إن القلاع والحصون العمانية قامت بدور رئيسي في تاريخ شرق الجزيرة العربية منذ أقدم العصور. هذه النوعية من المباني التحصينية توجد بكثرة في عمان سواء على السلاسل الجبلية و الوديان – وهي الأكثر شيوعا- أو حتى في المناطق الساحلية. لقد كانت بمثابة رمز للسلطة والحكم و معقل الهجرة أو المجتمع لذلك كان الاهتمام ينصب عليها خلال الحروب الأهلية العنيفة من ناحية عندما كان هناك صراع على السلطة ثم من خلال الحروب والصراعات ضد الخصوم والأطماع الخارجية من جهة أخرى. وليس من المستغرب أن نجد أقدم الحصون والمستوطنات العمانية تقع على سفوح الجبال خصوصا في الناحيتين الجنوبية والغربية لوجود المقومات الزراعية للمستوطنين فيها.
لقد ظل الساسانيون الفرس يقيمون الإنشاءات الدفاعية على الساحل حتى القرن السابع الميلادي ثم تبعهم الهرمزيون خلال احتلالهم لنقاط ساحلية كصحار وقلهات في القرنين 8-9هـ /14-15م. ثم حلت الحصون الساحلية البرتغالية محل هذه الإنشاءات. وعلاوة على الدوائر المحصنة الأولى المشيدة من الحجارة الضخمة والتي يعود عهد بعضها إلى فترات ما قبل التاريخ, فإن الحصون العربية الأولى في الداخل كانت تتألف من مناطق مسورة بالحجارة على الهضاب الصخرية, وكانت تضم في العادة أبراجا دائرية. وباستثناء نزوى وربما بهلا فإن الحصون الباقية في الداخل كان أول من شيدها ملوك النباهنة في الداخل وفي الشرقية أيضا. (1) نستنتج أن عملية البناء والتشييد ومنها القلاع والحصون في عمان كان يدعمها إرث حضاري ضخم تمتد جذوره الأولى إلى ما قبل التاريخ الميلادي وبالرجوع الى الحضارات التي قامت على أرض عمان في الأزمنة المختلفة ووقوعها في دائرة أطماع الحضارات الأخرى التي أدخلتها الى حلبة الصراع التي دارت رحاها بين سمهرم وشبوه كما بينتها النقوش الأثرية أو صراع مجان مع الآشوريين والصراع مع الفرس وغيرهم, كل ذلك دفع بالعمانيين لإنشاء تحصينات قوية, لذلك كانت عملية التحصين من الركائز الهامة للانسان العماني. ومن ثم فقد احتلت القلعة أو الحصن مكانا بارزا في مخططات المدن. (2)
وكان عهد اليعاربة العصر الذهبي لبناء الحصون في عمان ففي عهدهم ونتيجة للتأثير البرتغالي في تصميم الحصون تظهر التأثيرات في بناء أبراج المدفعية المزودة بقواعد صلبة للمدافع مثل نزوى, وفي تبني نظام البرجين الركنيين المتقابلين في الحصون المستطيلة الشكل للتمكن من إطلاق النار بشكل منسق, ويقدم حصنا جبرين والحزم أفضل مثال لذلك وقد شيدا في أواخر القرن 11هـ/17م وأوائل القرن 12هـ/18م. وفي منتصف القرن 12هـ/18م استخدمت أساليب البناء من هذه المنطقة الوسطى في عمان في سهل الباطنة الساحلي وفي الغدف »مثلا بركاء والرستاق« وفي وقت لاحق من ذلك القرن بدأ بناء البيوت المحصنة مثل بيت النعمان والتي ينم تصميمها عن تأثير هندي غالبا »المغول« وأعيد بناء الحصون على مواقع الحصون البرتغالية الساحلية. لقد ظلت الحصون قيد الاستعمال على نطاق واسع بقية القرن 12هـ/18م والقرن 13هـ/19م, وظلت حيازتها تشكل عاملا يتسم بأهمية سياسية بالغة ويبدو أن البرنامج الرئيسي الوحيد والضروري لبناء الإنشاءات الدفاعية حدث في أواخر القرن 12هـ/18م والقرن 13هـ/19م على طول ساحل الباطنة. وكانت الحصون والقلاع تعتبر دائما خاضعة لسلطة الامام الذي يزودها بالحاميات العسكرية ويتولى صيانتها. وكان أيضا يعين قادة أو حكاما وولاة لهذه الحصون ويقوم بتمويلها من الزكاة والضرائب التجارية والصدقات والتبرعات.(3)
وفي تلك العهود كلها ونتيجة للظروف السابقة سواء كانت طبيعة اجتماعية أواقتصادية عمد العمانيون الى إنشاء القلاع والحصون في طول البلاد وعرضها فكانت قلاعهم من أعظم الآثار المعمارية القائمة فيها وما زالت شامخة تعكس عراقة هذا الشعب العظيم. ولا تكاد بقعة من أرضها الشاسعة تخلو من قلعة هنا وحصن هناك, ولكل قلعة وحصن حكاية تروي ما خلفة هذا البلد من حضارة وتراث عربي إسلامي أصيل, ففي عمان ما يزيد على 500 برج وحصن وزمن بناء كل القلاع والحصون الدفاعية يعود إلى العصر الإسلامي عدا قلعتي الرستاق وبهلا اللتين شيدتا قبل الإسلام وهناك ثلاث فقط بناها البرتغاليون, أما البقية فهي من بناء العمانيين أنفسهم وليس كما يدعي الكثيرون من أن البرتغاليين هم الذين بنوها. (4)
تاريخ الحصــن :
حصن الخندق أو ( البريمي ) يقع في ولاية البريمي, ويعتبر واحدا من المعالم والآثار المهمة في الولاية. يقع الحصن على بعد حوالي 350 كم من محافظة مسقط, وللحصن موقع هام حيث يطل على وادي الجزي الذي يربط مدينة صحار بمدينة البريمي من الناحية الغربية.
يعود تاريخ بناء الحصن إلى النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي أي النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري, كما تم تجديده في عهد الإمام عزان بن قيس البوسعيدي عام 1285-1288ه- / 1871م. وقد أنجزت وزارة التراث القومي والثقافة ترميم الحصن عام 1993م, وتم افتتاحه عام 1994م. (5)
هذا الحصن من الحصون الأمامية لعمان التي كان لها دور بارز في التاريخ الحربي. أما تسميته بالخندق فلأن خندقا واسعا عرضه 5,7م وعمقه حوالي 3م كان يحيط به بالاضافة إلى تحصينه بالمتاريس. وقد جمع الحصن بين وظيفة مدنية وأخرى دفاعية إذ أنه كان يستخدم كقصر للسكن شأنه في ذلك شأن بقية القصور الأخرى كجبرين في بهلا وبيت النعمان في بركاء, والحزم في الرستاق وغيرها من المباني التي شيدت لتكون قصورا محصنة تمارس من خلالها أيضا المهام الرسمية. ويعتقد أن السلطان سعيد بن سلطان هو الذي شيده ويستدل على ذلك من وجود المدافع التي نقش عليها اسمه عام 1258ه-/ 1842م(6). وقد ذكر مايلز في كتابه »الخليج بلدانه وقبائله» عن زيارته للحصن في 17 يناير 1875م فيقول: ؛وعند وصولنا إلى البريمي توجهت إلى منزل الشيخ سالم بن محمد الذي كان والده شيخ قبيلة النعيم ويقيم في ضنك…… بعد ذلك ذهبت لزيارة الحصن حيث استقبلت بالتحية بإطلاق الرصاص. وقد قام ابن أخت الشيخ حامد بشرح كل شيء في الحصن. وكان فخورا وسعيدا وذلك لاعتقادهم بقوة وأهمية الحصن الكبير…« (7). في حين نرى السالمي في كتابه »تحفة الأعيان« يتحدث عن الحصن في عهد السلطان سعيد بن سلطان الذي حكم في الفترة من 9121-1273هـ/ 1840-1856م. وذلك عندما كان يحارب من أجل فتح الجو »البريمي« فيقول: »فخرج أهل الخيل من أهل نجد ولاة الحصن….فانهزم الباقون إلى الحصن وتمنعوا به. وكان حصنا رفيعا أحيط بخندق فحاصره الإمام وضربوه. بالمدافع وبذل محمد بن علي بمن معه من قومه بذلا حسنا شكره المسلمون على ذلك فخاف أهل الحصن يوما أن يضرب الباب بمدفع فخرجوا ليجعلوا على الباب سيبه يقابل المدفع فجاءهم بعض القوم من جانب آخر فناقعوهم فدخلوا الحصن ولم يخرجوا بعدها لحرب فأرهقهم الحصار وكانت عندهم الخيل والإبل فطلبوا الأمان ليخرجوا من الحصن فأمنهم الإمام ونزلوا على يد الشيخ الغاربي….. «.(8)
ونفهم من سياق هذا الكلام أن الحصن بخندقه كان قائما أيام السلطان سعيد بن سلطان الذي حكم كما قلنا من 1219-1273هـ/ 1840-1856م. ويذكر أس.بي.مايلز ويقول: »…. وبالقرب من البوابة الخارجية يوجد مدفع من النحاس الأصفر كقطعة من أسلحة الميدان عليه اسم السيد سعيد بن سلطان وتاريخ 1258هـ/ 1842م باللغة العربية والتاريخ 1842م بالإنجليزية. وهو أحد المدافع التي أحضرها السيد سعيد بن سلطان من أمريكا بسفينته الحربية »سلطانة« وقد تم إحضاره إلى هناك من صحار عام 1874م بواسطة السيد عزان بن قيس…. « (9)
وهنا من خلال كلام السالمي وما أورده مايلز والأحداث التي وردت نميل الى الاعتقاد بأن الحصن بني في عهد السيد سعيد بن سلطان أي في النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي حوالي النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري.(10) واستمر الحصن يؤدي دوره في الدفاع عن المنطقة بعد ذلك حيث أستخدم من قبل السلاطين اللاحقين فقد أستخدم في عهد السيد ثويني بن سعيد بن سلطان والسيد سالم بن ثويني بن سعيد والامام عزان بن قيس بن عزان بن قيس بن الإمام أحمد وذلك أثناء قيامه بمحاربة أهل نجد. وبناء على المعلومات الأثنوغرافية المتوافرة فأن عزان بن قيس لم يدخل أو يصل إلى البريمي في تلك الفترة بفعل هجوم بعض القبائل له ووقوفها في وجهه(11) وقد أعاد الإمام عزان بن قيس تجديد الحصن عام 85-1288هـ / 1871م.
الوصف العام للحصن:
يذكر أس.بي.مايلز وصفا للحصن عام 1875م (12) حيث يقول : » إن الحصن كان على شكل مربع بني من الطين أو الطوب الآجر, وهو مكون من أربعة أبراج يحيط بها خندق عميق يبلغ اتساعه حوالي خمسة وعشرين قدما, وجزء منه مرتفع للغاية يقابله جزء آخر بنفس الارتفاع. بينما يبدو أن الأبراج تصل لنصف هذا الارتفاع ويبلغ طول كل جانب حوالي مئة وخمسين قدما… «.
كما ورد في كتاب »القلاع والحصون« أنه : »…. يحيط بهذا الحصن, الذي كان ذات يوم الموقع العسكري الأمامي لعمان, خندق جاف عرضه 5,7م وعمقه حوالي 3م, وجداره الداخلي مبطن بالطوب الطيني. أما المتاريس المحيطة بالخندق فيبلغ ارتفاعها 5,2م في حين أن سماكتها متر واحد عند القاعدة. وتضم البوابة كذلك حسبما يذكر مايلز سنة 1294 هـ / 1877م جسرا مشيدا من جذوع النخيل ويؤدي الى بوابة المدخل وتحيط بالحصن أسوار عالية تبلغ أطوالها حوالي 38-40م. ويوجد برج دائري كبير في كل ركن. وقد شاهد مايلز قرب البوابة مدفعا نحاسيا من عيار 24 رطلا نقش عليه اسم السلطان سعيد بن سلطان والسنة الهجرية 1258هـ, والسنة الميلادية 1842م. وذكر مايلز أن هذا المدفع كان من بين عشرين مدفعا اشتراها السلطان سعيد من أمريكا لسفينته الحربية ؛سلطانة« وأحضرها عزان بن قيس من صحار إلى البريمي في سنة 193هـ/1876م, لاستعمالها في قصف الحصن. ولاحظ مايلز أن تسليح الحصن كان يتألف من ثمانية مدافع غير صالحة للاستخدام منصوبة على مركبات متداعية. وقال:- أطلقت ثلاثة مدافع نيرانها تحية لي مما أدى إلى تعطلها نتيجة سقوطها عن مركباتها ولم يعد من الممكن استخدامها بعد ذلك« (13). هذا مع العلم بأنه لا توجد حاليا أي من هذه المدافع في الحصن سوى مدفع واحد نراه أمام البوابة الداخلية للسور الداخلي الكبير للحصن وهذا المدفع لا توجد علية نقوش او كتابات.
إذن الحصن مربع الشكل يتكون من حوالي عشر غرف موزعة على مساحة الحصن وأبراجه, وتتنوع استخدامات هذه الغرف. كما يشتمل الحصن على أربعة أبراج في الأركان الأربعة هي البرج الشمالي الشرقي والبرج الجنوبي الغربي, البرج الشمالي الغربي والبرج الجنوبي الشرقي. ونلاحظ أن كل برجين يقعان على قطر واحد يتشابهان في الشكل المعماري والزخارف مع فوارق بسيطة فالبرج الشمالي الغربي يتشابه مع البرج الجنوبي الشرقي والبرج الشمالي الشرقي مع البرج الجنوبي الغربي. وتبلغ مساحة الحصن حوالي 0703م2, ويحيط بالحصن خندق وسور من جميع الجهات ويوجد به بوابتان شرقية وأخرى في الجهة الشمالية. كما يشتمل الحصن على العديد من العناصر التحصينية الحربية المعروفة من الخندق الى الأسوار والأبراج والسقاطات والمزاغل والشرافات على الأسوار وفتحات رمي السهام والبنادق والمدافع وغيرها. ويضم كذلك عناصر اتصال وحركة من سلالم مؤدية لأسطح الأبراج والغرف بالإضافة إلى السلالم المؤدية إلى سطح السور والمرقاة ؛الزلاقات« والدرج المائل المتسع بطريقة أفقية بقدر الإمكان. ويحتوي الحصن على بعض المداخل والممرات والدهاليز وأماكن للخيول وثكنات للجند بالإضافة إلى مصدر للماء عبارة عن بئر بالإضافة إلى الفلج وسجن ومصلى. وهناك حمامات ومخازن للأسلحة والمؤن وفناء وغير ذلك من عناصر المنفعة.
تحليل لأهم العناصر والوحدات المعمارية للحصن :
أولا: المنشآت التحصينية :
1- الخندق :
كان الخندق من أقدم العناصر المعمارية الحربية. وكان من أوائل أعمال الإنسان المعمارية للدفاع عن مدنه ومستوطناته. وتقوم فكرة إنشاء الخندق في الأساس على الرغبة في عرقلة العدو وتقدمه بالنزول إلى أرض الخندق ثم الصعود ثانية إلى الجانب الآخر إلى داخل المستوطن, وفي هذه الأثناء عند النزول إلى أن ينزل إلى مستوى أرض الخندق ثم الصعود على الجانب الآخر تتوافر الفرصة المناسبة لضرب العدو من سطح أعلى من مستوى أرض الخندق, وبهذا يكون الخندق موفرا صناعيا لفرصة الأرض الراكبة أو الأعلى.
وكانت الخنادق تنشأ محيطة بالقلاع والحصون و المدن أو تنشأ في جانب أو أكثر من الجوانب التي من المتوقع أن يأتي منها العدو. وطور التخطيط الحربي والعمل الإنشائي للخندق تطويرا يساعد على كفاءته وتمثل هذا التطوير في مظاهر عدة نوجزها فيما يلي :
1- ملء الخندق بالماء وقت الشعور بالخطر وهجوم الأعداء وهذه الحيلة تزيد من صعوبة عبور الخندق وتعرض المهاجمين للغرق, ومن هنا كان ربط الخنادق بمصدر الماء أمرا مهما.
2- بناء مسناة على الجانب الداخلي للخندق ويكون البناء ذا سطح أملس وبشكل رأسي. وهذا البناء يصعب جدا من تسلق المهاجمين.
الخندق يبلغ عرضه 5,7م وعمقه حوالي 3م وجداره الداخلي مبطن بالطوب الطيني. أما المتاريس المحيطة بالخندق فيبلغ ارتفاعها 5,2م في حين أن سماكتها متر واحد عند القاعدة. ونلاحظ أن جداره الداخلي يرتفع على جداره الخارجي. وهو معمول بطريقة مدورة من الأعلى ليصعب من تسلقه, كما يشتمل هذا الجدار الداخلي للخندق على فتحات ومرام للسهام والبنادق صغيرة الحجم منكسرة الى الأسفل مباشرة باتجاه الخندق لكي يسهل من خلالها رمي المهاجمين بالإضافة إلى وجود فتحات أخرى تعلوها مثلثة الشكل صغيرة الحجم. ولقد كان هذا الخندق وما زال مربوطا بالأفلاج القريبة منه في منطقة المزارع حيث يتم من خلال تلك الأفلاج ملء الخندق بالماء أثناء الخطر وهجوم الأعداء.
يلاحظ أن الخندق محاط بسورين مبنيين بطريقة تعوق العدو من تسلق السور في حالة النزول الى أرضية الخندق, حيث عملت أو بنيت بواسطة حجارة وضعت بطريقة تعرقل العدو من الصعود فقد جعلت ملساء وهو ما يسمى بالمسناة في الجانب الداخلي للخندق يكون بناؤها ذا سطح أملس وبشكل رأسي. وهذا البناء يصعب من عملية تسلق الأعداء له فينزلقون في كل محاولة للصعود ويسقطون في الخندق. وهنا نرى أنه كلما زادت فترة وجود العدو في الخندق كانت فرصة المدافعين أكبر لاصابة العدو, كما أن تكرار المحاولات يفقد العدو جهدا وأفرادا يتعرضون للإصابة والغرق. كما أن هذه المسناة تحقق أهدافا أخرى بالإضافة إلى الغرض الحربي منها :
1- المحافظة على الشكل العام للخندق وحدوده إذا ما تعرض للردم بمرور الزمن وعند إعادة تنظيفه وحفره.
2- المحافظة على إنشاء الجانب الداخلي للخندق وعدم تعرضه للانهيار.
3- يمنع من تسرب المياه إلى التربة الداخلية إذا ما كان من النوع الذي يملأ بالماء وبذلك يحمي أساسات الأسوار من الداخل.
الخندق في حصن الخندق من النوع الذي يملأ بالماء عند الإحساس بقدوم العدو ومهاجمة الحصن مما يزيد من صعوبة عبور الخندق. وقد كان من الضروري إحاطة الحصن بهذا الخندق المائي نظرا لعدم وجود أية منشآت تحصينية أخرى سواء طبيعية أو صناعية تمكن من الدفاع عنه وقت الخطر. الخندق معمول في أعلى السورين المحيطين به بطريقة مدورة ليصعب أيضا من تسلقه, ويرتبط الخندق بالبوابة الرئيسية الواقعة في الجهة الجنوبية حيث عمل على الخندق جسر يؤدي الى البوابة مباشرة ومنها إلى داخل ساحة الحصن الخارجية. ونلاحظ أن الخندق يتضمن مجموعة من العناصر الإنشائية التحصينية وهي عبارة عن فتحات لرمي البنادق طولية يصل طولها إلى حوالي 40سم وعرضها حوالي 10سم, وهي من النوع المنكسر أي أنها موجهة مباشرة باتجاه الخندق وذلك للتمكن من أصابة العدو وعرقلة هجومه.كما توجد فتحات أخرى صغيرة مثلثة الشكل لا يزيد ارتفاعها على 51سم وهي تعلو الفتحات السابقة لمسافة 15سم تقريبا يبدو أنها كانت مستخدمة للمراقبة.
الخندق به مجرى مائي للفلج حيث إنه مربوط بالأفلاج الموجودة بالقرب منه في بساتين النخيل المجاورة, ففي أثناء الخطر يتم فتح الفلج في الخندق لملئه بالماء, ويأخذ الخندق الشكل الدائري محيطا بالحصن.
2: السور الداخلي الكبير للحصن :
هو واحد من أساليب الدفاع عن أي موقع فيكون ساترا وقائيا من ضربات العدو وحاجزا معماريا يمنع تقدمه إلى داخل الحصن هذا من ناحية الدفاع السلبي, أما على مستوى الدفاع الإيجابي فان هذه الأسوار تشتمل على خط دفاعي أو أكثر مزود بأبراج ومرام للسهام والمدافع والبنادق وسقاطات مما يجعل فرصة الدفاع فيها قوية وأساسية. ويحيط بالحصن بعد الخندق والبوابة الكبيرة سور داخلي كبير. لقد أنشئ هذا السور المرتفع لتحصين موقع الحصن ذلك لأنه يوجد في منطقة منخفضة وليست مرتفعة فكان لابد من إحاطته بهذا السور الدفاعي الكبير. يكتنف السور من الأركان أربعة أبراج دائرية الشكل يصل ارتفاع السور الى حوالي ثلث ارتفاع الأبراج المقامة عليها. لكي يقوم هذا السور بمهمته في الدفاع على أكمل وجه فانه بالإضافة إلى تحصينه بالأبراج فانه زود بالفتحات والمرامي المستخدمة للبنادق والسهام أو المدافع, وسقاطات لتكون فرصة الدفاع عن الحصن قوية. ارتفع السور ارتفاعا كبيرا يصعب القفز من عليه أو محاولة تسلقه من قبل الأعداء حيث يبلغ ارتفاعه حوالي 51م. وكان أسلوب بنائه يحقق أيضا متانته وذلك لكي يكون قويا على الضرب عند مهاجمته, أما سمكه فقد كان كبيرا بدرجة يصعب الى حد ما ثقبه حيث يتراوح سمك جدار السور ما بين 60 إلى 56سم.
وتضمن هذا السور العديد من العناصر الإيجابية للدفاع عنه وعن الحصن حيث أستغل هذا السور ذاته كعنصر معماري يمكن من المقاومة الإيجابية للعدو بضربه قبل الاقتراب منه وأثناء الاقتراب منه أو الالتصاق به لذلك ارتفع بالسور ارتفاعا يوفر فرصة أكبر لرؤية وضرب العدو من أكبر مسافة ممكنة, مما أدى بالتالي إلى زيادة سمكه عند الأساسيين والتدرج نحو القلة كلما ارتفعنا لتحقيق غرض متانة السور. كما زود السور في السطح من أعلى وعلى مسافات منتظمة بشرافات يبلغ ارتفاعها 50سم وعرضها 40سم.وتتراوح المسافة بين كل شرفة والتي تليها حوالي 15سم. فيلاحظ أن سطح السور عمل بطريقة تمكن المدافعين من السير فوق هذا السور ومراقبة العدو عند اقترابه, وفي حالة الهجوم فانهم يرمون العدو من المرامي المعدة في المسافات المحصورة بين الشرافات ثم يختفون وراء الشرفات.
ويتم الصعود إلى مستوى سطح السور بواسطة سلالم جانبية محاذية للسور من الداخل في الأركان وهي متعددة لتسهيل الحركة والتزويد. ويلاحظ أن اتساع السطح للسور يوفر الحركة وسهولتها سواء كانت فردية أو مزدوجة, راجلة أو راكبة حيث يبلغ سطح السور حوالي مترا واحدا. وفي حالة استخدام القوات الراكبة فان الصعود للسور يكون عبر المرقاة أو الزلاقة أو الدرج المتسع المائل بطريقة أفقية لتسهيل حركة صعود الجياد ويبلغ عرض المزلاقة من أعلى 160سم وتأخذ في الانحدار كلما اتجهنا إلى أسفل. بالإضافة إلى ذلك يتضمن السور العديد من الفتحات مختلفة الأحجام, فهناك فتحات معقودة يبلغ عرضها 40سم وعمقها من الداخل 65سم في حين يبلغ ارتفاعها 30سم. وهناك فتحات أخرى متسعة من الداخل وضيقة من الخارج يبلغ عمقها للداخل 65سم وعرضها 20سم وارتفاعها 20سم, وقد استخدمت هذه الفتحات كمرام وهي منتشرة على جميع جهات السور.
من العناصر الإنشائية الأخرى التي عملت في السور لتحصينه, الجزء الأسفل عند بداية السور عمل بطريقة مائلة ملساء منحدرة يصعب التسلق من خلالها مما يشكل عائقا معماريا آخر للأعداء والمهاجمين في حالة تمكنهم من اختراق الخندق المائي والوصول إلى السور الداخلي للحصن.
3-الأبراج :
الأبراج التي تحيط بسور الحصن دائرية الشكل, والأبراج المستديرة كان يعتقد أنها متطورة عن الأبراج المربعة لكن ما حدث أنه تبين من خلال الدراسات والمعثورات أن الأبراج المستديرة قديمة أيضا وعثر على نماذج منها في اليمن وعمان مثل التي موجودة في بات, وان كانت وظيفتها لم تحدد حتى الآن على وجه الدقة. هذه الأبراج الأربعة متصلة بالسور وكانت تستخدم في الدفاع الإيجابي بالإضافة إلى وظيفة المراقبة. وقد زودت هذه الأبراج بالعديد من العناصر المعمارية والإنشائية الحربية التي تساعد على الدفاع. وتزويد الأسوار في القلاع والحصون بأبراج هي سمة دفاعية تحصينية قديمة كانت تستخدم للدفاع والمراقبة, وكان المدافعون يستخدمون فيها وسائل دفاعية مختلفة من بنادق ومدافع وغير ذلك فاشتملت هذه الأبراج على العديد من المرامي والفتحات منها فتحات ضيقة تساعد الرامي من الداخل على رماية من بالخارج ولا تمكن من بالخارج من اصابة المدافع وهي غالبا ما تأخذ شكل حرف.V وهي في مستوى ارتفاع معين يساعد الرامي وهو واقف أو جالس من الرمي من هذه الفتحات أو المزاغل التي تكون موجهة للأسفل مباشرة. هناك فتحات أخرى مستديرة توضع فيها ماسورة البندقية لضرب النيران على العدو في الخارج, وفتحات للمدافع لذلك بنيت الأبراج بناء متينا لتناسب هذه الأسلحة وقوتها.ويلاحظ أن فتحات رمي السهام ضيقة من الخارج متسعة من الداخل وذلك بعكس فتحات المدافع.
يلاحظ أن الأبراج مسلوبة البدن أي أن قطر قاعدة البرج أكبر من القمة (أبراج مستدقة إلى أعلى) وهي ظاهرة يمكن ملاحظتها في أماكن عديدة من عمان ودول الخليج الأخرى. واختلفت طوابق هذه الأبراج وتكوينها المعماري من الداخل ولكي نفصل الحديث عنها سنلقي الضوء على الشكل المعماري والهندسي لكل برج من الأبراج الأربعة كما يلي:
أ- البرج الجنوبي الشرقي :
يتكون هذا البرج من طابقين ثم يلي ذلك السطح ثم دروة ؛سور« بشرافات, وهو يبدأ من مستوى مرتفع يتوصل إليه من درج حيث إن الدور الأرضي كان مستغلا كمخزن للمؤن والأسلحة ثم يلي ذلك طابق آخر. ويتوصل الى البرج من أبواب أو مداخل تؤدي الى ممرات السور أو درج يجاور السور أو من سطح السور, ويتوسط هذا البرج من الداخل سلم يؤدي إلى الطابق الثاني وسلم آخر يؤدي إلى السطح الذي يتوصل إليه من خلال فتحة تلي الدرج مباشرة في السقف.
ويحتوي هذا البرج من الداخل على العديد من الفتحات والمرامي التي تستخدم لرمي البنادق والمدافع بالإضافة إلى وجود فتحات للإضاءة والتهوية والتي يبلغ ارتفاعها حوالي 10,1م, في حين يبلغ عرضها 60سم من الداخل وعمقها 5,1م. توجد في هذا الطابق أيضا فتحات أخرى معقودة يبلغ عرضها في بعض الأحيان 50سم , وهو متدرج الاتساع. في حين يبلغ ارتفاع بعضها 80سم و50سم ويبلغ عمقها مترا واحدا, تعلو هذه الفتحات فتحات أخرى صغيرة مربعة يبلغ ارتفاعها 10سم وعرضها 10سم.
يلاحظ في هذه الفتحات أنها تبدأ في الاتساع من الداخل ثم تضيق جهة الخارج بحيث تكون واسعة من الداخل لتمكن المدافعين من سهولة الحركة والضرب وتكون في الوقت نفسه ضيقة أمام المهاجمين من الخارج مما لا يسمح لهم بإصابة من بالداخل. ويبلغ عدد هذه الفتحات 14 فتحة, في حين أن الفتحات المربعة الصغيرة يبلغ عددها 11 فتحة. ويشتمل الطابق العلوي على دخلة واحدة عند نهاية الدرج الذي يأخذ الشكل المقوس الدائري وله جدار واحد فقط يبلغ عرضه 5,1م وترتفع درجاته إلى حوالي 20سم, يزخرف هذا البرج من الخارج زخرفة هندسية عبارة عن مثلثات مقلوبة مسننة ؛معينات«.
الطابق السفلي من هذا البرج استخدم كغرفة للتخزين ويشتمل على فتحة واحدة معقودة للرمي وأربع فتحات للتهوية والإضاءة يبلغ ارتفاعها 50سم وعرضها 7سم, مستطيلة الشكل. يلاحظ أن المدخل الرئيسي للبرج يبلغ عرضه 90سم وارتفاعه 70,2م وسمكه 70,1م ومن الداخل يبلغ عرضه 80سم بينما ارتفاعه 70,1م, ويوجد بالداخل قوس أو عقد يبلغ عرضه 50,1م وارتفاعه 40,2م وسمكه متر واحد. في حين أن الغرفة العلوية »الطابق العلوي« مقسمه الى قسمين بواسطة مدخل عرضه 90سم وارتفاعه 70,1م وسمكه 55سم. ويحمل السطح سقف مكون من 28 عمودا خشبيا. ويبلغ ارتفاع السقف في أسفل الدرج حوالي 20,1م, في حين يبلغ قطر البرج 30,5م. ويبلغ اتساع الدرج الخارجي الذي يؤدي للبرج أو عرضه 20,3م.
ب- البرج الشمالي الغربي :
هذا البرج على قطر واحد مع البرج السابق وهو مشابه له تقريبا. يتكون البرج من طابق واحد حيث نرى أن ثلثيه مصمت ثم يبدأ بعد ذلك بحجرة في البرج فيها فتحات للرمي ثم يلي ذلك السطح ثم دروة »سور« محلى بشرافات يبلغ ارتفاعها 50سم وعرضها 40سم.نلاحظ أن درجه من النوع المنكسر المقوس. يبلغ عرضه في البداية عند المدخل 20,1م وارتفاعه 90,1م ويتكون في الأعلى من أقواس مرتدة تبلغ حوالي خمسة. يبلغ ارتفاع مدخل هذا البرج 40,2م وعرضه 90سم وسمكه 60سم, في حين يبلغ ارتفاع درجة السلم 20سم وعرضها يتراوح بين 80-90سم.
يشتمل البرج على فتحات يبلغ عرضها 40سم وعمقها 45سم وارتفاعها 25سم. توجد عند نهاية الدرج في الجهة الشرقية فتحة مربعة الشكل صغيرة الحجم. يبلغ عرض المدخل الذي يلي الدرج مباشرة في الجهة الغربية والذي يوصل الى غرفة الدرج 90سم وارتفاعه 20,2م. تحتوي الغرفة على فتحات ودخلات مختلفة الأحجام والأشكال كتلك الدخلة الطويلة التي يبلغ ارتفاعها حوالي 20,1م وعمقها 30,1م وهي معقودة من الأعلى وتضم هذه الدخلة فتحة مثلثة الشكل تتصدرها من الداخل, يبلغ عرضها 20سم يليها في الأسفل فتحة معقودة عمقها 60سم وعرضها 30سم وارتفاعها 30سم. يبلغ عدد هذه الدخلات سبعا تتصدرها فتحات, في حين توجد 14 فتحة أخرى للإضاءة والتهوية يبلغ عرضها 30سم وارتفاعها 30سم وتوجد دخلات أربع معقودة يبلغ عمقها 40سم وعرضها 20سم وطولها 20سم. داخل غرفة هذا البرج قوس معقود يبلغ ارتفاعه 3م وعرضه 50,2م ويبلغ قطر هذا البرج 40,4م وسمكه 80سم ويحمل سقفه 21 عمودا خشبيا. كما يشتمل البرج من الخارج على زخرفة بشكل مسننات أو تموجات تأخذ شكل المثلثات.
ج- البرج الشمالي الشرقي :
هذا البرج يتكون من غرفة واحدة يدخل إليها مباشرة من المدخل ثم يليها بعد ذلك السطح ثم دروة ؛سور« بشرافات يبلغ ارتفاعها 50سم وعرضها 40سم.تؤدي الى هذا البرج مزلاقة أو مرقاة كما يتوصل إليه من سطح السور. يبلغ عرض مدخل البرج 15,1م وارتفاعه 3م من الخارج, في حين من الداخل بلغ العرض مترا واحدا والارتفاع 30,2م. بداخل غرفة البرج توجد دكة للجلوس على يمين المدخل ويساره يبلغ عرضها 60سم وارتفاعها عن سطح الأرض حوالي 50سم. قطر البرج يبلغ 6م, وتضم غرفة البرج دخلتين كبيرتين معقودتين في الجهة الشمالية الغربية والأخرى في الجهة الجنوبية الشرقية من البرج يبلغ عمق الواحدة منها 70,1م وعرضها متدرج يبلغ أطول عرض لها 85سم من الداخل ثم تأخذ في الضيق ويبلغ ارتفاعها 50,1م ويوجد بكل دخلة فتحة صغيرة لتصريف الماء ويبدو أنها كانت تستخدم لرمي المدافع. سقف هذا البرج محمول على 27 عمودا خشبيا ولا يحتوي البرج على أية زخارف سواء من الخارج أو من الداخل, كما يتضمن البرج سبع فتحات في الأعلى للإضاءة والتهوية.
د- البرج الجنوبي الغربي :
تصطف حول هذا البرج بعض الغرف في كل طابق غرفة واحدة, و يتوصل إليه من خلال درج مقوس من درجات ست, ويبلغ ارتفاع مدخل هذا البرج 10,2م والعرض 20,1م والسمك مترا واحدا. اما قطر البرج يبلغ 6م ويتوسط غرفة البرج دعامة ؛عمود« دائرية ضخمة, وقد عملت هذه الدعامة المصمتة لكي تكون الأسقف الخشبية قوية حيث إنها توضع على هذه الدعامة فتحمل القوائم الخشبية لتمسكها وهي تشغل مساحة كبيرة من البرج.
تتضمن غرفة البرج فتحات ودخلات كتلك الفتحات التي يبلغ عمقها 25,1م وارتفاعها 50سم وهي متدرجة العرض متسعة من الداخل وتضيق من الخارج, كما توجد فتحات أخرى مثلثة عددها خمس صغيرة الحجم. وتوجد بغرفة البرج دخلتان معقودتان, يلي هذه الغرفة السطح ثم دروة بشرافات يبلغ ارتفاعها 50سم وعرضها 40سم, ولا يشتمل البرج على أية زخارف لا من الداخل أو الخارج.
4- المداخل :
المداخل بالنسبة للقلاع والحصون والمناطق المحصنة أمر مهم جدا وفعال. هذه المداخل تمثل نقطة الضعف في الدفاع يمكن للعدو مهاجمتها لذلك أهتم بتحصينها وتزويدها بكثير من الحيل الدفاعية. وهي هنا يجب أن تكون وفق شروط ومقاييس معينة حيث إنه يجب أن تكون على ارتفاع حوالي 6م, ومن هنا اتخذ المعمار الإسلامي عدة حلول لتحصين المداخل. وتجب الإشارة الى أن أهم تلك التحصينات في أبواب ومداخل حصن الخندق ما يلي :
1- عملت من الخشب القوي الذي لا يحترق بسهولة وطعمت الأبواب بالمسامير لتثبيت أضلاع الباب.
2- المداخل عملت من النوع المنكسر Bent Entrance
3- عملت لها مزاليق ومتاريس وزودت بالمساقط والعضادات.
4- زودت بالشرافات المسننة في الأعلى.
5- زودت بالفتحات والمرامي والمزاغل.
ويتضمن حصن الخندق أربعة مداخل, اثنان منها من النوع الكبير أحدهما المدخل الرئيسي جهة الجنوب والتي تستخدم الآن لدخول الحصن,والمدخل الثاني في الجهة الشرقية, في حين يوجد مدخل في الجهة الجنوبية غرب المدخل الرئيسي السابق, وهو مرتبط بالسور الداخلي الكبير ومنه يتوصل الى داخل تكوينات ومرافق الحصن. أما عن المدخل الرابع فيوجد في الجهة الشمالية وهو صغير الحجم متصل بغرفة بها درج منحرف يؤدي إلى أعلى السور.
5- عناصر تحصينية أخرى :
سبق وأن ذكرنا بأن الحصن تم تزويده ببعض العناصر والمنشآت التحصينية كالمزاغل و المرامي والسقاطات.
أ- المزاغل:
من الوسائل الدفاعية الهامة وهي عناصر أساسية في وحدات الحصن منتشرة في العديد من مرافق الحصن منها ما وجد في الأبراج والمداخل والغرف وغيرها من التكوينات المعمارية.
ب- المرامي:
من العناصر الإنشائية التحصينية المهمة في عملية الدفاع عن الحصن, وهي موزعة على جميع مرافق الحصن تقريبا كالأبراج والأسوار والمداخل وبعض الغرف, كما أنها مختلفة الحجم والعدد حسب نوعية الأسلحة المعدة لها من بنادق ومدافع وسهام وغيرها.
ج-السقاطات :
هي وسيلة دفاعية قديمة, كان الغرض الأساسي منها إعاقة المهاجمين من الدخول إلى داخل الحصن, وهي عبارة عن فتحات توجد عموما على المداخل والأبواب يتم من خلالها سكب الزيت الحار والدبس المغلي على كل من يحاول اختراق هذه المداخل.
ثانيا : منشآت المنفعة :
تتضمن هذه المنشآت الحواصل أو المخازن ومصادر المياه ودورات المياه أو الحمامات. فالحو اصل أو المخازن عنصر مهم في العمارة الحربية العمانية, ويضم حصن الخندق بعضا من هذه الحواصل حيث نجد أماكن لحفظ الغذاء والمؤن خاصة التمور والدقيق وغيرها. كما توجد أماكن لحفظ الأسلحة والمعدات تخزن فيها وهي عادة ما تكون أماكن سرية وخفية عن أعين الأعداء, وغالبا ما تستخدم الدور السفلية من الأبراج في تلك الوظيفة.
أما عن مصدر الماء فانه يجب أن يتوافر مصدر للماء في القلاع والحصون أو المدن المحصنة في داخلها لأنه لا يمكن الاستغناء عنها. مصدر الماء اما أن يكون بئرا أو أحواضا كبيرة يجمع فيها ماء المطر أو أفلاج و قنوات تحت الأرض توصل الماء للداخل. وتجب الإشارة إلى أن مصدر الماء يجب أن يكون مؤمنا ومحصنا من العدو وفي كثير من الأحيان يعمل بئر لضمان عدم وصول العدو إليه, بالإضافة إلى الفلج فاذا تمكن العدو من قطع ماء الفلج يمكن الاعتماد على الآبار داخل الحصن. ويوجد في حصن الخندق بئر قديمة لم يتم حفرها أثناء عملية الترميم, كما توجد بالقرب من الحصن أفلاج تسقي البساتين المجاورة للحصن وتغذي هذه الأفلاج الحصن بالماء اللازم, وقد لاحظنا قبل ذلك استخدامها في فكرة ملء الخندق بالماء لتحصينه.
أما عن الحمامات أو دورات المياه فهي من الأمور التي يجب مراعاة أن تتوافر في الأماكن المحصنة لتسهيل راحة القاطنين داخل الحصن وقضاء حوائجهم واغتسالهم وقت الضرورة. توجد الحمامات في الجهة الجنوبية من الحصن ملاصقة للبوابة الرئيسية من الجهة الشرقية. هذه الحمامات مقسمة إلى قسمين بواسطة مدخلين يبلغ ارتفاع كل منها 2م وعرضها 10,1م أما السمك فيبلغ 60سم. هذان المدخلان معقودان بعقد نصف مستدير وهي مواجهة للشرق. يلاحظ بين هذين المدخلين وجود زخارف عبارة عن صرة دائرية الشكل على هيئة مروحة من خمس فتحات صغيرة. سطح هذه الحمامات يعلوه دروة بشرافات يبلغ ارتفاعها 50سم وعرضها 40سم ويتخلل هذه الدروة فتحات للرمي ضيقة من الخارج ومتسعة من الداخل تعلوها فتحات أخرى مثلثة صغيرة الحجم.
ثالثا : غرف السكن والإقامة والقضاء :
يتضمن الحصن مجموعة من الغرف التي كانت تستخدم للإقامة والسكن والقضاء سواء من قبل الحاكم والوالي أو الشخص المسؤول عن الحصن أو من قبل الأفراد القاطنين بالداخل ذلك أن مفهوم الحصن في عمان يعني قصر الحاكم والمركز الإداري له. كما يتضمن الحصن ثكنات الجند والعسكر الذين يتولون مهمة الدفاع عن الحصن ومن يقيمون به, ويقومون بنوبات حراسة ومراقبة لذلك كان لابد من وجود أماكن لراحتهم ومبيتهم وحفظ أسلحتهم واقامتهم إقامة كاملة, وغالبا ما تستخدم الأبراج لهذا الغرض.
1- غرف سكن الحاكم أو الوالي :
يشتمل الحصن على بعض الغرف التي كانت مستخدمة للسكن من قبل الوالي أو الشخص المسؤول عن الحصن, يبلغ عدد هذه الغرف اثنتين في الجهة الجنوبية الغربية ملاصقتين للبرج الموجود في تلك الجهة. تخطيط هذه الغرف بسيط التكوين حيث يلاحظ أن الغرفة مقسمة الى ثلاث باحات أو أقسام بواسطة عقدين, الغرفة غير منتظمة الشكل فالقسم الأول ليس بنفس النظام الذي عليه القسمان الآخران. وتشتمل الغرف على العديد من الدخلات والفتحات والنوافذ كتلك المجموعة من النوافذ التي يمكن التحكم في فتحها وغلقها بحسب الرغبة أو الحاجة وهي من الخشب مع قضبان حديدية مكونة من فردتين علوية وسفلية, وتأخذ هذه النوافذ الشكل المستطيل بعرض 55سم وارتفاع 90سم وعمق 50سم.
تعلو النوافذ نوافذ أخرى أصغر مغشاة بالخشب من الخارج تأخذ أشكالا عشارية تشبه الدائرة مكونة مجموعة من الصفوف. يبلغ ارتفاع هذه الفتحات أو النوافذ العلوية 40سم وعرضها 35سم وتبلغ المسافة بين النافذة الخشبية والنافذة التي تعلوها 35سم. كما توجد نافذة أخرى أو شباك خشبي من الداخل يبلغ ارتفاعه 70سم وعرضه 35سم وهي تأخذ شكل المعين, في حين أن النوافذ ذات الغشاء الخشبي من الخارج يبلغ عددها ثلاثا. أسفل كل نافذة يلاحظ وجود فتحة صغيرة لتصريف الماء. كما تتضمن الغرفة أيضا مجموعة من الدخلات المعقودة بعقد مدبب لوضع الأواني وتساعد على تخفيف ثقل الجدار حيث يلاحظ فيها السيمترية والتناظر, يبلغ عدد هذه الدخلات ثماني. عرض الدخلة الواحدة حوالي 40سم وارتفاعها 60سم وعمقها 35سم. يوجد بين بعض هذه الدخلات نوافذ مستطيلة الشكل فالنافذة في الوسط ويكتنفها من الجانبين دخلة فيكون بذلك عدد الدخلات ستا على اعتبار لدينا ثلاث نوافذ, بالإضافة إلى دخلتين مفردتين تعلوهما نافذة علوية مغشاة بشباك من الخشب. يبلغ عرض مدخل الغرفة 80سم والارتفاع 2م, الباب به مجموعة من المسامير الحديدية »مسامير مكوكبة« تتخذ لتثبيت أضلاع الباب الموجودة من الداخل وذلك لتسليح وتقوية الباب Reinforce ويوجد أسفل الباب فتحة لتصريف الماء, كما أن الباب مكون من فردتين خشبيتين.
2- غرفة الاستقبال ؛المجلس« والقضاء :
هو المكان الذي يستقبل فيه العامة وفيه تتم مناقشة أمور حياتهم ومشاكلهم اليومية وخلافاتهم من قبل حاكم الحصن. هذه الغرفة تنقسم إلى ثلاثة أقسام فنرى صفا من الأعمدة يبلغ عددها اثنين مربعة الشكل مكونة ثلاثة عقود مدببة ثم يلي ذلك عقد كبير مدبب عرض مدخله 90,3م في حين يبلغ عرض الأعمدة المربعة السابقة 75سم والمسافة بين كل عمود والذي يليه 70,1م في حين المسافة بين صف الأعمدة والجدار 3م.
تشتمل هذه الغرفة على 13 دخلة موزعة على أقسامها الثلاثة, معقودة بعقد مدبب يتصدرها من الأعلى فتحة مغشاة بشبك خشبي من معينات. ويبلغ عرض الدخلة الواحدة 50,1م في حين يبلغ ارتفاعها 20,3م والمسافة بين كل دخلة وأخرى 50سم. عرض الحجرة الداخلية 4م وطولها 7م. يبلغ عمق الدخلات 15سم وأحيانا 35سم. كما تتضمن هذه الغرفة في الجهة الغربية غرفة داخلية صغيرة يبدو أنها كانت للمناقشات السرية, يبلغ ارتفاع مدخلها 3م معقود بعقد مدبب وسمكه 70سم, يبلغ عرض الغرفة 70,3م وطولها 4م وهي أشبه بالمربع على وجه التقريب. يوجد بهذه الغرفة في الجهة الشمالية دخلة معقودة بعقد مدبب عمقها متر واحد وعرضها 70,2م وارتفاعها 3م. تضم الغرفة فتحتين علويتين ارتفاعهما 40سم وعرضهما 30سم غشيتا بشبك خشبي.
تضم الغرفة أو المجلس 34 عمودا خشبيا بارزة من الجدران تستخدم لتعليق الأسلحة, ويحمل سقفها روابط خشبية. مدخل الغرفة الرئيسي يبلغ ارتفاعه 80,2م وسمك الجدار عند الباب 65سم في حين عرض الباب بكامل فردتيه يبلغ 70,1م ( عرض الفردة الواحدة 85سم). وقد زين الباب بقطع الحديد »المسامير المكوكبة« البارزة في واجهة الباب لتقوية وتثبيت أضلاع الباب. يوجد بهذه الغرفة من الخارج في الجهة الشرقية دخلة معقودة بعقد نصف مستدير عمقها 40سم وارتفاعها 60سم وعرضها 50سم, وفي الجهة الشرقية من هذه الغرفة يوجد أيضا درج به بعض الدخلات يؤدي إلى سطح السور من الجهة الشمالية.
3- ثكنات الجند :
كذلك يشتمل حصن الخندق على أماكن لاستراحة الجنود الذين يقومون بنوبات الحراسة والمراقبة حيث يوجد في الجهة الجنوبية الشرقية بالقرب من البرج الذي في الجهة الجنوبية الشرقية غرفة كانت تستخدم لجلوس واستراحة الجنود. يلاحظ في تخطيط هذه الغرفة أنها عبارة عن صف من عمودين مربعي الشكل يكونان ثلاثة عقود تشبه حدوة الفرس, وتكون هذه العقود ثلاثة مداخل للثكنة. تبلغ المسافة بين كل عمود والآخر 40,1م وارتفاع العمود 50,2م وعرض الجدار 70سم.داخل الثكنة توجد دكة ممتدة من الغرب إلى الشرق مكونة شكل نصف مستطيل, ويبلغ ارتفاع الدكة عن مستوى سطح الأرض 50سم وطولها 40,5م وعرضها 60,2م واتساعها 50سم. كما تضم الثكنة نوافذ ذات شبك خشبي يبلغ ارتفاعها 45سم وعرضها 30سم وعمقها 50سم, في حين يبلغ عددها ست نوافذ مربعة الشكل, يلي هذه النوافذ في الأسفل دخلات معقودة بعمق 40سم وعرض 60سم وارتفاع 65,1م. كما توجد في الجهة الشرقية نافذة خشبية عرضها 50سم وارتفاعها 59سم وعمقها 70سم. وتتضمن الثكنة سقفا محمولا على 13 عمودا خشبيا, يعلوها دروة بشرافات يبلغ ارتفاعها 50سم وعرضها 40سم, وتوجد مرازيب من الخشب في السطح.
بالإضافة إلى هذه الثكنة فان الجنود كانوا يستخدمون الأبراج في الإقامة والسكنى وحفظ أسلحتهم حيث يسهل عليهم تبادل نوبات الحراسة والمراقبة من فترة لأخرى. وكانت توجد غرفة أخرى بجانب البوابة الرئيسية في الجهة الجنوبية بابها من الخلف عند الدرج الشرقي الذي يؤدي إلى سطح دهليز البوابة, يبلغ عرض مدخلها 90سم وارتفاعه 59,1م وهي تأخذ الشكل المستطيل تقريبا حيث إن طولها 10,4م وعرضها 3م. وتتضمن هذه الغرفة أربع دخلات مثلثة عمقها 53سم وارتفاعها 50سم وعرضها 40سم.كما تتضمن أيضا نافذة مربعة الشكل عرضها 90سم وعمقها 60سم وارتفاعها 90سم يعلوها من الخارج زخرفة داخل إطار مربع من تسع حبيبات. كما توجد فتحة أو نافذة يطل منها على الدهليز أو الممر الذي يلي البوابة مباشرة ويبلغ عمقها 70سم وارتفاعها 80سم وعرضها 55سم, وقد استخدمت هذه الغرفة كثكنة للجند والعسكر والحراس.
رابعا : عناصر الاتصال والحركة :
تتمثل عناصر الاتصال والحركة بالحصن في الأبواب والمداخل والسلالم والدهاليز والممرات. بالنسبة للأبواب والمداخل فتمثل عنصر الاتصال والحركة الأساسي والأول في حصن الخندق فهي بمثابة الشريان أو القناة الموصلة الى كافة وحدات الحصن وهي العنصر النشط والفعال في الحركة والاتصال. أما عن السلالم فهي أيضا عنصر مهم للاتصال حيث يوجد داخل الحصن مجموعة من السلالم منها ما يؤدي إلى الأبراج ومنها ما يؤدي إلى سطح السور الداخلي ومنها ما يؤدي إلى سطح الغرف والبوابات وغيرها.
بالنسبة للدهاليز والممرات فان كثيرا منها مرتبط بالمداخل خصوصا تلك التي تحيط بالحصن و منها الدهليز الذي في البوابة الجنوبية الرئيسية وآخر في البوابة الجنوبية الداخلية وثالث في البوابة الشرقية ورابع في البوابة الشمالية. وتمثل هذه الممرات والدهاليز عناصر اتصال وحركة مهمة وهي غالبا ما تكون مسقوفة.
1- المداخل والأبواب :
سبق وذكرنا أن الحصن يشتمل على أربعة مداخل اثنان منهما خارجيان أحدهما في الجهة الجنوبية وهو المدخل الرئيسي والآخر في الجهة الشرقية, والمدخلان الآخران أحدهما في الجهة الجنوبية في السور الداخلي الكبير والآخر في الجهة الشمالية في السور كذلك وهو صغير الحجم.
أ-المدخل الرئيسي في الجهة الجنوبية :
هذا المدخل هو الذي أشار إليه مايلز في كتابه »الخليج بلدانه وقبائله« (14), على أنه كان يضم سنة 1294ه- / 1877م جسرا مشيدا من جذوع النخيل يؤدي إلى بوابة المدخل. ويلاحظ أن هذه البوابة هي التي يتم الدخول منها بصفة مستمرة, ويبلغ عرض هذا المدخل 40,2م من الخارج وارتفاعه 3م, في حين من الداخل يبلغ عرضه بكامله 30,2م, ويبلغ ارتفاع فرخة الباب 95سم وعرضها 60سم. يحتوي الباب على مصاريع ومتاريس من الداخل وذلك لغلق البوابة بشكل محكم لا يمكن من فتحها. ويتصدر المدخل عقد يشبه حدوة الفرس. خارج البوابة توجد دكتان أحدهما في الجهة الشرقية والأخرى في الجهة الغربية, وترتفع الدكة الواحدة عن مستوى سطح الأرض حوالي 45سم بينما يبلغ طولها 80,3م واتساعها 50سم, ويوجد بها دخلات معقودة بعقد نصف مستدير بعمق حوالي 35سم وارتفاع 40سم وعرض 50سم.
ب- المدخل الشرقي :
يتوصل من هذا المدخل الى داخل الحصن في الفناء الذي يحيط بالسور الداخلي وهو مكون من جسر فوق الخندق من درجات خمس في الخارج. ويبلغ عرض المدخل من الداخل 3م بينما يبلغ عمق دهليزه 10,3م في حين يبلغ عرض الباب 2م وارتفاعه حوالي 50,3م. دهليز هذا المدخل مسقوف بواسطة عشرين عمودا, وتعلو سطحه شرافات يبلغ ارتفاعها 50سم وعرضها 40سم. كما يتضمن السطح سقاطة وفتحات ومرامي.
ج- المدخل الجنوبي الداخلي :
يلي المدخل الجنوبي الرئيسي مدخل آخر في جهة الغرب منه وهو بذلك يشكل زاوية منكسرة.هذا المدخل يوجد أمامه مدفع واحد وهو يؤدي مباشرة الى فناء الحصن في مواجهة مقر سكن الحاكم أو المجلس. يبلغ عرض المدخل 85,1م وارتفاعه 50,2م وسمكه 70سم. ويتخلل هذا المدخل دهليز, في حين أن عرض الباب من الخارج 80,1م وارتفاعه 3م وهو من الخشب المتين الصنع المطعم بالمسامير الحديدية »المكوكبة« وهو مكون من فردتين يبلغ عرض الفردة الواحدة 90سم ويتضمن متاريس ومصاريع من الداخل لاحكام غلقه.
كما يشتمل السطح الخاص بالمدخل على سقاطة يبلغ طولها 80,1م وعرضها 20سم تعلوها فتحة مثلثة من الأعلى عمقها 75سم وعرضها 40سم وارتفاعها 60سم, كما يتضمن السطح شرافات ارتفاعها 50سم وعرضها 40سم. ويبدو المدخل من الداخل معقود بعقد يشبه حدوة الفرس.
د- المدخل الشمالي :
يوجد في الجهة الشرقية من السور الداخلي للحصن مدخل صغير يواجه الشرق, يبلغ ارتفاع بابه 30,2م وعرضه 70سم, والمدخل معقود بعقد نصف مستدير يبلغ ارتفاع العقد 40سم وعرضه 70سم. يتكون هذا العقد من فتحات مربعة الشكل مغشاة بالخشب. يلي المدخل درج يصعد منه لأعلى, يبلغ ارتفاع درجاته 20سم واتساع الدرجة 60سم وعرضها 30سم. هذا الدرج به فتحات عددها أربع عمقها 50سم وطولها 60سم وعرضها 51سم, في حين يتكون الدرج من 17 درجة ومن هذا الدرج يدخل من مدخل في الأعلى الى سطح السور الداخلي وهو يقابل سطح المجلس أو غرفة الاستقبال, يبلغ عرض المدخل 70سم وسمك جداره 60سم وارتفاعه 2م.
2-السلالم :
من العناصر الأساسية في عملية الاتصال والحركة فهي تؤدي إلى الأماكن والمرافق الحساسة في الحصن كالأبراج والسور الداخلي وهي الأماكن التي تتم من خلالها عملية المراقبة والدفاع عن الحصن. ويلاحظ أن السلالم مختلفة الأحجام والأشكال فمنها ما هو عريض ومتسع ومنها ما هو ضيق ومنها ما هو منحرف ومائل ومستقيم. أول هذه السلالم عند البوابة الجنوبية الرئيسية من الجهة الغربية مقابل ثكنة الجند والحرس ويصعد منه إلى سطح الثكنة وسطح دهليز البوابة, يبلغ عرض هذا السلم أو الدرج 90سم وارتفاع درجاته 20سم. ثم يلي ذلك درج داخل الحصن في الجهة الشرقية من البوابة الداخلية وهو متدرج الأحجام من حيث العرض والاتساع حيث يبدأ بدرجتين مقوستين ثم يبدأ بدرجات اتساعها 90سم ويبلغ ارتفاع درجاته 20سم, ويؤدي هذا الدرج الى سطح السور الداخلي. ويوجد في كل برج من الأبراج الأربعة التي تحيط بالحصن درج خارجي يؤدي إليها كالذي يؤدي إلى البرج الجنوبي الشرقي والبرج الشمالي الشرقي ويبلغ اتساعه 20,3م كما يؤدي الى سطح السور في الجهة الشرقية, في حين أن هناك درجا يؤدي إلى البرج الشمالي الغربي يوجد غرب غرفة الاستقبال ويبلغ اتساعه 1م, كما يوجد درج يؤدي إلى البرج الجنوبي الغربي يبدأ بست درجات مقوسة ثم يأخذ في الدخول للبرج والغرف المجاورة له.
يوجد داخل البرجين الجنوبي الشرقي والشمالي الغربي درجان يؤديان إلى غرفهما حيث إن الدرج في البرج الجنوبي الشرقي يبلغ اتساعه 5,1م في حين أن ارتفاع درجاته 20سم يأخذ في الدوران ليصل إلى الطابق العلوي. ويوجد سلم آخر خشبي يصعد منه للسطح. في حين أن الدرج في البرج الشمالي الغربي مقوس نصف دائري في بدايته مكون من خمس درجات ثم يأخذ في الانكسار ويبلغ متوسط اتساع درجاته 20,1م. كما توجد سلالم أخرى بالحصن ففي الجهة الغربية خلف الغرفة المجاورة للبرج الجنوبي الغربي يوجد درج يؤدي إلى سطح السور يبلغ اتساعه حوالي 85سم. كما يوجد آخر في الجهة الشمالية خلف غرفة الاستقبال يؤدي أيضا إلى سطح السور يبلغ اتساع درجاته 80,1م ويبلغ ارتفاع الدرجة الواحدة 20سم. يقابل البرج الشمالي الغربي درج يؤدي إلى سطح غرفة الاستقبال يبلغ اتساعه 90سم. كما يلاحظ وجود درج أو مزلاقة ؛مرقاة« لصعود القوات الراكبة الى سطح السور في الجهة الشرقية والغربية, يبلغ اتساع المرقاة حوالي 70,1م.
3-الدهاليز والممرات :
من عناصر الاتصال والحركة المهمة حيث يشتمل الحصن على ممرات ودهاليز منها الدهليز في البوابة الرئيسية الجنوبية, يبلغ عرضه 5م في حين أن طوله يبلغ 60,10م. يشتمل هذا الدهليز على مجموعة من العقود يبلغ عددها أربعة عقود منها ثلاثة مدببة وواحد معقود بعقد يشبه حدوة الفرس. يوجد بين هذه العقود دخلات »دكات« للجلوس يبلغ عددها ثماني منها أربع جهة الغرب وأخرى مثلها جهة الشرق, تتخللها دخلات أخرى معقودة يبلغ عمقها 40سم وارتفاعها 57سم وعرضها 60سم. في حين أن الدخلات نفسها يبلغ عرضها أو اتساعها 20,2م بينما عرض دكتها 60سم, وترتفع الدكة عن مستوى سطح الأرض 50سم.
هذا الدهليز محمول على سقف مكون من 23 عمودا خشبيا, يعلو السقف السطح ثم دروة ذات شرافات يبلغ عرضها 40سم وارتفاعها 50سم وتتكون الدروة من مرام وفتحات كانت تستخدم لرمي البنادق منها ما هو متسع ذو شكل مربع من الداخل وضيق ذو شكل مستطيل من الخارج يبلغ عمقها 90سم وارتفاعها 45سم وعرضها متدرج يبلغ من الداخل 40سم.هناك أيضا فتحات أخرى مثلثة الشكل يبلغ عددها 41 فتحة موزعة على السطح يبلغ ارتفاعها 10سم. كما توجد فتحات معقودة بعمق 35سم وارتفاع 35سم وعرض 51سم.
تشتمل البوابة الشرقية على دهليز أو ممر يبلغ عمقه 10,3م وعرضه 3م وهو مسقوف بعشرين عمودا خشبيا يعلو ذلك السطح ثم دروة مزودة بشرافات ارتفاعها 50سم وعرضها 40سم. ويضم السطح مرامي جهة الشرق متسعة من الداخل وتأخذ في الضيق كلما اتجهت للخارج يبلغ عمقها 90سم وارتفاعها 45سم تعلوها فتحات أخرى مثلثة لا يزيد ارتفاعها على 10سم. كما تضم البوابة الجنوبية الداخلية ممرا أو دهليزا مسقوفا عرضه 40,2م وطوله 30,4م وبه دكتان على الجانبين يبلغ ارتفاعهما 65سم عن مستوى سطح الأرض, في حين أن طول الدكة 20,3م واتساعها 54سم. يحمل سقف هذا الدهليز 15 عمودا خشبيا, ويوجد في نهاية الدهليز مدخل معقود بعقد يشبه حدوة الفرس. يؤدي إلى سطح هذا الدهليز درج على شرقه حيث توجد سقاطة في الأعلى عمقها 80,1م وارتفاعها 20سم تعلوها فتحة مثلثة من الأعلى عمقها 75سم وارتفاعها 60سم.وتوجد في السطح شرافات في الدروة ارتفاعها 50سم وعرضها 40سم.كما أننا نرى ممرا آخر في الجهة الشمالية حيث توجد البوابة الصغيرة المواجهة للشرق التي من خلالها يطالعنا ممر يؤدي إلى الأعلى بواسطة درج به أربع فتحات عمقها 50سم وطولها 60سم وعرضها 15سم يلي ذلك مدخل إلى سطح السور, ويعلو هذا الممر سطح محمول بواسطة 19 عمودا خشبيا.
خامسا : عناصر الإضاءة والتهوية :
تشتمل مرافق وتكوينات الحصن على العديد من عناصر الإضاءة والتهوية من نوافذ وفتحات منها ما هو كبير ومنها ما هو صغير, منها المعقود أو غير المعقود, منها بشبابيك ومنها من دون, منها ما يفتح ويغلق وقت الحاجة والطلب. وهي ذات أشكال وأحجام وأنواع مختلفة وكلها تحقق غرض تسهيل الإضاءة والتهوية لمرافق الحصن من غرف وثكنات وأبراج وسلالم وغيرها.
1-النوافذ :
من العناصر الأساسية في عملية الاضاءة والتهوية وهي متواجدة في أجزاء مختلفة من تكوينات حصن الخندق كتلك التي في غرف السكن والإقامة وهي عبارة عن نوافذ يمكن التحكم في غلقها وفتحها حسب الرغبة في ذلك. هذه النوافذ مكونة من فردتين علوية وسفلية من الخشب وقضبان حديدية طولية وغالبا ما تأخذ الشكل المستطيل حيث يبلغ عرضها تقريبا 55سم وارتفاعها 90سم وعمقها 50سم.هذه النوافذ وجدت أيضا في ثكنة الجند المجاورة للبوابة الجنوبية الرئيسية, و في الثكنة القريبة من البرج الجنوبي الشرقي.
كما توجد نوافذ أخرى على شكل فتحة مغشاة بشبك من الخشب بأشكال معينات ودوائر وغيرها, وهي عادة ما تكون في مستوى أعلى من النوافذ السابقة وذات أحجام مختلفة منها ما يبلغ عرضه 35سم وارتفاعه 40سم ومنها ما يبلغ عرضها 35سم وارتفاعها 70سم. وقد وجدت أمثلة لهذه النوافذ في غرف السكن والإقامة وغرفة الاستقبال وثكنات الجند.
2- الفتحات العلوية :
توجد في الغالب في الأعلى فتحات مختلفة الأحجام والأشكال للاضاءة والتهوية, منها ما وجد في الأبراج وهي عادة ما تكون مثلثة الشكل أو مربعة, ويلاحظ أن ارتفاعها يصل الى حوالي 10سم وعرضها حوالي 10سم. كما وجدت هذه الفتحات أيضا في بعض منشآت المنفعة.
سادسا : العناصر الزخرفية :
يلاحظ أن العناصر الزخرفية الموجودة في حصن الخندق تنحصر في عنصرين فقط هما الزخارف الهندسية والزخارف النباتية لذلك يمكن تقسيمها كما يلي :
1-الزخارف الهندسية :
تشتمل الأبراج من الخارج على عناصر زخرفية عبارة عن مثلثات مقلوبة وقائمة مسننة تعطي شكل المعينات نجدها على البرج الجنوبي الشرقي. كما نرى مثلثات أخرى قائمة على رأسها مهشرة بخطوط مستقيمة في البرج الجنوبي الغربي. أما البرج الشمالي الغربي فنلاحظ به زخرفة على شكل تموجات مكونة هيئة مثلثات متصلة ببعضها. كما تتضمن الأبراج شرافات في الأعلى ومجموعة من الفتحات أعطتها نوعا من الزخرفة. وتوجد على جدار دورات المياه التي في الجهة الشرقية من البوابة نوع من الزخرفة عبارة عن صرة دائرية الشكل على هيئة مروحة من خمس فتحات صغيرة, في حين أن سطحها به شرافات وفتحات.
يلاحظ أن غرف السكن والإقامة محلاة بنوافذ ذات شبابيك خشبية من أشكال هندسية رائعة التصميم عبارة عن معينات وأشكال عشارية موضوعة في هيئة صفوف منتظمة بالإضافة الى مجموعة من الدخلات والعقود وخطوط ومعينات ودوائر من ثماني بتلات, وزين مدخل غرفة الاستقبال بقطع من المسامير المكوكبة لتثبيت أضلاع الباب. وفي أعلى هذه الغرف توجد مجموعة من الفتحات بالإضافة إلى الشرافات.
تتضمن البوابة الجنوبية الرئيسية مجموعة من الزخارف الهندسية عبارة عن زخرفة مسننة وزخارف على شكل معينات منقطة وعقود ومراوح وتموجات وأقواس وأنصاف دوائر, وكلها داخل إطار مستطيل. ويتصدر البوابة عقد يشبه حدوة الفرس.وتوجد على البوابة الجنوبية الداخلية زخرفة كأسية ومثلثات مقلوبة ومربعات متداخلة وتهشيرات ومعينات ودوائر وعقود حدوة الفرس. كما أن دروة هذه الأبواب بها مجموعة من الفتحات والشرافات ذات أشكال منتظمة متناسقة مما يضفي عليها نوعا من الزخرفة.
2- الزخارف النباتية :
يلاحظ أن مدخل غرفة الاستقبال به زخرفة نباتية من وريقات وأغصان متدلية وملتوية كما توجد في نهاية مدخل هذه البوابة زخرفة عبارة عن شجيرات في صف واحد. في حين نرى على البوابة الجنوبية الداخلية زخرفة نباتية من زهيرات ذات ثماني بتلات تتخللها زهيرات أخرى من ثماني بتلات وزخرفة تشبه زهرة اللوتس. من الأمور التي تلاحظ أن سقوف حصن الخندق والأبراج والدهاليز والممرات وغيرها خالية تماما من النقوش الكتابية, وجميع هذه السقوف مصنوعة من عوارض أو أعمدة خشبية هذه الأعمدة مدهونة بطلاء مائل للون البني الداكن.
سابعا : مواد البناء :
استخدم في بناء حصن الخندق مجموعة من المواد البنائية الإنشائية وهي مواد أنتجتها البيئة المحلية أي أن المواد الخام جلبت من المنطقة نفسها ومن ثم صنعت من قبل أهالي الولاية أنفسهم, فقد كانت المادة الأساسية في البناء هي الطين والطوب الآجر والحجارة للأساسات بالإضافة إلى استخدام جذوع النخيل ومشتقاتها وأخشاب أخرى في بناء السقوف على وجه الخصوص. وقد استخدمت طرق وأساليب عديدة في عملية البناء والتشييد تتناسب مع الوظيفة الخاصة بالحصن والذي أنشئ ليكون مقرا للحكم والدفاع عن المنطقة في حالة الخطر.
الخاتمة
كانت هذه لمحة خاطفة عن حصن الخندق بولاية البريمي ذلك الصرح الشاخص بمرور الزمن وتقادم العهد به, وهي دراسة معمارية تحليلية. هذا الحصن هو واحد من الحصون والقلاع العمانية التي لم تحظ بدراسة مستفيضة وموثقة فيما عدا تلك الإشارات السريعة في بعض المصادر وهي إشارات لا تسمن ولا تغني من جوع وذات صبغة متكررة. من هنا وجب التوجيه ولفت الأنظار إلى مثل هذه الصروح المعمارية ومحاولة تأصيلها ودراستها بأسلوب علمي يساعد الباحثين في دراساتهم المستقبلية. وهذه هي نقطة الانطلاق التي جاءت لتضيف إضافة جديدة عن واحد من الحصون العمانية التي لعبت دورا مهما في التاريخ العماني, فهو لا يقل بأية حال أهمية عن بقية الحصون الدفاعية المنتشرة في مختلف أرجاء السلطنة, فله من التاريخ والأحداث ما يوازي تاريخ وأحداث تلك المباني والإنشاءات التحصينية الشهيرة, فهي جميعا مكملة لبعضها البعض. وتجب الإشارة هنا إلى أن هناك إنشاءات دفاعية أخرى تحتاج إلى المزيد من البحث والاهتمام والتي لم تحظ بما حظيت به تلك المنشآت الدفاعية الشهيرة كجبرين والحزم والرستاق وبهلا وغيرها.
الهوامش :
1- مكتب نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء-قسم الدراسات, القلاع والحصون في عمان, 1415هـ / 1994م, سلطنة عمان, ص44.
2- وزارة الاعلام, عمان في التاريخ, 1995م, دار أميل للنشر المحدودة »لندن« ووزارة الاعلام »مسقط« ص206.
3- مكتب نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء-قسم الدراسات, المرجع السابق, ص44.
4- – وزارة الاعلام, المرجع السابق, ص206.
5- حديث شخصي مع الفاضل أحمد بن صقر بن سلطان النعيمي, 1999.
6- – وزارة الاعلام, المرجع السابق, ص206.
7- مايلز, أس.بي, الخليج بلدانه وقبائله, ترجمة محمد أمين عبد الله, 1402هـ / 1928م, وزارة التراث القومي والثقافة, سلطنة عمان, ص506.
8- السالمي, عبدالله بن حميد, تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان, ج2, مكتبة الامام نور الدين السالمي, مسقط, ص258.
9- مايلز, المرجع السابق, ص506.
10-لا يوجد تأريخ دقيق للحصن فكل ما ورد في هذا المقال هي مجرد احتمالات.
11- حديث شخصي مع أحمد بن صقر بن سلطان النعيمي, 1999
12- مايلز, المرجع السابق, ص506.
13- مكتب نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء-قسم الدراسات, المرجع السابق, ص168.
14- مايلز, المرجع السابق, ص506.
ناصر الجهوري كاتب من سلطنة عمان