ينفجرُ الوقتُ،
فتصبح كلُّ الساعات شظايا
أتحسَّسُ صدري
وألاحقُ بعض بصيص الضوءِ
أجوسُ دروبًا ملأى بالقهر
وطافحةً بصنوف المقتْ
أتطلّعُ،
هل هذا العبء الرازحُ غيمٌ يعبرُ؟
أم جثمان نهارٍ مرَّ؟
ولم يدفنْه الليلُ القادمُ بعْد!
يا مَنْ يأتي..
يحنو،
ويواجهُ بعض سؤال الصمتْ
عجِّلْ بيديك لتأخذَ بي
أشتاق مدينة أيامي
هل ترجعُ لي؟
إني من فوق البرج أنادي
يسمعني سكان الأدوارِ العليا،
والدّنيا
تنفتح نوافذهم تسأل عن
هذا الصائح في البرية
– لا يُدْرَى حيٌّ فيها أم ميْت-
يشتاقُ لوجه مدينتهِ المسلوبْ
الغارقِ في طوفان عذاباتِ الرؤيا
يسأل عنه الأقصى والأدنى
العابرَ،
والضاربَ فيها عكازَ إقامته
يُفزعه أنّ الناس جميعًا صرعى
شربوا من خمرتها بعض تلوّثها
وفسادَ أماكنها
ومضوْا
لا يدرون حقيقة ما تعنيه لهم
أو يعنون لها
يا مَنْ يأتي
ينقذني من هذا الأسنِ الطافحْ
يُرجعُ لي وجه مدينتيَ النديان
انفجر الوقتُ
وليل الكافر حان وبانْ
وتطاول شيطانُ الظُّلْمة
فتْكُ الملك،
ورُعْب الأعوانْ
عشوائياتٌ تبحث عن مأوى
في زمن مجنونٍ جامح
ووجوهٍ تطمسها الأحزان
وفضاءٍ يبحث عن جدران
حتي ينتصب عمودُ البْيت!
j h j
أحلمُ أن أسير فيك يا مدينتي
يدي تطوّق المساء في برودة الخريف
صدري ينوء بالأحلام،
في دوَامة العطور والألوان
وخطوتي تنداحُ في الأزقة
لتلتقي بغيرها في زحمة الميدانْ
ويصبح الجميع واحدًا
أصواتهم عفيَّةٌ كأنها ترنيمة فتْية
تضجُّ بالهتاف والألحان
أحلمُ أن أسير فيك يا مدينتي
منطلقًا أبحثُ عن صَبِيَّة
في قاع عينيْها شعاعٌ قادمٌ
من عالم وريف
ينشرُ فوقي ظُلّة الحنان
يشدّني إلى مرافئ الأمان
مستسلمًا لضوئه الشفيف
أحلم أن أسير فيك يا مدنيتي
مستوحدًا حينًا
وحينًا باحثًا عن صحبةٍ،
وعن وليفْ
وعن غرامٍ عابرٍ، حينا
وحينا.. عن مدًى
تمتدُّ فيه نشوةُ الإنسانِ بالإنسان
وحين نلتقي..
تفصلنا المناكبُ المندفعة
نوشك أن نتوه في الزحام
لكن لحنك الشجيَّ يا مدينتي
يعُيدنا للمِشية المُوقَّعة
يضمُّنا معًا رصيفْ!
j h j
ينفجرُ الوقتُ،
تصير الدنيا أشلاًء متناثرةً،
وزجاجَ مرايا تتكسَّرُ في كلّ مكان
لا يملكُ وجهٌ أن ينظر وجْهه
ففُجاءةُ هذا الحدث
الصاخبِ كالبركان
تعقدُ ألسنةً،
وعقولاً،
وخيولا تبحث عن فرسانْ
وزمانًا ليس كأيِّ زمان
فانتفضوا الآن..
إن شئتم عيْشًا لا يتشبث بالأكفان
وغدًا مختلفًا
لا يبتدئ بلفظة «كان»
لا يُدخلكم في سرداب الموتْ!