يتسابق العديد من المثقفين في بلادنا هذه الايام الى تدبيج المقالات، وعقد المؤتمرات التي تروعنا من شر مستطير قادم أطلقوا عليه مسمى «الغزو الفكري». ولا يفوت هؤلاء في كل مرة ان يوجهوا النصح لنا أن نحترز فنستريب من كل كتاب وبل كاتب يحدثنا عن شيء جميل او جليل في حضارة الغرب وثقافته، وان نصم آذاننا ونغلق اعيننا عن كل ما يحطا لنا الاثير من قنوات فضائية مسموعة ومرئية تحمل لنا من الغرب اخبارا او أفكارا او معارف، لان تلك القنوات – في رأيهم – ليست سوى ألغام أعدت خصيصا لتنفجر في نفوسنا، فتقتل ارواحنا وتدمر عقولنا وتأتي على كل ما نزهو به من عقيدة وقيم وأصالة.
ولسنا نعرف بالضبط لماذا لم ير هؤلاء من وسائل الاعلام الغربية سوى جانبها الذي اعتبروه مظلما رديئا، تمثل لديهم في مشاهد الحب او الاحاديث المكشوفة من الجنس، ولم يروا ولم يسعوا ما تقدمه من أخبار وتقارير وأفلام في السياسة والاقتصاد والعلوم والفنون، فتوفر القضية بذلك في موقعها الصحيح وبمسماها الحقيقي، وتكون تلك الوسائل مجرد وسائل لنقل المعرفة، واداة من أدوات التواصل الحضاري بين الامم شأنها في ذك شأن أدوات ووسائل اخرى لم يعد الاستغناء منها او رفضها ممكنا لفرط حاجتنا اليها وضرورتها لحياتنا وافرادها لتقدمنا، بغض النظر عن مصدرها ومكان انتاجها، وسواء كان ذلك المصدر هو الغرب الكافر او الشرق الساحر. فقد اضحت ادوات الحضارة تلك تطير فى كل الدنيا الى كل الدنيا تحمل انماطا وأشكالا وأذواقا تختلف باختلاف أصحابها وتتنوع،. فأصبح هناك طائرات لابد وان نركبها، وبضائع لابد وان نشتريها، وأفلام لابد وأن نراها على شاشات السينما والتليفزيون، وادوية نعالج بها في مستشفياتنا.
هل يمكننا أن نسمي ذلك غزوا مهما كان أثره الذي يتركه فينا؟ وهل فرضت علينا هذه الادوات عنوة حتى نوصمها بأنها «غزو»؟
حبة البعض في الرد على هذا السؤل القول بأن الغزو الفكري او الحضاري ليمس بالضرورة هو الذي يأتي الينا محمولا في سفن الغزاة، او يفرض على الشعب بقوة قانون المغتصب وفي حراسة سلاحه (كما جرى في الجزائر من قبل حيث فرض الفرنسيون المحتلون لغتهم ودراسة التاريخ من وجهة نظرهم) بل الغزو هو كل ما هو غريب او جديد يترك اثرا في ثقافة ما، فيغير قيما او عادات او سلوكيات او أفكارا سائدة. ومن هذا المنطق يرى اصحاب هذا الرأي ان وسائل الاتصال الغربية بما تحمله من أفكار وآراء ونظريات وأنماط عادات انما تؤثر في الناس فتجعلهم يحاكون ما يشاهدون، ومن ثم يستبدلون سلوكيات بأخرى وعادات بعادات جديدة. وهذا ما يحذرون منه وما يعتبرونه غزوا من نوع جديد.
وفي رأينا أن ذلك لا يخرج عن كونه تأثيرا حضاريا، وهو أمر عرفته البشرية خلال عصورها. فالقاعدة «أن الجماعة الانسانية المتقدمة تؤثر على الجماعة او الجماعات الاقل منها تقدما بصورة او بأخرى. ان لم يكن في الفكر والثقافة ففي القانون وطرق الحكم، أو في عادات المأكل والملبس، بل وحتى عندها تنتصر أمة ما، بالقوة العسكرية على أمة أعرق منها تقدما، تتأثر الامة المنتصرة بالأمة المهزومة عسكريا، ولو في أشياء اخري بالغة الأهمية.
فقد حطمت الامبراطورية الرومانية، مثلا، حضارة الاغريق، ورغم ذلك فان تأثر روما بحضارة الاغريق كان عميقا لدرجة أن حضارة روما صارت الى حد كبير امتدادا لحضارة الرومان القديمة. وما يقال في ذلك يكن العثور عليه في ظاهرة أخرى مشابهة -وان اختلفت في النتائج التي تمخضت عنها – ونقصد بها قاهرة نشوء الحضارة الاسلامية ورقيها، وهي التي جاءت وليدة الاحتكاك والتفاعل بين أنماط من حياة وثقافات الامبراطوريات التي غزاها العرب (الامبراطورية الفارسية وامبراطورية بيزنطة)، حيث أخذ العرب القادمون من الصحراء الكثير والكثير من مظاهر الثياب والطعام والفنون وأساليب تنظيم الدولة وادارة الحكم، لتهضم ذلك كله وتصهره في بوتقة واحدة، صانعة بذلك شيئا جديدا متميزا أطل على الدنيا وأضاءها بنور جديد.
الا يصبر غريبا بعد ذلك ان نجد أنفسنا محامو ين بصيحات الفزع التي تنطق من داخلنا الآن، وسط دعوات ملحة الى الانكفاء والتقوقع والعزلة، وحث ملح على اقامة «المتاريس» لصد التدفق الحضاري بزعم انه "الغزو" الأثيم ؟! ثم هل يدرك أصحاب هذه الدعوات حقيقة انه لم يعد بوسع أحد أن يحول بين الانسان وبين ما يجري حوله في هذه الدنيا التي أضحت بمثابة قرية صغيرة، بوسعه ان يسمع وأن يرى وأن يعرف كل ما يجري فيها بمجرد لمسة اصبع على زر جهاز التليفزيون او جهاز ترانزستور صغير لا يتجاوز حجم الكف الواحدة ؟!
ان ذلك وحده كاف ربما، ليقنع اصحاب دعاوي الانفلاق ان المعارف و«الحضارات» لا يكن ايقافها عند الحدود واخضاعها للتفتيش ثم السماح لها بالدخول بعد تعقيمها، او حسم منعها من الدخول خوفا مما قد تحمله من أمراض او ذرات غبار ضار، ومثل هذه الذرات موجود في كل حضارة بطبيعة الحال، يزعج الناس ويؤرقهم، ونحن نسمع ونرى كيف ترتفع صيحات الغضب في الغرب، تشير الى ما يقدمه التليفزيون من مشاهد العنف وأفلامه ومسلسلاته، وكيف كانت ذلك دروسا علمت الصغار والكبار كيفية احتراف الجرائم التي زاد انتشارها ويتزايد معدلها في التصاعد يوما بعد الآخر. وعلى الرغم من ذلك فان أحدا لم يطالب أبدا بتحريم مشاهدة التليفزيون او منع انتاج المسلسلات، بل فكروا في معالجة الظاهرة اجتماعيا ونفسيا واقتصاديا و"اعلام" الناس بخطورة ما يشاهده ابناؤهم من هذه المسلسلات، في شكل تحذيرات تلفت الانتباه الى الظاهرة، وكأنها مر فرض الامراض او وباء من الاوبئة التي ينبغي الوقاية منها قبل المرض والعلاج منها بعد الاصابة.
وما يقال في افلام ومشاهد العنف، ينطبق على آفات ومشكلات أخرى كانت وليدة الحضارة الغربية في مجملها وليس التليفزيون او وسائل الاعلام فقط. ومن ذلك تفشي انتشار المخدرات بين الشباب، وتفاقم مشكلة الاباحية، وما الى ذلك من مشكلات أخرى كثيرة.
أصحاب تلك الحضارة أنفسهم يعانون مما تحمله حضارتهم من "امراض"، وهو ما يخيفنا نحن أيضا من جراء ان تنتقل الينا مظاهر حضارتهم فتنتقل معها أمراضها ومشكلاتها، وذلك أمر معقول ومقبول، ولكن نقطة الخلاف تظل كامنة في اسلوب العلاج او الوقاية والذي ليس هو "المنع" او «المقاطعة» او "الخصومة"، وكلها أمور باتت مستحيلة.
وهنا أقول ان ذرات الغبار الضار في حضارة الغرب، على هذا النحو الذي أشرنا اليه لا ينبغي بأي حال من الاحوال أن تخيف أمما او دولا تملك مقومات الحصانة، واقصد بذلك تراثا من العقيدة والقيم يكون لها درعها الواقية الذي تحتمي بها، ويتراجع أمامه كل ما يخالفه او يصطدم به، وهذا ما نملكه نحن ولكننا – ومن أسف – لا نعبأ به، ولا نعرف كيف نفيد منه، بل وكثيرا ما أسأنا استخدامه ليصير أداة ضدنا، وبدلا من أن يكون درعا تحمي صدرنا من السهام صار ثقلا ضاغطا يمنع الجسد من الحركة ويحول دون وصول الاوكسجين الى شرايين الدم.
العودة الى الاستنجاد بتراثنا من الدين والتاريخ والعادات والقيم هي الوقاية من امراض الحضارة اذن، ولكن الحذر كل الحذر هو أن يؤخذ القول على عمومياته ليتسطح المفهوم، فيصير التراث هو كل كتاب اصفرت اوراقه وعلاه التراب، او هو تلك الاوراق الذابلة التي علقت به في عصور الاضمحلال والظلام. فنحن وان كنا نملك تراثا من الدين والتاريخ والتقاليد ممتدة جذوره الى أعماق بعيدة في أرضنا، الا اننا يجب ان نتحل بشجاعة الاعتراف فنقر بأن تلك الجذور الضاربة في الاعماق قد طال عليها الجفاف بعد ان غابت عنها الشمس ولم يرو عطشها الماء منذ ازمان وازمان، ومن ثم فان السبيل الى احيائها لتكون درعا للامان في كل حال، لن يكون الا بتعريضها لضوء البشر والمناقشة والاجتهاد.
في اطار علمية "الاحياء" لاستدعاء حوافز النهضة من اعماق التراث تلك، لابد من حركة احياء أخرى للنشر والترجمة، تنطق أساسا من الرغبة في نقل الحضارة الحديثة الى لغتنا العربية، وليس الرغبة في، تحقيق أهداف او اغراض تجارية او سياسية او غيرها. وفي هذا المجال أشير الى نتيجة بحث أجراه أحد المهتمين بهموم ثقافتنا العربية، جديرة بأن تثير في نفوسنا الفزع والجزع في آن واحد، فقد خلص البشر الى انه من بين كل مائة كتاب ديني صدر خلال الاعوام الخمسة الاخيرة كان من بينها اربعون كتابا تدعو الى مخاصمة العلم بعد ان تصوره خروجا على الدين، وخمسة وعشرون كتابا تكفر وتحقر رموز النهضة العربية، والاسلامية الحديثة (الطهطاوي ومحمد عبده…الخ)، وعشرون كتابا تكفر وتحقر دعاة الاخذ بمظاهر النهضة الحديثة في الغرب وتتهمهم بالفجور والالحاد (قاسم أمين وطه حسين وغيرهما) وعشرة كتب تمجد الخرافة وتتحدث عن اساطير السحر ومعجزاته….!! ناهيك عن اكبر حركة لمصادرة الكتب واعدامها او عدم السماح لها بالمرور من بوابات الحدود، وتمثل هي الاخرى نسبة لابأس بها لم يسبق لها مثيل في هذا القرن.
اننا نعرف جميعا حجم مشكلة النشر وابعادها في بلادنا، ونعرف كم الاحباط الذي يعاني منه شباب الباحثين في شتى صفوف المعرفة وشباب الادباء والشعراء والمبدعين، في العثور على فرصة لنشر اعمالهم وابداعهم. ونرى في ذات الوقت جشع الناشرين وسعيهم اللاهث لتحقيق الارباح الطائلة، ولا يرون لذلك وسيلة سوى اغراق الاسواق بكتب الجنس والخرافة، والمؤلفات التي تسعي الى تشويه رموز النهضة ودعاة التقدم. والذي لا شك فيه ان محنة النشر على هذا النحو لم تبرز الى حيز الوجود الا عندما تنحت وزارات الثقافة والفنون في بلادنا عن مسؤولياتها الحقيقية في ايقاظ الوعي، وتنمية العقل والذوق، واشباع النهم للمعرفة، وتركت مؤسساتها في مجال النشر والمسرح والفنون على اختلافها، تعاني من سيطرة الموظفين التقليديين، او انصاف المثقفين او المثقفين المنحرفين، فكان ان تراجعت النهضة التي شهدتها حركة النشر التي شهدها عالمنا العربي في الستينات من هذا القرن، والتي يسرت للقارىء والكاتب معا أعظم الفرص لنشر الكتاب ويسر الحصول عليه. كما توارى الخبيث والتافه مما تعج به الكتب القديمة من سبل الخبائث والسخافات، وهذا هو أحوج ما نكون اليه الآن، واقصد به خطة واضحة دقيقة وجلية لنقل التراث، تدقق في الانتقاء، فتفرق بين الغث والسمين، وبين فكر عصور النهضة وفكر عصور التخلف، كما تفرق بين عهود العدل وفتاوي عهود الزلق والملق والانتفاع، وبذلك نضمن أن يكون هناك الفهم الصحيح للدين، واستلهام التجربة والحكمة الصحيحة، ونستعيد الثقة في نفوسنا والشعور بالزهو الذي قد يدفعنا الى اليقظة.
فاذا ما انتقلنا بالحديث الى عالم الترجمة والتي ينبغي ان تكون رافدا أساسيا من روافد حركة النشر، يفتح الابواب على مصارعها أمام فكر الآخرين وتجاربهم في العالم حولنا، ويزيل الحواجز بيننا وبين ما بلفته الحضارة الحديثة وما انجزته، نجد اننا أحوج ما نكون الآن الى منهج، وأقصد به ذلك الاسلوب المخطط المدروس الذي يجري على أساسه انتقاء ما ينبغي أن نترجمه من كتب، ومن ثم تكون الأولوية لاختيار أمهات الكتب الاساس في شتى العلوم والفنون، فتتاح لشبابنا بذلك الفرصة لاستيعاب جوهر الحضارة في سن مبكرة قبل بلوغهم سن الاجهاد والعقم وقبل ان يتملكهم الاحباط من نفوسهم. واذا بدت الفكرة صعبة او بدا هذا الامل صعب المنال لما قد يتكلفه هذا المشروع من أموال (نظرا لان ما نحتاج اليه يدخل في نطاق الآلاف من الكتب والمجلدات) فان تكاليف لن تتجاوز ما ينفق في انشاء جامعة واحدة، بينما يفوق في أثره وما يأتي به من نتائج اقامة جامعات جديدة !!
ان الشباب في انجلترا، مثلا، يشب فيجد كل أمهات الكتب موجودة ميسرة له في لفته بعد ان جرى ترجمتها من لفاتها الاصلية (الالمانية والفرنسية والروسية… الخ) الى اللغة الانجليزية. كتب هوجو وشوينهاور رجيته وتشيكوف ونجيب محفوظ وديستويفسكي،.. وسائر الكتب الاخرى في شتى مناحي العلوم والمعرفة، فكان ذلك هو الطريق الامثل والايسر امام هؤلاء الشباب من طلاب العلم للتوغل فيا دون ان تقف اللفة حائلا بينهم وبين ما يريدون تحصيله من معارف.
وتبقى كلمة أخيرة عن وسائل اعلامنا وكيف يكون بامكانها ان تدخل الى حلبة المنافسة، في ساحة يتدفق اليها اعلام الدنيا، ينقل أحداثها لحظة ولادتها في كل موقع تحت الارض او فوقها، وفي المياه والاجواء. ويتبارى في الابهار بشتى أساليب الامتاع والاثارة، كما يتبارى في توفير وتسهيل الحصول على شتى أنواع المعلومات والمعارف.
لقد جزم البعض بأننا لن نستطيع ذلك وأننا عاجزون عن الدخول في ساحة السباق لك اما حجتهم ني ذلك فكانت القول بأننا لا نملك المال ولا نملك الامكانات البشرية من العنا مو المؤهلة. وأظن ان هذين الزعمين أبعد ما يكونان عن الصواب والدليل البسيط على ذلك هو ظهور «بعض قليل» من القنوات التليفزيونية العربية، اصبح قادرا على الاستحواذ على اهتمام المشاهد العربي، بنفس القدر الذي يوليه للتعرض لمشاهدة قنوات فضائية غربية. ولكن ذك لا ينبغي ان يفهم على انه دعوة من قبلي لمقاطعة هذه القنوات الغربية او الانضمام الى الاصوات التي تنادي بأنها «غزو» الفجور والكراهية، ذلك لان ما تقدمه هذه القنوات من اخبار وافكار وآراء وأنماط، ليس في حقيقته سوى التعبير عن ثقافة الآخرين والشوط الذي بلغوه في سلم الحضارة. وهو تعبير حر يعرض في «سوق حرة للافكار» لا يستهدف شخصا بعينه او جنسا بعينا او دولة دون أخرى. فهو يقدم الى ابناء تلك الدول التي تنطق منها وباسمها هذه القنوات الاعلامية والى كل من يعنيا القراءة او الاستماع او المشاهدة في كل مكان على كوكب الارض، ومعنى ذلك انه ليس استهدافا متصورا كنوع من الحرب النفسية التي تشنها الاطراف المتنازعة في أوقات الحروب السكرية او الحروب "الباردة".
وبرغم من أن هذا الاعلام الوافد يحمل مصالح الدولة التي يحمل اسمها والتي يهمها بطبيعة الحال ان تعبر عن عقائد ومذاهب تريد لها ان تنتشر، وتسوق بضائع ومنتجات من كل نوع، الا ان ذلك كلا ليسر مبررا بأي حال ان يثير فينا الفزع الى حد تنطق فيا الدعوة لمقاطعة الحضارة ومخاصمة العلم واطلاق شعارات غير أدت معنى على غرار: المواجهة.. والتصدي.. والتحدي… الخ ذك مما نقرأ ونسمع هذه الايام.
خلاصة القول.. ان التحدي الحضاري والتعامل معه ليمر له سوى معنى واحد، وهو ان نفتح عقولنا تماما للتحديات الحضارية بكل صورها. يجب أن نقرأ كل شيء، نسمع كل شيء، فناتش كل شيء. وفي كل الحالات فانه يظر لنا >ائمة حق الانتقاء في كافة المجالات. أما ما ينفذ الينا من بعض أمراض الحضارة قادما مع الاثير، فان الحصانة ضد هذه الامراض لا يمكن أن تتأتى باغلاق الابواب والنوافذ ودفن الرؤوس في الرمال، بل بالاحياء المستنير المتفتح الواعي لما لدينا من قيم، وجعلها جزءا من التكوين الذهني والنفسي للمجتمع.
كرم شلبي (اعلامي وأستاذ جامعي من مصر)