يا سماء
انفرجي قليلا
كي أرى فيك نفسي
صافية كأديم العدم !
ليست بي رغبة في التحليق
بي ، فقط ، شهوة
لحلق ذهني
من شوائب هذا التيه الأبدي
الذي تزج بي فيه
نساء من سقط المواعيد
ومن ترهات الاحتمال
وأنا
في عز هذا التجواب الجذلان
أتمرغ في حضن الكلمات
وأعبئ النار بالنور
أسحل أعماري المتراكمة
على متن كتاب لايكتمل
وتحت وسادتي بعض من تبتلات لا تلين
وتجليات لا تبين
كيلا يكون لي
ما يكون للأبالسة من عروش
وللأباطرة المخنثين من تيجان
وها قد هامست نفسي المنذورة للملذات
بأني
سأرضع من أثداء البحر
حليب الجنون
ثم أمضي عاريا
على متن حورية سبطاء
حتى حدائق فرساي
عساني أصادف ظل» أنطوانيت «
وهي ترقد في حجر عشيقها الدانماركي
فأدرك حينها
أن الهوى عاهة جليلة
وأن الشبق الحليم
إرث نزيه …
d d d
يا سماء
انفرجي قليلا
كي أرى فيك نفسي
عاتية كمرايا الليل .
ليست بي رغبة في النعاس
بي، فقط ، شهوة
لاعتصار الأرق
واحتسائه عند الفجر
من صرة جنية بلهاء
تقاسمني سرير الضجر
من دون أسى
وتبوح لي بأسرارها العادية
وأنا لا أسمع سوى نفيخ صور
يزداد قربا
كلما فتحت بصيرتي
على ضوء السهر
أنا المفتون بالشقرة
وما يحف بها من تهلكات
أشحذ قدمي
على مصقل الهروب
وأعرف أن الدمع لا يكفي
لدفن الخديعة
وأني سأظل هنا
واقفا على خنصري
حتى يستعيد يوليوز براءته
ويرقص المجانين فوق كتفي
رقصة الندم العظمى.
ها قد ضقت ذرعا بهذا الكون
وصار لي في الصحو يأس
وفي السكر يأسان
واستفحل بي
وهن التبعثر بين الأماسي
واسود ثلجي في عيون امرأة
لا تجيد الغناء على صدور اليتامى
ولا تحلو دموعها
إلا في عز الربيع.
d d d
لن أذهب إلى كولورادو
ولن أمزق رسائل « توسياتا «
ولن أوهم «ساندرا» بالهجران
ولن أفتح قلبي بعد الآن
للبوءات المعمدات بماء الخرافة
ولن أحزن على أرحام «ألدوموبار»
حين تفتضها
مخالب رجال هاربين من ضوء الوجود
سأحتفظ
في ظل هذه التهيؤات
بصورة زاهد الحي
وهو يبتر لسانه أمام الملأ
ويهديه لامرأة
أطعمته الصمت المسموم
في صحن الجيران …
d d d
يا سماء
انفرجي قليلا
في صفحة هذا المساء المطير
كي أرى نفسي
وقد تحولت إلى غصن مجروف
في ميازيب الوقت .
ليست بي رغبة في الصحو
بي ، فقط ، شهوة
لتدمير الدمار
والتقاف الحكمة من أفواه الزيازين.
d d d
هل آدمي ما أرى
أم صخرة معلقة في الهواء
والريح تململها من حين لآخر
كي تربك أحلام العابرين ؟
عيني على سبيل أفعواني
يمتد حتى مشارف «مير اللفت»
حيث يلاحم الجبل البحر
ويحلو ل «ياسمينة» أن ترشقني
بزخات الدلع
ثم تمضي ضاحكة خلف حزني.
أعرف يا سيدتي
أن قدري منشوب في عينيك
وأني
كلما شممت خصلة من شعرك السائب
عاودني الحنين
إلى حبال الشنق المؤجل
فتحسست عنقي
على مقربة من أريجك
وسرت دائخا
بين أطلال هذا الخراب المزخرف
باحثا عن سيقان أندلسية
كانت قد مرت بي
في أصياف غابرة
ولم تترك لي من عناوينها
غير خطوط هيروغليفية
مبعثرة على رمل بليل .
لن أتهجى في اختيالك الشهي
حروف الخيبة
ولن أحرس غيظك السادي
من أظافر النسيان
سأقطف من بياضك الراهل
صفحة واحدة
أخط عليها ، متى طاب لك ،
وصاياي الهرمة
وأودعها صك التعهد
بظلالك في كل خطوة
حتى ينطفئ الكون
ولا يبقى سوانا
في هذا الشاطئ الممهور
بدماء الشهوات المخصية …
عزيز الحاكم
شاعر من المغرب