ناقد وسينمائي من مصر
في استفتاء عالمي قامت به مجلة صوت وصورة عام 1962 احتل فيلم «المواطن كين» الاسبقية على أفلام كلاسيكية مثل «جشع» وبودفكين» باعتباره من أعظم الأفلام التي انتجت. وبعد عشر سنوات أجرت نفس المجلة استفتاء مشابها.. ورغم تبدل نتيجة أولولايات الأفلام.. فقد ظل الفيلم يحتل المقدمة مع فيلم آخر لنفس المخرج وهو فيلم «ابرسون العظيم» من بين أفضل عشرة أفلام في العالم وأفضل مخرج في تاريخ السينما. وهو الموقع الذي ما زال يحتله الفيلم حتى الآن. ورغم اشادة النقاد بالفيلم عند عرضه الأول وفوزه بجائزة أحسن فيلم من جمعية نقاد نيويورك سنة 1942 وترشيحه لتسع جوائز اوسكار فلم يحصل الفيلم سوى على اوسكار واحد.. عن السيناريو!. حتى هذه الجائزة ظلت محل جدل ومثار خلافات بين كتابي السيناريو.. أورسون ويلز ومانكوفيتش!. وهي النتيجة التي اثارت وما زالت تثير الريبة حول جوائز الاوسكار نفسها!.
سيناريــو فيلــــم
(المواطن كين)
اخراج: أورسون ويلز
سيناريو: هيرمان.جي، مانكوفينشن ـ اورسون ويلز
مدير التصوير: جريج تولان
موسيقى: برنارد هيرمان
مونتاج: مارك روبنسو ـ روبرت وايز
العرض الأول:…………..أول مايو 1941 بنيويورك
زمن العرض:…………… 119 ق
تمثيــل
أورسون ويلز…………….. شارلس فوستركين
جوزيف كوتن…………….. جيديا ليلان ـ صحفي
ايفريت سلون…………… برنشتين
دورتي كومنجور…………سوزان الكسندر كين
راى كولينز………………جيمس و. جيتس
وليام الآند ………………جيري تومبسون ـ المعلق
أنيس مورهيد……………ماري كيــن
روث واريك…………….. اميلي نورتون كين
جورجي كولوريس……….هــوب كارثر
هاري شانون…………… جيم كيــن
فيلب فان زانت………….روبستــون
بول سيتوارت…………..ريمونــد
وقد كان للظروف التي احاطت بالمخرج وإنتاج الفيلم دور في هذا الخلاف.. نوجزه فيما يلي: أورسون ويلز (1915 – 1985) أو الطفل المعجزة كما كان يطلق عليه منذ نعومة أظفاره.. كان يستطيع القراءة وهو في الثانية من عمره. وفي سن السابعة كان قد قرأ كل أعمال شكسبير. من هنا انخرط من العمل المسرحي كممثل ومخرج، وعن طريق الثروة التي ورثها عن أبيه جند نفسه مع زميله جون هاوسان للمسرح الفيدرالي التابع للحكومة فقدم هاملت بممثلين من الزنوج وفي حي هارلم حي الزنوج، ودكتور فاوست.. وغيرها مما لفت إليه الانظار، ثم أسس مسرح مركوري. في نفس الوقت عمل بالإذاعة ممثلا ومخرجا حتى كان اخراجه للتمثيلية الإذاعية، حرب الكواكب سنة 1938م، التي توحي احداثها بغزو سكان كوكب آخر للارض. وهو ما أدى على حالة من الفزع بين المواطنين.. ظنا منهم أنه غزو حقيقي!.
كانت شركة ر.ك.و السينمائية في ذلك الوقت تعاني كسادا ورأت في ويلز الطفل المعجزة منقذها باسناد اخراج فيلم له. وكان أغرب عقد وقع مع مخرج في هوليوود.. فقد اشترط في العقد أن يكون هو المسؤول الأول والأخير عن الفيلم.. وبلا تدخل من الاستوديو… وقد كان! وأن يحصل على 25% من أرباح الفيلم ومائة وخمسين ألف دولار عند توقيع العقد.. وقد كان!. ورغم فرضه السرية على العمل داخل الاستوديو فقد علمت الصحفية الفنية لويلا بارسونز بأن الفيلم مستوحى من حياة «وليم راندولف هيرست» امبراطور الصحافة الأمريكية. وجرت محاولات لمنع ظهور الفيلم عن طريق شرائه الفيلم لحرقه. رفضت الشركة ومعها المخرج, وتأجل العرض الأول بعد امتناع دور العرض خشية سطوة هيرست.. حتى عرض في دار عرض مغمورة حيث قوبل بحفاوة من النقاد باعتباره واحدا من أعظم الأفلام في تاريخ السينما لتصويره الخلاق في استخدام عمق مجال الصورة وشريط الصوت.. وأسلوب السرد السينمائي من خلال عرض حياة البطل من وجهات نظر مختلفة. ورغم هذا اضطرت الشركة إلى فسخ عقدها معه بعد أن قدمت الفيلم الثاني لهوليوود وهو «عائلة امبرسون العظيمة» لتبدأ رحلة الفنية خارج الولايات المتحدة في أوروبا كممثل مسرحي وسينمائي.
وفي عام 1957 عاد إلى الولايات المتحدة ليتسلم جائزة معهد الفيلم الأمريكي كواحد من كبار فناني السينما وبدأ تكريمه في المهرجانات الدولية وليسترد بعضا مما يستحقه من تكريم للدور الذي قام به في السينما.. وهو الدور الذي اعترف به جان لوك جودار وفرنسوا تروفو من رواد الموجة الفرنسية الجديدة بقولهما: «أننا جميعا ندين له بكل شيء.
ظهور تدريجي
1) خارجي ـ زانادو ـ الوقت فجراً ـ 1940 ـ ماكيت مصغر(1)
نافذة صغيرة جداً مضاءة من بعيد يبدو ما حولها ظلام يملأ الشاشة. الكاميرا تتحرك ببطء نحو النافذة التى تبدو في إطار الصورة (الكادر) كطابع بريد، تظهر أشكالاً أخرى… سلك شائك ـ سياج.. بينما تلوح أشعة الصباح ـ باب حديدي ضخمٍ تتحرك الكاميرا لأعلى نحو ما يبدو الآن أنه بوابة وتتوقف أعلاها ليبدو حرف K ضخماً وقد بدأ أكثر إظلاماً رغم بزوغ الشمس. من خلال هذا تبدو قمة جبل زانادو الأسطورية وقد بدت قمة القلعة (سلويث). النافذة الصغيرة تبدو في الظلام من بعيد كشارة.
ـ اختفاء ـ
د ـ عدة ديكورات كل منها قد للنافذة.. وكلها تشير لشيء ما،
2) أملاك شارلي كين التى تفوق الوصف:
وتمتد من الجانب الأيمن على ساحل الخليج لمسافة تقرب من الأربعين ميلا، بل وتمتد في كل الاتجاهات إلى أبعد مما يصل إليه النظر. تكاد تكون معزولة عما حولها. وقد غير كين من طبيعتها بعد امتلاكه لها بإصلاح الأرض أو بزراعتها أو تخطيطها على شكل بحيرات ومتنزهات. والقلعة ذاتها تشغل مساحة كبيرة وتتكون من عدة قلاع تاريخية ذات طرز معمارية أوروبية وغير أوروبية كما يبدو المشهد أعلى قمة الجبل.
ـ مزج
3- ملاعب جولف (ماكيت):
الخضرة تنتشر في المكان بغير رعاية ـ والطحالب الاستوائية تغمر الممرات المائية التى تبدو مهملة لم تمسها يد من زمن بعيد.
اختفاء تدريجي.
ظهور تدريجي
4- منظر لما يبدو أنه كان حديقة حيوانات (ماكيت)
من طراز هاينبك، كل شيء باق على ما هو عليه الآن باستثناء بعض قطع من الأرض محاطة يخندق يضم حيوانات طليقة ـ لافتات تشير إلى أنه كان يوجد بها نمور وأسود.
اختفاء
ظهور تدريجي
5- حديقة للقردة ـ ماكيت
في مقدمة الكادر يبدو قرد ضخم يحك جسمه في تؤدة ثم يتطلع نحو مقاطعة شارلس فوستركين نحو وهج الضوء المنبعث من القلعة فول التل.
6- بيت التماسيح (ماكيت)
مجموعة من التماسيح الراقدة في تكاسل وقد انعكسته أضواء النافذة على الماء الموحل.
7- بحيرة ضحلة (ماكيت):
قارب يرسو ـ صحيفة قديمة تطفو على سطح الماء ـ نسخة من جريدة «المحقق» تكشف ثانية أثناء طفوها انعكاس نوافذ القلعة.
8- حمام السباحة (ماكيت):
الحمام فارغ ـ صحيفة تتطاير نحو أرضية حوض الحمام المتصدعة.
9- أكواخ (ماكيت)
من خلال القلعة ونحن نمر بها نرى أبوابها ونوافذها وقد أغلقت بقضبان غليظة حماية لها من السرقة.
ـ مزج ـ
ظهور
10- جسر متحرك (ماكيت مصغر):
فوق خندق مائي صار راكدا تحتله الطحالب. تواجه ببوابة ضخمة في حديقة مساحتها ثلاثون ياردة وتمتد لمائة.. تنتهي يسور القلعة. يبدو ما حولها وقد أهمل العناية به لفترة طويلة وإن ظلت هذه الحديقة بصفة خاصة في حالة جيدة. بينما تشق الكاميرا طريقها عبر الحديقة في اتجاه نافذة القلعة المضاءة تبدو نباتات نادرة وغريبة من كل الأنواع، الانطباع العام أنها نباتات استوائية.
ـ مزج ـ
11- النافذة (ماكيت مصغر):
تتقدم الكاميرا حتى إطار النافذة ليشمل الشاشة. فجأة تطفأ الأنوار ومعها تتوقف حركة الكاميرا والموسيقى المصاحبة للمشهد، نرى من خلال إطار النافذة الزجاجي انعكاس أملاك لمستر كين كئيبة.
ـ مزج ـ
12- داخلي ـ غرفة نوم كين ـ الوقت فجراً ـ 1940
لقطة طويلة جداً لسرير «كين» الضخم وقد بدا ظله تجاه النافذة الضخمة.
ـ مزج ـ
13- داخلي ـ غرفة نوم كين ـ الوقت فجراً ـ 1940:
مشهد عاصفة ثلجية ـ انهمار ندف الثلج بطريقة غير مألوفة ـ بيت ريفي وتمثال لرجل مصنوع من الثلج ـ صلصلة أجراس الزلاجة بخلاف الموسيقي التصويرية التى تعبر في سخرية عن أجراس معبد هندي ـ تتوقف الموسيقى.
صوت كين يوهن شديد
ـ روزبود ـ
تتراجع الكاميرا ليبدو المنظر كله كما لو كان واحداً من الكرات البلورية التى تباع عادة في محلات بيع السلع القديمة. يد «كين» تتراخى عن الإمساك بالكرة لتسقط من يده وتتدحرج فوق السجادة حتى السرير والكاميرا تتابعها. الكاميرا تسقط على الدرج الأخير ومنها الى الأرضية الرخامية حيث تتحطم وشظاياها تلتمع على ضوء شمس الصباح. التى تشكل عبر الغرفة شكلاً بزاوية مع إزاحة ستار الغرفة.
14- عند قدم سرير «كين»:
الكاميرا قريبة جداً. نرى عند النافذة المغلقة شكل ما.. لممرضة تجذب الغطاء على وجهه.
الكاميرا تتابع الموقف على امتداد المخدع حتى تغطي الملاءة وجه «كين».
اختفاء تدريجي
ظهور تدريجي
15- داخلي ـ قاعة عرض سينمائي: (2)
مع اقتراب الكاميرا نحو الشاشة نقرأ الكلمات
العنوان الرئيسي
نسمع عبر شريط الصوت موسيقى نحاسية صاخبة (على خلاف ما نسمعها)، شاشة العرض تشغل شاشتا مع ظهور العنوان التالي
العناوين
ملحوظة: يستعان هنا بنموذج من الأخبار القصيرة التى تعرض عادة شهرياً وكل أسبوعين وتعتمد على أحداث وشخصيات عامة. وهي تختلف عن الأفلام الإخبارية العادية كما في «مسيرة الزمن» وبعض الأفلام التسجيلية الأخرى للاستعانة بها لانتفاء الانطباع الحقيقي لهذا النوع من الأفلام القصيرة المعروفة الآن ـ وكما هو متبع في مثل هذه الأفلام فسوفيستعان بها في التعليق الى جانب العناوين التفسيرية.
اختفاء تدريجي
المعلق
الولايات المتحدة، زانادو من أملاك شارلس فوستركين
كانت زانادو «أسطورة حيث حصل كوبلاخان على قلعة الملذات. (مع استشهادات بصوته) حيث تمتد الأرض الخصبة لأميال وأميال تحوطها من كل جانب الأسوار والأبراج.
لقطة افتتاحية لساحل فلوريدا المهجور.
(بدون الاستعانة بالاستشهادات) واليوم…. تعتبر زانادو التى تقع في فلوريدا أسطورة وأكبر مكان للملذات. هنا على ساحل الخليج شيد جبلا خاصا لحسابه… هنا.. في هذا الأسبوع من عام 1940 وفى هذا المكان تجرى أكبر وأغرب جنازة لواحد من أساطين هذا القرن.. كوبلاخان أمريكا.. شارلس فوستركين.
مزج
عناوين
ـ لأربعة وأربعين.. «مليون قارئ لم يكن أحدا ينافس اسم «كين» أعظم وأكبر ملك من ملوك الصحافة لهذا الجيل ولغيره من الأجيال».
لقطة ضخمة لصورته تملأ الشاشة.
ـ تتراجع الكاميرا لتبدو الصورة على الصفحة الأولى كصحيفة «المحقق» وقد أحيطت بعبارات لحداد مع عناوين رئيسية (1941).
ـ مزج ـ
معلق
ـ عناوين متعددة بخطوط وأساليب متنوعة تمثل صحفاً متباينة وكلها تعلق على وفاته مع صور له (منها عناوين لغات أجنبية)، فيما يتعلق بالعناوين هنا وان كانت تبدو في غير صالحه الا أنها تكشف عن تناقض الآراء والعواطف إيزاءه…. لذا فهي تحمل كلمات مثل «وطني» ديمقراطي ـ مثير حرب ـ خائن ـ رجل سلام ـ مثالي ـ أمريكي… الخ.
ولقد كرمت أسماء أخرى في تاريخ الصحافة أكثر من شارلس فوستو-كين.. من بينهم جميس جوردون موبينت الأول ونور ثكليف وبيفربروك من انجلترا ومن شيكاغو باترسون وماكروميك ومن دثفر «بونفيلز وسومرز ومن نيويورك العظيم جوزيف بوليثزر امبراطور الصحافة الإخبارية وثم العملاق هيرست.. وكلها أسماء كبيرة. لكن لم يكن أحد منهم محبوباً ومكروها كما كان شارلس فوستركين.
عنوان
معلق
– 1895 – 1940
– لقطة تغطي صحفياً كل هذه السنوات.
ـ لقطات تسجيلية لمدينة سان فرنسيكو أثناء وبعد حريق… ثم لقطات لقطارات خاصة تحمل إعلاماً خفاقة عن «منظمة كين للإغاثة»
ـ كانت صحف «كين» أول من كتبت عن زلزال سان فرنسيكو. وأول من خففت عن آلام المصابين وكتبت عن معاناتهم.
ـ طبع مزدوج على هذه اللقطات بتاريخ 1906
معلق
ـ لوحات فنية لـ«فوشي» ومفاوضات السلام. في حالة عدم توافر لقطات إخبارية طبع مزدوج على اللقطة بتاريخ 1918
كما سبقت صحف كين العالم بنشرها تفاصيل الهدنة قبل غيرها بثماني ساعات. وعن التفاصيل الكاملة بشروط الاتفاقية التى منحها الجنرال فوش للألمان من مركبة القطار في خضم الحملة.
ـ لقطات تحمل التاريخ 1898.
(يتم اعدادها)
ـ لقطات تحمل التاريخ 1910
(يتم إعدادها)
ـ لقطات تحمل التاريخ 1922
(يتم إعدادها)
عناوين ـ كارتون ـ جرائد إخبارية معاصرة أو صور ثابتة لـ:
وعلى امتداد أربعين عاماً لم توجد قضية عامة إلا وكان لصحف «كين» موقف.
1- حق الاقتراع للمرأة (تصحبها لقطات من الجريدة السينمائية المشهورة لعام 1904).
2- تحريم الخمور.
3- تي. في ـ أيه.
4- اضطرابات العمال
قصاصات من لقطات إخبارية قديمة لكل من «وليام جيننجز بريان ـ تيودرو روزفلت ـ ستالين ـ والتر تاتشرـ آل سميث ـ ماكينيللي ـ لاندرون ـ فرانكلين. د. روزفلت وغيرهم. (وكذلك الاستعانة بجرائد اخبارية حديثة لـ «كين» مع القادة النازيين مثل هتلر وجورنج ومن انجلترا شامبرلين وتشرشل).
ولم توجد شخصية عامة لم يقف معها «كين» أو تهاجمها. «وغالباً ما كان يهاجمها بعد ذلك.
لقطة لمبنى متداع آيل للسقوط مجهز بمطابع قديمة كما يبدو ومن خلال نوافذ زجاجية وقد كتب عليه اسم «المحقق» بحروف ذهبية قديمة الطراز (1892)
كانت بدايته المتواضعة على أشلاء صحيفة منهارة
مزج
مبنى صحيفة «المحقق» الفخم 250 الآن:
خريطة للولايات المتحدة (1891-1911) تملأ الشاشة بينما تظهر رسوم توضيحية متحركة لانتشار مطبوعات «كين» من مدينة لأخرى. من نيويورك الى شيكاغو. باعة الصحف… ثم دويترويت ـ سانت لويس ـ لوس انجلوس ـ سان فرنسسكو ـ وشنجتون ـ اطنطا… وغيرها مع صيحات الباعة (صحف كين.. صحف كين)
كانت إمبراطوريته في عز مجدها تضم أكثر من سبع وثلاثين صحيفة وثلاث عشرة مجلة ومحطة إذاعة. إمبراطورية بعد أخرى.. أول محلات للبقالة والورق والمطاحن والمصانع والغابات وسفن عابرة للمحيطات.
معلق
لقطة لمنجم على وشك تفجيره ـ مدافن ودخان ـ قطارات تروح وتجيء… الخ.. لوحة كبيرة وقد كتبت عليها» شركة تعدين كولورادو ولود» 1940 وأخرى تقول «ساليم… كولورادو» على بعد 25 ميلا.
إمبراطورية تمتد وتمتد على مدى نصف قرن وامتلاكه أغنى ثالث منجم ذهب في العالم.
مزج
لقطة لصور فوتوغرافية قديمة للمنجم منذ سنوات مضت (وقد كتب تحتها عام 1870).
لقطات لصورة تحمل توماس فوستركين وزوجته «ماري» ليلة زفافهما.. صور أخرى لـ«ماري كين» بعد أربع أو خمس سنوات مع طفلها شارلي فوستركين.
وكانت مصادر ثروته اسطورة أمريكية… فكيف آلت ملكية المنجم 1868 الى «ماري كين»
لقطة لمبنى البرلمان ـ وشنجتون (دي. سي)
المعلق
لقطة لجنة التحقيقات بالكونجرس (من نسخة جي. مورجان الإخبارية) والمشهد يتم صامتاً. والترب. تاتشر يقف على المنصة ابنه على يمينه. يوجه اليه بعض رجال الكونجرس الأسئلة. في هذه اللحظة يجلس طفل على حجره محدثاً ارتباكاً واحراجاً للحاضرين.
وبعد سبعة وخمسين عاماً وأمام لجنة تحقيق من الكونجرس تعرض والتر «ب» تاتشر كبير ورل ستريت شارع المال لحملة من صحف «كين» حول الاحتكار.. وهو يتذكر رحلة قام بها في شبابه.
ـ لقطة قريبة من جريدة إخبارية على تاتشر ـ يختفي الآن شريط الصوت.
تاتشر… وبسبب هذا الحادث التافه… المحقق: وهل ذهبت حقيقة الى كولورادو عام 1870 نعم أم لا؟
تاتشر: نعم
المحقق: بشأن أمر يخص «كين»؟
تاتشر: أجل.. لقد عينتني الشركة كوصي على أمواله مسز كين والتى استعادتها مؤخراً… وهي التى أبدت رغبتها في رعاية الطفل شارلس فوستركين.
المحقق: ألم يحدث في هذه المناسبة أن هاجمك الطفل شخصياً بأن ضربك بالزحافة. (ضحكات عالية وارتباك)
تاتشر: سيدي الرئيس.. سأقرأ على لجنتكم الموقرة بياناً أحضرته.. بعدها سأمتنع عن الرد على أية أسئلة أخرى.. مستر جونسون.. لو سمحت..!
(يسلم مساعد شاب ورقة من حقيبة )
تاتشر (يقرأها).. مع ادراكي التام ومسؤوليتي لما سأقرأ… ومن ايماني المطلق فإن مستر شارلس فوستركين في كل آرائه الاجتماعية وسلوكه الخطر وإصراره على مهاجمة التراث الأمريكي والملكية الخاصة وروح المبادرة من أجل التقدم.. هو في الواقع شيوعي… لا أكثر ولا أقل
المعلق
جريدة إخبارية لاجتماع بميدان «يونيون» ـ جانب من الجماهير تحمل اعلاماً تطالب بمقاطعة صحف «كين» شخص يعتلي المنصة وهو يخطب (اختفاء شريط الصوت) حتى ينطق كلمات» إن شارلي فوستركين خطر على كل عامل في هذه البلاد.. أنه كعهدنا به دائماً.. فاشستي!
فى نفس المشهد.. وفى ميدان «يونيون»
– جريدة إخبارية صامتة على منصة عاصفة وعلم أمام مبنى صحيفة «المحقق».. يقف على المنصة شارلس فوستركين بملابس السهرة يخطب دون سماع صوت
ورأي آخر… هو رأي كين شخصياً
ـ عنوان ـ
لقد كنت وسأظل شيئاً واحداً.. أمريكيا (شارلس كين)
ـ نفس المكان ـ كين يصافح أيدي خارج الكادر
على متن قارب ـ لقاء حقيقي لجريدة إخبارية إثر وصوله الى ميناء نيويورك ـ كين يقف للمصورين (في بداية السبعينات)
صحفي: مستر كين هذه إذاعة.
كين: أعلم هذا.. هل ما زال لديكم القدرة على إجراء مثل هذه الأحاديث رغم كل ضرائب الدخل الجديدة؟
(تبدو ابتسامة حيرة على وجه المذيع)
صحفي: تقول إذاعة ترانس اطلنطك أنك عائد وبحوزتك عشرة ملايين دولار هي ثمن أشياء فنية.. هل هذا صحيح؟
كين: لا تصدق كل ما تسمعه من الإذاعة.. عليك بقراءة «المحقق»
صحفي: كيف وجدت حال «البيزنس» في الخارج؟
كين: غاية في الصعوبة (يضحك من القلب).
صحفي: مرحباً بعودتك.
كين: وأنا سعيد بعودتي للوطن فأنا مواطن أمريكي (بحدة، هل هناك أسئلة أخرى؟ اسأل أيها الشاب، عندما كنت في مثل سنك كنا نسأل أسرع من هذا..
صحفي: هل تعتقد بنشوب حرب في أوربا؟
كين: لن تقوم حرب.. لقد تحدثت مع كل قادة القوى العظمى ويمكننى أن اطمئنك بأن انجلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا لديهم من الحصافة بأن الحرب تعني نهاية الحضارة.. لن تكون هناك حرب!
مزج
عنوان
قليل من الحياة الخاصة ما تكون جماهيرية.
صورة تاريخية لـ «اميلي نورتون (1900)» ـ مزج ـ
المعلق
إعادة تركيب لإحدى الجرائد الإخبارية القديمة لحفل زفاف في البيت الأبيض يضم العديد من الشخصيات البارزة منهم كين واميلي وتاتشر والابن وبرنشتين وليلاند وغيرهم. كما نرى بين الضيوف مصوري الصحافة والجرائد الإخبارية (1900)
وتزوج مرتين وطلقهما. الأولى هي اميلي نورتون ابنة اخت الرئيس والتى هجرته عام 1916 وتوفيت عام 1918 في حادث سيارة مع ابنهما.
صورة تاريخية قديمة لـ سوزان الكسندر
مزج
المعلق
إعادة تركيب المونتاج لاحدى الجرائد الإخبارية الصامتة.
سوزان وبرنشتين يخرجان من باب الصالة الجانبي إلى حشد من الصحفيين «كين» يتراجع مذعوراً للحظة ثم يندفع نحو المصورين يضرب بعصاه كل من يلقاه (1917)
بعد أسبوعين من طلاقه من اميلي نورتون تزوج من المغنية سوزان الكسندر في تورنتو بنيوجرسي.
صورة ثابتة لنموذج معماري يماثل أوبرا شيكاغو (1919)
المعلق
أما الزوجة الثانية المغنية السابقة وهي سوزان الكسندر فقد شيد لها دار أوبرا بتكلفة ثلاثة ملايين دولار
مزج
– لقطة ساحرة لقصر زانادو قبل تمام بنائه والذي يبدو كأسطورة فوق الجبل
أما عن سوزان فقد طلقته قبل تمام البناء.. نفس القصر قبل تمامه. أما عن كلفته فلا يمكن الجزم بها..
– لقطات تمثل إعداد بنائه (1920- 1929)
– لقطات لعربات شحن وقطارات يصدر منها أصوات رهيبة.
– لقطات لآلات لانتشال الطين من قاع النهر.
– سفينة على الشاطئ تفرغ حمولتها.
– لقطات متتابعة سريعة لبعض الأبنية والأخر ماكيت لمبان كاملة البناء ـ حفريات واسمنت.. الخ
المعلق
مزيد من اللقطات السابقة وإن كنا نراها هذه المرة (من خلال ماكيت) جبل ضخم اثناء إنشائه عبر فترات زمنية مختلفة.
مائة الف شجرة…. عشرون الف طن من المرمر هي كل ما احتاجه بناء قصر «زانادو».
لقطات لفيلا وقردان وزرافات… الخ ترعى في أسراب وسفن أفرغت حمولتها.. الخ بأكثر من وسيلة
المعلق
أما عن دواب زانادو فطيور من كل الأنواع وأسماك ووحوش من الغابة.. زوجان من كل منها لتشكل أكبر حديقة حيوان خاصة منذ عهد نوح.
– لقطات لحقائب مغلقة تنقل من السفن والقطارات وسيارات الشحن وقد كتب عليها كل أنواع الحروف من ايطالية وعربية وصينية وغيرها وكلها تحمل اسم «كين» زانادو ـ فلوريدا.
أما عن محتويات القصر.. لوحات زيتية وصور وتماثيل عديدة صنعت من أحجار العديد من القصور وقد شحنت الى فلوريدا من كل ارجاء العالم ويما يكفى لعشر متاحف.
– صور ثابتة لبناء زانادو ـ الشرفة الرئيسية ـ مجموعة من الأشخاص في زي عام 1929 ـ يبدو من بينهم بكل وضوح «كين» و «سوزان».
ـ عنوان ـ
ومن هنا… ولمدة ربع قرن مضت شكلت ووجهات مشاريع كين مصير أمة
ـ لقطات حقيقة منوعة لعناوين الصحف الأمريكية منذ 1895.
كين يحث بلاده على دخول الحرب.
– لقطات من الحرب الأسبانية ـ الأمريكية (1898).
ومعارضا المشاركة في حرب أخرى.
– مقابر في فرنسا نتيجة الحرب العالمية ومئات الصلبان (1919).
يمدح لانتخاب رئيس أمريكي وسرعان ما يهاجم آخر.
جريدة إخبارية قديمة لاحدى الحملات السياسية.
لقطة ليلية لجماهير تحرق تمثالا يعبر عن السخرية منه ثم يلقى به في النار التى سرعان ما تخبو (1916)
اختفاء
ـ عنوان ـ
(فى السياسة فإن اشبين العروس لا يمكن أن تكون العروس)
المعلق
– لقطات إخبارية لحشد من الجماهير تندفع نحو المبنى ـ حديقة ميدان ماديسون..
ـ لقطات من داخل الصالة مسز كين والطفل شارلي فوستركين وهو في التاسعة والنصف من عمره يستقبلان هتاف الجماهير (لقطة صامتة 1916)
ـ لقطة إخبارية لمنصة وقد جلس «كين» بجوار منصة المتحدث رافعاً يده لاسكات الجماهير(لقطة صامتة 1916)
ورغم أنه كان يشكل الرأى العام فلم يمنحه ابناء وطنه أصواتهم في الانتخابات طوال عمره وقليل من الصحفيين من حققوا مثل هذا مثل هيرست الذى كان عضوا في الكونجرس والجميع يعلم. وكذلك المراقبين السياسيين. أنه لم يوجد الصحفي الذى يملك السلطة الكافية لهذا إلا أن صحف كين كانت من القوة في فترة وحققت له النصر عام 1916 كمرشح مستقل لمنصب الحاكم. وبذا صارت الخطوة التالية الى البيت الأبيض أكثر سهولة لحياة سياسية مشرقة.
الصفحة الأولى من صحيفة معاصرة على عنوان صارخ وصورة تجمع بينه وبين سوزان (1916) يقول العنوان
(المرشح كين يقع في عش الحب مع مغنية)
المعلق
وفجأة.. وقبل اسبوع من الانتخابات كانت الهزيمة والخزي والعار هزيمة ظلت لعشرين عاما قضية إصلاح في الولايات المتحدة محت الى الأبد أية فرصة سياسية أخرى له.
عناوين صحفية حول الكساد الاقتصادي
ـ إعادة لخريطة الولايات المتحدة (1932-1939) ـ فجأة انعكس الوضع وبدأ تدهور الإمبراطورية مع توضيح لحديث المعلق.
ـ باب احدى المكاتب الصحفية يحمل لافتية (مغلق).
وفى العام الثالث من الكساد الكبير. وكما يحدث مع كل أصحاب الصحف من بينت ابي «موتساي» إلى «هيرست» أغلقت صحف.. وهو ما حدث مع كين حيث أغلق له خلال أربع سنوات إحدى عشرة صحيفة واندمجت أربع مجلات وأكثرها بيع أو أنهار.
– لقطات لزانادو (1940)
المعلق
وبعد أربع سنوات أخرى قضى عمره وحيداً في قصره الذى لم يتم بناؤه أبداً لا يزوره ولا يصوره أحداً وظل فيها «شارلس فوستركين» يدير إمبراطوريته المنهارة محاولا السيطرة على الموقف كما كان يفعل «كين».. دون جدوى.. وبعد أن كان يدير مصير أمة ما عادت تستمع اليه أو تثق به.
– سلسلة من اللقطات الحديثة وان كانت مهزوزة ومهربة وقد بدأ فيها كين على كرسي المرضى وقد تدثر ببطانية وهو يجتاز الحديقة تحت أشعة الشمس وان بدا شخصية معزولة (1935)
خارجي ـ مبنى صحيفة «المحقق» الجديد نيويورك ـ ليل ـ 1940.
(رسومات زيتية وأخرى مقلدة)
وهكذا وكما يحدث لكل الناس توفي شارلس فوستركين في الأسبوع الماضي
لافتة الكترونية متحركة شبيهة بمثيلتها على مبنى التايمس تشير كلماتها بوضوح الى: وفاة شارلس فوستركين
– لقطة متقاطعة ـ باب وقد كتب عليه (صالة العرض).
16- داخلي صالة العرض ـ نهار ـ 1940: (3)
صالة مظلمة وشعاع آلة العرض ينعكس على الشاشة، الحاضرون مجموعة من الصحفيين الإخباريين ومن مجلات «رولستون» الذى يجلس بينهم. خلال هذا المشهد لا نرى وجه أحداً منهم. فبعضهم نراه فقط من خلال ضوء مصباح مائدة خيالاتهم على الشاشة تبدو «سلويت» تحت أشعة الضوء المنبعث من غرفة العرض.
تومبسون: هذا كل شيء.
(ينهض ويشعل سيجارة ثم يجلس على جانب من المائدة. حركة الحاضرين وهم يستبدلون أماكنهم ويشعلون سجائر)
الأول (فى التليفون)، كن مستعدا.. سأخبرك إن كنا في حاجة لإعادة العرض ثانية (يضع السماعة )
تومبسون: ما رأيك يا مستر رولستون؟
رولستون (ينهض): ما رأيكم أنتم؟
(صمت قصير)
ثان: حسنا.
ثالث: سبعون عاما من حياة إنسان…..
رابع: من الصعب التوصل لشيء من الجريدة الإخبارية
(تومبسون يطفأ مصباح المائدة)
رولستون (يتجه نحو تومبسون): عرض رائع.. لكن المطلوب زاوية لتناول الموضوع. فالفيلم يخبرنا ان شارلي فوستركين قد مات.. نعرف هذا.. وقرأناه في الصحف (ابتسامة استحسان)… ما رأيكم أنتم….
ثالث: اتفق معك
أول: أنت محق يا سيد رولستون… نحن في حاجة الى زاوية للتناول.
رولستون: كما ترى تومبسون… لا يكفي ان تقول ما فعله.. بل أن تخبرنا من هو؟ وكيف كان ـ
ثان: في حاجة لزاوية تناول.. وجهة نظر.
رولستون: بالتأكيد (وكأن فكرة قد واتته) انتظر لحظة
(لجميع يتجهون نحوه باهتمام)
رولستون (يواصل): ما هي آخر كلمات نطق بها «كين»؟ هل تتذكرونها؟
ثالث: كلماته الأخيرة
ثان: كلمة الموت
رولستون: ما هي الكلمات التى نطق بها عند وفاته؟ ربما يكون قد أخبرنا بكل شيء عن نفسه وهو على فراش الموت.
تومبسون: صحيح.. وربما لم يفعل.. ربما
رولستون (ساخراً منه): ان كل ما شاهدناه على الشاشة يشير لأمريكي عظيم (يتجه نحو الشاشة)
ثالث: واحداً من أعظمهم
رولستون: لكن. فيم اختلافه عن فورد أو هيرست.. أو روكفلر.. أو جون دو؟
(همهة موافقة)
رولستون (يتجه نحو تومبسون): كما قلت لك.. كلمات رجل يحتضر.
ثان: لكن ما هي؟
تومبسون (إلى ثان): ألم تقرأ الصحف؟
(ضحك)
رولستون: عندما مات قال كلمة واحدة…
تومبسون: روزبود
أول: هل هذا كل ما نطق به… «روزبود»
ثان: أه… روزبود
رابع (متهكما): يموت وهو ينادي على روزبود (ضحك)
رولستون: نعم… «روزبود»… مجرد كلمة واحدة.. لكن من تكون هي…..
ثان: أو ماذا كانت؟
(ضحكة مكتومة)
رولستون: نحن إزاء رجل كان يمكن أن يكون رئيسا للولايات المتحدة كان محبوباً وكان مكروها… قيل عنه الكثير… لكن عندما جاءه الموت كان في ذهنه شيء ما.. اسمه «روزبود» ماذا يعني هذا؟
ثالث: ربما يكون اسم حصان سباق ـ لقد راهن ذات مرة….
رابع: هذا لن يحل الأمر
رولستون: حسناً (يتجه نحو الثالث والرابع) لكن أي سباق
(قليل من الصمت)
رولستون: تومبسون
تومبسون: نعم
رولستون: أوقف عرضه لأسبوع.. أو اثنين إن لزم الأمر
تومبسون (في تردد): الأ ترى أن عرضه فور وفاته سيكون أفضل من…………
رولستون (بحزم): عليك بالبحث عن «روزبود» قابل كل من يعرفه.. مديره هذا (يفرقع بأصبعه)… برنشتين…. زوجته الثانية.. أنها ما زالت حية
تومبسون: سوزان الكسندركين
ثان: انها تدير ملهى ليليا في مدينة اطلنطا
رولستون (نحو تومبسون): قابل الجميع.. كل من عمل معه… من أحبه ومن كرهه (يتوقف) لا أقصد أن تبحث عنهم من دليل التليفون طبعاً!
(الثالث يضحك والباقي في ضحكة مكتومة)
تومبسون (ينهض): سأفعل حالا
رولستون ( يضع يده على كتفه): حسنا…. تحقق هل «روزبود» حية أم ميتة.. قد ينتهي الأمر على شيء لا يستحق.
ـ اختفاء تدريجي ـ
(ملحوظة: من الآن ستبدأ عملية البحث عن حقيقة «كين» على يد تومبسون من خلال لقاءات وبحث مع كل من يعرفه كين)
ـ ظهور تدريجي ـ
(17 ـ خارجي ـ ملهى ليلي رخيص يدعى «الرانشو» مدينة اطلنطا ـ مطر ـ ليل ـ 1940 ـ ماكيت مصغر:
اللقطة الأولى على لافتة
الرانشو ـ برنامج ترفيهي
سوزان الكسندركين
مفتوح طول الليل
وهي لافتة مكتوبة بالنيون تبدو جلية وسط الظلام ـ ثم ضوء ويكشف عن سقف مثبت عليه الإعلان، تتقدم الكاميرا من كوة حيث نرى الملهى ومائدة أمامها شبح امرأة حيدة تعاقر الخمر.
ـ مزج ـ
18- داخلي ـ ملهى «الرانشو» ـ ليلي ـ 1940: (4)
(سوزان تجلس على مائدة ـ وهي في الخمسين وان كانت تحاول أن تبدو أصغر من سنها، تصبغ شعرها بلون أشقر رخيص وترتدي فستان سهرة. شبح تومبسون والكابتن يتجهان نحوها من ناحية المدخل ـ الكابتن يتوجه نحو سوزان ويقف خلفها في حين يبدو وتومبسون «فى الصورة في لقطة مقربة وظهره الى الكاميرا «.
الكابتن (الى سوزان): مسز الكسندر.. أقدم لكل مستر تومبسون.
سوزان ( دون أن تتطلع اليه): جون.. هات كأسا أخر (صوت خافت من الخارج)
كابتن: مستر تومبسون.. هات ما عندك…؟
تومبسون (يبدأ في الجلوس): سأتناول كأساً
سوزان (تنظر اليه): ومن سمح لك بالجلوس هنا؟
تومبسون: ربما في الإمكان أن نشرب معا
سوزان: مرة ثانية (لحظة صمت محرجة) لماذا لا تتركوني وحدي؟ على كل إنسان أن يهتم بأموره الخاصة.
تومبسون: سآخذ من وقتك القليل. كل ما أريده هو سؤالك..
سوزان: اخرج من هنا… اخرج من هنا (فى حالة هسترية)
تومبسون (ينهض، آسف)
سوزان: اخرج من هنا!
تومبسون: ربما نتحدث في وقت آخر
سوزان: قلت اخرج من هنا!
(تومبسون يتوجه نحو الكابتن الذي يشير الى الباب بإشارة خفيفة من رأسه ثم يبتعد عن المائدة نحو الجرسون الذى يتكئ على الحائط. وتومبسون يتبعه.
الكابتن: قدم لها مشروباً آخر (موجها حديثه الى تومبسون) أنها لم تعد تتحدث مع أحد.
تومبسون: لا بأس
( يتوجه نحو كابينة التليفون )
الجرسون: كأسا أخر؟
الكابتن: نعم
(تومبسون يضع عملة في التليفون ويطلب من العامل رقم 112 لمكالمة بعيدة. الجرسون يخرج لإحضار المشروب).
تومبسون (فى التليفون): ألو.. أريد مدينة نيويورك.. كوتلاند رقم 79970
(الكاميرا تقترب من كابينة التليفون)
تومبسون يواصل حديثه: مدينة اطلنطا رقم 406827 حسنا… (يضع عملة في التليفون ويتحدث مع الكابتن). هل من الضرورى أن أقدم لها كأسا آخر؟
الكابتن: نعم. سوف تخطفه.. وبعدها سوف تتحدث عن مستر «كين».
تومبسون (فى التليفون): ألو.. أنا تومبسون.. رجاء أريد الحديث مع الرئيس؟ (يغلق باب الكابينة) ألو مستر رولستون.. أنها لا تريد الكلام!
(يدخل الجرسون من خلف ويضع الكأس أمام سوزان التى تتناوله بنهم)
رولستون: من…..
تومبسون: الزوجة الثانية لمستر كين.. حول كلمة «روزبود»… أو أي شيء آخر.. أنني أتحدث من مدينة اطلنطا.
صوت رولستون: حاول أن تستنطقها:
تومبسون: سأحاول… وسأتوجه الى فلادلفيا صباحا الى مكتبة تاتشر للاطلاع على يومياته.. انهم في انتظاري هناك. لدى بعد ذلك موعد في نيويورك مع المدير العام لمستر كين… اسمه برنشتين ثم أعود بعدها الى هنا.
صوت رولستون: قابل الجميع
تومبسون: سأقابل الجميع… ممن ما زال على قيد الحياة.. وداعا
(يغلق السماعة ويفتح باب الكابينة )
الكابتن: جون
تومبسون « جون…. عليك بمساعدتي… متى تتحدث عن كين؟ ألم تنطق أبداً بأي شيء حول «روزبود».
الكابتن (ينظر نحو سوزان): «روزبود»
(تومبسون يدفع اليه خلسة بورقة نقدية)
– أه.. شكراً… في الحقيقة أنني سألتها يوما عن ذلك بعد كل ما نشر في الصحف وقالت بأنها لم تسمع شيئاً عن هذه الكلمة إطلاقاً.
ـ مزج ـ
19- داخلي ـ مكتبة تاتشر التذكارية ـ نهار ـ 1940:
– مذكرة تفسيرية عن مستر تاتشر وقد كتبت على رخام فاخر وعينه الجامدة مثبتة اتجاه الكاميرا نحو تمثال نصقي محفور عليه اسم «والترباركس تاتشر».. وفى لقطة متوسطة نلتقى بـ بيرثا اندرسون «تجلس خلف مكتبه. وهي امرأة مسنة عانس وقد وقف تومبسون أمامها ممسكاً بقبعته..
بيرثا (فى التليفون): حاضر.. سأصحبه الآن (تضع السماعة وتنظر اليه؟ لقد طلب من المسؤولون عن المكتبة أن أذكرك ثانية بالشروط التى بموجبها يمكنك الاطلاع على أجزاء من مذكرات مستر تاتشر بخط يده.. وستجد اقتباسات مباشرة في المخطوط يمكنك الاستعانة بها.
تومبسون: موافق تماماً
بيرثا: تعالي معي
(تنهض وتتوجه نحو باب بعيد وتومبسون يتبعها)
ـ مزج ـ
20- داخلى ـ قبو مكتبة تاتشر التذكارية ـ نهار ـ 1940:
(غرفة تحمل سحر ودفء قبر نابليون ـ (مزج) يفتح الباب لنطالع عبر كتف تومبسون ساحة غرفة أرضيتها من المرمر) وفى وسطها مائدة ضخمة من خشب الماهوجوني ثم خزانة حيث يقف حارس يحمل مسدساً يستخرج مخطوط يوميات والتر تاتشر ويقدمها الى بيرثا».
بيرثا (للحارس): من الصفحة الثالثة والثلاثين الى الصفحة مائة واثنين وأربعين.
الحارس: حاضر…. مس اندرسون.
بيرثا (الى تومبسون) طبقاً لما اتفقنا عليه سوف يقتصر اطلاعك على الجزء الذى يتحدث فيه عن مستر كين.
تومبسون: وهذا ما أريده.
بيرثا: ومطلوب منك مغادرة الغرفة فوراً في الساعة الرابعة والنصف.
(تتركه يشعل سيجارته. الحارس يومئ برأسه ـ تومبسون ينحني لقراءة المخطوط والكاميرا تهبط من فوق كتفه الى صفحة من المخطوط).
– لقطات متقاطعة ـ المخطوط وقد كتب بخط دقيق شارلي فوستركين(5)
«عندما نظر هذه السطور مطبوعة بعد وفاتي فانني على ثقة من أن العالم سوف يتفق معى على أن شارلس فوستركين على فرض أنه لن يكون منسيا تماماً وهو ما أرجحه، لقد ظهر الكثير من الهراء حول لقائي الأول معه وهو في السادسة من عمره… ان الحقائق غاية في البساطة. ففي شتاء عام 1870.
ـ مزج ـ
21- خارجي مستر كين ـ تُرل ـ نهار ـ 1870:
ساحة يغطيها الثلج ـ في نفس الموقع ومع لقطات متقاطعة على الكلمة الأخيرة تبدو شخصية شارلس فوستركين وهو في الخامسة من عمره يلقي بكرة الثلج نحو الكاميرا حيث تطير نحونا الى خارج المشهد.
22- زاوية عكسية على المنزل حيث نقرأ لافتة كبيرة وقد كتب عليها:
نُزل مستر كين
إقامة ووجبات خدمة ممتازة لاستفسار بالداخل
– شارلس كين يقذف بكرة الثلج على اللافتة.
23- داخلي ـ قاعة استقبال ـ منزل مستر كين ـ نهار ـ 1870:
الكاميرا بزاوية نحو النافذة. لا نرى سوى مساحة الثلج ثانية. شارلي يضع كرة ثلج أخرى. الآن… تتراجع الكاميرا للوراء بحيث يبدو إطار النافذة ونحن داخل قاعة الاستقبال. مسز كين في حوالي الثانية والعشرين من عمرها تنظر في اتجاه طفلها.
مستر كين (تنادي عليه): شارلي.. كن حذراً.
صوت تاتشر: مسز كين.
مستر كين (تنادي عليه من النافذة): شارلي..ضع الكوفية حول عنقك
(شارلس يجري ـ مسز كين. تلتفت نحو الكاميرا لنرى وجهها المرهق رغم رقته)
صوت تاتشر: اعتقد أن علينا اخباره الآن
(الكاميرا تتراجع أكثر ليظهر تاتشر يقف بجوار مائدة وقد وضع عليها قبعة واوراقه ).
مسز كين: سأوقع هذه الأوراق حالاً
كين (الأب): يبدو أنكم نسيتم أنني والد الطفل
(ومع سماع صوت الأب يلتفت الاثنان نحوه، وتتراجع الكاميرا حتى يبدو الأب في الصورة)
مسز كين: سوف يتم كل شيء كما أخبرت مستر تاتشر
كين (الاب): لو شئت بإمكاني اللجوء للقضاء.. من حق الأب… أنني أعرف «فريد جريفر» ولو كان لديه أية فكرة لما يجرى لكتب هذه الشهادة باسمينا.
تاتشر: ومع هذا فقد كتبت باسم مستر كين.
الأب: أنه مدين نظير إقامته… أي لكلانا.. ثم اننى لا أوافق على أن يوقع باسم الطفل لأي بنك كوصي عليه.. لأن…
مسز كين (بهدوء): جيم.. لا داعي لمثل هذا الهراء.
تاتشر: أن قرار البنك خاص بكل شيء يتعلق بتعليمه وإقامته، ومثل هذه الأمور لابد أن تكون قد حسمت.
كين (الأب): مجرد فكرة ان يكون البنك وصيا….. (مسز كين تنظر اليه حيث تشير تعبيراته بهزيمته أمام نظراتها لدرجة عدم إلمام الجملة ).
مسز كين (وأكثر هدوءاً): جيم.. قلت لك لا داعي لمثل هذا الهراء.
تاتشر: كما ستكون لنا الإدارة الكاملة لمنجم «كولورادو» والتى تعتبر مسز كين مالكته الوحيدة..
(الأب يفتح فاه دهشة يريد أن يقوله شيئاً إلا إنه يلوذ بالصمت أخيرا).
مسز كين: أين أوقع؟
تاتشر: هنا
الأب (عابثأ): ألم أحذرك يا ماري… اني أطلب منك للمرة الأخيرة… أن أي إنسان يعتقد أنني لم أكن معك زوجا طيبا……
(مسز كين ترمقه بنظراتها فيتوقف عن الكلام )
تاتشر: سوف يدفع لكليما.. انت ومستر كين مبلغ خمسين الف دولار سنويا وأنتما على قيد الحياة. بعد ذلك فإن من يبقى حيا……….
(مسز كين توقع الأوراق)
الأب: نتعشم أن يكون هذا للأفضل!
مسز كين: وسوف يكون كذلك. استكمل إجراءاتك، يا سيد تاتشر
(مسز كين تستمع له بدون تركيز حيث ينصب اهتمامها على صوت الطفل.. الأب يخطو قرب النافذة)
24- خارجي ـ نُزل مسز كين ـ نهار ـ عام 1870:
(يبدو والأب من النافذة وهو يتقدم نحو التمثال المصنوع من الثلج، وبيده كرات من ثلج ويركع على ركبتيه ).
الأب: ان شاء المتمردون الحرب فهلموا إليها يا أولاد.. بشرط أن يستسلموا دون شروط
25- داخلي. غرفة الاستقبال ـ النُزل ـ نهار ـ عام ـ 1870
(الأب يغلق النافذة)
تاتشر: أي استفسارات أخرى…. المبدأ هو إدارة البنك لكل أمواله كوديعة للابن حتى يبلغ الخامسة والعشرين بعدها يؤول إليه كل شيء.
(تنهض مستر كين متجه نحو النافذة وتفتحها )
مسز كين: استمر يا مستر تاتشر.
26- خارجي ـ المنزل ـ نهار عام 1870:
(الأب يبدو من النافذة)
الأب: لن تستطيع هزيمة «اندى جاكسون»
(يطلق كرة الثلج ويسقط على الأرض ثم يبدأ في الزحف ببطء نحو تمثال الثلج).
صوت تاتشر: أنها حوالي الخامسة مسز كين…. الا ترين أن من الأفضل مقابلة الطفل…
27- داخلي ـ ردهه ـ نُزل مسز كين ـ نهار ـ 1870
(مسز كين عند النافذة وتاتشر يقف بجوارها )
مسز كين: لقد حزمت الحقائب (تتمالك نفسها) لقد أعددتها منذ أسابيع.
(تلزم الصمت وهي تحدق في باب الردهة)
تاتشر: لقد اتفقت مع مدرس خصوصي سوف يقابلنا في شيكاغو.. كان يمكنه أن يكون معي.. إلا أنك حريصة على أن يتم كل شيء في سرية.
(يتوقف عن الحديث.. لمسز كين في الردهة.. ينظر الى كين الأب في صمت ثم يتبع مز كين والأب من وراءه)
28- خارجي ـ نُزل مسز كين ـ نهار ـ 1870:
(كين في الساحة الثلجية ممسكا بالزحافة.. يبدو المنزل من خلفيته خربا متهدما من طابقين.. كين يتطلع اليه أثناء سيرهم تتقدمه مسز كين (الأم والتى تتجه نحوه )
كين: ماما.. (مشيرا الى تمثال الرجل المصنوع من الثلج): أترين.. لقد انتزعت الغليون من فمه… ولو ظل هكذا سوف أصنع له أسناناً..
مسز كين: من الأفضل أن تدخل… علينا أن نستعد!
تاتشر: شارلس.. أنا أسمي تاتشر
مسز كين: شارلي.. انه مستر تاتشر
تاتشر: كيف حالك؟
الأب: أنه من الشرق.
كين: أهلاً بابا
الأب: أهلا.. شارلي
مسز كين: سوف يصحبك مستر تاتشر الليلة في رحلة وتستقل قطار العاشرة.
الأب: أنه القطار ذو الأضواء
كين: وهل ستأتين معي يا أمي؟
تاتشر: كلا.. لن أذهب معك الآن يا شارلي.
كين: إلى أين سأذهب؟
الأب: ستذهب الى شيكاغو.. ونيويورك ووشنجتون… أليس كذلك سيد تاتشر؟
تاتشر (من قلبه): طبعاً.. كنت اتمنى أن أكون طفلاً لأقوم برحلة كهذه للمرة الأولى
كين: ماما.. لماذا لا تأتين معنا؟
مسز كين: علينا أن نكون هنا يا شارلي.
الأب: سوف تعيش من الآن مع مستر تاتشر… وسوف تكون ثريا.. أنا وأمك نرى أن هذا المكان لم يعد يصلح لك للعيش هنا.. ربما ستكون يوما أغنى إنسان في أمريكا…. يجب عليك..
مستر كين: لن تشعر بالوحدة يا شارلي
تاتشر: وسوف نقضي معا أوقاتا سعيدة.
(كين الطفل ينظر اليه )
تاتشر (مواصلا حديثه): تعالي، شارلي.. لنتصافح
(الطفل ما زال يحملق فيه):.. الآن…. الآن… أنني لا أخيف بالمرة… لنتصافح.. ما رأيك؟
(يمد يده نحوه ودون أن ينطق يدفعه شارلي في بطنه بالزحافة ـ تاتشر يتراجع خطوات للوراء مذهولاً).
تاتشر (مواصلا في غضب وألم)، لقد كنت على وشك أن تؤذيني يا شارلس، الزحافات لم تصنع لضرب الناس، عندما تذهب إلى نيويورك سوف نشتري لك واحدة وسوف…..
(ما أن يوشك على وضع يده على كتفه حتى يضربه في كاحله).
مسز كين: شارلس؟
(يلقى نفسه في احضانها ويطوقها بيديه.. وببط تفعل مسز كين نفس الشيء)
مسز كين (خائفاً): ماما… ماما!
مسز كين: كل شيء على ما يرام.. كل شيء سيكون على ما يرام.
الأب: آسف مستر تاتشر.. الولد في حاجة لجلده )
مسز كين: جيم.. هل هذا ما تفكر فيه؟
الأب: نعم
مسز كين: لهذا السبب سوف يسافر لتربيته بعيداً عنك.
ـ مزج ـ
– لقطة اعتراضية (ليل ـ 1870) مادة أرشيفية.. أو ماكيت مصغر لعجلات قطار سكة حديد من طراز قديم تنهب الأرض.
29- داخلي مقصورة في قطار من طراز قديم ـ ليل ـ 1870:
تاتشر وقد بدا عليه مزيج من الإرهاق والضيق والعطف والعجز عن معالجة الموقف وقد وقف بجوار مخدع ينظر إلى الطفل وقد دفن وجهه في وسادة وهو يبكي بكاء حاراً.
كين:.. أمي… أمي…
ـ مزج ـ
– لقطة اعتراضية.. مخطوط تاتشر على الشاشة يقول: (6)
(… ليس سوى وغد محظوظ ومدلل عديم الضمير لا يتحمل المسئولية. لقد استولى على صحيفته الأولى بنزوة… هذا هو موقفه كناشر صحفي.
ـ مزج ـ
ظهور تدريجي
30- داخلي ـ مكتب كين ـ صحيفة «المحقق» ـ نهار ـ 1898:(7)
لقطة قريب على عنوان صحيفة يقول:
(السفن الحربية الأسبانية على مقربة من ساحل جيرسي. الكاميرا تتراجع وتاتشر ممسكا بالصحيفة على العنوان وهو يقف أمام «كين» الجالس خلف مكتبة).
تاتشر: هل هذا أسلوبك في إدارة الصحيفة؟
كين: انني لا أعرف يا مستر تاتشر إدارة صحيفة، بل أفعل ما أراه
تاتشر (وهو يقرأ العنوان): أنت تعلم أنك لا تملك أدنى دليل على أن الأسطول الأسباني على مقربة من ساحل جيرسي.
كين: وهل لديك الدليل على أنها ليست كذلك؟
(يندفع برنشتين وبيد، برقية ثم يتوقف ما أن يرى تاتشر)
كين (مواصلا حديثه بلطف) مستر برنشتين.. أقدم لك مستر تاتشر.
برنشتين: أهلا بك.. كيف حالك؟
(تاتشر لا يأبه لتحيته كثيراً)
برنشتين (متحدثا): لقد وصلت برقية من كوبا تواً
(يتوقف وقد بدا عليه الارتباك)
كين: جميل… ليس بيننا وبين القراء أسرار.. ومستر تاتشر من أفضل قرائنا… ويعرف عيوب «المحقق» منذ توليت مسؤوليتها.. اقرأ البرقية.
برنشتين (يقرأ): الطعام في كوبا مدهش.. والفتيات جميلات، بإمكاني أن أرسل لك شعرا حول المناظر الطبيعية هنا.. بشرط إلا تصرف نقودك.. لا حرب في كوبا توقيع: هويلر.. في انتظار رد من طرفكم.
كين: نعم يا عزيزي هويلر (يصمت لحظة)… عليك أنت بالشعر.. وأنا بالحرب.
برتشنين: عظيم يا مستر كين
(تاتشر ينفجر سخطا ويجلس)
كين: ابعت بالرسالة فوراً
برتشتين: حالا
(برنشتين يغادر المكان ـ تاتشر بعد لحظة تردد يقرر محاولة أخيرة)
تاتشر: شارلي.. لقد أردت الحديث معك بخصوص حملتك… حملة « المحقق» ضد شركة نقل العاصمة.
كين: حسنا… الديك مادة يمكن أن نهاجمهم بها؟
تاتشر: شارلس.. أنت مازلت تلميذا.. أليس كذلك؟
كين: كلا.. لقد طردت من الكلية.. أكثر من كلية.. إلا تذكره (تاتشر يحملق فيه)
كين (يواصل): نعم.. اتذكر.. حدث هذا على ما أظن عندما فقدت ثقتي في نفوذك يا مستر تاتشر…. عندما اخبرتني بأن قرار عميد كلية هارفارد نهائي.. رغم كل محاولاتك (يفكر قليلا ثم يتوجه إليه متسائلاً) نهائي!
(تاتشر يرمقه غاضباً دون أن ينطق)
كين (يواصل): وأقول لك متى تعلمت نطق الكلمة.. إلا أننى أنسى دائماً..
تاتشر: لابد أى أذكرك بحقيقة نسبتها وهي أنك واحد من أكبر المساهمين في الشركة.
كين: المشكلة أنك لا تعلم أنك تتحدث لشخصين. شارلس فوستركين الذى يملك اثنين وثلاثين الفا وستمائة وواحد وثلاثين سهما في الشركة. وكما ترى لدى فكرة عن حصتي. أما الثاني فهو شارلي فوستركين الوغد والخطر والذى يحتاج لتشكيل لجنة لمقاطعة… في هذه الحالة بالإمكان اسكاتي مقابل عدم الاشتراك بألف دولار.
تاتشر في غضب: شارلي.. ليس لدي من الوقت لأضيعه.
كين: من ناحية أخرى (يتحدث بجدية) أنا ناشر «المحقق»، ومن واجبي أن أطلعك على سر بسيط، ومن دواعي سروري أيضاً هو أن أناس هذه المدينة المحترمين لا يسرقهم سوى مجموعة من قراصنة المال ـ كان الله في عونهم ـ لأنهم يفتقدون من يرعي مصالحهم.
(تاتشر ينهض ويضع القبعة على رأسه ويغادر المكان)
كين (مواصلا): وأظن أننى الرجل الذى يقوم بهذه المهمه. فكما ترى لدى المال.. ومن ذوى الأملاك ولا أدافع عن المعدمين… غيري يفعل هذا.. ربما شخص لا يملك مالا.. وليس من ذوي الأملاك.
تاتشر (يضع القبعة على رأسه)، أنك تتحدث الآن كرجل دولة يا شارلس، إلا ترى أنه من غير الحكمة أن تواصل مشروع «المحقق» الخبري الذى يكلفك مليون دولار سنويا؟
كين: هذا صحيح. لقد خسرنا مليون دولار العام الماضي ونتوقع مثله للعام القادم. وكما نعلم فإن الخسارة بمثل هذا المعدل تعني أننا سنعلق الصحيفة بعد ستين عاما!
ـ مزج ـ
31- داخلي ـ القبو ـ مكتبة تاتشر التذكارية ـ نهار:(8)
المخطوطة: «إن الآداب، والأصول العامة للبشر كانت وأكرر ـ غير معروفة له… مع عدم اكتراثه المطلق وفظاظته الرهيبة….
(قبل أن يقرأ الجمهور هذا يغلق تومبسون المخطوطة في ضيق ويلتفت ويواجه مس اندرسون)
مس اندرسون: لقد حصلت على ميزة نادرة.. هل وجدت ما كنت تبحث عنه؟
تومبسون: كلا.. اخبريني… هل أنت «روزبود»؟
مس اندرسون: ماذا؟
تومبسون: لا أظن أنك كذلك. شكراً على استخدام الصالة (يضع قبعته فوق رأسه ويشعل سيجارة في طريقه إلى الخارج بينما تراقبه)
ـ مزج ـ
32- مكتب برنشتين ـ ناطحة سحاب مبنى صحيفة «المحقق» ـ نهار ـ 1940:
(لقطة قريبة لصورة فوتوغرافية لـ «كين» وهو في الخامسة والستين من عمره، تتراجع الكاميرا للوراء لندرك أنها صورة في إطار على الحائط. برنشتين يجلس تحتها. وهو يهودي ضئيل الحجم.. أصلع، وقد بدا الآن أصغر مما كان عليه شاباً ومع عودة الكاميرا تبدو لنا في الصورة رأس وكتفى تومبسون.
برتشنين: من هو رجل الأعمال؟ أنا؟ أنا رئيس مجلس الإدارة لم أحصل على شيء.. لكن الزمن.. ماذا تود معرفته؟
توميسون: ربما (ببطء) لو اكتشفنا معنى كلماته الأخيرة عند موته……
برننشنين: تقصد كلمة «روزبود».. هيه؟ ربما يقصد فتاةً ما؟ لقد كان على علاقة بالكثير منهن في بداية حياته….
توميسون: من الصعب أن يكون مستر كين على علاقة طارئة بفتيات ثم يتذكرهن بعد هذا العمر وهو على فراش الموت.
برنشتين: أنت مازلت شابا يا مستر (يتذكر الاسم) مستر تومبسون. كل انسان قد يتذكر أشياء قد لا تصدقها. أنا كمثال.. في يوم من عام 1896 كنت في طريقي إلى «جيرسي» (ببطء) كان على المركبة فتاة على وشك النزول. كانت ترتدي فستانا أبيض وتحمل مظلة شمسية. لم أرها سوى لحظة ولم ألفت انتباهها بالمرة. ومع ذلك ظلت صورتها تطاردني لمدة شهر (في نشوة)، لكن ماذا من «روزبود» أنا….
برنشنين: من ستقابله أيضاً؟
تومبسون: ذهبت إلى اطلنطا سيتي…
برنشتين: إلى سوزى؟ لقد اتصلت بها بنفسي بعد وفاته بيوم واحد.. تصورت أنها ربما يجب علينا أن ـ (حزينا) إلا أنها لم ترد على التليفون.
تومبسون (بحزن): لم تكن في الواقع في حالة تسمح لها حتى بالحديث معي. سوف أراها ثانية بعد أيام (يتوقف) وماذا بخصوص «روزبوند».
برنشتين: صدقني.. لو كان لدي أدنى فكرة عنها لأخبرتك.
تومبسون: لقد رافقته منذ البداية.. ويمكنك أن تحدثني عن أي شيء تتذكره عنه.
برنشتين: بل وقبل البداية (بلا حماس كبير) هل حاولت رؤية أحدا أخر غير «سوزي»؟
توميسون: لم أقابل سواها.. لكني طالعت ما كتبه مستر تاتشر في مذكراته.
برنشتين: تاتشر؟ أنه أكبر أحمق قابلته.
تومبسون: هل حقق ثروة كبيرة؟
برنشتين: ليس صعباً أن تحقق ثروة إن أردت ذلك. خذ مثلاً مستر «كين» لم يكن سعيه للمال. ومستر تاتشر لم يقدر الرجل حق قدره. وأنا أيضاً لم أقدره أحيانا (فجأة) هل تعرف من يجب أن تلقاه؟ مستر جيد ليلاند. لقد كان صديقه الحميم.. وكانا زميلي دراسة له.
تومبسون: من هارفارد.. أليس كذلك؟
برنشتين: هارفاد ـ بل ـ كورنيل ـ برنستون.. كان ينتمي لعائلة عريقة. فقد كان والده يمتلك ثروةً تقدر بعشرة ملايين. وفي يوم أطلق على نفسه الرصاص دون ان يخلف وراءه سوى الديون (بتأمل) كان معنا أنا ومستر كين منذ أول يوم استولى فيه «كين» على صحيفة «المحقق».
ـ مزج ـ
33- خارجي ـ المبنى القديم لصحيفة المحقق ـ نهار ـ 1890:
(نفس اللقطة كما في موجز الأخبار وأمريكية وإن يكن هذه حقيقية وليست صورة ثابتة.. تظهر مركبة بها «كين» و«ليلاند» في ملابس فاخرة. الوقت صيفي يقفز كين من المركبة يتبعه ليلاند بتثاقل.
كين (يشيرا بعصاه): جيد….. انظر إلى هذا المبنى.. يوما ما سوف يصبح شيئاً آخر.
(أنه يشع حيوية، يوافقه «جيد» مبتسماً ـ أثناء عبورهم الطريق إلى المبنى تتوقف حافلة بضائع وتحتل المكان الشاغر للسيارة الأجرة وقد جلس برنشتين في مقعدها الخلفى مدفونا تحت الغطاء، والصور وصندوق ثيابه وهو يحاول الخروج من تحتها بصعوبة.
برنشتين (للسائق): تعال هنا.. سوف أساعدك.
السائق: لا يوجد غرف نوم في هذا المكان الوضيع.. أنه مبنى صحيفة..
برنشتين: أجرك للقيادة.. فقط وليس لإبداء الرأى.
ـ مزج ـ
34- داخلي ـ غرفة الأخبار المحلية ـ صحيفة المحقق ـ نهار ـ 1890:
(النصف الأمامي من الطابق الثاني بشكل غرفة كبيرة هي للأخبار المحلية، وبرغم سطوع الشمس في الخارج فإن قليلها هو الذي يتسلل للحجرة بسبب الشبابيك الصغيرة والضيقة، يوجد حوالى دستة من المكاتب والموائد من الطراز القديم للمحررين، منها مائدتان في نهاية الحجرة على منصة مرتفعة.. ومن الواضح أنها للعاملين بالقسم. على يسار المنصة باب مفتوح يؤدى إلى غرفة خاصة. مع دخول «كين» و «ليلاند» يقف شخص بدين هو أكبرهم سنا ما أن يدق الجرس حتى يقف الموظفون الثمانية لمقابلة الوافد الجديد.. أنه كارثر يقف ويتجه نحوهما.
كارتر: مرحبا بك مستر «كين» في صحيفة المحقق.. أنا هربرت كارتر.
كين: شكراً مستر كارتر.. أقدم لك مستر ليلاند.
كارتر(بانحناء): كيف حالك مستر ليلاند؟
كين: مستر ليلاند سوف يكون الناقد الدرامي الجديد… وأمل ياسيد كارتر إلا أكون مخطئا.. أنه الناقد الفني الذي طلبته.. اليس كذلك؟ (مشيراً الي المحررين) هل يقفون من أجلي؟
كارتر: تصورت أنها لمحة طيبة لصاحب الجريدة الجديد.
كين: (يبتسم اتسامه عريضة): اطلب منهم الجلوس.
كارتر: وأصلوا عملكم أيها السادة (إلى كين). لأنني لا أعلم بخططك لم أتخذ أية استعدادات بعد.
كين: وأنا نفسي لا أعلم مشاريعي.. في الحقيقة ليس لدي أية مشروعات.. سوى إصدار صحيفة.
(عند الباب يسمع صوت ارتطام شديد، يلتفتون جميعاً ليروا برنشتين على الأرض لما يحمله من أشياء ثقيلة.. بطانية…. شنطة ـ صورتان.
كين ( مواصلا حديثه): أوه.. مستر برنشتين.. لو سمحت تعال هنا لحظة.
(برنشتين ينهض ويتقدم نحوه)
كين (مواصلا حديثه): مستر كارتر.. ها هو برنشتين المدير العام؟
كارتر (ببرود): أهلاً بك
كين: سيكون لك هنا مكتبا خاص.. ألا تعرف ذلك؟
(يظهر السائق الآن عند المدخل حاملا أجزاء من سرير وبعض الأثاث)
كارتر: حجرتي المتواضعة تحت تصرفك.. إلا أنني لا أفهم..
كين: سوف أعمل هنا (بتفكير) كلما اضطررت لذلك.
كارتر: لكن.. الصحيفة تصدر صباحاً. وعملياً تغلق أثنتي عشرة ساعة يومياً..
كين: وهذه واحدة من الأشياء التى يجب تغييرها يا مستر كارتر: فالأخبار لا تتوقف طوال الأربع وعشرون ساعة!
ـ مزج ـ
35- داخلي ـ مكتب كين ـ الوقت متأخر ـ 1890: (9)
(«كين» يعمل بحماس وهو يأكل في نفس الوقت. كارتر بجواره بملابس الرسمية و«ليلاند» يجلس في أحد ألأركان يراقب الموقف، برنشتين يكتب في ركن من المكتب).
كين: هذا ليس نقداً يا مستر كارتر.. وفي الصفحة الأولى من صحيفة الكرونيكل قصة (يشير إليها) وصورة لامرأة مفقودة في بروكلين.. ربما تكون قد قتلت.. لماذا لم تنشر الخبر هذا الصباح؟
كارتر (كاظماً غيظة): لأننا مسؤولون عن صحيفة يا مستر كين ولسنا صحيفة فضائح.
(كين وقد انتهى من طعامه يزيح الأطباق جانباً).
كين: اننى مازلت جائعاً يا جيد
ليلاند: سوف نذهب فيما بعد إلى مطعم «ريكثور» ونتناول ما يكفينا.
كين: (مشيرا إلى صحيفة الكرونيكل): مستر كارتر.. الكرونيكل تكتب عناوين على عمودين.. لماذا لا تفعل مثلها؟
كارتر: لنقص في الأخبار.
كين: لو أن العناوين كبيرة بما يكفى فستكون الأخبار كبيرة أيضاً.. أن جريمة مسز هاري سيلفرستون..
كارتر: لا يوجد ما يشير إلى أنها قتلت.. أو ماتت.
كين (مبتسماً): الصحيفة لا تقول أنها قتلت يا مستر كارتر بل تقول أنها مفقودة.. والجيران في شك……
كارتر: ليست مهمتنا أن نكتب عن إشاعات ربات البيوت. ولو كنا نهتم بمثل هذه الأشياء لملأنا الصحيفة يومياً ضعف ما ننشر.
كين (بهدوء): وهو ما ستهتم به الصحيفة من الآن، ليتك ترسل أفضل المحررين للقاء مستر سيلفر ستون ويخبره، بأن يظهر زوجته فورا وإلا فإن صحيفة «المحقق» سوف تطالب بالقبض عليه (تواتيه فكرة) وعليه أن يخبر زوجها أن طلب أثبات ذلك يظهر غضبه ويتهمه بأنه فوضوي وبصوت عال يسمعة الجيران.
كارتر: أصحيح ما تقول يا مستر كين.. أن وظيفة الصحيفة المحترمة ليست هكذا…
كين: مستر كارتر.. لقد كنت متفهمًا باستمرار.. طاب يومك…..
(كارتر يغادر الغرفة ويغلق الباب خلفه)
ليلاند: مسكين كارتر؟
كين: لماذا يتصورون أن على الصحيفة أن تكون جافة ومتجهمة. الناس تدفع سنتين من أجل……
برنشتين: ثلاثة سنتات.
كين (بهدوء): بل سنتان
(برنشتين يرفع رأسه وينظر إليه)
برنشتين (وهو ينقر على الصحيفة): بل ثلاثة للنسخة الواحدة
كين: أعد حساباتك.. سنتين.. جاهز للعشاء؟
برنشتين: مستر ليلاند.. قد يقرر على العشاء أن يخفض الثمن إلى سنتاً واحداً.
ليلاند: أنتم تعملون بسرعة لا أستطيع ملاحقتها.. الحديث عن المكانس.
برنشتين: ومن تحدث عنها؟
كين: برنشتين… هناك قول شائع.. المكنسة الجديدة تنظف جيداً.
ـ مزج ـ
36- داخلي- غرفة بدائية لتنضيد الحروف ـ نيويورك جريدة المحقق ـ ليل ـ 1890:(10)
(نافذة بالدور الأرضي تطل على الشارع ـ منتصف الليل تقريباً ـ «كين» و «ليلاند» في ملابس سهرة وبرتشتين كما هو ـ كارتر وسماثرز» ورئيس قسم الجمع في حالة توتر وقد تحلقوا حول مائدة عليها أشكال مختلفة من الحروف.
كين: مستر كارتر.. قلت لك أن الصفحة الأولى يجب ألا تكون هكذا.. الم تشاهد صحيفة الكرونيكل؟
كارتر: صحيفة «المحقق» ليست في منافسة مع صحيفة مثل الكروونيكل.
برنشتين: علينا أن نفعل مثلها.
كارتر: مستر كين.. يجب أن توقفه عند حده وأن يتعلم كيف يمسك لسانه.. ولا أظن أنه عمل يوما ما في مكتب صحفي من قبل.
كين: أنت محق.. فهو يعمل بتجارة المجوهرات.
برنشتين: تجارة المجوهرات!
كين: ومع ذلك يبدو أن مواهبه هي التى ابحث عنها
كارتر (متهاجا وحزيناً): انني أحذرك يا مستر كين بأنني رغما عني قد أترك العمل في وقت تحتاجني فيه.. وأنا مضطر لأن أطلب منك قبول استقالتي.
كين: وقد قبلتها يا سيد كارتر بكل أسف
كارتر: لكن.. مستر كين… أعني…
كين: (متحدثاً لـ سماثرز بهدوء): دعنا نعيد إخراج هذه الصفحات…
سماثرز (كما لو كان يتحدث اليونانية): لن نستطيع هذا يا مستر كين!
كين: بل سنعيدها.. هل فهمت؟
سماثرز: سنطبع بعد خمس دقائق.
كين: سنؤخر الطبع نصف ساعة أخرى
سماثرز: مستر كين.. يبدو أنك لم تفهم.. سنطبع بعد خمس دقائق، ولن نستطيع إعادة اخراجها.
(كين وقد نفد صبره يقذف بالمادة المصفوفة على الأرض لتتناثر قطعا صغيرة).
كين: يمكنك الآن أن تعيد اخراجها… أليس كذلك؟ بعد جمع الحروف وإخراج الصفحات طبقا لما أخبرتك من قبل.. أحضر البروفات.. هل هذا واضح يا سيد سماثرز، وإن لم أجد وسيلة لإعادة اصلاحها ثانية.. سنطيع.
(يخرج من الغرفة ويتبعه ليلاند )
برنشتين: ألم تفهم يا سيد سماثرز… أنه المكنسة الجديدة.
اختفاء تدريجي
ظهور تدريجي
37- داخلي ـ مكتب كين ـ الوقت فجرا ـ 1890:
لافتة مبنى صحيفة «المحقق» تشغل الشاشة ونداءات باعة الصحف عن الكرونيكل.. ومع انتهاء المزج تتحرك الكاميرا نحو النافذة المضاءة حيث مكتب «كين».
38- داخلى ـ مكتب كين ـ الوقت فجرا ـ 1890: (11)
ـ ما زالت أصوات باعة الصحف تسمع من الشارع ـ كين يقف بجوار نافذة مفتوحة يتطلع وبجواره برنشتين جالسا على السرير وليلاند على كرسي).
صوت باعة الصحف: الكرونيكل.. الكرونيكل.
(كين يغلق النافذة ويلتفت نحوهم)
ليلاند: سوف ننزل السوق حالا.. بعد عشر دقائق
برنشتين: الساعة الآن الثالثة وخمسون دقيقة.. وتأخذنا…. لكنا فعلناها…
كين: أمتعب أنت؟
ليلاند: كان يوما عاصفا
كين: يوم ضائع!
برنشتين: ضائع؟
ليلاند: شارلي
برنشتين: لقد أعدناها الليلة أربع مرات.. وهذا كل شيء!
كين: لقد غيرنا الصفحة الأولى قليلاً.. وهذا لا يكفي.. هناك شيء لابد من انجازه في الصحيفة بخلاف الصور والطباعة. لابد أن تكون المحقق في نيويورك بنفس أهمية الغاز لهذا المصباح.
ليلاند: شارلي.. ماذا تنوي عمله؟
كين: أعلاني المبادئ.. لا تبتسم يا «جيد» (تواتيه فكرة ) مستر برنشتين.. اكتب ما أمليه عليك.
برنشتين: لكني لا أعرف الاختزال.
كين: سأكتب أنا
(يتناول قطعة من الورق وقلم ويجلس ويبدأ في الكتابة)
برنشتين (وهو متابعة ): بلا وعود!
كين (وهو يكتب): سأراعي هذا (يتوقف عن الكتاب ويقرأ ما كتب: «سأقدم لسكان هذه المدينة صحيفة يومية تقدم الاخبار بكل أمانة (يعاود الكتاب وهو يقرأ ما يكتبه) سأقدم لهم أيضاً…
ليلاند: هذه الجملة الثانية التى تبدأ بها كلمة «أنا»
كين (يرفع بصره): وسيعرف الناس من المسئولٍ. وسيقرأون الأخبار الحقيقية فقط بسرعة وببساطة وأسلوب مشوق.. ولن أسمح بتغلب المصالح على حقيقة الأخبار (يكتب ثانية ويقرأ) سأكون لهم مقاتلاً ومدافعاً عن حقوقهم كمواطنين «توقيع شارلي فوستركين».
ليلاند: شارلي..
(كين يتطلع نحوه)
ليلاند: هل لي بها
كين: سأطبعها (مناديا) مايك!
مايك: نعم مستر كين.
كين: هاهي الافتتاحية ـ ضعها في برواز بالصفحة الأولى مايك (مرهقا): اليوم.. والصفحة الأولى؟
كين: نعم.. وعلينا أن نعيد اخراجها.. عليك بالذهاب لإخبار المطبعة.
مايك: كما تريد (يخرج)
ليلاند: عندما تنتهي من هذا.. احضره ثانية
(مايك يوافق وإن كان يرى في هذا عملاً أخرق أخر ويغادر المكان).
ليلاند: فقط أريد فقط الاحتفاظ بهذه المقالة. لدى أحساس بأنها ستمثل نقطة تحول لتصبح واحدة من أبرز الصحف في عصرنا (في خجل من حماسة).. وثيقة أشبه بوثيقة إعلان الاستقلال….. الدستور.. وأول تقرير مدرسي لي (كين يبتسم له وأن بدياجادين). صوت باعة الصحف يتردد في المكان.
أصوات الباعة: الكرونيكل ـ صحيفة الكرونيكل.
ـ مزج ـ
39- خارجي ـ نوافذ صحيفة «المحقق» من الخارج ـ نهار ـ 1890:
(لقطة قريبة على للصفحة الأولى للجريدة على برواز كبير يحمل عنوان المقالة الافتتاحية التالية:
مبادئ…. بيان
بقلم شارلي فوستركين
(تتراجع الكاميرا لنرى الصحيفة على قمة كوم من الصحف ومع تراجعها أكثر نرى أربعة ثم ستة أكوام حتى يشغله المكان أكوام من صحيفة «المحقق» ـ يد تبدأ في تناولها ـ الكاميرا في حركة أفقية / بان / إلى نافذة زجاجية تطل على الشارع وقد كتب عليها بخط بارز «المحقق» صحيفة نيويورك اليومية ـ التوزيع 26 ألف. ومن خلال زجاج النافذة نشاهد «كين» وليلاند و برنشتين يتطلعون نحو الشارع على باعة الصحيفة. تتوقف الكاميرا عند النافذة حتى يملأ الكادر كلمة «التوزيع 26 ألف… ثم……
ـ مزج ـ
40- خارجي ـ نافذة صحيفة الكرونيكل ـ نهار ـ 1890:(12)
(لقطة قريبة على لافتة تحمل جملة التوزيع 490 ألفاً تتراجع الكاميرا لنعرف أنها نافذة شبيهة على مستوى شارع مبنى الكورنيكل وقد كتب عليها بخط بارز بنيويورك ديلي كرونيكل وعبر النافذة صورة في إطار لتسعة أشخاص وفوقها كلمات هيئة التحرير والتنفيذ لصحيفة نيويورك كرونيكل وتحتها جملة «أعظم هيئة تحرير صحيفة من العالم». تتراجع الكاميرا بعدها حيث «كين» و«ليلاند» و«برنشتين» أمام النافذة وقد بدا عليهم الأعياء.
كين: أيها السادة.. أعلم أنكم مرهقون.. لكني جمعتكم هنا لسبب.. وهو أن هذا المشوار كان في صالحنا.
ليلاند (مرهقا): الكرونيكل صحيفة ممتازة.
كين: لاحظوا أرقام التوزيع.
برنشتين: 59.400 ألف .
كين: وكما قال الديك للدجاج عندما شاهد بيض النعام.. ليس هذا انتقاداً.. بل لأريكم ما انجزناه « مقارنة بمنافسيكم.
برنشتين: مع صحيفة الكرونيكل (صورة لهم) ليس غريباً مثل هذا التوزيع
كين: انت على حق
برنتشين (يتنهد): هل تعرف كم استغرقنا من الوقت لضم هيئة التحرير هذه إلى الجريدة؟ عشرين عاماً!
كين: أعرف
(كين يبتسم ويشعل سيجارة متطلعا عبر النافذة.. الكاميرا تقترب من الصورة التى تجمع بينهم).
41- داخلي ـ غرفة الأخبار المحلية من جريدة «المحقق» ـ ليل ـ 1898: (13)
(نفس الأشخاص التسعة وقد اصطفوا في الصورة الفوتوغرافية و«كين» يظهر في منتصف الصف الأول. تتراجع الكاميرا للخلف استعداد لالتقاط صورة تذكارية في ركن من الغرفة. الواحدة والنصف ليلاً وقد ازيحت المكاتب وغيرها بجوار الحائط، على مبعدة من منتصف الغرفة مدت مائدة طويلة).
المصور: شكراً.
(ينهض الجميع)
كين: (وكأنه قد تذكر شيئاً): اطبع نسخة أخرى وأرسلها إلى الكرونيكل «(مواصلا حديثه) أيها السادة محرري المحقق»… منذ ثماني سنوات.. ثماني سنوات طويلة ومرهقة وقفت أمام نافذة الكورنيكل وتطلعت إلى صورة لأعظم تسعة صحفيين في العالم. شعرت أيامها كطفل يقف أمام محل حلوى. اليوم حصلت على الحلوى.. أهلا بكم يا سادة في المحقق.. وسوف يسعدكم القول بأن توزيع الجريدة هذا الصباح هو أعلى توزيع في نيويورك.. ثمانية ,اربعون ألف وستمائة..
برنشتين: ثمانية وأربعون ألفا وسبعمائة واثنان وثلاثون (تصفيق عام)
كين: الجميع الآن.. القدامى والجدد يتقاضون. أعلى أجور في المدينة.. لم يعين أحد لمجرد ولائه… بل لموهبته.. الموهبة هي كل ما يهمني.. فهي التي جعلت من «المحقق» الجريدة التى أريدها.. احسن جريدة في العالم.
(تصفيق)
كين (مواصلاً): بعد هذا.. أرجو أن معذرتي لمغادرة المكان لاجازة أسبوع اقضيه في الخارج. (همهمات)
كين: لقد وعدت طبيبي بهذا عندما تتاح لي الفرصة وهاهي قد حانت.. وهو قرار يعبر عن تمنياتي وتحياتي لكم.
(همهمات شكر)
كين: لقد وعدت برنشتين.. وها آنذا أكرر وعدي علانية بأن تنسوا للثلاثة أشهر القادمة افتتاحية الجريدة.. ملحق الأحد.. ولا تقتربوا من باب الكاريكاتير والا…
برنشتين (مقاطعا): مستر كين… طالما أنك تعد.. هناك الكثير من التماثيل في أوربا لم تشترها بعد….
كين (مقاطعَا): لا تلمني.. أنهم يصنعونها منذ الف عام.. وأنا لم اشتر إلا منذ خمس سنوات فقط!
برنشتين: عندنا تسعة ثماثيل لفينوس وستة وعشرين تمثالاً لمريم العذراء ومخزنان من ملئ بمثلها.. عدني يا مستر كين.
كين: لك مني هذا
برنشتين: شكراً.
كين: بهذه المناسبة!
برنشتين: ماذا؟
كين: مع أنك لا تتوقع مني الوفاء بوعودى.. اليس كذلك؟
(ضحك عال)
كين: (مواصلا) أليس كذلك يا مستر ليلاند؟
ليلاند: كلا بالطبع.
(الجميع يضحكون / تصفيق)
كين: والآن أيها السادة.. من فضلكم.. انتبهوا تماماً (يضع أصبعة في فمه ويصفر تظهر بعدها فرقة موسيقية تبدأ العزف وهي تندفع إلى الصالة يتبعها فوج من الحسناوات يشارك بعضهن الحاضرون في الرقص
برنشتين: أليست مفاجأة عظيمة!
ليلاند: نعم
برنشتين (موجها حديثة إلى ليلاند): ماذا جرى لك؟
ليلاند: هؤلاء الذين انضموا إلى المحقق وكانوا منذ أمس فقط في الكرونيكل.. هل سيكون ولائهم لصحيفتنا كما كانوا مع الكرونيكل؟
برنشتين: بالتأكيد.. أنهم مثل غيرهم.. يسند اليهم عملا فيأدونه (بفخر) كل ما هناك أنهم أفضل صحفيين…
ليلاند (بعد لحظة صمت): وهل سندافع عما كانت تدافع عن الكرونيكل؟
برنشتين (في ضيق): بالطبع لا.. سوف يغيرها مستر كين كما يريد خلال أسبوع.
ليلاند: وربما هم الذين سيغيرونه..1.. و… دون ان يدري.
كين (في نشوه): حسنا.. ايها السادة.. هل سنعلن الحرب على أسبانيا؟
ليلاند: لقد أعلنت «المحقق» الحرب فعلاً!
كين: و.. أنت أيها المكتئب.. الفوضوي… والمتحذلق!
ليلاند: لست كذلك.
كين: بل أنت كذلك.. انظر يا برتشنين إلى ربطة عنقه.
برنشتين يبدو عليه الارتباك وهو يتطلع في الوجوه)
ليلاند: شارلي.. أريد أن..
كين: هل أنت جاد؟
ليلاند (وقد أدرك عجزه عن الرد): كلا.. (وكما لو واتته فكرة طارئة)… إلا أنني لن أذهب إلى كوبا.
كين (لبرنشتين): أكاد أجن منه. لدينا يوميا مائتي طلب من صحفيين يودون السفر إلى أمريكا.. أليس كذلك؟
(برنشتين عاجز عن الرد)
ليلاند: برنشتين….، ألا تحب ربطة عنقى؟
كين (متجاهلاً أياه) أننى أعطيه فروق كتابة أسمه بالبنط العريض (متباهيا)… بقلم «جيد ليلاند» مراسل المحقق على الجبهة… (يتوجه نحو ليلاند).. يتشارد هاردنج ديفيد يفعل هذا.. لقد أطلقوا أسمه على سيجار.
ليلان: وماذا تسمي هذا؟
كين: رجل رفيع الشأن يا مستر برنشتين.
ليلاند: وكذلك من يشن الحرب.
كين: هذا أفضل ما عندي (يلتفت حوله).. مرحبا جيورجي… (هي سيدة انيقة تنحنى وتهمس في أذنه)
جيورجي: مرحبا شارلو!
ليلاند: أحسنت صنعاً
جيورجي: هل كل شيء على ما يرام يا عزيزي؟
كين (تلتفت حوله): لو استمتع الجميع فهذا ما أريده
جيورجي: لدى بضع فتيات في الطريق!
ليلاند (مقاطعا): أتعرف ماذا تفعل؟ انت تجر بلدك إلى هذه…هل تعرف معنى الحرب يا شارلي؟
كين: جيورجي.. لقد حدثتك عن جيد…، أنه في حاجة للترفيه
ليلاند: لا حاجة لأن أذكرك بما يجري في كوبا.. لكن أن تقوم حرب…!
كين: جيورجي.. أنت تعرفينه.. أليس كذلك؟
جيورجي: سعيدة بمعرفتك يا «جيد»؟
كين: جيد.. ترى ما هو موقف صحيفتنا وجين لا تذكر شيئاً عن الحرب بينما صحف بولتزر وهيرست تكتب عنها يوميا؟
ليلاند: انهم يفعلون هذا لأنك تكتب عنها.
كين: وأنا أيضاً أكتب عنها لأنهم يكتبون عنها… أنها حلقة مفرغة. أليس كذلك (ينهض).. سأذهب إلى جيورجي…. أنت تعرفها.. أليس كذلك.. مستر برنشتين.
(برنشتين يصافحها).
كين: جيد… أنها تعرف، امرأة أدرك أنها ستروقك.. أليس كذلك يا جيورجي؟
ليلاند: أول صحيفة لديها الشجاعة لتقول الحقيقة عن كوبا.
كين: لقد تساءلت ليلة أمس لو أنك كنت هنا لإظهار إعجابك بهذه المرأة.. هذه.. (يفرقع باصبعه).. ماذا كان أسمها؟
ـ مزج ـ
42- داخلي.. منزل جيورجي ـ ليل ـ 1898: (14)
(جيورجي وهي تقدم امرأة شابه إلى ليلاند ـ نسمع شريط صوت لموسيقى بيانو)
جيورجي (استكمالا للمشهد السابق) إيثيلي.. هذا السيد في شوق للقائك.. مستر ليلاند.. أقدم لك ايثيل
ايثيل: أهلاً بك مستر ليلاند
(الكاميرا في حركة بان (أفقية) لتضم «كين» أمام «ليلاند» و«برنشتين» وقد تحلقت الفتيات حولهما)
فتاة: شارلي.. غنى لنا الأغنية التى تتحدث فيها عن نفسك
فتاة أخرى: وهل توجد أغنية باسمك؟
كين: لو اشتريت كيس فول سوداني في هذه المدينة ستحصلين على أغنية باسمك؟
(كين يندمج في الأغنية ويبدأ في الغناء مع الفتيات. إيثيل ثقود «ليلاند» الحزين إلى المجموعة ـ «كين» يراه ثم يوجه انظاره نحو البروفيسور الواقف بجواره ليأخذ دوره ـ الغناء يتواصل ينهض «كين» ويتوجه نحو «ليلاند»)
كين: اسمع يا جيد.. لا تذهب إلى كوبا ان كنت لا تريد.. ولست مطالبا بأن تكون مراسلا حربياً إن لم تكن تريد أيضاً. أنا أريد أن أكون اكثر من مراسل حرب (يصمت) عندي فكرة.
ليلاند: انتبه جيداً يا «برنشتين» لما يقوله
كين: عندي وظيفة لك!
ليلاند (في شك): وما هي؟
كين: ان صحيفتنا لها وجهة نظر في الحرب الكوبية. وبما أنني مروج للحرب.. ما رأيك لو كتبت مقالة يوميا تقول فيها ما تريد أثناء غيابي.
ليلاند: أتعني ما تقول؟
(كين يومئ موافقاً)
ليلاند: لا مراجعة لما اكتبه؟
كين: دون أن يفصح عما يقصده : لا أحد!
ليلاند يتمعنه في حيرة ممزوجة بالحب وهو يعلم أنه عاجز عن حل غموض ما يوحي به وجه كين).
كين: وسوف نتحدث في الموضوع على العشاء غداً… أمامنا عشرة أيام قبل سفري لأوروبا.. سأفوز بالفتيات وأنت بالتذاكر.. حيث يحصل الناقد المسرحي عليها مجانا.
ليلاند: شارلي
كين: هذا أفضل ما يمكنني عمله
ليلاند (مبتسما): لا يهم ما يحدث لي.. لكنك ستكتشف يوما أن سحرك هذا لن يكفى…
كين: انت مخطئ.. لأن الأمر يهمك.. فكر جيدا.. انني لا ألوم يا «برنشتين» مستر «ليلاند» على رفض أن يكون مراسلا حربياً.. فضلاً عن أنني علمت أنه لا يوجد مطعم جيد في كل أنحاء الجزيرة.
43- داخلي ـ مكتب كين ـ نهار ـ 1898:
(لقطة قريبة على عنوان يشغل الصفحة «من سي. أف. كين وباريس. فونسا» تتراجع الكاميرا لتبدو بقية أجزاء العنوان بحروف كبيرة تقول: إلى شارلي فوستركين.. نيويورك.. يحجز لحين الوصول ـ تواصل الكاميرا تراجعها لتكشف عن حجرة مكدسة بصناديق مغلقة وتماثيل من صناديق الشحن ومقتنيات فنية أخرى ـ «ليلاند» يفتح الصناديق و«برنشتين» يقترب من الباب.
برنشتين: لقد وصلتني برقية من مستر «كين».. لماذا لا نذهب إلى أوربا.. هو يريدك هناك
ليلاند: حتى يستمتع بحياته.. لكنه معي…
(برنشتين يتوقف وينظر بحدة).
ليلاند (مواصلا): أود أن أسألك على أن تجيبني بصراحة.
برنشتين: ألست صريحاً معك دائماً؟ أو على الأقل غالبا؟
ليلاند: أتراني مغرور ا؟ ومنافقاً ومتجهم الوجه؟
برنشتين: نعم
(تبدو الدهشة على وجه ليلاند).
برنشتين (مواصلاً): أن كنت تظن أنني سأقول عكس رأي مستر كين.. فلن أفعل.. (يتلفت حوله)…. مستر «ليلاند».. لقد كان كرما منه أن يعدك بأنه لن يبعث بتماثيل.
ليلاند: يبدو أنك لم تفهمني.. أنها واحدة من التماثيل النادرة.
برنشتين (وهو يتفحص تمثالاً بعناية): كلا.. ليس بالندرة التى تتصورها (يسلمه برقية).
أنه يريد شراء أكبر ماسة في العالم
ليلاند: لكنه لا يقتني الماس.
برنشتين: هذا صحيح.. إلا أنه يقتني كل من يقتني الماس! على أية حال فهو لا يقتني التماثيل فقط.
الهوامش:
(1) اللقطات من 1-14 من مقدمة السيناريو صارت أكثر تفصيلاً من نسخة الفيلم النهائية وأن ظل الإحساس والمضمون واحداً في كليهما.
(2) من المشهد (15) ومع صوت المعلق… مع عرض موجز الأخبار يختلف نسخة الفيلم النهائية كثيراً عن السيناريو المنشور، ومع أن ما حذف من مادة قليل إلا في إعادة ترتيبها مع بعض الحوار… ومن ثم فقد حذف ذكر اسم هيرست.
(3) المشهد 16 من الفيلم ثم فيه اختصار الخوار مع تشابك (تطابق جزئي Overlap) جملة بأخرى وهو من أبرز ما قدموه الفيلم ولم يذكر في السيناريو المنشور.
(4) في الفيلم لا نسمع صوت «رولستون» وهو يتحدث في التليفون.
(5) في الفيلم وفى اللقطات المتقاطعة فإن ما نراه على الشاشة من المخطوط (شارلس فوستركين). وقد التقيت بمسز كين عام 1871.
(6) اللقطتان الاعتراضتان في المشهد 29، وما قبلها حذفا من الفيلم حيث نرى في الفيلم مشهد كين وتاتشر والأم والأب تنتهي بالكاميرا على الزحافة المنسية والثلج يتساقط عليها، ثم يأتي واحد من أشهر مشاهد الفيلم (لا يظهر في السيناريو) حيث نرى شارلس طفلاً وهو يفتح هدية الكريسماس وهي الزحافة، وتاتشر يقول لي كل عام وانت طيب يا شارلس ثم قطع إلى لقطة قريبة لشارلس وهو يرد عليه، ويتقدم تاتشر ليقرأ رسالة يذكره فيها بمسئولياته مع اقتراب عامه الحادي والعشرين ثم قطع على سكرتيرة تاتشر تقرأ لم رد كين حيث يعلن عن اهتمام من بين كل أملاكه بجريدة المحقق فقط.
(7) المشهد (30) تمت إضافة له في الفيلم حيث يبدأ بـ «تاتشر» وهو يقرأ بعض عناوين صحيفة (المحقق) وتصاعد غضبه مع كل عناوين من عناوين الصحافة الصفراء، المشهد التالي وكما في الفيلم يظهر ليلاند لأول مرة حيث يدخل أسرى برنشتين. كما استبدل الفيلم موضوع حديث تاتشر مع كين حول شركة مترو بوليتان للنقل إلى شركة النقل العام.
(8) قبل المشهد (31) في الفيلم مشهد يدور بين تاتشر وكين وبرنشتين لا يوجد في نسخة السيناريو، تدور أحداثه عام 1929 حيث يوشك كين على الإفلاس مؤقتاً وهو يوقع عقد تناوله عن الصحيفة لشركة تاتشر ـ خلال هذا المشهد يقول كين أنه لو لم يكن ثرياً لفضل أن يكون عظيماً ومشهوراً، ويسأله تاتشر ماذا كان يجب أن يكون ويرد كين: كل ما تكرهه.. والسطور في مخطوطة تاتشر التى يبدأ بها مشهد 41 حذفت من الفيلم.
(9) في الفيلم ينتهي هذا المشهد (35) على قوله كين، «مستر كارتر» لقد كنت غاية في التفهم.. طاب يومك»
(10) مشهد (36) حذف كله من الفيلم.
(11) اسم «مايك» استبدل باسم «سولى» في الفيلم.
(12) المشهد (40) لا يبدو «كين» في الفيلم أكثر حياء ولا يعقد مقارنة بين الدجاج والنعامة.
(13) المشهد (41) يتداخل الحوار كثيراً.. ويبدو إعادة ترتيبه… وهلع ليلاند حول إثارة كين للحرب اختصرت في سطر واحد في الفيلم. كما تم حذف إشارة كين إلى هيرست وشخصية جوجيورجي حذفت من السيناريو لعدم موافقة الرقابة عليها وهو ما استدعى إعادة توقيع المشهد كله.
(14) المشهد 42، تم حذفه كله لاعتراض الرقابة على ظهور بيت للدعارة.
يتبع العدد القادم
هيرمان.جي، مانكوفينشن ـ اورسون ويلز
ترجمة: محمــــود عـــلي