18 نوفمبر عطاء متجدد
18 نوفمبر من كل عام ، يوم خاص في ذاكرة الوطن والانسان العماني. استثنائي، يستحضر تجديده وعطاءه بتجدد الحياة عبر مسارات الأيام التي يسبقها متمثلا بالعطاء الزاخر الوفير بما تحقق ويتحقق على أرض سلطنة عمان من انجازات تجسد مسيرة الخير التي يرعاها ويقود سيرتها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم .
18 نوفمبر القادم ، يوم من أيام عمان ، تلبس فيه السلطنة أثواب التعمير والتغيير المتجدد نحو آفاق أفضل بما أنجز وينجز عبر ملحمة البناء والتنمية التي قادها ويقودها قابوس الهمام بهمة وعزيمة لا تلين .
27عاما مضت .. كان لسلطنة عمان حضورها الاقليمي والعربي والدولي . حضور لا مثيل له حينما نستعرض النقلات النوعية التي تجسدت على أرض الواقع العماني من تغيير حقيقي وفاعل ومؤثر شمل الانسان أولا والأرض العمانية ثانيا. فقبل هذا التاريخ أي قبل 27 عاما كانت عمان تعيش أجواء القرون الوسطى. لا مدارس (عدا مدرستين ابتدائيتين في مسقط وصلالة ) ، لا طرق ، لا مستشفيات ، لا خدمات بكل أشكالها .
فمنذ 27 عاما أفاقت ثمان من غفوتها التي استمرت قرونا عديدة . ورغم إمكانياتها المتواضعة إلا إنها استطاعت وبكفاءة مدهشة ، ليس فقط تجاوز البقاء خارج مدار التاريخ حتى عام 1970، ولكنها تمكنت من بلورة نماذج وصيغ للتنمية الوطنية تمثلت رافدا لرصيد القوة العربية يتسم بالحيوية والتجديد.
فالتجربة التنموية العمانية الشاملة لم تكن أحادية الجانب ، فهي لم تتعامل مع البعد الاقتصادي والمظهري للتنمية فقط .. ولكن هذه التجربة تعددت في اتجاهاتها ومساراتها، فأول ما شملته هو بناء الانسان العماني وتكوين شخصيته المتكاملة وتثقيفه وصقله وتدريبه ، حيث كان دوما في مقدمة الأهداف النبيلة والغايات الجليلة لمسيرة النهضة الزاهرة .
كما أن التميز والخصوصية في تجربة التنمية في سلطنة عمان يتمثلان في البعد المحوري أو الركيزة الأساسية التي انطلقت منها واستندت اليها عمليات التنمية الدائمة والمستمرة منذ عام 1970، وهو ما يمكن تسميته بالمهمة التاريخية في بناء عمان الحديثة .
في هذا الاطار حدد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ، قبل نحو سبعة وعشرين عاما، ملامح الطريق بقوله "خطتنا في الداخل أن نبني بلدنا ونوفر لجميع أهله الحياة المرفهة والعيش الكريم ، وهذه غاية لا يمكن تحقيقها إلا عن طريق مشاركة أبناء الشعب في تحمل أعباء المسؤولية ومهمة البناء ولقد فتحنا أبوابنا لمواطنينا في سبيل الوصول الى هذه الغاية وسوف نعمل جادين على تثبيت حكم ديموقراطي عادل في بلادنا في إطار واقعنا العماني العربي وحسب تقاليد وعادات مجتمعنا جاعلين نصب أعيننا تعاليم الاسلام الذي ينير لنا السبيل دائما".
إذن ما تحقق خلال السبعة والعشرين عاما من انجازات ، يتحدث عن نفسه كمعالم عن النهضة الشاملة التي لا مست أرجاء الوطن من أقصده الى أقصده وتركت بصمات شاهدة على تجربة حية متجددة تستمد واقعها وآفاقها من روح المكان العماني وعبر وثبات لا تقف عند حدود معينة .
لهذا فرصد ما أنجز كثير بكى المقاييس . وها هي سلطنة عمان تدخل مرحلة أخرى من مراحل البناء والعطاء المتجدد نحو آفاق المشاركة الشعبية بتحمل أعباء المسؤولية وتنظيم الدولة على أسس عصرية ثابتة وذلك بصدور "النظام الأساسي للدولة " الذي أتى بعد مراحل البناء والتنمية والإعمار، ليمثل نقلة كبيرة ونوعية بالنهوض بالوطن العماني واستقراره وتثبيت أركان الدولة المؤسساتية . انعكاسا لما تحقق وانجز ن صيرورة مسيرة التنمية الشاملة التي يقود خطاها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله –
وها نحن بتجدد يوم 18 نوفمبر ندخل مرحلة جديدة بإضافات جديدة في عقد تلك المسيرة التي انطلقت قبل ا2عاما، استنارة بنور الاشراقة والشعلة التي مازالت تنير دروب الانسان والوطن العماني.
نزوى