صدام الزيدي
شاعر يمني
امنحني إجازة من الكتابة على فيسبوك
تطبيق الواتس لدي لا يعمل.
جالسًا تحت شجرة في
ليلة ماطرة
قبر جنكيز خان تحت قدمي
الكنز غير بعيد
مدينة الخفاء لا أفكر بدهاليزها.
*
أكتبُ وقد انفصلت روحي عن جسدي
*
هل يستطيع “الذكاء الاصطناعي” فكّ طلاسم يدي؟
*
أذهب إليك محمولًا على الريح
أو مغمورًا بك
*
بعض الذكرى إقامة في الروح
*
كل فقد عميق
يترك رعشةً في القلب
ويبعثر الروح
*
كيف مرّت السنوات
سريعة
تاركة عطرك لا يمرّ؟
*
يدك تكسر الأشياء وقلبك يراها.
*
ليلك حدائق ونهاراتك سِجال.
*
تفتش عن الحكمة وهي في صمتك.
*
بينما تهرب غزلان في البرّية من الموت
وحيدًا تقضي الليل مع النجوم في صدرك.
*
ترابك يفيض وموسيقاك في السماء.
*
أيتها الجالسة في الشرفة المائية:
كيف استطعتِ أن تكوني تفاحةً
ومن أين لك الحبال تلوينها
في خصرك؟
*****
بعيدا عن الاستعراض وكتابة الوهم، الذي يسحبك مثل أرنب صينيّ في بداية سنة القمر الأحمر الجديد، في اتجاه الحفرة التي تنتظرك كل ليلة بعد الثانية عشرة، بينما تظن أن النور في صدرك وهو أبعد بمليون مجرة من صناعة الرقميات.
بعيدا عن القيامة التي تحدثت عنها كثيرا، ينبغي الاستسلام لهاجس ليلي جميل يبعد عنك شبح التنبؤات التي جرحَتها الأحزان المتراصة في عينيك مثل أرصفة بضائع في ميناء إقليميّ للضياع المحير.
بعيدا عن منشورات ترمي بها إلى فيسبوك بين شعر وترفيه وجنون وحقيقة ومنام، عد إلى العام 1982 منسحبا خفية من التنّين، هنالك ستعثر على الطفل الذي قتلته في المهد وأنت تركض حالمًا بالنجمة الفضية الساحرة.
بعيدا عن رتابة مطالع هذه المقاطع الكتابية التي لا يمكن تصنيفها إلا في مختبر الصحوة بعد ذنب: مت أيها الحزين واحفر خندقا بأظافرك لعل الله يقبل عظامك وينظر إليك.
بعيدا عن مدن الفيَلة وغابات الإنسان ومزارع الآيفون وبحر التاريخ: هربت يوم أمس بما أوتيت من قوة وحيلة من الرقم 13 المشؤوم الذي يطاردك منذ 40 سنة لتمت أخيرا في تمام الواحدة و13.
منذ 70 يوما، كل الرسائل الواردة إليك لا تصل، كل النجمات المفقودة في كونك لا ترى، كل السفن الفضائية التي أقلعت من رأسك 90 ألف مرة في الثانية، تعثرتَ بحطام عودتك مكتئبا من بوابات السماء.
ما زلت مجذوبا في الغابة الكثيفة، يزحف الرماد ويرتجف الكروبيون وتطلع الدلافين راقصة وما عدت من منفاك.
اِسمعني جيدا أيها المتلون في كل غمضة وانتباهة: غدا يأتيك القمر وبعده تتدرب على أداء أغنيتك الفقيرة، ومن هنا تبدأ في كتابة الفراغ الذي يؤسس لحياة الفناء الافتراضيّ، وكان الله في عونك وقد حملت عن الآدمية أهوالها وأمسيت فارغًا كفؤاد أم موسى….
*******
لم يكن الأمر يتطلب وقتًا طويلًا بين اليد التي طرقت الباب متوعدةً ومزمجرةً وبين اليد التي قال لها الله: اِذهبي بأمري وفي جنتي لإنهاء الضائقة التي نزلت بعبدي
كل ضائقة تفتح بابًا للنور
كل باب للنور يفتح نافذة للفجر
كل فجر يبدأ من الساعة البيضاء بعد زلزال مدمر
كل زلزال كتبته الطبيعة؛ لوّنته طفلة بأقلامها على دفتر الابتهال
كل ابتهال حزين (لا صوت له أو نداء) يؤثث مدنًا في السماء
كل مدينة تحت العرش رفعها الله من الشمال السوري
كل شمال هو الجنوب في الارتداد
كل الذين قضوا تحت الأنقاض كانوا يطيرون بأحزاننا إلى الله
كل الذين نجوا، لم يكونوا سوى نسمة من ريح أبدية.