آن أجولو أوكنجو-أكاديمي كيني
عبدالسلام ابراهيم-روائي ومترجم مصري
يعتبر عبد الرزاق قرنح واحدا من أهم الكتاب الذي ظهر في شرق افريقيا في العقدين الأخيرين. يبدو هذا جليا في حجم أعماله التي كتبها في تلك الفترة، له ثمانية أعمال مهمة «ذكرى الرحيل» (1987)، و«طريق الحجيج»(1988)، و«دوتي» (1990)، و«الجنة» (1994)،و«الإعجاب بالصمت» (1996) و«عن طريق البحر» (2001)، و«الهجران» (2005) والتي وصل البعض منها إلى القائمة القصيرة والطويلة في جوائز أدبية دولية ذائعة الصيت. ولد قرنح في زنجبار وهاجر إلى المملكة المتحدة لكي يلتحق بالتعليم الجامعي ولكي يفر من الاضطراب السياسي.
يوجد اتصال قريب بين الصوت السردي والتشكيل السردي لكون السرد يؤثر على البناء. تتضح هذه الفكرة خصوصا في رواية «الهجران» إذ أن الأصوات السردية التي ظهرت في الراوية تحدد اتجاه وطريقة بناء الرواية. على سبيل المثال؛ تبدأ الرواية بالصوت السردي للضمير الغائب ثم تقدم الصوت السردي لضمير المتكلم. كلا الصوتين متباينان ويقومان بتعزيز تقديم الشخصيات في الرواية وفي نفس الوقت يميطان اللثام عن الجوانب الموضوعية التي تهم المؤلف. تكشف الأصوات السردية لضمير المتكلم الخبرات الشخصية التي شكَّلها المجتمع بينما يعطي الصوت السردي لضمير الغائب الخبرات التراكمية لأعضاء المجتمع. لهذا تحدد الأصوات السردية في رواية «الهجران» البناء السردي والتي تعزز بدورها المضمون.
تقول جينيفر موتشيري إن السارد في الأعمال الروائية يلعب دورا جوهريا في تشكيل علاقة ما بين العمل الفني والقاريء. هذا يعني أن السارد يمكِّن القراء من التفاعل مع النص وبالتالي يخلق رابطة بين النص والقاريء. وتضيف موتشيري أن الساردين المحتملين يحددان مَنْ وأي قراء ينظرون إلى القصة، وكيف ينظرون إليها، وأية تفاصيل يركزون عليها، ولمتى ينظرون إليها. إنه السارد الذي يوجّه ويقوم بتنظيم وجهة نظر القاري، ورأيه في القضايا لكونه القوة التي تهيمن على عملية السرد وتشكيل وإرشاد الحدث عندئذ. وبالتالي توجد علاقة معتمدة بين السارد والقصة أثناء التطور السردي، هي علاقة جوهرية في كشف معنى العمل الفني.
في كتابة الخاص بالفن الروائي «مقدمة في نظرية السرد» يشرح ميكه بال أن العامل السردي الذي يحكي القصة هو أكثر الأشكال المهمة في السرد.»هوية السارد، الدرجة والطريقة التي تظهر فيها الهوية في النص والخيارات المتضمنة تمنح النص شخصيته المحددة. يؤكد بال على أهمية السارد في النص بصفته القوة المطلقة. يلعب السارد دورا مهما في النص وبالتالي ينبثق عن السارد فهم أساسي للصوت يسمح بفهم عام للنص. وبناء عليه فإن توظيف كل من راشد وأمين كونهما السارديَّن المتكلمين في رواية «الهجران» باستخدام سرد ضمير المتكلم، يقدم قرنح وصفا شخصيا لأحداث حميمية في الرواية.
يقوم الناقد لافري بتفسير كيف يكون للصوتين السرديين نغمتان مختلفتان. على سبيل المثال، عمر هاديء ووسطي وفلسفي بينما يكون محمود متسرعا وأكثر غضبا وأكثر مباشرة. بينما يكون عمر مشغولا بصعوبة التحدث حينما يعني خارج المكان منتصف اللامكان، ولطيف يكون مشغولا بمشكلة التحدث خارج الزمن. الشخصيات معزولة مكانيا وزمنيا وتقدم الرواية من خلال بناءها إحساس مشابه باضطراب في آليات الإدراك الحسي والحركي في نفس القاريء. تلك الملاحظات جوهرية في تحليل رواية «عن طريق البحر» حيث نلحظ كيف تؤثر الأصوات على طبيعة الشخصيات. إن قرنح في روايته «عن طريق البحر» مشغول بمشكلة المشهد وتلك هي الحالة التي تنطبق على رواية «الهجران» ولذلك بالتبعية توجد حاجة إلى دراسة الصوت السردي فيما يتعلق بالبناء السردي في رواية قرنح «الهجران».
يواجه الكتَّاب في معظم الأحيان مهمة عسيرة في خلق العوالم السردية التي لا تعجب وتمتع القارئ فحسب ولكنها تحافظ على اهتمامه بقراءة السرد حتى النهاية. تأتي الروايات في أشكال مختلفة، كل منها تتفرع إلى مختلف الوسائط، كما لو أن كل المضامين يمكن أن تتسق لكي تستوعب حكايات البشرية. من بين أدوات السرد صياغة اللغة، سواء كانت شفهية أو مكتوبة أو صور ثابتة أو متحركة أو إيماءات، ومزيج منسق من تلك الأدوات؛ السرد حاضر في الخرافة والأسطورة والخرافات والحكايات والقصص القصيرة والملاحم والتاريخ والمأساة والدراما (الدراما المشوقة) والكوميديا والبانتومايم واللوحات. علاوة على أن تلك الأشكال حاضرة في كل الأوقات، وفي كل الأماكن وفي كل المجتمعات. يبدأ الفن القصصي منذ فجر تاريخ البشرية إذ لم يكن هناك مكان أو بشر بدون حكايات. كل الطبقات وكل الجماعات البشرية لديها قصصها وفي الغالب يستمتع بتلك القصص رجال ذوي خلفيات ثقافية مختلفة ومتعارضة، ولهذا يظل الفن القصصي غير مهتم بالأدب الجيد أو السيء. مثل الحياة نفسها تتقاطع مع كل الثقافات بغض النظر عن النوع أو الجنس.
يُفهم أن المفكرين في العصور المبكرة مثل أرسطو قد شغلوا أنفسهم بدراسة الأشكال السردية ولم يألوا جهدا في الحديث عنها، واضعين في الاعتبار حقيقة أن الفن القصصي عالمي. ليس ثمة شك في أن البناء السردي يجب أن يُنظر إليه من منظور السرد ذاته. الباحثون من أمثال بارت الذي يقر بفكرة البناء السردي، عازفون عن تحرير التحليل الأدبي من النموذج المستخدم في العلوم التجريبية: إنهم يصرون بشدة على أن الباحث يجب أن يطبق أسلوبا استقرائيا كليا لدراسة السرد ويجب أن تكون الخطوة الأولى دراسة كل الفنون السردية.
قمتُ بمراجعة استخدام قرنح للأصوات السردية المتعددة، وعما إذا كان لدى تلك الأصوات تأثير على البناء السردي للرواية. يعتبر الصوت السردي ميزة مهمة للأسلوب في الأدب إذ أن من خلاله تنقل المعلومة للمتلقي. هذا يعني أن فهم القاريء للأحداث في الرواية يتأثر بالصوت الذي يكمن في السرد أو إعادة السرد لتلك الأحداث. إن تحليل الأصوات السردية في رواية «الهجران» قد تم باستخدام إطارين نظريين: السرد الذي يركز على دراسة السرد والبناء السردي في العمل الفني ومظاهر نظري ما بعد الاستعمار، خصوصا السفر والخيوط الكونية التي توجه حركة وتهجير الناس بحثا عن التعليم والتوظيف أو كنتيجة للإبعاد.
في رواية «الهجران» استخدم عبد الرزاق قرنح أصوات سردية متعددة في تقديم أفكاره. إن الصوت السردي هو المنظور الذي تُرى وتُروى القصىة من خلاله. هذا الصوت تحدده وجهة النظر السردية والتي تكون في شكل ضمائر؛ الأول «أنا» و«نحن»، والثاني، «أنت»، الثالث، «هو»، «هي»،«هم»؛ وقد تكون الدرجة المعرفية للساردين كاملة أو محدودة أو جزئية أو منعدمة؛ وقد تكون درجة موضوعية الساردين كاملة أو منعدمة وبعضا منها، وكذلك الحال مع إمكانية الوثوق فيها أو العكس من ذلك. ومن ناحية أخرى، فإن البناء السردي هو الإطار البنائي الذي يندرج تحته النظام والمنهج والأسلوب الذي يُقدم السرد من خلالهما إلى القاريء. الصوت السردي هو عنصر مهم جدا في البناء السردي حيث إن من خلاله يتمكن المؤلف من التواصل مع المتلقي. وأي تبديل طفيف في الصوت السردي كذريعة تغيير في وجهة نظر السرد المباشرة يؤثر على البناء السردي. هذا يعني أن الكاتب يجب أن يخلق ارتباطا بين الصوت السردي والبناء السردي ومن ثم تستوعب قدرة المؤلف بشكل فريد وتقوم بعمل التبديلات بدون أن تخلق انفصالا في الأفكار وتعطيلا في تدفق الفكر السردي. إن الحاجة إلى دراسة الصوت السردي في الأدب وفي رواية «الهجران» على وجه الخصوص ذات أهمية، وبالتالي فإن هذه الدراسة تحلل الصوت السردي في الرواية وتقوم بتقييم أثره على البناء السردي.
كما أن هذه الدراسة تقوم بتمييز الأصوات السردية المختلفة التي تم توظيفها في رواية «الهجران»، كما أنها تقوم بمناقشة الأصوات السردية التي لها علاقة بالبناء السردي فيها، وتقوم بتقييم أثر الصوت السردي على الشخصية والوصف فيها. ومن أهم الفرضيات التي تم وضعها أن عبد الرزاق قرنح يستخدم الأصوات السردية المتعددة لأنه يدرك ما يقوم به ويقوم الصوت السردي بتحديد البناء السردي في العمل الفني، كما أنه يؤثر على الشخصيات وعلى الوصف فيه.
إن رواية «الهجران» واحدة من إصدارات عبد الرزاق قرنح الحديثة والتي نشرت عام 2005، وعلى العكس من كتاباته الاجتماعية الأخرى، فإن «الهجران» تعتبر رواية ما بعد الاستعمار. وهي دراسة شاملة في استخدام قرنح للأصوات السردية المتعددة في روايته «الهجران» حيث إن الصوت السردي يعتبر ميزة مهمة للأسلوب في الأدب. واخترتُ العمل على عبد الرزاق قرنح لأنه كاتب جاء في حقبة ما بعد الاستعمار من أفريقيا ولكونه ناقدا من زنجبار. كُتبتْ العديد من الدراسات حول أعمال قرنح لكن نطاق تلك الدراسة مختلف حيث إنها تقوم بالتركيز على استخدام قرنح للصوت السردي في رواية «الهجران» ولكونه مهاجرا ومواطنا من زنجبار. احتار كثير من النقاد حول كيفية تصنيف قرنح، هل بصفته كاتب بريطاني أسود أم بصفته كاتب افريقيا أم لكونه كاتبا حداثيا في اللغة الانجليزية؟ اخترت أن أعتبر قرنح كاتبا حداثيا في اللغة الانجليزية بسبب قدرته الفذة في الحفاظ على بناء سردي مستقيم وغير مستقيم في روايته.
إن تجربة قرنح في رواية «الهجران» قد قامت بتوضيح الاستراتيجيات السردية والاستخدام المتعدد للصوت السردي. ويمكن أن يسهم تحليل استخدام الأصوات السردية المتعددة في اتساع المعرفة الأدبية باستقراء دور ومغزى الصوت السردي في أي عمل أدبي. إن تلك الدراسة مهمة أيضا حيث أنها سوف تشجع النقد بشكل أكثر ليس في رواية قرنح «الهجران» فحسب ولكن في أعمال قرنح بشكل كامل.
يشير لافري إلى أن رواية قرنح «الهجران» تجسد فترات الصمت والفجوات في السرد وبالتالي يستنتج أن كلا روايتي قرنح الأخيرتين «عن طريق البحر» و«الهجران» معروفتان بفترات الصمت: تلك الفترات التي تم وصفها كونها جزءًا من معمار المدينة والعائلات، وتلك التي تم الإشارة إليها، وصمت التاريخ أو فشل الخيال. أمين في رواية «الهجران» يستشعر أن موطنه عبارة عن نسيج من الصمت: «الصمت المدوي العميق» للشوارع وحشد من فترات صمت المدينة، والتي كانت مختلفة بطرق مدهشة. يعلق بشكل متكرر على «الصمت المدوي للبحر» وصمت المسافة فيما بعد الرحيل. خصوصا فترات الصمت المزعجة التي تنجم عن قصور اللغة. في نهاية رواية «عن طريق البحر» يفشل عمر في وصف اعتقاله في سجن الجزيرة، ويفسره كما يلي؛ «لقد علمت نفسي ألا أتحدث عن السنوات التي تلاحقت، برغم أنني نسيت بعضا منها. تلك السنوات التي كُتبت بلغة الجسد، وليست لغة أستطيع أن أتحدث بكلماتها» يفتتح الرواية بوصف فراغات اللغة المحيطة:
«تُرى كم أن ساعات الظلام قد أصبحت ثمينة بالنسبة لي، كم أن فترات صمت الليل قد تحولت إلى دمدمات وهمسات كاملة حينما كانت من قبل ما تزال مرعبة جدا، ومتوترة بصمت عجيب جثمت على الكلمات».
خلال أحداث الرواية يهتم قرنح بفرصة ثمن الكلام التي تقصي بالضرورة الاحتمالات البديلة، قدرة اللغة لتتجاوز ولتمزق، وفترات الصمت العجيبة المحيطة بها. اللانهائية التي تلقي الضوء على الغموض، السرد في تلك الأقسام يتسم بنوع من الارتباك، والميل إلى قول شيء ثم يسحبه، وإلى تضمين بعض الإشارات. إن استخدام فترات الصمت وتركيز لافري على البناء السردي في روايتي «عن طريق البحر» و»الهجران» يتمم بحثي حيث أنهما تدعمان الاستراتيجيات السردية المختلفة التي يوظفها قرنح في أعماله.
طبقا لما قالته تينا ستينر فإن الفن الروائي عند عبد الرزاق قرنح يتبع خيطا رفيعا ويتوسع في التفاصيل التي يصبح فيها الناس محاصرين. سوف يتضح ذلك في رواية «الهجران» من خلال شخصية ريحانه. تستطرد ستينر قائلة أنه منذ اللحظة الأولى تدرس الشخصية التي تعاني مرضا نفسيا وصولا إلى ديناميكيات العائلة، والسياسة الدولية الخاصة بفترة ما بعد الاستقلال في افريقيا الشرقية وقصص الامبراطورية وقضايا التهجير. تقدم ستينر فرضيات أخرى فتقول: توجد أيضا في رواياته نطاق كبير من هيمنة التسلسل الهرمي.
وتستطرد ستينر أن في روايات قرنح تتناول أساطير الأمة والأرض واللغة، وأن فنه الروائي يشير بدقة إلى انعدام الحرية التي يمكن الحديث عنها والسياسة التي يمكن أن تنتجها. مثل خيط أحمر يمتد خلال فنه الروائي بشكل خاص في رواياته الأربع الأخيرة «الإعجاب بالصمت» (1996)، و«عن طريق البحر» (2001)، و»الهجران» (2005)، و»الهدية الأخيرة» (2011).
ما تحاول ستينر التركيز عليه فيما يخص الفن الروائي عند قرنح هو فكرة الهيمنة كنتيجة للقمع الاستعماري. هي تقوم بتنفيذ دراسة مقارنة حول أعمال قرنح وتخلص إلى أن معظم شخصيات قرنح تبدو فارة وهي تسعى حثيثا لتحرر نفسها من قيود القمع بشكل أو بآخر. إن بحثي يتمم ما خلصت إليه ستينر فيما يخص شخصية رشيد، إن قرنح يصور شخصا ليس فارَّا فحسب ولكنه في طريق اكتشاف الذات.
تشير ماريا أولاسن في تحليلها لرواية «الإعجاب بالصمت» إلى أن الرواية تنقسم إلى ثلاثة أقسام، جميعها سُردت عن طريق ضمير المتكلم من خلال البطل الذي يقوم طوال الرواية بسرد حكايتين مختلفتين عن طفولته. وتستطرد في التأكيد على أن السارد يكشف لقراءه حكايات واضحة عن خبراته وهو يبعد نفسه عن أفعاله الخاصة. «كنت أحاول أن أقول «لا» بالنسبة للحكايات التي ظهرت وانتشرت بشكل طائش حولي رغما عن رفضي الواهي» تؤكد أولاسن أن تلك الحكايات الظاهرة والمنتشرة تمثل مشهدا من الحركة العالمية المتجذرة تماما في مفاهيم التنوع الثقافي، حيث تُرى أن لكل ثقافة مجموعة من التقاليد والقيم والحكايات. تستطرد قائلة إن عدم قدرة السارد في معرض الاستعداد للحكايات فإنه يبتكر شخصيته وخلفيته الاجتماعية لكي تتسق مع رؤية العالم الذي يتكون من التقاء ثقافات منفصلة. إن ما تحاول أولاسن التأكيد عليه هو أن السارد يسجل فقط حكايات حقيقية حينما يصل الأمر إلى الوقائع الحقيقية مثل تجربته مع الاستقلال، إنها خاصية متبعة مع السارد بضمير المتكلم في رواية «الهجران». تلك النتائج التي توصلت إليها أولاسن تؤيد بحثي لأنها لا تركز على الصوت السردي بصفته عنصرا أساسيا في الأدب فحسب ولكن أيضا في الصوت السردي لضمير المتكلم، إنه أسلوب شائع في معظم روايات قرنح.
تركز معظم أعمال قرنح على قضايا التهجير والتخلي عن الأوطان والهوية. يخلق قرنح شخصيات تبحث عن ذواتها الحقيقية في خضم الاضطراب الذي يمكن أن تواجهه. إنه يقدم تلك الشخصيات مستخدما وسائل أسلوبية متعددة باستثناء الصوت السردي الذي يهتم بالظهور بدافع طريقته الفذة في دمج الأصوات السردية المتعددة في أعماله، ويظهر ذلك بصورة أكثر في رواية «الهجران». وعلى هذا الأساس فإن البحث الذي يُجرى عن استخدام قرنح للأصوات السردية المتعددة مجدِ ويمكننا القول إن كثيرا مما قد أنجره معظم نقاد الأدب كان متعلقا بالسمات الموضوعية التي يعالجها قرنح في أعماله بما فيها رواية «الهجران».