باسكال فوليوت*
الساموراي هو صانع السلام الذي يعيد حفظ وتأسيس التوازن في الأراضي والمقاطعات أو في العالم ككل.
لم يكن على الساموراي أن يتقن التخصصات العسكرية ودراسة الأمور الإستراتيجية فقط، ولكن من أجل تحقيق العدالة للفئة التي ينتمي إليها، كان عليه أن يتقن ممارسة الشعر والخط وطقوس حفلات الشاي.
لا يحتاج المعلم إلى مشاهدة المتدرب وهو يطلق السهم، إنه يصغي إلى صوت اهتزاز وتر القوس، وتذبذب عود الخيزران، وصفير السهم المنطلق في الهواء لأن التأمل في الحالة الكاملة للحركة هو الهدف نفسه.
كان موساشي مياموتو الساموراي الشهير، الذي يعتبره اليابانيون أعظم محارب على مر العصور، خطاطًا ورسامًا وشاعرًا وفيلسوفًا مشهورًا، وقد ظلت أعماله وسيرته تتناقل عبر القرون.
عليك أن تتخلى عن أفكارك وكل ما يسبب التوتر لديك، وكل ما يشدّ انتباهك الفردي، وكل نواياك، مقابل أن تكون سخيًا، وأن تكون إيماءاتك، كما لو أنك كنت ترحب بالكون. وبعد ذلك، شيئا فشيئا، ستمتلئ بالكون وكأنكما شيء واحد.
كنت محظوظًا حقا لأني حصلتُ على فرصة التدرب تحت إشراف المعلّم جاك نورماند منذ سنين مراهقتي الأولى. كان جاك من أوائل الأوروبيين الذين عاشوا في اليابان، حيث درس هناك بطريقة مكثفة الفنون القتالية في الدفاع عن النفس. وفي العام 1969، أقام في محافظة شيزوكا. ولأنه كان شغوفًا ومجتهدًا، ظل يتدرب ما يقرب من أربعين ساعة في الأسبوع في مختلف التخصصات. بعد عدة سنوات عاد إلى فرنسا وهو يتقن فنون القتال بمعظم طرق وأساليب وأسلحة الساموراي -السيف، والقوس، والرمح المنجلي (عمود ينتهي رأسه بمنجل) وأنواع أخرى مختلفة مثل (السلسلة المنجلية)، فضلا عن تقنيات القتال بيدين عاريتين، بما في ذلك الكاراتيه والأيكيدو، ورقصات السيف التقليدية (كينبو)-. وهذا جعله واحدًا من قلة في العالم يتقنون العديد من فنون الدفاع عن النفس ومن بينها فنون الساموراي المتوارثة من العصور القديمة. وهو أيضا واحد من أوائل الغربيين الذين تم قبولهم في مدرسة (كوريو) القديمة للفنون القتالية اليابانية. وبهذه الطريقة أصبح مؤهلًا لتلقي المينكيو كايدن ومعناها (نقل المعرفة السرية) والحصول على لقب (شيهان) المرموق، الذي يعني أن حامله يتقن ممارسة فن البودو التقليدي.
المعلم جاك نورماند هو أيضًا من أتاح لي فرصة العمل بشكل وثيق مع المعلم الكبير توكودا ماساهيكو، السليل الحادي والعشرين وحامل نسب سلالة هيكي ريو إنساي ها، التي تعود أصولها إلى القرن الخامس عشر. إنه معلم استثنائي، ويمتلك فهمًا عميقًا في (فن القوس) حيث تتساوى لديه البساطة مع الشغف. ومعلم بهذا المستوى، يعد تجسيدًا لروح البودو، الطريقة الروحية للفنون القتالية التقليدية. والمتجذرة في كل من الشنتوية والبوذية. إنها (الرتزو زن) الحقيقية، ومعناها الحرفي «التأمل وقوفًا»، ولكن في الواقع هي أشبه بالتأمل أثناء الحركة. وتمارس هذه الطريقة أيضا في مدارس أخرى، مثل الخط والرسم وطقوس الشاي وغيرها.
هناك قول مأثور (السيف والزن هما شيء واحد). ولطالما تشابكت المفاهيم البوذية مع طرق وفنون البودو بشكل وثيق في أيام مجد الساموراي إلى درجة أن المحاربين من جميع الرتب كانوا يتلقون المبادئ الأولية للبوذية ويقومون بتلاوة التعهدات التي يلتزم بها الرهبان البوذيون، ولكنهم يستمرون في العمل كمنتمين للبوذية وليس كرهبان، إلى أن ينتقلوا للعزلة والاختلاء في المعتكفات والأديرة، وهي حالة تشبه المنتمين لـ (الإخوة المسيحيين). هكذا كان يتم تصوير ورسم اللوردات ومن بينهم تاكيدا شينجين ويوسوجي برؤوس حليقة، وبقبعات ذات مدلول ديني، مع حقيبة راهب من التي توضع على الكتف، ومسبحة في يد، وسيف أو مهفّة في اليد الأخرى. شخصيًا، كان يأسرني جمال الحركة الذي يعكسُ الحالة الداخلية للممارس. الحركة لديها صوت، والكاتا (سلسلة مقننة من الحركات) هي مثل اللحن الذي تمتزج فيه الإيقاعات والكلمات. كل ما نراه ويبدو لنا هنا، هو انعكاس لروح الشخص الذي يظهر. في الكيودو (طريق القوس) لا يحتاج المعلم إلى مشاهدة المتدرب وهو يطلق السهم، وإنما فقط يستمع إلى (أغنية القوس) وهذا يكفيه ليدرك جودة الرمية ومهارة صاحبها. إنه يصغي إلى صوت اهتزاز وتر القوس، وتذبذب عود الخيزران، وصفير السهم المنطلق في الهواء، وهي كلها أشياء مؤثرة في الوصول إلى الهدف، والتأمل في الحالة الكاملة للحركة هو الهدف نفسه. العقل اليقظ يتيحُ للممارس أن يلج إلى مستوى العقل الكوني. قال هاكين كبير معلمي الزن «التأمل أثناء الحركة، يفوق بألف مرة التأمل بلا حراك».
يجب على ممارس هذا النوع من الفنون أن يلتزم بالانضباط والاحترام وأن يتحلى بالتواضع. عليه أن يخضع لحالة التكرار الذي لا يضعف من أجل تشذيب وتهذيب الحركات وإتقانها، وصولا إلى إتقان السيطرة على الذات. كل ذلك تحت مراقبة العين الصارمة لمعلمٍ واحد. وكان جاك نورماند يؤكد دائمًا على أهمية الجسد أثناء حركته.
الحركات التي يتم تنفيذها بشكل صحيح تسمح للجسد بالاسترخاء والمرونة. المرحلة الأولى تكون تصحيحية: يستقيم العمود الفقري، يرتخي الكتفان إلى الأسفل، يزول التوتر، ويستعيد التنفس إيقاعه الطبيعي. بمجرد اكتمال هذا النوع من التصحيح، يصل الشخص عند النقطة التي يمكن أن تتطور بشكل متناغم. التأمل الحقيقي يكون في الحركة، اليوغا الديناميكية، وفن الالتفاف، يخلقان اتصالا حميميا بين الجسد والعقل بما يؤدي إلى الفتح التدريجي لمراكز الطاقة والشاكرات. فن الحركة البدنية له تأثير واضح في إعادة شحن الجسد بالطاقة. الهدف الذي ينشده المرء هنا هو أن يزوّد نفسه من الداخل بالإمكانات الجذابة المتميزة التي تحقق له أقصى درجة من التوازن.
عملية الكمال الذاتي هذه هي في الواقع عملية وصول إلى التجرّد الكلي. وهذا يعود إلى أن هدفها الأساسي هو الوصول إلى حالة اليقظة، وإدراك الطبيعة الحقيقية للذات. إنها بلا شك سعي للحصول على التحرر الداخلي، ولكن لخدمة شيء أكبر من تحرر الذات فقط.
في معناها الاشتقاقي، فإن تسمية الساموراي تعني (الشخص الذي يخدم) بمعنى خادم الدولة أو خادم المعبد. الساموراي هو صانع السلام الذي يعيد حفظ وتأسيس التوازن في الأراضي والمقاطعات أو في العالم ككل. في الأساطير اليابانية، فإن الآلهة نفسها تستفيد وتلجأ إلى الأسلحة النبيلة للبوشي -القوس، والسيف، والرمح المنجلي- لمحاربة الشياطين، ولاستعادة الانسجام الفطري، لتطهير الأرض. وهي نفسها الأسلحة التي يتم استخدامها من قبل سادة فنون الدفاع عن النفس في طقوس التنقية، وطرد الأرواح الشريرة، وطقوس الشفاء. ومن المنظور التقليدي، فإن كل شيء مرتبط بشكل وثيق مع كل شيء آخر.
الممارس المتمكن في فن البودو، من خلال السيطرة على نفسه وإتقان حركاته، فإنه يسهم أيضا في تهدئة العالم. وبواسطة السيطرة على طاقاته، فإنه يصل إلى درجة بحيث إن طاقة أخرى يمكن أن تعمل من خلاله. في الواقع، إنه شيء رائعٌ حقًا أن ترى وتشعر بهذا البعد الآخر من خلال العمل على تطوير الذات الفردية. ورائع أن نلمس تجربة هذه الطاقة التي هي وسيلة دعم واستدامة لجهود الممارس، حيث تؤثر حركة الطاقة في حركته. في بعض الأحيان يمكن لمعلّم متقدم في السن، أن يتجلى لإظهار فنونه عن طريق الدخول في حالة من انعدام الوزن، التي تدعمها الطاقة الداخلية، بينما هو في حياته اليومية، مقعد ويعاني من آلام الروماتيزم وربما بالكاد يتحرك.
لكي أضرب مثلًا هنا، فقد كنت ممتنًا لأني حضرت درسًا للمعلم تاكودا. ورغم كونه تجاوز الثمانين عامًا، إلا أنه أدّى بسرعة مذهلة جميع الحركات التي يقوم بها محارب الساموراي في المعركة لتجنب سهام العدو التي تُطلق عليه من مواقع واتجاهات مختلفة. كما شاهدته يعطي درسًا كمعلّم حقيقي خلال ورشة عمل. عندما تجاهل تمامًا جميع تلاميذه، وكان عدد منهم قد جاؤوا من مسافة بعيدة، من أجل أن يشارك بصبر شديد، ولمدة نصف يوم كامل، مع طفل معاق بدنيًا أراد أن يتعلم مهارة إطلاق السهم. لقد كان ذلك بحق، درسًا في فن التعاطف الصادق، في مواجهة الاستياء من هؤلاء الممارسين الذين جاءوا من طريق طويل لرؤيته لفترة قصيرة. إنه رجل غير عادي، بوديستافا (متنور) حقيقي، كان مولعا بالقول: «كن طيبًا مع الآخرين، مع القوس، ومع نفسك. كن متسامحًا، لا تركّز على أخطاء الآخرين، وبدلًا منها أنظر إلى الجوانب الإيجابية في نفوسهم. استمع إلى من حولك، أشعر بما يشعرون به، تنفس وجودهم بقربك». في مهارة (شاري) وهي سلسلة من الحركات الجماعية في الكيودو، يستوجبُ على الممارسين المشي بنفس الدرجة من الإيقاع، ومزامنة أنفاسهم، بحيث يشكلون في النهاية جسدًا واحدًا. عليك أن تتخلى عن أفكارك وكل ما يسبب التوتر لديك، وكل ما يشدّ انتباهك الفردي، وكل نواياك، مقابل أن تكون سخيًا، وأن تكون إيماءاتك، كما لو أنك كنت ترحب بالكون. وبعد ذلك، شيئا فشيئا، ستمتلئ بالكون وكأنكما شيء واحد.
من الأمور التي أدهشتني حقًا، اكتشافي في مرحلة ما أن المعرفة الباطنية للمدارس التقليدية تنتقل، ليس شفويًا فقط، ولكن أيضا من خلال مخطوطات الماكيمونو السرية، المكتوبة على شكل قصائد من التعليمات والرموز. وكان عدد منها مكتوبًا باللغة الصينية القديمة، ولترجمتها يحتاج المرء أن يعرف معنى الآلاف من الرسوم والعلامات والرموز النادرة. بعض هذه القصائد هي المفاتيح والأسرار الحقيقية التي تسمى (كوان)، ويتم نقل تقنياتها السرية في شكل صور رمزية. وهي تعطي تلميحات حول كيفية الوصول إلى بعض المشاعر، وبعض درجات الوعي، أو أنها بمثابة دعم للتأمل من شأنها أن تقود الفرد لاتخاذ الموقف الصحيح. بالنسبة لي، كان هذا اكتشاف بعدٍ آخر للساموراي.
رأيت أن الساموراي ينبغي عليه أن يكون عالمًا ومحاربًا في نفس الوقت. وعليه أن يتلقى القدر الممكن والكافي من التعليم والتدريب لأن مهنته كانت مهنة رجل نبيل، وهو عضو في الطبقة الحاكمة التي حكمت اليابان لعدة قرون بعد أن حلت محل الأرستقراطية القديمة. وهكذا لم يكن عليه فقط أن يتقن التخصصات العسكرية ودراسة الأمور الاستراتيجية، ولكن من أجل تحقيق العدالة للفئة التي ينتمي إليها، كان عليه أن يتقن ممارسة الشعر والخط وطقوس حفلات الشاي. وأن يمتلك معرفة شاملة بالأدب والإلمام بالكلاسيكيات الصينية. ولاننسى بالطبع أن نذكر ضرورة فهمه لعلم النفس البشري الذي يمكّنه من أن يكون قائدًا للرجال. كان موساشي مياموتو الساموراي الشهير، الذي يعتبره اليابانيون أعظم محارب على مر العصور، خطاطًا ورسامًا وشاعرًا وفيلسوفًا مشهورًا، وقد ظلت أعماله وسيرته تتناقل عبر القرون. أحب أن أشير إلى أنه غير مدرج في هذه المختارات، لكونه يستحق أكبر من ذلك، حيث تم العمل بجلال لسرد حياته وأسطورته في مكان آخر، لا سيما في الرواية الشهيرة لإيجي يوشيكاوا (الساموراي الأول: موساشي مياموتو. وقد تم تحويلها إلى فيلم سينمائي في العام 1954- المترجم)
يعد جاك نورماند وغيره من سادة فنون الدفاع عن النفس، رواة قصص غير عاديين. وقد كنت على الدوام مفتونًا بهذا الجانب في شخصياتهم. خلال الفصول الدراسية أو في سياق محادثاتهم في المقاهي والمطاعم، تجدهم مولعين جدًا بتوضيح مبادئ البودو من خلال المقولات المأثورة والقصائد، والحكايات التي تحتوي على الموعظة، أو حتى من خلال الحركات. أحيانا تفهم المعنى من تأوهات أصواتهم مثلما تفهمه من كلماتهم. وعادة ما تتضمن مرجعياتهم حكايات من تراث الزّن والطاويّة الصينيّة. هناك قصص مضحكة، وأخرى مستوحاة من أحداث تاريخية حقيقية، أو حكايات أسطورية مستمدة من حياة الساموراي، بعض القصص شهيرة ومعروفة، وأخرى غامضة. شخصيًا، تراكم لدي شغف خاص بهذه القصص، بل صرت أقصّها وأحكيها أيضًا. جمعت بعضها معا في مجموعة أولى تسمى (الحكايات التعليمية لفنون الدفاع عن النفس في القوة، ومفارقاتها)، نشرت في العام 1980.
أصبح هذا المجلد منذ ذلك الحين كلاسيكيًا وترجم إلى عدة لغات. وقادني شغفي بهذه المادة إلى أن أصبح راوي قصص محترفًا، وأن أشارك في فرنسا في مناسبات إحياء رواية القصص. ومنذ ذلك الوقت، قضيت الجزء الأكبر من حياتي في جمع نسخ مختلفة من هذه الحكايات، التي نقّحها رواة القصص على مر الأجيال وأضافوا عليها التحسينات، كما اشتغل عليها المسرحيون في مسرح كابوكي ومسرح العرائس في بونراكو. ومع الوقت كرست نفسي لإعادة كتابة هذه القصص بطريقة تسمح لها بالظهور في أكمل صورها، مع إدراج جميع عناصرها الهامة بطريقة تسمح لأعمق معانيها بأن يتردد صداها. وهذا تطلب مني أن أتأمل في معاني القصص لفترات طويلة. وكنت أعيد مراجعتها ضمن سياقها التاريخي حيث عادة ما تتضمن في نسخها الأصلية مقتطفات من القصائد التي تعين المتلقي في اكتشاف المعاني العميقة داخلها.
ليس القصد هنا أن تكون هذه المجموعة شاملة لكل الحكايات، وبدلا من ذلك ينبغي أن ينظر إليها على أنها مختارات من حكايات مثالية، كونها توضح جميع جوانب الحكمة والمعرفة التي ينبغي للساموراي الحقيقي الإلمام بها من مثل: فنون الدفاع عن النفس، الجوانب الروحية والنفسية، الأخلاق والمبادئ، الفلسفية، المهارات، المعارف الإستراتيجية، والسياسية. في هذه القصص يمكننا أن نجد المفاتيح الثمينة لفهم تاريخ وحضارة وعقلية اليابان. في هذه القصص نستعيد مشاهد حية من حياة شخصيات خلابة، بعضها غير معروف على الإطلاق، وبعضها ذائع الصيت مثل الشخصيات الثلاث التي أسهمت في توحيد وإصلاح النظم في اليابان: نوبوناغا، تويوتومي هيدييوشي، وتوكوغاوا لياسو. وهناك أيضا شخصيات من العصر الحديث مثل ياماوكا تيشو، الذي عاش في نهاية فترة الإيدو (من 1600 إلى 1868 ميلادية أو ما يشار إليها أحيانًا ببداية العصر الحديث في اليابان). وقد كان تيشو واحدًا من آخر محاربي الساموراي الذين يجسّدون البراعة وكذلك المثل العليا للشهامة. كان في آن واحد معلمًا في فنون السيف وخطاطًا بارزًا. لقد كان المعلم للإمبراطور ميجي الشاب، فضلًا عن كونه شخصًا متنورًا حقيقيًا.
تصور هذه الحكايات العديد من الدروس التي يجب أن نتأمل فيها والتي سترافقنا طوال حياتنا. وسوف تساعدنا على فهم كيفية التعامل مع حالات معينة والعثور على معنى في حياتنا. هذه الحكايات المفعمة بالحياة ستجلب لنا طاقة جديدة، وتساعدنا على عدم فقدان مسار وجودنا الحقيقي. من خلالها يمكننا أن نصل إلى البصيرة التي تسمح لنا باستعادة فن التصرّف في المواقف المختلفة وألا نستسلم أبدًا وأن نكون مثل دمية «داروما» اليابانية، حيث نعود دائمًا إلى تثبيت أقدامنا على الأرض. وهذا رمز أساسي من رموز الساموراي، الذي يتوجب عليه أن يظل يثابر إلى أن يصل إلى نقطة تكون فيها روحه متحررة وحقيقية. يحاول سبع مرات ويسقط، ولكن في الثامنة ينهض من جديد.
أغنية كيودو
عندما تسكنُ الريح
وتصبحُ السماء زرقاء نقية
يلوحُ للمرءِ
على تخوم شجيرات التوت
عمود ضباب
ضوء يتهادى في البياض المسالم المتوحد في ذاته.
هذا هو الإحساس بالأوتشي أوكوتشي
ارتفاع القوس.
الأجنحة تنتشر بقوة
مثل نسر يهبطُ من السماء
ويمر عبر الغيوم
هذا هو الإحساس بانحناء القوس.
اليد التي تدعم السهم هي الأم،
اليد التي توجّهُ القوس هي الأب.
إذا فشلا في التوازن والانسجام،
لا يمكن أن يولد الطفل.
في اللحظة تسمى ها نا را