاف فيه نخبة من ألمع المثقفين العرب الذين زاروا السلطنة للمشاركة في فعاليات ثقافية مختلفة، منها مهرجان الشعر العربي، أو محاضرات في النادي الثقافي، ومنهم على سبيل المثال الشاعر سركون بولص، والمفكر محمد أركون.. وبرنامج «مدارات ثقافية» الذي قدمه التلفزيون مع مطلع الألفية الجديدة، حيث بدأ في جزئه الأول مهتما بالشأن الثقافي المحلي من احتفاء بإصدارات عمانية جديدة، وطرح مواضيع ثقافية على طاولة النقاش، والأهم من ذلك تقديمه قراءة للموروث الشعبي العماني بوجهة نظر مختلفة عما كان سائدا. ومع نجاح الجزء الأول من هذا البرنامج قام طاقمه المكون من الاعلاميين حميد البلوشي وميّا الحبسي وأحمد الحضري برحلة الى مصر ولبنان وسوريا والأردن وتونس وخرجوا في جزءيه الثاني والثالث بحوارات ولقاءات مع نخبة من المثقفين العرب منهم الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم، وفنان الكاريكاتير السوري علي فرزات، والموسيقية اللبنانية هبة القواس، والفنان المصري يحيى الفخراني، وفرقتا أنانا السورية وكركلا اللبنانية . في تلك الفترة من مطلع الألفية الجديدة عرض التلفزيون أيضا عامي 2002 و2003 برنامج «واحة الفكر» الذي قدمه الكاتب والباحث محمد سعيد الحجري واستضاف فيه نخبة من الباحثين والمفكرين والمثقفين العرب منهم محمد سليم العوا، ومحمد سعيد البوطي، ومحمد عمارة، ونبيل علي، ورياض نعسان أغا. وهي التجربة التي كررها محمد سعيد الحجري عام 2008 ببرنامجه «حوارات في الثقافة والفكر» مستضيفاً أسماء ثقافية معروفة منها محمد لطفي اليوسفي، ومحمد راتب النابلسي، وسلمان العودة، وصادق جواد سليمان. دون أن ننسى برنامج «صدى المعرفة» الذي دأب على مرافقة تظاهرة معرض مسقط الدولي للكتاب كل عام خلال الأسبوع الأخير من شهر فبراير والأول من شهر مارس من كل عام. وكانت تسند مهمة اعداده وتقديمه لأحد المثقفين ، وآخر من أعده وقدمه في معرض الكتاب الأخير (عام 2014) هو الكاتب محمد بن سيف الرحبي.
أما عام 2006م فيمكن اعتباره العام الثقافي الأبرز والأكثر تميزا في تاريخ تلفزيون سلطنة عُمان، اذ احتفل التلفزيون بمناسبة «مسقط عاصمة الثقافة العربية» ببث العديد من البرامج الثقافية كان أميزها «آفاق ثقافية» الذي قدمه الاعلامي المخضرم ابراهيم اليحمدي، وكان يبث أربع حلقات في الأسبوع، ونجح في استقطاب عدد من الأسماء المهمة في المشهد الثقافي العُماني لتكون في فريق إعداد هذا البرنامج منهم سماء عيسى، ومحمود الرحبي، وسالم آل تويه، وآمنة الربيع، وقدم خلال عام كامل ملامح مختلفة من الثقافة العُمانية أدباً وفكراً وفناً تشكيليا ومسرحيا وسينمائيا، ولم يكتف بذلك، بل عرج على الثقافتين العربية والعالمية في العديد من فقراته .. وعمد التليفزيون بعد عام 2006 وحتى فترة قريبة من الغاء قسم البرامج الثقافية فيه الى تخصيص برنامج ثقافي أسبوعي بعنوان «اضاءات ثقافية» يُعنى بتغطية ما تشهده السلطنة من فعاليات ثقافية مختلفة ، ولكن عاب هذا البرنامج عدم ثبات طاقم اعداده وتقديمه، اذ تنقل في سنوات قليلة بين أربعة اعلاميين هم : سالم العمري، وراشد السعدي، وسعيد العميري، وسالم الرحبي، حتى توقف تماما في السنتين الأخيرتين . وتستعد الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون وهي تستقبل عام 2015 لإطلاق القناة التراثية التي سبق الاعلان عنها مؤخرا ، والتي سيكون من أهم أهدافها إبراز التراث العُماني وتوثيقه بصريا، وتقديمه للمشاهد في ثوب فني قشيب .
الاعلام الثقافي في اذاعة سلطنة عمان :
عندما أجرى المذيع الشاب (آنذاك) ذياب صخر العامري حواره مع الشاعر الكبير عمر أبو ريشة عام 1973 لم تكن تلك بدايةَ البرامج الثقافية في الاذاعة الوليدة التي تأسست عام 1970 . فقد سبق ذلك الأحاديثُ الثقافية الرمضانية التي كان يقدمها الأديب عبدالله الطائي عام 1971 .. وتزامنت معها برامج ثقافية منوعة قدمها كل من الشاعر عبدالله صخر العامري، وعبدالله حمد آل علي، قبل انتقالهما من الاذاعة في منتصف السبعينيات الى جهات حكومية أخرى، (يذكر للأخير مثلا حواره مع الشاعر عبدالله الفيصل مؤلف أغنيتي «ثورة الشك» و»ومن أجل عينيك» لأم كلثوم) . ورغم أن السبعينيات كانت مرحلة تأسيس الاذاعة العمانية، وكانت البرامج التنموية والموجَّهة هي السمة الأبرز لتلك المرحلة التي كانت فيها الدولة في بدايات تشكلها الحديث، علاوة على خوضها حربا في الجنوب، الا أن تلك الفترة لم تَخْلُ من الالتفات للجانب الثقافي، خاصة بعد الانتهاء الرسمي للحرب في 11 ديسمبر 1975 ، فشهدتْ برامج ثقافية مسموعة من قبيل برنامج «أدبنا العربي» الذي قدمه الأديب أحمد الفلاحي، والذي أعد أيضا في مطلع الثمانينيات عدداً من البرامج الناجحة مثل «أعلام من عمان»، و«بين الفقه والأدب»، و«أعلام الاسلام». وكانت فترة الثمانينيات بداية ترسخ البرامج الثقافية النوعية في الاذاعة العمانية. فها هو الفنان الكبير عبدالله غيث يصدح بأجمل الأشعار العمانية في برنامج «من دوحة الشعر العماني» الذي أعده الراحل أبو الوفا القاضي. وها هو الروائي الكبير الطيب صالح يحل ضيفا على المذيعة طيبة المعولي في برنامجها «زورق الثقافة».. وها هو الفنان طلال مداح يحل ضيفا في برنامج «البث المباشر» على المذيع زاهر المحروقي، الذي حاور في البرنامج نفسه الصحفي مصطفى أمين. والمحروقي أيضا شارك المذيعة فخرية خميس تقديم برنامج «الرسم بالكلمات» الذي أعده أبو الوفا القاضي. وها هو المذيع المصري زكريا شليل يقدم عام 1984 برنامجه «كتاب من عُمان». وها هو الشاعر الراحل سعود السالمي يحاور شعراء عمانيين في سهرة ثقافية أسبوعية . وصولاً الى صالح العامري نفسه -موضوع هذا المقال- الذي توظف في الاذاعة عام 1988 وصار بعد ذلك رئيسا لقسم البرامج الثقافية فيها حتى عام 1998، فشهدت فترة التسعينيات فترة انتعاش للبرامج الثقافية، سواء تلك التي أعدها وقدمها صالح بنفسه ( كما سنفصل في ذلك بعد قليل) أو من خلال معدين ومقدمين آخرين، كالأكاديمي المصري أحمد درويش (المقيم في السلطنة في ذلك الوقت) الذي قدم في تلك الفترة ( بدءاً من منتصف التسعينيات وحتى منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة ) عددا من البرامج الثقافية الناجحة، منها «إن من الشعر لحكمة» و«إن من البيان» لسحرا»، و«من كنوز الثقافة العربية»، و»قرأت لك»، و«روائع الأدب»، والصحفي السوداني خالد عبداللطيف الذي أعد عددا من البرامج الثقافية الفنية منها «فنون» عام 1993.
ولعل تقديم الشاعر زاهر الغافري برنامجه اليومي «ما وراء القناع» عام 2002 على مدار 90 حلقة، كان ايذانا ببدء مرحلة جديدة في اذاعة سلطنة عُمان بدأت في عهد مدير عام الاذاعة الأسبق ابراهيم اليحمدي (واستمرت بعد ذلك مع المديرين الذين خلفوه : ناصر السيباني، ثم علي الجابري، ثم محمد سعيد البلوشي) باستقطاب المثقفين العُمانيين لإعداد وتقديم البرامج الاذاعية، كل في مجال اختصاصه أو اهتمامه الثقافي، فشهدنا منذ ذلك التاريخ عشرات الأسماء العُمانية التي قدمت أو أعدت ( أو قامت بالدورين معاً ) برامج ثقافية اذاعية، نذكر منهم : د.هلال الحجري، محمود الرحبي، عبدالله خميس، عبدالعزيز الفارسي، هلال البادي، ابراهيم سعيد، د.سالم البلوشي، مازن حبيب، حسين العبري، أحمد محمد الرحبي، د.محمد الحبسي، خميس العدوي، أحمد النوفلي، أزهار أحمد، منى جعبوب، أحمد الراشدي، سعيد الحاتمي، هدى حمد، بدور الريامي، معاوية الرواحي، نبهان الحنشي، ماجد الندابي، يوسف البادي، عائشة السيفي، يحيى الناعبي، باسمة الراجحي، سعيد الطارشي، مسعود الحمداني، حمود الجابري، أحمد الغافري، حسن اللواتي، ناجية البطاشي، شيخة الفجري، وآخرون، اضافة الى عدد من المثقفين العرب المقيمين في السلطنة منهم أحمد شافعي، ومحمد زروق، وختام السيد، وأثمار عباس، ورنا علي، ومرمر جاد، وفتحي الحداد، وعطا أبو جبين، وايهاب مباشر. ترافق ذلك مع برامج ثقافية أعدها عدد من الاعلاميين الذين يعملون بالإذاعة منهم محمد سعيد البلوشي، وبدر الشيباني، وكاتب هذه السطور.
واذا كانت سنة 2006 هي الأكثر تميزا بالنسبة لتلفزيون سلطنة عُمان، فانها كذلك أيضا بالنسبة للإذاعة، وللسبب ذاته: الاحتفال بمسقط عاصمة للثقافة العربية، حيث كانت معظم برامج الاذاعة في ذلك العام ثقافية، أبرزها برنامج ثقافي يومي مدته ساعة عنوانه «مسقط عاصمة الثقافة العربية» شارك في اعداد فقراته عدد من المثقفين والأدباء العمانيين منهم القاص أحمد محمد الرحبي، والكاتبة المسرحية آمنة الربيع، والأكاديمي محمد علي البلوشي، والتشكيلية بدور الريامي. وبالتزامن مع هذا البرنامج، بثت الاذاعة برنامجين ثقافيين حواريَيْن أسبوعيين مدة كل منهما ساعة من اعداد الكاتب عبدالعزيز الفارسي، أولهما «حوارات ثقافية» الذي استضاف نخبة من المثقفين العمانيين البارزين منهم أحمد الفلاحي وسيف الرحبي وزاهر الغافري وعبدالله حبيب وعبدالله الحراصي وآخرون . أما البرنامج الآخر فهو «ساعة مع قاص» الذي استضاف نخبة من أهم كتاب القصة في عُمان منهم محمود الرحبي ويحيى سلام المنذري وبشرى خلفان وسالم آل تويه ومحمد القرمطي. وشهدت هذه السنة أيضا (2006 ) العديد من البرامج الثقافية اليومية، منها «أصوات من هناك» الذي كان يعده الشاعر والمترجم المصري أحمد شافعي متضمناً كل يوم قصيدة من الشعر العالمي وتعليقا أدبيا عليها، وبرنامج «البرواز» للتشكيلية بدور الريامي الذي حاورت فيه فنانين تشكيليين عُمانيين، و«ديوان العرب» لمعاوية الرواحي الذي حاور فيه شعراء شباباً ممن يكتبون القصيدة الفصيحة، و«مع الشعر النبطي» لمسعود الحمداني الذي حاور فيه شعراء شعبيين، و«أضواء على السينما» لأحمد الرحبي، و«الفلسفة عبر العصور» ليحيى الناعبي، و»أمكنة في ذاكرة الأدباء» لمرمر جاد، و»الانسان والفن» ليوسف البادي، و«من المكتبة العمانية» لمحمود الرحبي وأحمد الأزكي. ولم تكد سنة 2006 تنتهي حتى بدأ في يناير من عام 2007 بث البرنامج الأسبوعي «المشهد الثقافي» الذي يغطي الفعاليات الثقافية التي تشهدها السلطنة خلال أسبوع، وما زال هذا البرنامج مستمرا حتى اليوم. ويشبهه في الاستمرارية برنامج «خير جليس» لبدر الشيباني وهلال البادي الذي دأبتْ الاذاعة على بثه سنوياً طوال فترة معرض مسقط الدولي للكتاب. وتستقبل اذاعة سلطنة عُمان العام الجديد (2015) ببرنامج أسبوعي يحتفي بنزوى عاصمة الثقافة الاسلامية لهذا العام، يعدّه الكاتب والصحفي خلفان الزيدي.
لعبت ثقافة صالح العامري الواسعة، واطلاعه على الآداب العالمية، قديمها وحديثها، دوراً كبيرا في ثراء وتنوع أعماله الاذاعية التي قدمها عبر اذاعة سلطنة عُمان خلال 25 وعشرين عاما، يعضده في ذلك صوت دافئ ، وأداء مرهف بنبرته المميزة القادرة على ايصال أصعب النصوص وأعقدها الى أذن المستمع بسلاسة ويسر. ولأنه قارئ نوعي في الأساس ، وغزير الاهتمامات القرائية، في الأدب والفكر والفلسفة والفنون التشكيلية والسينمائية والتشكيلية وغيرها، فان ذلك ساعده على انتقاء أجمل النصوص والتأملات والشذرات المدهشة وتجميعها ضمن سلسلة من البرامج الاذاعية ذات الفكرة الواحدة ، كما رفدتْه علاقاته الواسعة بمثقفين وأدباء عمانيين وعرب ببرامج مميزة تعتمد على هؤلاء، سواء تلك التي يقرأون فيها نصوصهم بأنفسهم ، أو التي حاورهم خلالها حول قضايا ثقافية متنوعة .
بدأت رحلة صالح العامري الاذاعية ببرنامج «مرايا ثقافية» الذي قدمه سنة 1989 – أي بعد سنة واحدة من توظفه في الاذاعة – وهو برنامج أسبوعي مدته ساعة يطرح على بساط الحوار قضايا ثقافية مرتبطة بالمشهد الثقافي العُماني آنذاك، مستضيفاً عددا من المثقفين العمانيين الذين لهم اسهاماتهم في هذا المشهد كالأستاذ أحمد الفلاحي والشاعر هلال العامري والدكتور محمد الذهب. هذه الحوارات الثقافية المتعمقة سيخرج بها صالح بعد ذلك من الاطار المحلي الى اطار عربي أوسع في برنامجه الآخر «وجوه وأسئلة» الذي بدأ بثه عام 1990 وحاور فيه العامري نخبة من المثقفين العرب كالشاعر سيف الرحبي والناقدَيْن عبدالله الغذامي ويمنى العيد، والمسرحي عوني كرومي والأديب عبدالقادر عقيل والدكتور محمد الرميحي وعبد الواحد لؤلؤة وغيرهم.. في السنة نفسها (1990 ) قدم صالح برنامجاً يوميا من اعداد هزاع بن جمعة الفارسي بعنوان «مصابيح فكرية» يعرف مستمعيه على مدى تسعين حلقة ببعض المصطلحات في الفكر والأدب والفن . وهذا البرنامج هو من البرامج القليلة التي اكتفى فيها صالح بالتقديم فقط من دون الاعداد ، تماما كما سيفعل لاحقا في برنامج «عباقرة المخرجين في القرن العشرين».. بعد ذلك بعامين، أي عام 1992، قدم صالح العامري برنامج «الملتقى الثقافي» الذي شاركته تقديمه المذيعة بسمة المعولي وتضمن قطوفاً ثقافية مختارة من شعر وسرد وفكر ومسامع من أمسيات شعرية ومحاضرات ثقافية.. وفي العام نفسه ( 1992 ) قدم صالح برنامج «من الأدب الخليجي» الذي استضاف خلاله على مدى 39 حلقة العديد من أدباء الخليج. ستمضي سنة واحدة ليبدأ عام 1993 برنامجه «عالم المسرح» الذي بدأتْ اذاعة سلطنة عُمان بثه عام 1993 واستمر حتى عام 1996 مقدما 133 حلقة عن أهم مسرحيات العالم ومؤلفيها، بدءاً بشكسبير وموليير وابسن ، ومروراً بتوفيق الحكيم وألفريد فرج وسعدالله ونوس ، وليس انتهاء بسماء عيسى. ثم بعدها بعامين يقدم العامري برنامج «قضايا وآراء» ( 1995 ) الذي يستفيد خلاله من لقاءات مع كثير من الأدباء والمفكرين العرب سجلها أثناء رحلة له في عدد من المدن العربية.. وفي عام 1996 قدم برنامج «عباقرة المخرجين في القرن العشرين» الذي سبقتْ الاشارة اليه ، والذي تناول حياة وأعمال وفكر كبار المخرجين المسرحيين في العالم، كالروسي ستانسلافيسكي والبريطاني جوردن كريج، والبولندي جيرزي جروتوفسكي ، والألماني برتولد بريخت وغيرهم .
وفي أول يوم من سنة 1997 بدأ بتقديم برنامجه الأشهر في عُمان «كتابات من العالم» الذي كان يقدم فيه «نتفاً وشذرات من فضاء الكتابة الخلاق» كما دأب على القول في ترحيبه بالمستمعين، وقد بدأ بث هذا البرنامج بشكل أسبوعي، ثم تحول الى يومي حتى عام 2006 مقدما خلال هذه السنوات التسع 575 حلقة اذاعية. ثم قدم عام 1998 برنامج «مفاهيم نقدية» الذي يعرض بالشرح والتحليل -وكما يتضح من العنوان – بعض المفاهيم التي تعورف عليها في النقد الأدبي كالإبداع والسيرة الذاتية والنقد المقارن وغيرها .. وفي هذه السنة (1998 ) حصل العامري على التقاعد المبكر من عمله في الاذاعة، ولكن علاقته بها لم تنته، بل كان خروجه من الوظيفة أشبه بابتعادٍ عن الغابة بغية رؤية أشجارها الوارفة بوضوح. فظل صالح متعاوناً مع الاذاعة، وقدم عام 1999 برنامجه «أنفاس مبدعة» الذي سلط فيه الضوء على مبدعين عالميين وعرب أثروا العالم بأدبهم ولغتهم وخيالهم الخصب من أمثال بورخيس وريلكه والمتنبي ولوركا وطاغور ، معرجاً كذلك على أدباء عمانيين كسماء عيسى وزاهر الغافري ومحمد الحارثي وناصر العلوي وعبدالله الريامي ويحيى اللزامي .
وعندما تطرق الألفية الجديدة الأبواب يستقبلها صالح سنة 2002 ببرنامج «ظلال المعنى» الذي شاركته تقديمه المذيعة هند الحجري وتناول فيه في كل حلقة كلمة عربيةً ما ( الروح ، الضحك ، الذكرى ، الحب ، النار ، الخ ) متتبعا معانيها المختلفة في اللغة وأهم ما كتبه الأدباء والفلاسفة والمفكرون حول هذه الكلمة، وهو برنامج شبيه الى حد ما ببرنامج آخر سيقدمه العامري عام 2007 بعنوان «كلمات ليست كالكلمات»، تتبع فيه الكتابات والتأملات المتنوعة حول كلمة واحدة من قبيل «الأمل» أو «السعادة»، أو «السر» الخ.. وهذه السنة أيضا ( 2007 ) شهدت ثلاثة برامج أخرى لصالح العامري هي : «رهافة الوصف» الذي تناول في نحو 30 حلقة أجمل ما قيل في وصف الكائنات والأشياء، كوصف العمى لبورخيس والمعري ، ووصف الطبيعة لجوته ، ووصف موت ظبية حي بن يقظان لابن طفيل، ووصف الغربة والغريب لأبي حيان التوحيدي، ووصف الذئب للشنفرى، وبرنامج «شواخص فنية» الذي سلط الضوء على عدد من الأعمال التشكيلية الخالدة لعدد من فناني العالم كرمبرانت وبيكاسو وفان جوخ وخوان ميرو، وبرنامج «من روائع الرواية العالمية» الذي تناول فيه عددا من الروايات العالمية المهمة كـ»الجريمة والعقاب» لدستويفسكي، و«موبي ديك» لهرمان ميلفيل، و«كائن لا تحتمل خفته» لكونديرا ، و«موسم الهجرة الى الشمال» للطيب صالح ، وفي هذا البرنامج اكتفى العامري بالاعداد تاركاً مهمة التقديم للمذيعَيْن سعيد الزدجالي وباسمة الراجحي، وهو الأمر ذاته الذي تكرر في البرنامج الصباحي «أشواق الصباح» الذي كتبه العامري عام 2009 بلغة شعرية أخاذة وقدمه المذيعان عايدة الزدجالي وسعيد العميري.
ويمكن القول ان سنة 2008م هي احدى السنوات الأغزر انتاجاً اذاعياً لصالح العامري، حيث قدم فيها وحدها سبعة برامج يومية بعضها استمر شهرا واحدا، والبعض الآخر كانت بدايته في عام 2008 ثم استمر في السنوات اللاحقة ، وهذه البرامج هي «كيف رحل هؤلاء؟» الذي شاركته تقديمه هند الحجري وقدم فيه سرداً للأيام الأخيرة في حياة نحو ثمانين من مشاهير الأدب والفكر والفن كالحطيئة وابن المقفع وأمل دنقل ودستويفسكي ونوفاليس، وغيرهم .. ثم برنامج «مدن ومشاهير» الذي تناول فيه ثلاثين مدينة عربية وعالمية وأهم المشاهير الذين ارتبطت بهم هذه المدن وما كتبوه وقالوه عنها، وبرنامج «رسائل» الذي قدم فيه اثنتين وثمانين رسالة مختلفة لمشاهير الأدب والفكر والفن، كرسائل جبران خليل جبران لمي زيادة، ونزار قباني لأمه، وفيرتر لوليم في رائعة الألماني جوته «آلام فيرتر» وغيرها، وبرنامج «وجوه وظلال» الذي قدم فيه نحو ستين مهنة أو صفة بشرية وما قيل أو كتب فيها من شذرات أدبية وفلسفية كالحطاب والراعي والجندي والفلاح والحارس والمهرج ، الخ، وبرنامج «لقاءات الزمن الواحد» الذي عرض في كل حلقة من حلقاته الثلاثين الجوانب المشتركة بين شخصيتين شهيرتين عاشتا في زمن واحد مثل امرئ القيس وعلقمة الفحل، ولاو تسو وكونفوشيوس، ورامبو وفيرلين، وبرتراند راسل وهنري برجسون، وغيرهم. وبرنامج «وشائج خالدة» الذي تناول فيه صلات ربطت بين شخصيات ثقافية في علاقات كان لها دور في هذه الشخصيات كعلاقة المتنبي بجدته، والسياب بأمه، وجمال الدين الأفغاني بمحمد عبده ، وسقراط بأفلاطون، ولوركا بأصدقائه. وبرنامج «علامات دامغة» الذي سلط الضوء على علامةٍ ما اشتهر بها أحد المشاهير كمصباح علاء الدين، وعُود الفارابي، وديك سقراط، وغراب قابيل، وحذاء امبادوقليس.
في عام 2009 قدم صالح العامري برنامج «رؤى» الذي ينتقي بعض الشذرات المكتوبة من قبل أدباء ومفكرين وفلاسفة، والتي تعبر عن رؤاهم في مواضيع متنوعة، وقد قدم من هذا البرنامج 169 حلقة. كما أعد البرنامج الصباحي «أشواق الصباح» الذي سلفت الاشارة اليه علاوة على استمرار برنامج «كيف رحل هؤلاء؟» الذي بدأ عام 2008، وأخيرا وليس آخرا برنامج «أقنعة فنية» الذي قدم ثلاثين شخصية شهيرة في الأدب والفلسفة والثقافة العالمية اختارت الظهور بغير أسمائها الحقيقية، كأدونيس ومارك توين. أما في عام 2010 فقد قدم برنامج «يوميات وذكريات» في نحو 150 حلقة تقدم كل منها جانباً من أدب السيرة الذاتية والمذكرات واليوميات للعديد من الأدباء والمفكرين والفنانين مثل محمود درويش ونزار قباني وصبحي حديدي وجان جاك روسو وسلفادور دالي وغيرهم. أما البرنامج الآخر الذي قدمه في 2010 فهو «ثنائيات» الذي يتناول مفردتين متضادتين ( كالقوة والضعف ، والصمت والكلام، الخ ) وما قيل وكتب عنهما في الأدب والفكر والعلوم. و«أشياء صغيرة» الذي يتناول في كل حلقة شيئا صغيراً ( نقطة، فاصلة، ابرة، خيط، ثقب، الخ) وما كتب عنه عبر القصة والشذرات الروائية والمسرحية والشعر، كما قدم برنامج «حكايات من العالم» الذي عرض فيه أشهر الحكايات والأساطير العالمية. وبرنامج «ذكرى» الذي تتبع فيه بعض تواريخ ولادة ورحيل أساطين الثقافة والفكر والأدب على طريقة «حدث في مثل هذا اليوم» ولكن من منظور ثقافي.. واذا كانت 2008 سنة غزيرة الانتاج لصالح العامري، فان 2011 لا تقل عنها غزارة، حيث قدم فيها عدة برامج، منها برنامج «مائدة الكاتب» الذي تتبع فيه خلال ثلاثين حلقة ما كُتِب عن الأطعمة والأشربة في الكتب الأدبية والفكرية والفلسفية، وقدم بعدها برنامج «أزياء الكاتب» الذي تتبع فيه ما كُتِب عن الألبسة والأقمشة، ثم قدم برنامج «الصوت والصدى» الذي تناول نحو ثلاثين عبارة شهيرة معرّفاً بقائليها وتأثيرها الزماني والمكاني، مع ذكر بعض النصوص التي حاورتْ تلك العبارات، أو مجدتها، أو ناقضتها. ثم برنامج «شهادات» الذي استعرض عددا من الشهادات حول التجربة الثقافية لعدد من الأدباء والمفكرين. أما برنامج «حوارات مستعادة» فكما يتضح من العنوان اختار فيه العامري نحو ثلاثين حوارا منشوراً لأبرز الأسماء في الثقافة العربية والعالمية من أمثال نجيب محفوظ، صلاح ستيتية، جراهام جرين، سيوران، سعد الله ونوس، الخ. وفي عام 2012 قدم العامري برنامج «أسماء» مقدماً فيه ما كُتِب شعراً وسردا عن بعض الأسماء العربية والعالمية الشهيرة من قبيل «ليلى» و«عائشة» و«لبنى» و«أوفيليا» و«سالومي»، الخ. وبرنامج «وجوه» الذي رسم فيه بالكلمات صوراً شخصية لعدد من الشخصيات الثقافية العمانية كسيف الرحبي وسماء عيسى ومحمد الحارثي وعبدالله الريامي. أما برنامج «ألوان الكاتب» فتتبع فيه ما كُتِب عن الألوان المختلفة.. بعدها قدم «فصوص ونصوص» وانتقى فيه على مدى ثلاثين حلقة شذرات أخاذة من كتابات سردية وتأملات لكتّاب من العالم، وبرنامج «بريد الشاعر» الذي تخيل في كل حلقة من حلقاته بريداً موجهاً من أحد الشعراء المعروفين، ابتداء من هوميروس وحتى شعراء العصر الحاضر، مصحوباً ببعض القصائد والنصوص الفريدة التي سجّلتها قرائح هؤلاء الشعراء في مساراتهم الشعرية. وفي برنامج «سفر في البدايات» دعا عددا من المثقفين والكتّاب العمانيين للحديث عن بدايات تعرفهم بالأشياء، كالسفر، والموت، والكتابة، الخ .. وبدءاً من هذا البرنامج شرع العامري في تحويل برامجه اليومية الى برامج تفاعلية باشراك المثقفين فيها، اذ كرر دعوته لهم عام 2014 للمشاركة في برنامجه «هوامش على أغنية» حيث تحدث كل منهم عن علاقته بأغنية ما وحكايته معها، مضيفا العامري الى هذه الحكاية بث الأغنية نفسها، وفي السنة ذاتها كرر دعوته اليهم مجدَّدا للمشاركة في برنامجه «ضفاف» مقدما خلال 150 حلقة نصوصاً ابداعية وشذرات وتأملات بأصوات الكتّاب أنفسهم أحيانا، وبصوته هو أحيانا أخرى. وفي هذه السنة أيضا ( 2014 ) قدم نحو ستين حلقة من برنامجه «حبر أزرق» مختاراً له هذا العنوان العريض الذي يتسع لقراءة نصوص أو شذرات سردية وشعرية مختلفة، يربطها معاً روابط الحلم بعالم أجمل، وطرقات أكثر إبهاجاً، وينابيع أكثر خصوبة. أخرجت هذا البرنامج مريم البلوشي التي سبق أن أخرجت له عام 2013 برنامج «عين أخرى» الذي قدم فيه سوانح وخواطر ذات طابع أدبي، امتزج فيها الحس الشاعري بالانطباع النقدي، ودارت حلقاته الـ 139 حول الطبيعة والإنسان والأشياء والكائنات، وحول بعض المشاهد الثقافية والحياتية العامة.
واليوم ، واذ يدخل صالح العامري الاستديو لتسجيل سهرته الاذاعية الجديدة «في هواء الكتابة» التي تستقبل بها اذاعة سلطنة عمان عام 2015 ، فانه يثبت بشكل عملي أن السير على الطريق هو أسرع وأنجح طريقة لبلوغ الهدف، وخطوة اثر خطوة ، ولبنة اثر لبنة، بنى صالح العامري معماره الثقافي الاذاعي الشامخ الذي جعله اليوم واحداً من أبرز المشتغلين بالإعلام الثقافي ليس في عُمان فحسب، بل وفي الوطن العربي أيضا ، متخذا من العمل الجاد والمخلص وصفته الناجعة، ولسان حاله عبارته التي ختم بها شهادة اذاعية عن أحد الشعراء العُمانيين: «ما يبقى هو القلب، القلب اليتيم المحصن عن التلوث، القلب المنخرط في الحنين والحب، في السؤال والكتابة».
الهوامش
* «مُراودات»، شعر، الرؤيا للنشر/ مسقط 1994
* «خطّاط السهو»، شعر، دار ميريت/ القاهرة 2001
*«مثل ينبوع معتكف في قلب الشاعر» أنطولوجيا عن قصيدة النثر في عمان، الجزائر 2007
* «سلالم صوب الولع»، كتابة سردية وشذرات وتأملات، دار نينوى للنشر، دمشق، 2011
* «ظلٌ يهوي معبـّأ بالضحك»، يليه «وجه القُبلة» شعر، دار الانتشار العربي، بيروت 2013
* «بريد الغابة ، وحيوانات أخرى»، نصوص ، مؤسسة بيت الغشام للنشر والترجمة، مسقط، 2015
* «فرجار الراعي»، كتابة سردية وشذرات وتأملات، دار مسعى للنشر، المنامة، 2015
33 أنظر صحيفة الرؤية .. العدد الورقي ليوم الخميس 18 سبتمبر 2014 .. صفحة «اذاعة وتليفزيون»، أما الكترونيا فمنشور مساء الأربعاء 17 سبتمبر 2014
444 سأضرب مثالاً على ذلك حلقة برنامج «من عُمان» التي أذيعت بتاريخ 19 نوفمبر 2014 ( وهي متوفرة على اليوتيوب) حيث استضيف الكاتب والباحث خميس العدوي ، رئيس الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء، ورئيس مجلس أمناء مكتبة الندوة العامة بولاية بهلا للحديث عن ندوة «الدور الحضاري والثقافي لعُمان» التي نظمتها المكتبة. ومن الوقت الكلي للحلقة البالغ ساعة و51 دقيقة كان حظ العدوي ثماني دقائق وثلاث ثوان فقط ، في حين نال ضيف آخر بدرجة وزير 26 دقيقة، وضيف ثان بدرجة وزير أيضا 18 دقيقة ونصف ، وظفر ضيف رابع قُدِّم على أنه مغرد نشط في تويتر بــ 14 دقيقة !!
——————————
سليمان المعمري