تقديم وترجمة : مها لطفي
كان إيمانويل بوف (1898 – 1945) صحفيًا وروائيًا فرنسيًا ينشر روايات تحت اسم مستعار «جان فاكوا» لعدة سنوات حتى ساعدته الروائية الفرنسية كوليت على نشر روايته «أصدقائي» باسمه الشخصي. تابع نشر قصص ناجحة حتى الحرب العالمية الثانية، عندما اضطر أن يلجأ إلى الجزائر. مات بسبب أزمة قلبية بعد عودته إلى باريس من المنفى.
كان إيمانويل بوف يدعى إيمانويل بوبو فنيكوف عند ولادته في أبريل 1898 في باريس لوالد مهاجر يهودي أوكراني يدعى إيمانويل بوبو فنيكوف ووالدة بلجيكية المولد هي هنرييت ميشال. طفولته كانت صعبة حيث إن مساعدات والده المالية للعائلة كانت في معظم الوقت غير موجودة. اتجهت حياته نحو الأفضل عندما تزوج والده من الرسامة الثرية إميلي أوفيرويج. ذهب إيمانويل ليعيش مع والده وزوجته، وبسبب دعم زوجته المادي استطاع أن يذهب إلى مدرسة داخلية في إنجلترا.
عندئذ أعلن رغبته في أن يكون كاتبًا. أجبره انفجار الحرب العالمية الأولى على العودة إلى فرنسا. كان والده قد مات لإصابته بمرض السل. لم تعد زوجة أبيه قادرة على دعمه ماليًا، وكان على إيمانويل الشاب أن يعيل نفسه ببعض الأعمال التافهة وهو يحاول الكتابة. سكن في فندق بدأ يبدو مألوفا فيما بعد في رواياته. غير اسمه لاسم أسهل نطقًا (بوف) بسبب عدم قدرة أحد رجال البوليس المناهضين للسامية على لفظ اسمه مما أدى إلى سجنه لمدة شهر.
بعد الحرب بوقت قصير تزوج من مدرِّسة شابة تدعى سوزان فالوا، وانتقل إلى ضواحي فيينا. حاول أن يدعم زوجته وابنته (نور) بكتابة قصص خيالية باسم مستعار «جين فالوا». عندما لم يعد لديهم المال اضطرت الأسرة المؤلفة من ثلاثة أفراد أن تعود لباريس. لفتت أعماله نظر (كوليت)، التي ساعدته على نشر قصته الأولى «أصدقائي» باسمه الحقيقي، في العام 1924. نالت الرواية نجاحًا كبيرًا فور صدورها (حيث قورن بوف ببروست ودوستويفسكي)، وتبقى أهم قصص بوف المعروفة، حيث نال بسببها جائزة «فيجوييار» عام 1928، واستمرت أعماله تنشر حتى الحرب العالمية الثانية.
جسد بوف عبر أعماله تجربة جيل ضائع من قدامى المحاربين، بلغته الدقيقة والأنيقة. ولهذا السبب، كان محبوبًا جدًا وخاصة من قبل صموئيل بيكيت. كان ناجحًا بشكل خاص ومنتجًا في الفترة ما بين 1920-1930، وله تأثير عميق على العديد من المؤلفين خلال حياته، وفيما بعد على أولئك الذين ظهروا بعد الحرب العالمية الثانية.
انفصل عن سوزان عام 1925، ثم تزوج اليهودية الثرية لويس أوتينسوس التي عرَّفته على مجتمع الطبقة الراقية. غادر معها إلى الجزائر في عام 1942 خلال احتلال الألمان لفرنسا، حيث سقط مريضًا ولم يتعاف بعد ذلك. توفي في باريس في 13 يوليو 1945، بسبب ضعف جسدي شديد وفشل في القلب.