شهد معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ27 الذي أقيم بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض عددًا من الفعاليات الثقافيّة المتنوعة بلغت 165 فعالية، إلى جانب عدد من الفعاليات والمناشط الخاصة بالطفل بلغت 166 فعالية بمشاركة 85 جهة رسمية وخاصة و51 كاتبا وفنانا من سلطنة عُمان إلى جانب مشاركة عدد كبير من الكتّاب والفنّانين من الوطن العربي. وقد شاركت في المعرض 826 دار نشر من 32 دولة، مما جعلنا على تماس مباشر مع 533063 عنوانًا وإصدارًا، كان من بينها 22950 عنوانًا وإصدارًا عُمانيا، بلغ عدد الإصدارات الحديثة 5900 كتاب. وإلى جوار الإصدارات العربية، حضرت الكتب الأجنبية بما يعادل 204411 كتابًا.
يتجاوز معرض مسقط الدولي للكتاب فكرة بيع الكتب وهامش الربح والخسارة، لصالح الثراء المعرفي الفكري من جهة، وما قد تمنحه الكُتب من ألفة بين الكُتاب والقراء من جهة أخرى، جوار العمل الدؤوب والمكثف في منصات الفعاليات التي تثري الأفكار الجديدة وما يعتمل في صميم العمل الثقافي من أسئلة، وذلك عبر إدارة النقاشات مع ضيوف قدِ،موا من بقاع شتى من العالم.
وفي تصريح لمعالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام بعد افتتاح المعرض قال: «حين نتحدث عن معرض الكتاب فنحن نتحدث عن المعرفة وعن تجدد المعرفة، وعن الإبداع الأدبي والفكري والابتكار في ميادين الفكر والكتابة، ففي كل لحظة في مختلف بقاع العالم يبتكرون الجديد ويمعنون النظر والفكر في القضايا المختلفة، ويقدمون نتاجهم الفكري، وفيما يخص الكتب العلمية فنحن نتحدث عن جديد تجارب الإنسان في مختلف أشكال الحياة، إضافة إلى مختلف ميادين الحياة الاقتصادية والاجتماعية وغيرها»، مؤكدا على أنّ هذه هي الرؤية العامّة للفكر والإبداع هي التي تقف خلف معارض الكتب، وتابع قائلا: “فمعارض الكتب ليست هي الكتب المصفوفة فقط، وليست ما نراه من حفلات التوقيع وما يرتبط بما نراه بين دفتي كتاب، وإنّما هو فيما يعكسه هذا الكتاب من تطور فكري ونمو معرفي، وتقدم علمي وإبداع أدبي بمختلف أشكال الأدب؛ فمعارض الكتب ومن ضمنها معرض مسقط الدولي للكتاب، تعكس هذا التقدم للتجربة البشرية في الميادين الفكرية والفنية وفي الإبداع الأدبي”.
وقد تنوعت فعاليات المعرض، لتطول أكبر شريحة من الاهتمامات والفئات العمرية، بين فعاليات فكرية متخصصة ونقاشات عامّة حول تجارب لافتة من قبيل جلسة الإعلامية والصحفية بارعة علم الدين، التي استعرضت مسيرتها المهنية الطويلة في مجال الصحافة، تحت عنوان: “السلطة الرابعة إلى أين؟”. وحول دور مسلسلات الكرتون في تحبيب مهارات اللغة العربية لدى الأطفال، قدمت الممثلة ومدبلجة مسلسلات الكرتون قمر الصفدي تجربتها الشخصية أمام الجمهور. وكنا على موعد مع جلسة حوارية بعنوان “التجربة الشعرية والروائية لسنان أنطون”، وجلسة أخرى تناولت تجربة الروائي حجي جابر، وندوة “محمود درويش الشاعر الكوني” بمشاركة إبراهيم أبو هشهش وفاطمة بنت علي الشيدية.
وقدمت فرقة السلام المسرحية عرضا لمسرح الشارع بعنوان «الإسكافي»، وكانت هناك جلسة حوارية بصحبة الكاتب «إبراهيم الكوني.. ذاكرة الصحراء»، وأقامت مجلة
جلسة حوارية بعنوان: «الصحافة الثقافية والتحول الرقمي.. الفرص والتحديات»، شارك فيها كل من عبدالله الكندي وعائشة الدرمكي وسمية اليعقوبي وحشر المنذري.
وبمشاركة الهواري الغزالي، قدمت محاضرة الأندلسيات المقارنة تجديدا للدراسات المتوسطية الحديثة، تاريخ الخيمياء في الشعر العربي، من خالد بن زيد إلى صلاح الدين الكوراني. بينما ناقش عيسى مخلوف تحولات الثقافة في الزمن الراهن، وشارك محمود عبدالغني في جلسة حوارية بعنوان “ذخيرة الذات ـ نصوص السيرة الذاتية في الأدب العربي”.
وقدم الأديب والشاعر سمير قديسات جلسة حوارية بعنوان “من عُمان إلى عمّان”، بالإضافة إلى جلسة حوارية عن كيفية جعل الكلاسيكيات في متناول الأجيال الشابة بواسطة بيري لارشي، وندوة شعرية حول اللغة الشعرية في الرواية العربية /تجليات من الأدب العربي بأقلام غير عربية بمشاركة الروائي حجي جابر والشاعر مروان علي والشاعر عبدالله صديق، وجلسة حوارية عن جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي بمشاركة الدكتورة حنان أحمد فيضا والدكتورة امتنان صمادي.
وكعادة معرض الكتاب الذي يؤكد على أهمية الشراكات مع الجهات والمؤسسات الفاعلة، فقد تعاونت جامعة السلطان قابوس مع اللجنة الثقافية لإقامة بعض الفعاليات منها: ندوة حول الهوية والاندماج الثقافي: تجربة تنظيم كأس العالم في قطر نموذجًا، قدمها الدكتور نايف بن نهار، بالإضافة إلى فعالية “ساعة مع مقطوعات من الموسيقى والأغاني العُمانية الأصيلة” نفذها قسم الموسيقى والعلوم الموسيقية بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية، وحلقة عمل حول تهيئة الكتب الورقية إلى قارئ الشاشة للأشخاص ذوي الإعاقة، قدمتها مجموعة من المختصين وهم: هاجر العمرية ومعاذ الرقادي وحارث الفارسي وحفصة السنانية، كما قدمت جوخة الحارثي حلقة عمل بعنوان: “الكتابة الإبداعية المتقدمة في القصة القصيرة”، ندوة بعنوان “ثلاثون عامًا من الإنتاج المعرفي السيكولوجي في عُمان”، شارك فيها طاهر مسعود، وحسني إبراهيم، وغيرها من الفعاليات.
كما قدم النادي الثقافي مجموعة من الفعاليات من بينها جلسة حوارية مع الشاعر والإعلامي محمد صالح، وأخرى حول واقع النقد الأدبي في عُمان مقارنة بالوطن العربي بمشاركة منى بنت حبراس السليمية ومحمد حسانين وابتسام بنت عبدالله الحجرية، كما نفذ النادي ندوة حول المحتوى الثقافي وتقنيات المستقبل بعنوان (المحتوى الثقافي وتقنيات المستقبل)، بمشاركة عبدالله بن خميس الكندي وجمال بن مطر السالمي.
وكان للطفل عدة مناشط في معرض مسقط الدولي للكتاب، حيث وصلت إلى قرابة 166 فعالية موزعة بين ركن القراءة والكتابة والفنون وركن العلوم وركن مسرح الطفل وركن متحف الطفل، ومن بين تلك الفعاليات برامج حول الألعاب والتدريب والرسم والمشغولات اليدوية التقليدية والفقرات الترفيهية والحكايات الشفهية وعروض الابتكارات العلمية مع قراءات للقصص باللهجة العُمانية.