أحمد المُؤذّن
أنا مسكونٌ يا سيدتي بهواجس الأسئلة
أعبث في دم نبضي
أفتش عباءة الريح
وكذا دفاتر الشعراء
لا ترتيب لكلماتي كلما لاح لي غزالٌ شاردٌ
فألفيت سهمي ينهب مسافة شوقي
سأبوح به يا مكحولة الهوى لن أقتله
أنا مسكونٌ يا سيدتي بهواجس الأسئلة
كانت أصابعي تداعب خضرة الربيع
كنت أنا عند ضفة النهر
عشبا أخضر
يطارد عصافير الصباح
لا يفكر في طابور المدرسة
لا يقلقه شيءٌ
لا يحفظ من الكتاب غـير البسملة
أنا مسكونٌ يا سيدتي بهواجس الأسئلة
وقفتُ يومًا على قبر شاعرٍ
عاتبته
وضعت على ترابه الندي زهرة حمراء
والكلمات جفت على شفتي كيما أسأله
من ذا شغلت فؤادك مثلي
فجئت تؤدي فرض حجك بين الصفا والمروة هرولة
طاب مثواك يا رفيق الـشعر
فلا نجاة لقلبٍ توله في امرأة
تجلبب بالشوق
تبخر بعطر الحلم
نام وصلى ووصل ليلى يرميه للمقصلة
أنا مسكونٌ يا سيدتي بهواجس الأسئلة
شهقة النبيذ في كأسي
تعاتبني
لي معشوقةٌ طال تمنعها
وها عذاب ليلي مرٌ ما أطوله
على جمر الغضى يبيتُ صبري والهًا
أنا يا سيدتي تاهت مني القوافي
ما عدتُ أفقه ” تاء التأنيث ” وفي حبكِ
ضاعت الاتجاهات و فقدت البوصلة
صار جنوني فيكِ كما قِفار الثلج ترميني في اللامكان
فمن ذا الذي يدلني
قد ضل قلبي ميناءه وأنتِ يا سيدتي كما الضباب
لا نقبض على هشاشة ذراته في أكفنا
بالله عليكِ فكيف نسأله؟!
أنا مسكونٌ يا سيدتي بهواجس الأسئلة
سألت الماء عن طينكِ
سألتُ عن مرمر نهديكِ
لا إجابات تفرحني
من أنتِ؟
تثور المدن وتتصالح مع ذاتها حينما تبكين
وهنا يا سيدتي تكمن المسألة
أنا مسكـونٌ يا سيدتي بهواجس الأسئلة
آويتُ في صدري شوق السنين العجاف
تسمرتُ عند باب غجريةٍ
حدقت في خطوط كفي
لاذت بصمتها ثم قالت..
أنت يا هذا عصيّ على كلماتي وكل طلاسمي
لا نظير لك في الخلق
لا أفقه دفترك ولا أحسن قراءة شيءٍ من كفك
غير المزيد من الأسئلة
بُني افتح قميصك
حرر من الصدر حمامة حبك
فما ليس لك يبقى .. ليس لك
أقدارنا كضحكاتنا تمضي
نعرف القليل وثمة الكثير مما نجهله
عـصيّ أنت يا بُني وصفحة كفيك شوكًا وأسئلة!