قصة جابرييل جارسيا ماركيز ترجمة وإعداد- هاني حجاج أنجز بالتازار القفص بسرعة مدهشة ثم علقه، بحكم العادة، على الإفريز. وعندما انتهى من تناول الغداء، كان الجميع يمدحونه في كل مكان: “إنه أجمل قفص في العالم”. توافد الخلق لرؤيته، حتى اجتمع...
عبد الرزاق قرنح ذات يوم، قبل المتاعب بزمن طويل، انسلَّ دون أن ينبس بكلمة لأحد ولم يَعُدْ قطُّ. ثم، في يوم آخر، بعد ثلاثة وأربعين عامًا، سقط عند الباب الأمامي لبيته الواقع في بلدة إنكليزية صغيرة. حدث ذلك في وقت...
خالد اليماني تسارعت نبضات قلب نعمان، فيما حطّت الطائرة، لترتطم، وتتدحرج بمدرج مطار كينيدي في نيويورك، صبيحة ذلك اليوم الربيعي الخالد، ذلك اليوم الفارق في حياة الشاب اليافع الذي مرت ذكرى ميلاده الخامسة عشرة خلال الأسابيع الماضية، بينما أحياها كعادته...
زاهر الغافري 1 لستُ متسولًا، أنا رجلٌ نبيلٌ، لكن النبالة منذ القرن السابع عشر كانت بحاجة إلى ترخيص، إلى مزاعم أكثر من أن تكون حقيقية. اليوم صباحًا استيقظتُ من الفراش وفي رأسي إغماءة كمن شرب كثيرًا من النبيذ حتى وقتٍ...
إكرام عبدي تظل مدينة طنجة المغربية ماسةً في عنق الأبدية؛ فردوسًا ينهل من ينابيع الهويتين التاريخية والحضارية، غيابًا شفيفًا أكثر حضورا من وقائع اللحظة، زمنًا أسطوريًا خالدًا نحيا مرارا على أثيره، ذاكرة أشبه بتميمة تحمينا من المبتذل والدخيل والمتطرف ومن...
عبدالحميد القائد في المقهى تنظر إليه .. ينظر إليها بين فينةٍ وأخرى.. النظراتُ لا تتوقف، لماذا تنظر إليه هكذا، من المؤكد أنها ليست معجبة بوسامته أو حتى بذكوريته، فقد اختطف الزمن منه الكثير من بهائه القديم، ما عاد طبقًا شهيًا...
قسطنطين باوستوفسكي* لست أذكر، كيف وصلتني قصة رجل القمامة الباريسي جان شاميت الذي يكسب رزقه من خلال عمله في تنظيف ورشات الحرفيين في حيِّه. عاش شاميت في كوخ في إحدى ضواحي المدينة. بالطبع، يمكن للمرء وصف هذه الضاحية بالتفصيل، وبالتالي...
ماهر راعي ولدت في العتمة.. وأمضيت ما مرّ من عمري في العتمة.. من الصعب بل إنه لأمر غير منصف أن أكمل ما تبقى من العمر في هذه العتمة كذلك، وأي عتمة!! عتمة القلق والترقب والخوف، مهلا هل يوجد عتمة ليست...
تأليف: ماريو بارغاس يوسا ترجمة: محمد العربي غجو- شاعر ومترجم مغربي كلما فصَلت الريحُ غصنا صغيرا أو لطمت زجاج المطبخ الذي كان في أسفل البستان محدثة ضجيجا، قفز العجوز الصغير بخفة من مقعده وكأنه يتوقع سقوط صخرة كبيرة. كان يتلصص...
قيس عمر في وسط الجدار المتصدّع ثمّة صورة فوتوغرافيّة يتيمة لطفل يجلس وحيدًا، يبتسم وهو يحدّق في ظلّه الذي عكسته الشّمس أمامه، وكأنه يرى الظلّ لأول مرة، عين الطفل اليمنى تحدق في الظل، بينما العين اليسرى كانت تحاول التحديق في...
سيلفا ألمادا – كاتبة أرجنتينية ترجمة وتقديم: علي بونوا -مترجم مغربي سيلفا ألمادا (Selva Almada): ولدت عام 1973م في إنتري ريوس بالأرجنتين. كاتبة وقاصة وروائية وشاعرة. صدر لها ما يزيد على عشرة كتب أغلبها من القصص والروايات. تعد حاليا من...
محمود الرحبي أتذكر هذه الليلة جيدًا. كان يحضن بيمناه كتاب النور لعثمان الأصمّ، في مشيته الوئيدة إلى المسجد، دون أن يحمل قنديلا. فالقمر كان ساطعا، حتى إنه ترك عصاه معلقة في كربة نخلة في باحة البيت الطيني.. قبل ذلك أرسل...
علي إبراهيم دريوسي كان قد حدَّدَ موعدًا للقاء معها في الساعة الحادية عشرة تمامًا أمام مدخل محطة المترو “سلون سكوير” في الجنوب من لندن. صعد من محطة “ستون بريدج” في شمال لندن إلى قطارِ المترو “خط باكيرلو”، بعد عدة محطات...
حمود سعود ماذا لو قررتُ هذا الصباح أن أهرب من جحيم التدريس، وأصبح بائع ماء، ماذا لو كنت الآن أقود صهريج ماء أزرق في شوارع العامرات التي تكتظ بعلب الإسمنت والبيوت البيضاء والضجر المتكدس في الطرقات، لا علينا من الخيال...
أنيس الرّافعي (عندما نسيرُ في هذه المدينة على هذا النّحو، نصعدُ الزّمن، لدرجة أنّ المَتَاهَ لا يكون مكانيًّا فحسب، بل هو، بنفس الحركة، متاهٌ زمنيّ). عبد الكبير الخطيبي، من تقديم كتاب “فاس، مقام العابرين”، ص 7. في الأيام الأولى بعد...
فليحة حسن كانت نادية أكبر أخواتها الثلاث سنًا، وأكثرهنَّ وزنًا وأضخمهنَّ بنية، وربما لهذا السبب كان قد تأخر زواجها، فهي لم تركب قطار الزواج حتى بلغتْ الثلاثين من العمر، أما زوجها الذي كان يكبرها بعشر سنوات، فهو مثل غالبية الجنود...
حسام يحيى ” أحضروا ولد الجعافرة الملطوش من البندر” “جدتك قالت ذلك” قالها الولد القادم من البلد البعيد وغادرني، أمَّا الحلمُ الذي راودني تلك الليلة، فيما يبدو لم يعنِ شيئًا، قد ترك القلب مقبوضًا، والحلم الذي يترك القلب مقبوضًا، على...
سليم الحاج قاسم 1 مطرٌ. طريقٌ كثير الشكّ في سالكيه. خيبةُ من خسروا رهان البارحة واضحةٌ في سيمياء الوجوه. تتكلم الغربة بين اتّجاهين ويتلعثم المصير. البعض كان يسمع، ويتظاهر البعض الآخر بالسّماع. كنّا بلا عددٍ، لا يعلمنا إلّا الضّوء الذي...
فدوى سالم في منتصف حوش المنزل، يجلس على الكرسي البلاستيكي المصفر، يتأمل غروبًا عاديًا، لا غيوم ولا ألوان كثيرة، هو اللون البرتقالي القاتم، يختلط مع الجبال، والشمس تسقط، جالبة لقلبه الأسى والذكرى. يستذكر ماضيًا بعيدًا، ابنته الميتة، ليس شيئًا يذكر،...
أمل بنت راشد المغيزوية كان المطر ينهمر بغزارة مترافقًا مع هزيم الرعد ولمعان البرق المتلاحق، لم يستطيع مواصلة قيادة السيارة بعد أن أضحت الرؤية منعدمة أمامه، كانت تفاصيل الشارع تبدو من حوله متداخلة، مغلفة بلون ضبابي لا ينتهي، وجد نفسه...