أحمد الدمناتي
مديح الدالية:
عِنب يتوسل سُلالة الورق بتعب
يتكور مثل نُدف ثلج في يد طفل
يتدلى كسنبلة عاشقة
تخجل من منجل الفلاح
في الخجل سيرة الموت
في التدلي شهوة السقوط
مديح الميموزا:
في مغارة زهر اصفرارها
شيد فان جوخ حقله البهي
تُعاند مُتعة مُنجمة في بُرج العتمة
انحناءة تصطاد صباحات الندى
وتنظف جسدها بِمَلَلٍ
مديح السواد:
المرأة المتشحة بالسواد
بكعبها العالي الأنيق
تُروض الإسفلت ليُضرب عن الطعام
تُحرض الشجر ليهجر الحديقة
تُدرب الفراشة على الرقص المُبكر
في رحم النار
أو في جُبِّ الضوء
مديح المرأة:
تحتفل بفتنتها في إسقاط أزرار وردة
من قميص الغياب
يَخْضَرُّ حنينها كغابة أرز
أسقطها السنجاب في فَخِّهِ.
مديح الصيف:
المطر بخيل هذا الصيف
الغيمة لم تر أحفادها منذ وقت بعيد
مظلة العاشقة في زاوية البيت
رائحة العطر القديم في معطفها الشتوي
روايات عن خريف الإحساس
على الطاولة تتثاءب.
متعبة في حضرة جنونه
القصيدة ترث قلب الشاعر
تهش على بياضه الممل
تعانق حروفه بشراسة مثل لبوءة
تعصف بمواعيده المرتبة
مع غيمة عاشقة في بهو النسيان
تتسلل لملابسه الداخلية دون خجل
تخترع خيانة التأويل بمكر الصعاليك
تفترس ظل وردة تعاكس حنين امرأة
لمجد مظلتها القديمة الملونة
تزاحم رقصة الماء في نافورة مهملة
تتهجى أبجدية الغياب تحت دالية العزلة
تبحث عن نساء جميلات في قميصه الصوفي
بين طيات ربطة عنقه الأنيقة
عن صوت شهرزاد في هاتفه المحمول
عن خسارة بالتقسيط وزعت ألفتها بالمجان
و هي تهطل من سقوف الكلمات نيئة
صباح يفر من عشب المحبة
سنبلة غطت في نوم ثقيل أمام
كهف شقائق النعمان ملثمة ببكاء الندى
زرقاء اليمامة تحرض اللغة على
الرؤية الدقيقة في أعماق الكائن الشعري بمنظار متطور
خبأت القصيدة حنيني تحت فرو حنانها
مثل(كانغرو) أنيق
ووبخت بعدوانية مُهذبة ما تبقى من خسائري القديمة دون خَجل .