موسيقى البيت
من أي رواق,
تنساب هنا موسيقى البيت,
ومن أي الأبراج
يغشاني وجه أليسا
ملكة قرطاج!
ألمحها تختال هلالا منحوتا
في صحن الزرقة,
في صفحة كوب الشاي
ألمحها في الصمت,
وألمحها في صوت الناي
تلمع عيناها اللؤلؤتان أناجيل,
ويسلس لي هذا الوقت الوهاج
يسلس إبريق العافية,
بماء يديها,
تسلس أسرة فضتها:
عقد الصدر,
القرطان,
الإسورة الموشومة بالآيات,
خواتمها الخمسة,
تسلس صمتا, وأنا
أنحل مزمارا في عائلة النسيان,
يضيء مخيم أضلاعي عشرون سراجا
يا ملكة قرطاج
من أي رواق تنساب الموسيقى
بين يديك,
ويخطفني هذا العاج!
أليسا على حصان
ودون خليلة تتقصف الأيام,
مثل تقصف الذرة البعيدة,
في حقول أبي
ومثل الريح,
وهي تشق باب الريح,
نحو بياتها الأبيض
ودون خليلة أمرض
أليسا يا ابنة الحوذي
لا تمض إلى بيروت,
يوم الأربعاء على حصان, يا أليسا
ثم لا تمض إلى بيروت,
في مقعد
تعال عن عيون الدار,
نخطف وقتنا
وندور بين كروم جدتنا الكريمة,
أو نغير على خوابي الزيت تحت قبابنا
وتنام في المعبد
تعال
لا تكوني مثل حمدة في الضحى
إذ لا تداوي
حيرتي إلا
بعود نشيجها الأبعد
تعال
كم
أنا
مفرد.
بكائية أليسا
يبكي عليها السور والشجر
يبكي محب بات ينتظر
ويمامة عند اللوى نقرت
شباكه فتحرك الوتر
جمعت خيوط بريقها ونأت
بينا هنا تتناثر الصور
وأنا المريض, مريضها وأنا
شف الضنى عيني والسفر
يبكي عليك السور والشجر
يبكي محب بات ينتظر
هل أنت آخر سورة نزلت
وتناسخت من بعدك السور
تتوزعين, وليس يجمعني
هذا الشتات, فكيف أصطبر
يا أول امرأة تنازعني
في فض ألغازي وتنتحر!
محمد القيسي شاعر من فاسطين