جرجس شكري*
1 –
بعيون خائفةٍ صعدوا إلى البيت
فتحوا قلوبهم وكلّ النوافذ
وحين تسلل الهواء كلصٍ
تأملوا أنفسهم كغرباء
وتركوا وجوههم في المرآة
كعمقْ آخر للشخصية.
وحين
أعلنت الشمس عن وجودها
وأضاءت فضاء الحكاية
سلّموا على بعضهم
ضحكوا،
أصابتهم الدهشة
بما يشبه الحمي
وظنوا أنهم في حلمٍ .
2 –
انعكس هذا على أثاث البيت
إذ ارتابت المقاعد في أصحابها
وخرجت الملابس من الخزانة
مسكونة بأفكار خطرة
أما أدوات المطبخ فوقفت تراقب من بعيد
مستقبل الحكاية .
بعضهم ألقى نظرة عابرة وأخرى عميقة
ودون تردد
وضعوا أيامهم وأحلامهم في قضمةٍ واحدةٍ
ثم غسلوا أيديهم جيداً
وأطلوا من النافذة
صرخوا :
الشوارع عمياء والأقدام ميتة
وفي المقابر حفلات صاخبة .
3 –
بعد أن تخلّوا عن كل الأحذية
سألوا أفلاطون وأينشتين
سألوا ضمائرهم وكلّ سكان السماء
من منح الخوف هذه الشجاعة؟
ولما أصابهم اليأس
شدوا لحاهم
وأغلقوا عيونهم
كإجراء وقائي
هؤلاء الذين نسوا أفواههم مفتوحةً
شاهدوا الشتاء يهرب خائفاً
وخلفه الصيف يجر أذيال الخيبة
سألوا بصوتٍ خافتٍ
أيها العالم متى تخلع ملابسك الرسمية
وتستريح ؟